عنوان الورقة: التدخل الروسي في سوريا إعداد الطالب محمد ابراهيم محمد(حماده) ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2021/07/12

عنوان الورقة: التدخل الروسي في سوريا إعداد الطالب محمد ابراهيم محمد(حماده)



أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا

تخصــــص: دبلوماسية وعلاقات دولية

مساق: دراسات اقليمية ودولية



ورقة بحثية



عنوان الورقة:

التدخل الروسي في سوريا


إعداد الطالب

محمد ابراهيم محمد(حماده)

إشراف الدكتور

ابراهيم حبيب

1437هـ - 2017م

بسم الله الرحمن الرحيم

التدخل الروسي في سوريا

مقدمة:

             في فترة الحرب الباردة لم يكن ممكنا اتخاذ مواقف  وقرارات دبلوماسية في الشرق الأوسط دون الأخذ بعين الاعتبار المصالح الروسية. وفي الفترة بعد الحرب الباردة شهدت العلاقات بين روسيا والشرق الاوسط مدا وجزرا. وفي السنوات بين 1992-1995 كان الدور الروسي في المنطقة رمزيا جدا, وفي معظم الأحيان كان متناسبا مع الرغبة الأمريكية. هذا الوضع شهد تغيرا عام 1996 مع تعيين بريماكوف وزيرا للخارجية ثم بعد ذلك رئيسا للوزراء : حيث عادت روسيا الى دعم المواقف العربية والدول العربية لكن ايضا بحذر مراعية علاقاتها مع الولايات المتحدة الامريكية و(إسرائيل) . ازداد التأثير السياسي الروسي في المنطقة العربية بسبب تعاظم مقدرات الطاقة وبسبب غياب نجاحات واضحة للولايات المتحدة في المنطقة سواء عسكرية أو مدنية.

ملخص:

               لا يوجد اليوم دعم روسي -عسكري أو سياسي- يقدم لأي دولة في العالم على النحو الذي يجري تقديمه إلى سوريا، وقد يبدو هذا الأمر محيّرا للوهلة الأولى، الا ان ثمة  رهان يرتبط بجوهر الخيارات الجيوسياسية. إن روسيا اليوم أكبر الحاضرين في سوريا بمعايير الأمن، وهي حاضنتها الدولية سياسيا، وأحد مصادرها المهمة على صعيد الطاقة، ومصدر العديد من المعونات المتجهة إليها.

على الرغم من اندلاع الثورة في سوريا والمطالبة بإسقاط النظام منذ مارس 2011 وحتى الان في ظل ما يعرف بثورات الربيع العربي لم يحسم هذا الامر بعد سواء من قبل النظام(القضاء على الثورة) أو من الثوار (إسقاط النظام) ويرجع ذلك الى تدخلات دولية في هذه الأزمة وعلى رأسها التدخل الروسي واستخدامه المتكرر لحق الاعتراض في مجلس الأمن وتعطيل مشروع أي قرار يدين النظام السوري. 

تاريخ العلاقة السورية الروسية:

                 كان الاتحاد السوفياتي السابق من أولى الدول التي اعترفت باستقلال سوريا وأقامت علاقات دبلوماسية معها في عام 1944. وتعززت العلاقات السورية الروسية بشكل كبير لترتقي إلى مستوى التحالف الاستراتيجي مع وصول الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إلى سدة الحكم في 1970 وإعلانه انطلاق ما عرف بالحركة التصحيحية التي كرست حكمه في استفتاء عام 1971. بعد طرد السوفيات من مصر اضطر الكرملين للبحث عن بدائل أخرى في الشرق الأوسط ,آنذاك كان كل من العراق وسوريا الذين يحكمهما حزب البعث العربي الاشتراكي أفضل تلك البدائل فتدفق السلاح إلى هذين البلدين، وبالإضافة إلى الدعم العسكري قدمت القيادة السوفياتية دعم سياسي مشهود لسوريا في المحافل الدولية وساهم الاتحاد السوفياتي في بناء البنية التحتية للاقتصاد السوري لاسيما في فروعه الاستراتيجية كالطاقة والتعدين والري.

تأسست "جمعية العلاقات الثقافية" مع الخارج لعموم الاتحاد السوفيتي التي تعد أصل هذا المركز في عام 1925, وقامت سورية وما تزال بإرسال المئات من الطلاب السوريين للدراسة في روسيا في شتى المجالات وعززت الروابط الثقافية عن طريق سفارتي كلا من البلدين وخصوصا القنصليات الروسية.

             قدمت روسية منذ ايام الاتحاد السوفياتي الدعم العسكري الكبير لسورية وتوقف الدعم في التسعينيات في عهدي الرئيسين غورباتشوف ويلتسين وعاد الدعم الروسي لسوريا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين وكان بإعادة افتتاح القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس وعقد الصفقات العسكرية مع سوريا منها تقديم خبراء عسكريين وأسلحة وتجديد عتاد القوات المسلحة السورية من أسلحة حديثة. ومنذ منتصف الستينيات وحتى بداية التسعينيات من القرن الماضي  بلغ عدد المشاريع الكبيرة المنفذة بمساعدة الاتحاد السوفييتي السابق أكثر من ستين مشروعاً، ساعدت على ضمان ركائز استراتيجية لسورية في الحفاظ على أمنها الاقتصادي.

أهداف روسيا في الشرق الأوسط:

سياسة موسكو في الشرق الأوسط مشتقة من أهدافها الرئيسية: 

1. تعددية-أقطاب: حيث تسعى الى أن تصبح مركز تأثير على مستوى العالم وكذلك التأثير في المجريات الدولية في الامم المتحدة من خلال استخدام حقها في النقض, ثم تطوير مصالحها المشتركة مع لاعبين اخرين بهدف خدمة مصالحها القومية وضمان مكانتها  الدولية.

2. أمن المحيط: حماية مصالح اقتصادية في الدول المجاورة  وايجاد محيط دفاعي من انظمة تابعه على الحدود مع روسيا هو امر حيوي بالنسبة لموسكو لحماية وضعها الداخلي.

3. مصالح اقتصادية.

               ومن هنا فقد مثلت سوريا احد آخر مناطق النفوذ السوفييتي في المنطقة وبقيت العلاقة بين روسيا وسوريا قائمة الى حيث وقوع الثورة في سوريا . ولقد راهنت روسيا على سوريا لأسباب ربما كانت في نظر روسيا تستحق عناء وتكاليف الزج بقواتها وقوتها بشكل مباشر في الثورة . فرهان روسيا على سوريا ومن خلالها على البحر الأبيض المتوسط، حيث لا شيء في هذه اللحظة يفوق أهمية المتوسط في حسابات روسيا الجيوسياسية. هذا البحر  هو بوابة أوروبا والبحر الأسود، واستتباعا روسيا ذاتها، إنه الخاصرة الرخوة للأمنين الأوروبي والروسي على حد سواء.  وكانت مجموعة من القطع البحرية الروسية تتواجد -بصفة مستمرة- في البحر المتوسط إبان الحقبة السوفياتية، وتحديدا منذ عام 1967، بينما كانت مجموعة أخرى تتواجد في المحيط الهندي، وقد عادت هذه القطع إلى قواعد الأسطول الروسي بعد سقوط الدولة السوفياتية. وهنا تجدر الاشارة الى انه لا يُمكن فصل حالة الأمن في البحر الأسود عن الوضع السائد في البحر المتوسط. وبمنظور القوى الكبرى، فإن من يخسر في أي من البحرين يكون قد خسر بالضرورة في البحر الآخر، ومن يتقدم في أحدهما يتقدم في الآخر، بالضرورة أيضا. وهذه معادلة تدركها روسيا والقوى الغربية على حد سواء. باختصار، فقد بات البحر الأسود منطقة نفوذ أطلسية، تضررت فيها مكانة روسيا ودورها التاريخي، وكان هذا أحد العوامل الدافعة باتجاه تعزيز موقع البحر المتوسط -واستتباعا موقع سوريا- في السياسة الروسية الراهنة. ومن هنا كانت اهمية منشأة طرطوس بالنسبة للروس حيث ووفقا لبعض الدراسات الإسرائيلية، فإن محللي الدفاع في إسرائيل يرون في البوارج الروسية على الساحل السوري "قواعد متحركة" تنهض بمهام التجسس والاستطلاع الإلكتروني.

             ولا تقتصر أهمية سوريا في حسابات روسيا -التاريخية والراهنة- على موقعها الجغرافي، وما قد يوفر لها من حضور على سواحل البحر المتوسط، بل هناك رهانات كبرى ترتبط "بالجيوبوليتيك" الإقليمي ومكانة السوريين فيه. وقد تطوّرت العلاقات الروسية السورية في مسار تاريخي طويل، ومثّل الاتحاد السوفياتي -على مدى عقود- القطب الأول في تفاعلات سوريا الدولية اقتصاديا وعسكريا، بل وحتى ثقافيا. لقد كان السوفيات جهة التسليح الأولى لسوريا، تشاركهم في ذلك -بدرجة أقل كثيرا- بقية دول الكتلة الاشتراكية السابقة. وتعد سوريا الدولة العربية الوحيدة التي لا تزال بنيتها العسكرية شرقية التسليح بصورة شبه كلية، وهذا خلاف ما حدث في مصر، التي اتجهت نحو التسليح الغربي منذ مطلع سبعينيات القرن العشرين.

ذريعة التدخل الحالي:

             لا بد من تسجيل براعة الدبلوماسية الروسية في اشتقاق تكتيكات تخدم أهدافها باستغلال الأوضاع الطارئة، فقد استغلت موسكو هجمات باريس الإرهابية على أكمل وجه، وكذلك الهلع الأوروبي من ازدياد أعداد اللاجئين السوريين، واستطاعت الخروج من عزلتها، وتغيير مواقف كثير من الدول الغربية بأولوية محاربة الإرهاب، وتأجيل البت في موضوع رحيل الأسد بعد الانتهاء من "داعش" وجبهة النصرة.

واستطاع الكرملين حرف انتباه أوروبا عن الأزمة الأوكرانية وضم القرم، كما غطى -بشعارات إعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي وروسيا القيصرية الحربية- على تأثيرات أقسى أزمة اقتصادية تعيشها روسيا في تاريخها المعاصر.

النتائج:

1. قدمت روسية منذ ايام الاتحاد السوفياتي الدعم العسكري الكبير لسورية وتوقف الدعم في التسعينيات في عهدي الرئيسين غورباتشوف ويلتسين وعاد الدعم الروسي لسوريا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين وكان بإعادة افتتاح القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس.

2. لا يوجد اليوم دعم روسي -عسكري أو سياسي- يقدم لأي دولة في العالم على النحو الذي يجري تقديمه إلى سوريا, إن روسيا اليوم أكبر الحاضرين في سوريا بمعايير الأمن.

3. لا تقتصر أهمية سوريا في حسابات روسيا -التاريخية والراهنة- على موقعها الجغرافي، وما قد يوفر لها من حضور على سواحل البحر المتوسط.

4. سياسة موسكو في الشرق الأوسط مشتقة من أهدافها الرئيسية, تعددية-أقطاب, أمن المحيط, مصالح اقتصادية.

تم بحمد الله،


https://www.mik1111.blogspot.com https://www.facebook.com/kauifi

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك