شهداء سبقوني ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

شهداء سبقوني

              Facebook
                Youtube

شهداء منطقة التفاح



كتائب القسام تعرض أجزاء دبابات صهيونية
عرضت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مساء يوم الجمعة 28/7/2006م أجزاء من دبابات صهيونية دمرت خلال اجتياح القوات الصهيونية لحي التفاح شرق مدينة غزة

 

 

الشهيد المجاهد/ أحمد محمد زكريا
أبو حميد
في حي التفاح، وبالقرب من مسجد المحطة، كان
ميلاد أحمد عام1984م حيث بزغ نور ذاك الفارس وأشرقت شمس هذا الوليد الرقيق الهادئ
المبتسم في بيت متواضع ملتزم بتعاليم دين الله
التزم منذ صغره في مسجد المحطة وتربى على القرآن
الكريم وكان شابا يافعا طويل القامة ممتلئ الوجه صنديد في الحق,تأثر بقادة حماس
فالتحق بصفوفها ثم بعد ذلك انضم الي جماعة الاخوان المسلمين, درس في الجامعة الإسلامية
وبعد تخرجه عمل في مدرسة شهداء غزة لمدة ستة شهور لينتقل بعدها سكرتير مدير مكتب
وزير المالية
وبعد إلحاح شديد من الشهيد التحق بصفوف كتائب
الشهيد عز الدين القسام وكان عضواً مميزاً الأمر الذي رشحه للإلتحاق بالعديد من
الدورات التنشيطية والمتقدمة والسفر للخارج للتعلم في المجال العسكري ويشهد له
اخوانه أنه كان من أصحاب الهمة العالية والعزيمة القوية والأداء المميز بعد رجوعه
من السفر التحق بالوحدة الخاصة, حيث شارك في العديد من المهام الجهادية، وإعداد
الكمائن الأمر الذي أهله ليعمل في دائرة الإعداد والتدريب وقد درب الكثير من
الأخوة وكانت عبارته المشهورة: الذي يريد الحور العين والجنان لا بد ان يتعب
ويتحمل المصاعب”
شارك في صد العديد من الإجتياحات والاعتدائات
علي مدينة غزة، وكان من أبرزها إجتياح الشعف وجبل الريس وإجتياح حي التفاح عام
2006م وكان في الطلائع المتقدمة مع المجاهدين, ويشهد له اخوانه أنه أمطر جرافة
صهيونية بثلاث قذائف من سلاح الياسين وقد شوهد الدخان يتصاعد من تلك الجرافة، وفي
موقع أخر يضرب بنفس السلاح برج دبابة صهيونية بقذيفتين, فكشفت الطائرات مكانه..تمركز
في المكان عدة ساعات تسقط بجواره القذائف الصهيونية وطلقات العدو تسير من فوق رأسه
وقد كان بصحبته الشهيد القسامي أحمد طلال بصل، إلا ان الله سلمهم من غدر الصهاينة
وفي فجر الخميس الموافق السابع من فبراير لعام 2008م خرج احمد
برفقة الشهيد حمودة الشرفا للرباط على أحد
الثغور المتقدمة وإذا بالصهاينة الغزاة يباغتونهم بوابل من القذائف والصواريخ
فقامت أحدى طائرات الاباتشي بإطلاق صاروخ عليهم فبترت يد احمد، تحرك حمودة ليحاول إسعافه
إلا ان الطائرات رصدتهم مرة ثانية فارتقوا شهداء
نحسبهم كذلك ولا نزكي علي الله احدا
*************************************************************************

الشهيد المجاهد محمد حافظ الخروبي

لم تنم أعين المقاومين عن تطوير أداء
مقاومتهم وتصديهم للاحتلال حتى طور وا أساليبــهم
من الحجر إلى الرشاش وليس
انتهاءً بالصواريخ والعبوات, ولكن في الشق
الآخر هناك حيث الصوت العذب أبدع محمد الخروبي مع مهندسو النشيد الهادر لدعم
المقاومة في جناحها الروحي والنفسي فكانوا جندا يرتقون بمعنويات المجاهدين في أرض
الميدان..
حقا علينا بل من الواجب ان نذكر سيرة
هؤلاء الرجال الذين اختاروا الدربين وتحملوا الصعاب لتصل رسالتهم
الشهيد القسامي المجاهد  محمد حافظ الخروبي مواليد10-6-1986  نشأ في اسرة متدينة, تربى علي كتاب الله في مسجد
عمر بن الخطاب القريب من منزله, وحفظ من القرآن خمسة عشر جزءا, اختلط حب المساجد
بدمه فكان دائما يتنقل من مسجد الي آخر ليؤم بالمصليين وليدندن بكلمات الحق
والجهاد, فقد نهض للدفاع عن فلسطين ببندقيته وحنجرته على حد سواء، إنه القسامي
الذي تجذر في وعيه قوله تعالى: “ولا يطأون موطئا
يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم
به عمل صالح”
تجده تاره يقوم بحراسة الحدود الشرقيه
لمدينة غزة في مجموعات الرصد وتارة يحرك مشاعر المسلمين بصوته الكروان, درس فى
الجامعة الاسلامية بغزة فى تخصص الدراسات الاسلامية, شارك فى العديد من المهرجانات
العسكرية والاجتماعية من انشاد وتلاوة للقران حيث كان ينتمى الى فرقة الفوارس التى
قدمت معظم منشديها شهداء, وعمل ايضا مع فرقة حماة الوطن العسكرية التى
تنتمى  للشهيد اللواء توفيق جبر, وكان عضوا
فعال فى مجلس الطلبة فى الجامعة الاسلامية وله بصمة فى تغيير الحفلات الهابطة الى
الحفلات الاسلامية الهادفة وفي ايامه الاخيرة شارك في تشكيل فرقة جديدة,
وعن حياته الاسرية كان بارا بوالديه وعائلته
والجميع يحبه ويشهدون له بحسن الاخلاق والتربية
استشهد الشهيد محمد حافظ الخروبي بتاريخ 27-12-2008 إثر  القصف
الصهيوني علي مقر الجوازات حينما كان مشاركا في دورة تدريبيه في هذا اليوم العظيم
الذي شهدت له تاريخ الحروب علي غزة انتقل الشهيد الي جنات الخلد في الحرب علي قطاع
غزة وحرب الفرقان  فهنيئا
لمن جمع بين طريق السلاح وطريق اللسان…طريق الكلام البليغ والنشيد العذب
**********************************************************
الشهيد البطل / احمد
عدنان الصفدي 19 عاما
عنوان السكن : حي التفاح
تاريخ الإستشهاد  10/06/2007
باستشهاده أصاب
الذهول أهله وأصحابه وسكان الحي الذي يسكن فيه الشهيد وأصبح الكل حينها يسأل هل
حقا أن الذي استشهد في القصف الصهيوني أحمد؟!! ، فلم يكن يتصور أحد أن يكون “أبا
مجاهد” أحد أعضاء القسام، وذلك لشدة كتمانه وعشقه للعمل الجهادي الصامت, كان
هادئ الطبع ، قليل الكلام كثير الحركة فارسا مقداما يعمل بصمت وحكمة ، ورغم نشاطه
المشهود له فقد تميز بالسرية التامة.
مع بزوغ عام
28-1-1988م تربى شهيدنا في مسجد أبو عبيدة بن الجراح ، فحافظ على الصلاة في جماعة
منذ نعومة أضافره وحتى يوم استشهاده عمل الشهيد القسامي أبو مجاهد في الشرطة
الفلسطينية وعمل في صفوف الكتلة الإسلامية
تأثر الشهيد القسامي
أبو مجاهد على فراق القائد عبد العزيز الرنتيسي وشيخ فلسطين أحمد ياسين والقائد
العام صلاح شحادة وشقيق دربه في الشهيد أحمد بصل والشهيد عبد الله الغفري والشهيد
احمد أبو حميد والشهيد القائد عبد الحميد حمادة، فاقسم أن يثأر لدمائهم الطاهرة
الذكية. شارك أبو مجاهد في كافة الاجتياحات التي يقوم بها العدو الصهيوني لمنطقة
التفاح وبعض المناطق المجاورة لقطاع غزة، وقام بإطلاق العديد من قذائف الهاون على
المغتصبات الصهيونية.
عمل شهيدنا المجاهد
القسامي أحمد الصفدي في المكتب الإعلامي لكتائب القسام في حي الدرج، فكان يقوم
بتصوير العديد من المهمات الجهادية وقصف مواقع العدو الصهيوني، وقام بتصوير العديد
من وصايا الشهداء وتخريج دورات للمجاهدين القساميين.
بعد أن أمطر مواقع
العدو بعشرات قذائف الهاون صلى أبا مجاهد الفجر في مسجده وكانت تظهر عليه
الابتسامة ومنتظراً لهذا اليوم فقد كان يصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع
فقام شهيدنا ظهر يوم الثلاثاء ، مع الشهيدين يحيي حميد ومصطفى عطا الله بإطلاق
عشرات قذائف الهاون على موقع نحل عوز الصهيوني شرق مدينة غزة، وبعدما تم الانتهاء
من إطلاق القذائف قامت طائرات العدو الصهيوني بإطلاق صاروخين عليهم، لينال الشهادة
التي كانت حلما وأمنية يتمناها الشهيد
 ***********************************************************

عبد الله محمد الغفري

تاريخ الإستشهاد: 2007/05/17
العمر: 24
عبد الله  محمد   الغفري
عبد الله محمد الغفري
لقد حبى الله المجاهدين في فلسطين بأجر عظيم، فهم من قاتلوا أعداء الله .. والأمة في سبات عميق، وقفوا على أخر حصن من حصون الإسلام وتشبثوا به كي لا يهدم، أصروا على أن لا يخترق الإسلام من قبلهم، عاهدوا الله أن تكون دمائهم وأشلائهم ثمن الذود عن أرض الرباط، لم ينظروا إلى المتهاونين والمفرطين، بل أخذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته قدوة لهم وطريقا يسيروا عليها.
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا المجاهد عبد الله محمد الغفري في حي الدرج بمدينة غزة، ونشأ بين أحضان أسرة فلسطينية مجاهدة أسقته من عشقها وحبها لدينها ووطنها، ودلته على طريق المساجد وثغور المجاهدين.
علاقته بوالديه وإخوانه
كان الشهيد رحمه الله بارا بوالديه كثير المزاح معهما، عطوفا عليهما محبا لهما كثيرا، ملبيا لكل طلباتهما، فكانت علاقته بهم خاصة جدا، وكان رحمه الله يحتل في قلبهما مساحة واسعة من الحب والحنان والاحترام، وكان شهيدنا يمتاز بضحكاته الجميلة، فيدخل من خلالها السرور على قلب والديه
أما علاقته بإخوانها فكانت مميزا جدا، فقد ترك بعد غيابه فراغا كبيرا بحبه وإخلاصه ومرحه، فكان يملئ قلوبهم بالبهجة والسرور، كان كثير الحنان عليهم، ذو كيف ملائكي تعجز الكلمات عن وصفه.
علاقته بجيرانه
كانت علاقته مع جيرانه مبينة على الحب والاحترام المتبادل، فكان دائم التواصل معهم يفرح لأفراحهم ويحزن لأتراحهم ومآسيهم، بشوش الوجه في ملاقاتهم ومعاملاتهم، وبعد استشهاده حزن عليه الصغير فيهم قبل الكبير، وشارك في تشييع جثمانه الطاهر أعداد غفيرة من الجيران والأصدقاء والأحباب.
المراحل الدراسية
التحق شهيدنا المجاهد في المرحلة الابتدائية من الدراسة في مدرسة الهاشمية للبنين، وكان من الطلاب المتفوقين والمميزين بين الطلاب، فكان محبوبا من مدرسيه وزملائه.
أما المرحلة الإعدادية فقد درسها في مدرسة الشجاعية الإعدادية وكان من أوائل الطلاب في المدرسة، وكانت المرحلة الثانوية مهمة جدا في مسيرة حياته، فقد انتمى للكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس وكان أميرها في المدرسة، فالتف حوله الكثير من الطلاب نظرا لأخلاقه العالية ومعاملاته الحسنة.
شخصيات تأثر بها الشهيد
تأثر شهيدنا المجاهد على مدار حياته بشخصيات فلسطينية قياديه أو حتى من إخوانه الشهداء، فقد تأثر كثيرا بشيخ المجاهدين الشهيد أحمد ياسين، والقائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، حتى أنه خرج في جنازته وأصر أن يلمس وجهه بيديه.
وتأثر أيضا شهيدنا بالقائد عماد عقل، والقائد صلاح شحادة، أما على صعيد إخوانه المجاهدين، فقد تأثر بالشهيد المجاهد محمد السحلوب فكان عزيز على قلبه وابن مسجده في نفس الوقت، وكذلك الشهيد محمد المصري.
التزامه الدعوي
كان الشهيد المجاهد منذ صغره يتردد على المساجد ويواظب على الصلاة فيها، وبعد أن اشتد عوده وقوي ساعده، انضم لجماعة الإخوان المسلمين في مسجد عمر بن الخطاب في العام 2002م وعمل فيه مسئولا عن العمل الجماهيري، ومحفظا للقرآن الكريم.
شارك شهيدنا المجاهد في العديد من الفعاليات التي تقيمها الحركة الإسلامية، فقد كان أول المشاركين في المسيرات الجماهيرية، والمهرجانات والرحلات المسجدية الترفيهية، فكان نعم المربي الفاضل في مسجده والأخ الأكبر الحنون على إخوانه في المسجد.
انتمائه للكتائب
بعد أن أرسى شهيدنا المجاهد قواعد العقيدة الصحيحة في نفسه، انطلق كي يشق طريقه نحو الجهاد في سبيل الله عز وجل، فأخذ يلح على إخوانه في قيادة المنطقة إلحاحا شديدا، وفي العام 2004م انضم شهيدنا المجاهد عبد الله محمد الغفري لكتائب الشهيد عز الدين القسام وكان أصغر جندي من جنود الكتائب.
مهامه الجهادية
شارك شهيدنا المجاهد في الكثير من العمليات الجهادية وصد الاجتياحات الصهيونية على منطقتي غزة والشمال، فقد شارك جنبا إلى جنب مع الشهيد الشيخ نزار ريان في اجتياح المنطقة الشمالية وكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح فاقت عشرات القتلى والجرحى.
أخلاقه الجهادية
كانت أخلاق الشهيد المجاهد عبد الله محمد الغفري الجهادية مميزة جدا، كان دائم المساعدة لإخوانه المجاهدين وتفقدهم، وكان أكثر ما يميزه السرية التامة في العمل وحرصه على كتمان أمره كي يكون بيه وبين الله تبارك وتعالى ولا تشوبه أي شائبة من الرياء.
وكان شهيدنا المجاهد دائم قيام الليل وصيام النوافل، إضافة إلى قراءة القرآن الكريم بشغف كبير وحب لا يوصف.
دلالات الشهادة
كان شهيدنا المجاهد على خلاف مع أحد جيرانه بسبب اعتداءه على الشهيد عبد الله في أحد الأيام، فقام شهيدنا وقبل استشهاده بأيام قليلة بمسامحته والعفو عنه.
ظروف الاستشهاد
في تاريخ السابع عشر من شهر مايو من العام 2007م كان شهيدنا المجاهد عبد الله الغفري في مكان عمله في موقع الأمن والحماية، وكان متوضئا، صائما، يسد محل إخوانه الغائبين عن العمل، وفجأة قامت طائرات الغدر الصهيونية من نوع إف 16 بقصف الموقع فاستشهد عبد الله على الفور، وارتقى إلى ربه شهيدا مسرعا نحو الجنان.
كرامات الشهيد
رغم أن القصف الصهيوني كان عنيفا للغاية على الموقع، إلا أن جثة الشهيد المجاهد بقيت كما هي لعدة أيام ورائحة المسك الواضحة تفوح منها باستمرار.
الأجواء المواكبة للجنازة
كانت أجواء تشييع جثمان الشهيد ممزوجة بين الحزن الشديد على فراقه والفرح لما ناله عند الله عز وجل من فردوس أعلى بإذن الله تعالى.
لقد رحلت يا شهيدنا المجاهد وكنت في أحسن هيئة، فنرجوا الله تبارك وتعالى أن يتقبلك في عداد الشهداء ويدخلك فسيح جناته، ونعاهدك أن نبقى على الطريق لا نحيد ولا نبدل حتى نلقى الله عز وجل شهداء أو منتصرين


*******************************************************************************************

احمد عدنان الصفدي

تاريخ الإستشهاد: 2007/06/10
العمر: 19
احمد  عدنان   الصفدي
احمد عدنان الصفدي

أخبرني كيف استطعت أن تداني الشمس نورا وضوء القمر إشعاعاً ؟ .. إننا عاجزون أيها العملاق عن تلمس الطريق .. عاجزون عن الإبصار ودلنا على الطريق يا فارس المكتب الإعلامي لكتائب القسام.
باستشهاده أصاب الذهول أهله وأصحابه وسكان الحي الذي يسكن فيه الشهيد القسامي أحمد عدنان الصفدي، وأصبح الكل حينها يسأل هل حقا أن الذي استشهد في القصف الصهيوني أحمد؟!! ، وهل حقا ذلك الشاب أحد فرسان المكتب الإعلامي لكتائب القسام في حي الدرج فلم يكن يتصور أحد أن يكون أبا مجاهد أحد الأعضاء البارزين في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وذلك لشدة كتمان ذلك القسامي وعشقه للعمل الجهادي الصامت.
وأكثر ما عرف عنه إخوانه الذين عمل معهم في المجال العسكري أنه كان هادئ الطبع ، قليل الكلام كثير الحركة فارسا مقداما يعمل بصمت وحكمة ، ورغم نشاطه المشهود له فقد تميز بالسرية التامة.

المولد والنشأة
مع بزوغ عام 28-1-1988م وفي بيت مجاهد من بيوت حي الدرج وسط مدينة غزة، ولد المجاهد القسامي أحمد عدنان شحدة الصفدي " أبو مجاهد "، وترعرع على يدي أبوين مؤمنين صابرين محتسبين عمدا على تربيته تربية إيمانية جهادية، فكان من رواد المساجد بين أبناء جيله في الصغر حيث تربى شهيدنا في مسجد أبو عبيدة بن الجراح القريب من منزلهم، فحافظ على الصلاة في جماعة منذ نعومة أضافره وحتى يوم استشهاده وعرف عنه نشاطه في أنشطة المسجد ومشاركته الفاعلة في كافة البرامج والندوات والمسابقات الثقافية وغيرها.
مسيرته التعليمية
درس الشهيد القسامي أحمد الصفدي المرحلة الابتدائية في مدرسة الهاشمية في حي الدرج، وقد كان من الطلاب المميزين في دراستهم، وكان مثالاً للطالب المجتهد المثابر منذ بداية دراسته، بعدها التحق الشهيد في مدرسة الشجاعية، ليدرس المرحلة الإعدادية، واستمر مكملاً مسيرته التعليمية بجد واجتهاد من أجل الوصول إلى خدمة دعوته الإسلامية، والارتقاء بذاته وخدمة وطنه، وبعدها التحق شهيدنا أحمد في مدرسة الكرمل الثانوية، واستمر فيها حتى أنهى مرحلته الثانوية بتفوق.
عمل الشهيد القسامي أبو مجاهد في الشرطة الفلسطينية " التنفيذية سابقاً " وذلك من أجل تحقيق هدف إزالة الفساد والمفسدين من أرض قطاع غزة الطاهرة.  

مشاركته في صفوف الكتلة الإسلامية
كان شهيدنا أبو مجاهد مخلصا وفارسا من فرسان الكتلة الإسلامية فقد كان مواظبا على حضور الدروس الأسبوعية والدورية في المساجد دروس الدعوة والجهاد دروس العلم والقرآن، نعم إنه سيسافر إلى جنات عرضها كعرض السماوات والأرض فكان كثير الحب لأبناء جيله من أبناء المساجد، كان يشارك معهم في نشاطاتهم الدعوية والأخوية والميدانية متواضعا أحبه الجميع من خفة دمه التي كان يعبر عنها بابتسامة مرسومة على وجهه البشوش نعم إنه أحمد الذي كان بالأمس بينكم واليوم بينهم بين الشهداء نحسبه عند الله كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
ابن حماس
لم يتوان شهيدنا المجاهد أحمد الصفدي عن المشاركة في كافة النشاطات والفعاليات التي تدعوا لها حركة المقاومة الإسلامية حماس من مسيرات واحتفالات والسير في جنازات كافة الشهداء فقد كان آهلاً بالنشاط وخفة وسرعة الحركة والحكمة في الإدارة والقيادة ، وكشف أحد المقربين من الشهيد أنه بعد انضمامه إلى صفوف كتائب القسام ازداد شعلة من الجهاد والنشاط.
فقد أدرك المجاهد القسامي منذ رؤيته والصهاينة تقوم بقتل أبناء شعبه من الأطفال والنساء والشيوخ وهدم وقتل كل شيء أمامها، أنه قد جاء دوره ليحمي المجاهدين ورجال المقاومة في قطاع غزة بروحه، والذي يعتبرهم العدو الصهيوني " المجاهدين"  من أخطر الذين يهددون مصير الكيان الصهيوني.
جندي الدعوة الإسلامية
تميز أبو مجاهد بإخلاصه في عمله الإسلامي، مما أهله بأن يكون جنديا في الدعوة المباركة،ي حتى بايع جماعة الإخوان المسلمين عام 2006م، فكان نعم المجاهد المقدام والمطيع، فكان لا يتغيب عن جلسات أسرته الدعوية التي يتعلم فيها كيف يكون الرجل رجلا، وكيف يكون المجاهد مجاهدا.
نعم إنه تعلم وعلم وطبق ما تعلمه على أرض الواقع كيف لا وهو ينادي بكل صوته الله أكبر في وجه قوات الاحتلال الصهيوني عندما كانت تجتاح مناطق قطاع غزة، لا سيما منطقتي التفاح والشجاعية، نعم هكذا هم رجال الأخوان المسلمين يسيرون على خطى شهيدهم الأول الشهيد حسن البنا.
وهكذا عاش مجاهدنا القسامي وفيا لدينه وبيعته ودعوته يقبض على جمرتي الدين والوطن عابدا لله عز وجل مخلصا لربه ووطنه، وعرف عنه بصيامه ليومي الاثنين والخميس وقيام الليل والتسبيح.
سلك طريقهم
تأثر الشهيد القسامي أبو مجاهد على فراق القائد عبد العزيز الرنتيسي وشيخ فلسطين أحمد ياسين والقائد العام صلاح شحادة والدكتور حسين أبو عجوة.
وتأثر أيضاً على فراق دربه في الجهاد الشهيد أحمد بصل والشهيد عبد الله الغفري والشهيد احمد أبو حميد والشهيد القائد عبد الحميد حمادة، فاقسم أن يثأر لدمائهم الطاهرة الذكية.
مقاومته للعدو الصهيوني
امتلك المجاهد القسامي احمد الصفدي كل المؤهلات التي تؤهله للحاق بركب القساميين فقد كان جنديا بارعا في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ طفولته فقد نشأ في بيت من بيوت الله حيث يتربى كافة أبناء هذه الحركة الأبية ، ونشط في صفوف الكتلة الإسلامية في جميع مراحل دراسته.
إلى جانب ذلك تميز أبو مجاهد بمقاومته للاحتلال خلال الانتفاضة الحالية، وكان له دور بارز في بداية انتفاضة الأقصى، فكان من أبرز الشبان الذين يواجهون الاحتلال من خلال الحجارة وإعداد الزجاجات الحارقة، وإلقائها على المواقع الاحتلالية في غزة.
وأحب شهيدنا المقدام أبو مجاهد المجاهدين والمرابطين، فعمل في جهاز الأمن التابع لكتاب القسام، حتى أتيحت له الفرصة للانضمام في صفوف كتائب الشهيد عزالدين القسام، وذلك عام 2005م، وبعدها استطاع أبو مجاهد تطوير مقاومته ضد العدو الصهيوني .
شارك أبو مجاهد في كافة الاجتياحات التي يقوم بها العدو الصهيوني لمنطقة التفاح وبعض المناطق المجاورة لقطاع غزة، وقام بإطلاق العديد من قذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية.
فارس المكتب الإعلامي
عمل شهيدنا المجاهد القسامي أحمد الصفدي في المكتب الإعلامي لكتائب القسام في حي الدرج، فكان يقوم بتصوير العديد من المهمات الجهادية وقصف مواقع العدو الصهيوني، وقام بتصوير العديد من وصايا الشهداء وتخريج دورات للمجاهدين القساميين.
بعد أن أمطر مواقع العدو بعشرات قذائف الهاون
صلى أبا مجاهد الفجر في مسجده وكانت تظهر عليه الابتسامة ومنتظراً لهذا اليوم فقد كان يصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع ومحافظاً على صلاة النوافل، وكذلك يبذل كل وقته في سبيل الله وتحقيق الهدف المنشود الذي ناله.
فقام شهيدنا ظهر يوم الثلاثاء الموافق 10-6-2007-8م، مع الشهيدين يحيي حميد ومصطفى عطا الله بإطلاق عشرات قذائف الهاون على موقع نحل عوز الصهيوني شرق مدينة غزة، وبعدما تم الانتهاء من إطلاق القذائف قامت طائرات العدو الصهيوني بإطلاق صاروخين عليهم، لينال الشهادة التي كانت حلما وأمنية يتمناها الشهيد القسامي أحمد الصفدي والتحق في صفوف القسام من أجل الوصول لها وبذل في سبيل الوصول لها المال والنفس والنفيس.

 **********************************************************

 

زكريا أحمد عبد المطلب الشوربجي

تاريخ الإستشهاد: 1993/04/20
العمر: 24
زكريا  أحمد عبد المطلب  الشوربجي
زكريا أحمد عبد المطلب الشوربجي

" وهتف البشير أن الفارس قد ترجل والنجم العسكري الفذ قد سطر اسمه في الطليعة الاستشهاية بعد أن حفر اسمه في سراديب التحقيق كعلم تضحية ورمز فداء ، وها هو المنادي يهتف في صحراء الغربة أن الروح التواقة إلى لقاء الله تبارك وتعالى قد وجدت مستقرها بعد أن سطرت ملحمة التفاح البطولية ، وأن وجهه الوضاء قد أشرق في عتمة الليل ونشر عبق ريح الشهادة "
 بدأ الليل يرخي سدوله ويقترب نظام منع التجول الليلي من الحلول .. أنفاس طاهرة مجاهدة تركت بصماتها في شتى ميادين الجهاد والمقاومة ، كانت تعيش لحظات تفكير عميق ورحيل بعيد عن واقع مليء بالتناقض والجبن والخور ..
 كان  هذا في اليوم العشرين من أبريل من العام ألف وتسعمائة وثلاث وتسعين ، قد أتم (أسد المقاومة والفدائية) أربعين يوماً يطارد أعداء الله تبارك وتعالى في شتى الميادين ، يخرج لهم كابوساً يوقظهم من أحلامهم المعسولة بالسيطرة على فلسطين وشعبها واستلابها لقمة سائغة .. لا لن يكون هذا طالما هناك عرق ينبض لأسد المقاومة وإخوانه المجاهدين .
 كانت الأعين تترصد كثيراً هذا الأسد الهصور كي يرتاح يهود في أحلامهم حتى قدمت إلى الموقع الفدائي المتقدم الذي تحصن فيه (أبو يحيى) ما يقارب ألفي جندي إسرائيلي مدججين بأسلحتهم ، وحاصروا (حي التفاح) في مدينة غزة بأكمله حيث التجأ الفدائي الأشم .
تلفت (أبو يحيى) حوله وهو يرقب هذا الحصار ومئات الجنود يتقاطرون نحو خندقه ويخشون التقدم ، يرقب كل ذلك وهو يبتسم بسخرية فما يملك سوى مسدسه الشخصي فقط ، ولكنه يقرر المواجهة .
فيقفز من بيت إلى آخر حتى التقى في أحد البيوت بأربعة من مطاردي صقور فتح قرروا تسليم أنفسهم ، طلب منهم منحه السلاح الخاص بهم ، واحتضن الفارس ثلاث رشاشات كلاشنكوف ومسدسه وبدأت المعركة التي استمرت سبع عشرة ساعة كاملة أخرج (أبو يحيى) كل ما في جعبته من فنون العسكرية والمواجهة التي شربها منذ لحظات الإشراق الأولى لحياته الحافلة بالجهاد والفدائية والتضحية ، وخرج من هذه المعركة أكثر فوزاً من كل معاركه السابقة ، فقد نال فوزه الأخير وحقق أمنيته الغالية باستشهاده العزيز بعد أن نال من أعداء الله والوطن والشعب .
 فقد سقط صريعاً رجل المخابرات الإسرائيلية المدعو (أبو عدنان) إضافة إلى ثلاثة ضباط آخرين كما اعترف بذلك ضابط عسكري زار (حي التفاح) بعد المعركة ، والتقى مختار المنطقة الذي شكا له بشاعة القصف الإسرائيلي ، فقال : " أن حي التفاح بكامله لا يعوض خسارتنا بفقدان (أبي عدنان) وثلاثة ضباط آخرين" .
إن ما حدث في (معركة التفاح) أشبه بالأسطورة التي يصعب تصورها ، فالطائرات تقذف حمم صواريخها نحو البيوت التي يتنقل بينها (أبو يحيى) برشاشه الهدّار ومسدسه يخوض هذه المعركة ، ويدافع دفاعاً مستميتاً ، فيجرح منهم ويقتل ، تلك كرامة عظيمة ينالها (أبو يحيى) ، فيما بيوت حي التفاح بقيت شاهدة على بشاعة احتلال القرن العشرين حيث هدّمت ما يقرب من عشرين منزلاً قصفاً بالصواريخ ، وقد أصاب أحدها الجسد الطاهر ليشطره في لحظة أسطورية خالدة ، لم يكن لينالها إلا أولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
فقد كان أبو يحيى دوماً في استباق نحو لحظة الخلود ، يجهز أهله لهذا الرحيل الكريم، فطالما ردد على مسمع زوجه "إذا تنامى إليك نبأ استشهادي استعيني بالله" ، مردداً قوله الله تعالى :" أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ..." .
ودائماً يردد لإخوانه : " اسألوا الله تبارك وتعالى أن تروني شهيداً لحيتي مخضبة بالدماء " .
وكم حث إخوانه ومعارفه على الدعاء له أن ينال الشهادة .
فها هي الشهادة تزحف نحوك وتتلقاها بكل الفخر والإعتزاز ، وها هي لحيتك الطاهرة مخضبة بالدماء شاهداً حياً على فدائية (أسد المقاومة) ، ومعلماً بارزاً على أن موازين القوى لا تحكمها معادلات مادية وحسب ، وإنما أساس ذلك إرادة حرة في القتال ، واخلاص نقي لله تبارك وتعالى في المواجهة والتحدي ، فلم يكن استشهاد (أبو يحيى) خبراً عادياً ، فهو رجل المرحلة الذي لا يشق له غبار ، قد كان بحق أسطورة فن العطاء ، لقد اشترى الآخرة وسعى لها سعيها وهو محسن ، لذلك ما هادن أو جبن أو تراجع .
يوم أطل على الدنيا في الثامن والعشرين من أبريل من العام ألف وتسعمائة وستين ميلادية في حي الشجاعية في مدينة غزة ، كانت اطلالة شموخ وعز واباء ، من تلك اللحظة ، لم يكن ليعرف السكون والقعود إلى قلب (أبي يحيى) سبيلاً ، كان كتلة من النشاط والحيوية والعطاء ، أحب الخلوة رغم طفولته ، فالتجأ إلى الأحراش ناظراً متأملاً في آلاء الله ونعمه ، ارتاح كثيراً للخضرة والأشجار عدا عن ولعه بالورود خاصة الزنبق .
 كم مرة منعه (الحاج أحمد) من هذه الخلوة وأنبه على ذلك ، ولكن في كل مرة كان (أبو يحيى) يعاود ، كان يغذي روحه ويقذف فيها حلاوة لا يتذوقها في دنياهم ، وقد اكتسب (أبو يحيى) في طفولته تلك الجرأة والقوة والشجاعة والبأس .
 وربما كانت هذه الشخصية بتلك الخصائص هي السبب المباشر في توقف دراسة (أبي يحيى) حتى نهاية المرحلة الإبتدائية ، ولكن ذلك لم يكن عائقاً في أن يتتلمذ (أبو يحيى) في مدرسة الحياة المتنوعة الدروب ، فشق طريقه نحو المهن المختلفة وبرع في التجارة وفنونها .
وفي سجن الاحتلال خلال محكوميته البالغة سبع سنوات أكمل تعليمه فأتقن فنون الكتابة والقراءة والإعداد والإلقاء .
هذه الشخصية المقدامة دفعته دوماً إلى المبادرة واتخاذ القرار وفق الحدث ، فنشأت في ثنايا هذه الشخصية قائد متميز قادر على المواجهة والتحرك بشكل ميداني فذ .
كان (أبو يحيى) طوال حياته عاشقاً للبندقية متمترساً خلف رصاصات الجهاد والاستشهاد ، كان يبحث ليله ونهاره عن الثورة والثوار كي يلتحق بركبهم .
ولمّا كان (أبو يحيى) صاحب عقيدة إسلامية ، وفكر خالص فقد التحق بصفوف المجاهدين في (حركة الجهاد الإسلامي) ، وكان يرى أن الجهاد فرض عين وحيثما سنحت الفرصة ، للعمل العسكري ، فلن يتردد في اقتناصها. وإثر انتمائه للخلايا العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي ، فقد اعتقل ليقضي محكومية بلغت سبع سنوات، وكان ذلك قبيل الإنتفاضة الفلسطينية الماجدة ، وكانت خلالها قد تشكلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأودع أبناؤها في السجون ، وفي داخل غرف سرايا غزة المركزي التحق بصفوف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتحق بصفوف (جماعة الإخوان المسلمين) .
كان (أبو يحيى) يرنو في كل ذلك إلى توحيد الجهود وبناء متكامل متين على أساس من العقيدة الإسلامية الصافية ، ولم يكن يرى في كل ذلك أي اختلاف بين وجهات نظر العمل الإسلامي ، ولكن همه الأول الجهاد وإشراع البندقية في وجه الغطرسة الإسرائيلية التي حجبت عنه وطن الآباء والأجداد . فكم حاول الرحيل إلى (زرنوقا) قريته الأصلية التابعة لقضاء الرملة ، رحل إليها زائراً كي يقف على أبوابها وتلالها وهضابها ومروجها .
وكم رحل من خلف القضبان ببصره النافذ نحو القدس (مدينة السلام) ودرة الوطن المسلوب ، ترى هل أرحل يوماً إلى رحابها الطاهرة كما عيوننا ترحل كل يوم ، ترى هل يضمني حضنها الدافىء .. آه كم أعشق الرحيل إلى (الأقصى) ، كم أعشق أن يضم (الأقصى) رفاتي الأخير ، وأن يخضب دمي ساحته الطيبة المباركة . كانت الليالي تذوب والأيام تنصهر لتغيب أيام المحنة في الذاكرة ويبقى غرس الإيمان والجهاد ينمو ويشتد ويقوى على الاقتلاع .
 وفي غمرة فرحة (آل الشوربجي) بالإفراج عن (أبي يحيى) ، بادر المجاهد العملاق إلى البحث الجاد عن (كتائب الشهيد عز الدين القسام) الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وفي الوقت ذاته كانت القيادة العسكرية للكتائب قد تحركت بخطوات جادة للاستفادة من الخبرات العسكرية للمجاهد المقدام الذي لا يُشق له غبار .
فقد كان (أبو يحيى) حقاً يملك كل مقومات الرجل العسكري ، فاحتل فوراً موقعه المتقدم في خندق المواجهة الأمامي ، فغدا من لحظته الأولى (رقيباً) في (كتائب الشهيد عز الدين القسام) .
لم يكن (أبو يحيى) يرى ذلك إلا مرحلة لابد منها من أجل مواجهة قوى الظلم والظلام التي تحكم حصارها لخنق صوت الإسلام المتنامي ، وكانت عقيدة قد رسخت في كل قطرة دم أن الجهاد تكليف رباني ، وأن النكوص عنه تراجع وجبن وخور وتخلي عن ركن من أركان الإسلام تماماً كالتخلي عن الصلاة ، هذا عدا عن التكليف الذاتي ، فالجهاد في سبيل الله سبيل لرفع الراية واحقاق الحق ، وازهاق الباطل .
 لم يكن (أبو يحيى) يرى أن هذا تكليف فردي ، بل هو تكليف جماعي ، ولابد من الاستعداد لخوض المرحلة الحرجة بمزيد من الصلابة والبأس والجهاد .
 فتراه يخرج بعد صلاة الفجر التي ما انقطع عنها ينطلق من المسجد مع الشباب المسلم عدواً على الأقدام حتى يصل مقبرة الشهداء على الخط الشرقي (حيث وورى جثمانه الطاهر هناك) .
فكان في ذلك يحقق العديد من الأهداف ، بناء الجسد المسلم المتين ، وزيارة المقابر التي تذكر بالآخرة والموت ، ورصداً للأهداف العسكرية المتحركة والثابتة والتي غدت عرضة لرصاصات القسام في كثير من الأحيان . 
لم يكن المستعد للرحيل دوماً لينقطع عن الغذاء الروحي ، فقد كان في شوق دائم إلى لقاء الله تبارك وتعالى ، فزيارة المقابر وتلقين الموتى ومتابعة الجنائز وزيارة المرضى ديدن (أبي يحيى) حتى غزا القلوب واستقر طيفه في أذهان الناس ، الذين عرفوا ذلك العملاق الأشم والبسمة الرائعة تقابلك في شتى الدروب ترسم لك طريق الأمل وتمهد خطى العودة من خلال الأخوة والتعاضد والتكاتف .
 واستكمالاً لنصف دينه لجأ (أبو يحيى) إلى الزواج ، وقد رزقه الله تبارك وتعالى في آخر أيام حياته بقرة عينه (يحيى) من هذا الزواج المبارك .
واستناداً إلى منهج الإسلام في كسب الرزق عمل فوراً على تحقيق موارد مالية لأهله ، فعمل بالتجارة وعمل سائقاً . واستغل كل لحظة في حياته في العمل لدين الله تبارك وتعالى ، فسهر الليالي حارساً لإخوانه المجاهدين موجهاً لهم مخططاً ومنفذاً لعمليات العز والفداء ، وكان يردد في آذان إخوانه " أن قوة الله هي التي تحركنا ، نحن كتائب الرحمن نصنع العجائب بإمكانات متواضعة بقوة رب الإرادة ولا نعتمد على قوتنا إطلاقاً " .
 وكانت مرحلة عمله العسكري الأخير يقضيها متنقلاً في مدينة غزة بين المجاهدين الذين أحبوه واختارته عقولهم وقلوبهم قائداً فذاً مميزاً .فخطط ونفذ عدة أعمال في الشجاعية وناحل عوز وغوش قطيف وجباليا والشاطىء والشيخ عجلين . ولم يكن (أبو يحيى) يرى في نفسه أكثر من جندي مقاتل يأبى قيود النياشين مقتدياً بالرسول الأعظم القائد الذي تقدم جنوده دوماً .
 فكان (أبو يحيى) قائداً مبادراً ، فكان أول من بادر إلى اطلاق النار على الدوريات الراجلة ، وساهم في نصب الكمائن للدوريات المحمولة . كم ساهم في التخطيط لعملية غوش قطيف وكذلك خطة قتل المستوطنين في ناحل عوز والمساهمة في عملية معسكر جباليا .
 هذا عدا عن المساهمة الأمنية الفعّالة من خلال الكشف عن خلايا العملاء والتحقيق معهم وتنفيذ حكم الله فيهم ، وإزالة اللثام عن الوحدات الخاصة الإسرائيلية التي مارست أبشع أعمال العنف ضد شعبنا ومجاهديه . كل ذلك من خلال عمله الدائب كضابط للوحدة الخاصة التابعة (لكتائب الشهيد عز الدين القسام) .
ولما هتف البشير أن الفارس قد ترجل والنجم العسكري الفذ قد سطر اسمه في الطليعة الاستشهادية بعد أن حفر اسمه في سراديب التحقيق ، وفي السجون الإسرائيلية كعلم تضحية
ورمز فداء . ها هو المنادي يهتف في صحراء الغربة أن الروح التواقة إلى لقاء الله تبارك وتعالى قد وجدت مستقرها بعد أن سطرت (ملحمة حي التفاح) البطولية التي لا يزال صداها يتردد في أذهان كل من عايش تلك المرحلة .
ولما تنامي إلى مسامع زوجه صدى صوت البشير أن (أبا يحيى) تلقته الحور العين ، وزفته الملائكة قابلت ذلك بالحزن والألم
لفراق رفيق الحياة ، وقد امتزج هذا الحزن بفخر شديد واعتزاز عارم ، فها هو الرجل الذي عرفته نموذجاً رائعاً للرجال الأفذاذ ، كم تميز بالشجاعة والإقدام والقوة والسخاء والكرم والأخلاق الفاضلة ، تذكر فيه النموذج الحي لرجل الحق ، كم كان شديداً في الحق غيوراً على الإسلام  ، محباً للجهاد والمجاهدين والشهداء .
ها هو يرحل عن الدنيا ، كما أراد ، تخضبت لحيته بالدماء ويشطر جسده الطاهر في سبيل الله، فما زادت زوجه عن قولها " الحمد لله الذي شرفني باستشهاده " ، أما إخوة الشهيد وأخواته فتم استقبال صوت البشير بالتهليل والتكبير والأغاريد ، فرغم رحيل (أبي يحيى) المحزن لكن هذا ما أراد أن يسقط شهيداً في سبيل الله ليروي ثرى الوطن المتعطش للدماء الطاهرة الزكية كي تضيء العتمة التي طال أمدها .
ويوم أن تردد صدى البشير في أقبية سجن غزة المركزي ، وغرف التحقيق حتى أجهش رفقاء القيد بالبكاء ، فقد عرفوا فيه حسن الخلق والشجاعة والشهامة ، وبفقدانه فقدوا أخاً مجاهداً عزيزاً ، وردد بعض إخوانه : " اليوم سجنا حقاً " .ووقف جيران المجاهد العملاق غير مصدقين غياب النجم الذي أرشدهم طريق الهداية ، وقفوا جميعاً باكين هذا الرجل النموذج .
لقد كان (أبو يحيى) حقاً رجلاً أحبه كل الأحرار الشرفاء ، وهابه كل المنحرفين الساقطين . وأقيم أثر توارد النبأ سرادق عظيم للعزاء أمته الآلآف من جماهير قطاع غزة في وداع أخير لأسد المقاومة.
وفي ليلة معتمة وحسب أوامر القائد العسكري توجه آل الشهيد فقط نحو مقر القيادة العسكرية كي ينطلقوا من هناك لنقل جثمان ولدهم ومواراته الثرى في لحظات الوداع الأخير . في تلك اللحظات بكى كل شيء ، الحجر والشجر والدواب ، وأضاء وهج وجهه الوضّاء عتمة الليل البهيم وانتشر في أنحاء المعمورة ريح عطرة للدم الزكي المهراق تنسم عبيرها كل الأشياء وتساءل الجمع ما سر هذه الليلة الوضاءة العطرة ، ما علموا أن نجماً صعد وأن فارساً ترجل وأن طريقاً جديداً شق للمقاومة ، افتتحه أسد المقاومة .
وفي المقبرة الشرقية ، رقد الجسد الذي طالما دوخ الاحتلال بمعادلات الصمود والتحدي رغم ضعف الإمكانات وقلة الحيلة . رقد الجسد المسجى رقدته الأخيرة ، وأغمض عينيه في استراحة أبدية  إلى جوار ذي الجلال والإكرام بإذن الله .
وفي ختام أيام العزاء أقيم احتفال تأبين ضخم للشهيد المقدام عُزفت فيه ألحان الجهاد والفداء والمقاومة ، وهتفت الحناجر وداعاً للشهيد البطل .
وعلى صدى تلك الأنغام أفاق (زكريا) من رقدته في سريره وتسامى وشمخ وغطى ما بين السماء والأرض وعلا فوق الجراح وأقسم يمين البيعة حتى تحرير الأقصى وفلسطين . وما زالت يد أم يحيى تهدهد ولدها كي يمضي وفاءً لهذا القسم الأبدي .
رحم الله أسد المقاومة ورمز الفداء
وألف تحية إلى روحه المحلقة في سماء الأقصى الحزين


 **********************************************************

 

سهيل رأفت الغصين

تاريخ الإستشهاد: 2008/02/07
العمر: 39
سهيل  رأفت   الغصين
سهيل رأفت الغصين

فزت ورب الكعبة يا أبا رأفت، ونلت ما كنت تتمني، إنها الشهادة في سبيل الله لم يكن عيشك كعيش الآخرين، إنما كان كل وقته في سبيل الله، ولم يكن موتك كموت الآخرين، كنت تقضي معظم وقتك أما في تعليم الأشبال في المدرسة تعاليم دينهم وأما في الدعوة إلى الله وأما في الجهاد في سبيل الله ومقارعة أعداء الله من الصهاينة في قصف المغتصبات الظالمة.
كنت مقداماً عنيداً واجهت أعداء الله على مختلف مسمياتهم، دفاعاً عن الحق بكل جرأة وشجاعة، عملت بصمت العابد وقناعة الزاهد، فكنت خير مثال.
قائداً جديداً
ولد الشهيد القائد القسامي سهيل رأفت الغصين عام 25/4/1969م في حي الدرج لأسرة تجرعة مرارة العيش منذ لجوئهما في مخيم جباليا، وكان ذلك في بداية سكنهم، هاجرت أسرته كباقي الأسر الفلسطينية التي طردها الاحتلال الصهيوني عام 1948م على أمل العودة مرة أخرى لبلدتهم الأصلية بلدة "بئر السبع" وله من الأشقاء عشرة ويحتل المرتبة الخامسة من بين أشقائه، وتزوج شهيدنا القسامي عام 1994م وله من الأبناء ستة وتربي الشهيد في أسرة مسلمة مجاهدة ملتزمة بكتاب الله وسنة رسوله، وتوفي والد الشهيد عام 1974 حيث كان عمر الشهيد خمس سنوات، فكانت خير تربية وخير الأبناء، وكان الشهيد متواضعاً خلوقاً، تربي في حلقات العلم وتعلم حب التضحية والجهاد، وتربي على معاني الرجولة والشجاعة منذ صغره.
مسيرته التعليمية
وقد تلقي تعليمه الابتدائي والاعدادي في مدرسة الأيتام في مدينة "القدس" ومن ثم جاء إلى مدينة غزة ليدرس في مدرسة يافا المرحلة الثانوية، ليعتقل من جنود الاحتلال الصهيوني مع بداية الانتفاضة الأولى لمدة ثلاثة شهور، ليكمل بعدها الثانوية العامة ، حيث حصل على شهادة الثانوية العامة قسم الآداب 90% بتقدير ممتاز، ليتوقف خمس سنوات عن الدراسة بسبب سوء أوضاع أسرته المادية، ويلتحق بعدها في قسم أصول الدين بالجامعة الإسلامية عام 1994م ليتخرج بتقدير ممتاز.
عمل الشهيد سهيل الغصين في عددة مدارس للحكومة "كمدرس دين" ليتوظف في احدي المدارس التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في حي الشجاعية إلا أن استشهد.
وكانت الانتفاضة الأولى، فالتزم في صفوف حركة حماس، وشارك في المجموعات التي كانت تواجه العدو الصهيوني بحجارتهم، ومتاريسهم ومسامير معكوفة كانت ترمى على الأرض لكي تكون مصيدة لسيارات العدو.
تواضعه واحترامه للآخرين
تميز شهيدنا القسامي بالتواضع وسمو الأخلاق ورفعتها مهذباً لا يعرف الذل أو الركوع إلا لله سبحانه وتعالى، فكان يحترم الصغير ويوقر الكبير، وكان مخلصاً في كل ما يقوم به فكان يخلص العمل إذا عمل، ويقول شقيق الشهيد كان الشهيد رحمه الله يرتبط بعلاقة اجتماعية كبيرة مع الأهل والجيران والأحبة، فكانت والدته لا تنام في بعض الأحيان حتى يرجع من الرباط وتطمئن على سهيل.
 صوته الجميل
وتميز الشهيد القائد بالصوت الجميل في قراَة القران، وكان يؤم في مسجده العمري الكبير في حي الدرج بالمصلين في جميع الصلوات، وفي صلاة قيام الليل وفي الاعتكاف في شهر رمضان، حيث كان له نشاط واضح في هذا الشهر المبارك، رغم انشغاله في العمل العسكري، إلا أنه كان يأتي إلى المسجد بعد النصف الثاني من الليل، يشارك مع اخوانه في العبادات، ويعتبر من المحبين لجماعة الإخوان المسلمين " ويعد عضو مجلس رقباء أي "رقيب" ، وكان الشهيد يعمل مدرساً 6ساعات، وبعد ذلك يقضي 18ساعة كلها لا يبقي لنفسه ساعة أو ساعتين من الراحة، وأكثر ما كان يميز الشهيد في العمل الدعوي كان يستغل تشييع الجنازات.
مشاركته للجنازات
 ويقول شقيق الشهيد كان دائماً يشارك في جنازات العائلة، وإذا كان الميت رجل ينزل بالقبر   وكان بعد دفن الميت يستغلها بالموعظة، ويقول للناس ستشهد عليك هذه الحفرة وسيكون عملك هو الذي يحدد كيف سيكون قبرك ، ولا يمر أسبوع أو أسبوعين إلا ويشارك في جنازة ويعيد نفس الموعظة، أنه لا بد من عمل لهذا اليوم هو قد قضي إلى أجله الآن ماذا عليكم أنتم  يذكر أن ليلة استشهاده بيوم واحد رحمة الله ، كان قد توفي جار للشهيد وكانت أخر ليلة للشهيد صلي على هذه الجنازة، وقام بنزول القبر وتكلم للناس بموعظة في المقبرة بعد صلاة العشاء لمدة نصف ساعة حتى أن جميع المشيعون تذكروا هذه الموعظة يوم استشهاده ، وكأنه يقول غداً نحن في هذا القبر، كان يقول لعلنا لا نخرج من هذا المكان " المقبرة " لعل أحدنا تأتيه رصاصة طائشة، وقال لهم بوضوح أين دفنا هذا الرجل قد نوضع غداً، لذلك كان يوصي الجميع بأن نعمل لهذا القبر، وكان هذا  له تأثير كبير على جميع أهالي منطقته، حيث أنهم تلقوا هذه الموعظة الساخنة قبل أن يقصف بأقل من أربعة وعشرين ساعة لدرجة أن سكان الحي يقولون لأهل الشهيد بالأمس كان يقول سنوضع في هذا القبر وكيف استعدادنا ويوعظ الناس.
رجل إصلاح
وشارك الشهيد في جميع الأنشطة التي كان يقوم بها مسجد العمري الكبير ، وكل من عرف الشهيد أبو رأفت الغصين وتعامل معه ارتبط به وأحبه سواء كان ذلك في المسجد في البيت في العمل العسكري لاسيما مدرسين الجامعات كان له ارتباط قوي معهم،  بالإضافة للطلاب الذين درسهم في المدرسة من المرحلة الابتدائية والإعدادية كلهم ارتبطوا مع الشهيد لحسن معاملاته الحسنه والطيبة.
ويعد الشهيد عضو لجنة إصلاح حيث كلفته منطقته " الدرج" بحل كل مشكلة وقضية حيث الحب للشهيد من الشباب والشيوخ والأشبال، وكانت له هيبته بين أهالي الحي " وكان شخص يقتدا فيه، بالإضافة إلى نشاطه الدعوي الواضح رغم الأعباء الإدارية في الدعوة، وبايع جماعة الإخوان المسلمين عام 1992م.
 وعرف عن الشهيد بدفعه الكثير للاشتراكات للدعوة الإسلامية ولدين الله ولا يتأخر عنها.
ساعة مقدسة
يقول أحد مجاهدين كتائب القسام والمقربين من الشهيد :" كان رحمه الله أثناء الرباط حيث الجد والنشاط والاجتهاد والحركة الدؤوبه، ولم يألم جهد في يوم من الأيام إلا وقد إدخر كل وقته وجهده في سبيل الله وفي سبيل مقارعة العدو، وكان من أكثر المجاهدين إنضباطاً وحرصاً على أيام الرباط، وكانت ساعة الرباط بالنسبة للأخ الشهيد سهيل الغصين "ساعة مقدسة يقوم بتفقد المجاهدين ويسأل عن حالهم، ودائماً كان الشهيد أبو رأفت يستغل ساعات الليل بالهدوء والصلاة والدعاء لله سبحانه وتعالى، ويدعو الله أن ينصر المجاهدين وهذه كانت خصلة مميزة بالمجاهد أبو رأفت.
أكثر نشاطاً وحيوياً
وعن الدورات التي تلقاها الشهيد الغصين يقول أحد مجاهدي كتائب القسام عندما كنا نتوجه إلى ميدان التدريب كنت أسمع منه أنه مرهق ، ولكن أتفاجئ منه أنه يكون أكثر الشباب تأديتاً لهذه التمارين وأكثراً نشاطاً وأكثراً حيوياً رغم أنه كان يقضي معظم وقته أما في عمل تجهيز الصواريخ وأما في عمل تفقد الشباب وأما في دراسته وأما في مدرسته كان أغلب وقته مشغولاً ما بين الدراسة والجهاد وما بين الإعداد والتحضير.
وعن المواقف لحياة الشهيد أوضح المجاهد القسامي:" أن المواقف كثيرة منها أنه كان أثناء الرباط يستغل وقته بالحديث عن اليوم الأخر ويتحدث عن لقاء الله سبحانه وتعالى وكان يقول  لابد للإنسان أن يضحي ولابد أن يجاهد وان يعمل للآخرة، وهذا كان في معظم الجلسات والأيام التي كنا نسمع منه هذا الكلام.
تأثر بهم
 تأثر الشهيد القائد سهيل الغصين بإستشهاد الشهيد القسامي عبد الرحمن غزال حيث كان أول الشهداء من المجموعة الخاصة فيهم بعدها بفترة قليلة استشهد الشهيد القسامي محمود المصري في قصف صهيوني في شارع الجلاء تأثر بإستشهاده وكان الشهيد محمود المصري في أخر ليلة قضاها الشهيد المصري كان موجوداً في بيت أبو رأفت ، وكانوا الشهيدان الغصين والمصري على موعد أن يجهزو "قاعدة السيناو" وتأثر الشهيد الغصين بالشهيد القائد القسامي عماد عباس " أبو أحمد" وكانت علاقة حميمة وقوية مع الغصين بالإضافة إلى الشهداء في منطقته ومنهم " الشهيد القائد محمود طه والشهيد فؤاد أبو شعبان والشهيد سليمان العشي والشهيد سمير كحيل والشهيد القائد لؤي البورنو" وكانت تجمع الشهيد بهؤلاء الشهداء علاقة عمل جهادي.
السير على الدرب
وأوصي الشهيد القائد المجاهد سهيل الغصين، اخوانه المجاهدين بالتقوى والعمل الجهادي في مقارعة العدو الصهيوني، وأن نحافظ على العمل الجهادي، وأن نبقي على الدرب الذي سقط من أجله الشهداء في خدمة دين الله، يذكر أن القائد القسامي صور فيديو قبل خمس سنوات ويقول أحد أصدقائه عندما جاء إلى بيت عرس الشهيد :" أن الشهيد سهيل الغصين شهيد منذ خمس سنوات وهذا العمر الذي عاشه الشهيد منذ لحظة استشهاده زيادة، وإن دل هذا إنما يدل إلا أن إرادة الله سبحانه وتعالي قضة أن يبقي على قيد الحياة ليمارس جهاده في سبيل الله.
اعتقالات الشهيد
تعرض الشهيد القسامي القائد سهيل الغصين في بداية الانتفاضة الأولى عام 18/12/1987م حيث اعتقل لمدة ثلاثة شهور، وكانت مؤلمة بالنسبة لأهل الشهيد وأجبرته قوات الاحتلال على دفع غرامه 1500شيكل، وفي عهد "سلطة الفلسطينية" سلطة أوسلو تعرض للاعتقال من قبل جهاز الأمن الوقائي بتهمة التنسيق مع قيادة حركة حماس في الخارج ومكث خلالها شهر حيث الشبح والتعذيب على أيدي من يدعون بأنهم فلسطينيين.
بداية قذائف الهاون
وفي بداية تصنيع  قذائف الهاون، وكان ذلك قبل ابتكار صواريخ القسام كان الشهيد القائد القسامي سهيل الغصين رفيق درب الشهيد القائد القسامي عماد عباس ، وكانوا يقوموا بإطلاق قذائف الهاون على المغتصبات التي كانت موجودة في غزة ، وكان لا يبقي لا دقيقه لا في المساء ولا في الصباح، إلا وشارك في إطلاق الهاون على المغتصبات في مناطق متفرقة من القطاع بدون أي كلل.
مسئول وحدة المدفعية
وبدء الشهيد الغصين مع نشأة صواريخ القسام، حيث كان مميز بالجرأة وكان ملفت لعيون القيادة العسكرية في كتائب القسام فاقترحت عليه القيادة بإطلاق الصواريخ على المغتصبات وتتدرج في هذا العمل حتي أصبح أكثر الناس المشهورين مع تطوير الصواريخ وتوجيه للأهداف بدقة للمهام بسرعة والإنجاز الدقيق والتمويه حتي وصل في أخر أيام استشهاده " مسئول وحدة المدفعية والصاروخية في لواء شمال غزة".
مشاركته للإجتياحات
 عرف عن الشهيد بمشاركته لجميع الإجتياحات التي تتعرض لها مدينة غزة وتحديداً حي التفاح والشجاعية، ويقول أحد إخوانه في كتائب القسام، أنه كان يشارك في جميع الإجتياحات في المناطق المختلفة لقطاع غزة، وكان من أبرز الإجتياحات التي شارك فيها، اجتياح حي الزيتون عام 2003م حيث كان له دور بارز في هذا الاجتياح، ويذكر أنه ضرب ثلاثة قذائف هاون على دبابة صهيونية وشوهد الدخان يتصاعد منها، وكان وقتها قذائف "أربي جي" نادرة  حيث قام بإطلاق القذائف بدون تردد، ويدل هذا على جرأة الشهيد حيث تعرض هذا الحي لأكثر من توغل، وشارك بوضوح في اجتياح أل أبو هين في حي الشجاعية عندما استشهد ثلاثة من أشقاء العائلة، وشارك في إجتياح أيام الغضب على شمال قطاعنا الحبيب وكان معه الشهيد القسامي سمير كحيل وظل ثلاثة أيام في الاجتياح.
شهادة الآخرة
وقد أنهي الشهيد دورة ضباط قبل استشهاده بأسبوع، وكان على موعد لإستلام شهادة الدورة، وقد نال الشهادة الآخرة، وكان متشوقاً لمعرفة درجته في الشهادة وقد حصل على 99% في  هذه الدورة.
وتعرض الشهيد لإصابة في يده اليمني مع بداية تشكيل الجهاز العسكري لكتائب القسام عندما انفجر صاعق قنبلة كان يعد فيها، وأجر عملية ليده لدرجة أنه قبل ما يستشهد بأيام كان يذهب إلى الطبيب ليخرج الشظايا من يده وأيضاً تعرض الشهيد لعدة محاولات اغتيال، ويذكر أنه في أخر إجتياح لحي الزيتون قبل شهر، بدء عمل الصواريخ بصورة مكثفة عندها كان مسئول الوحدة الصاروخية، وكان يشارك في جميع إطلاق الصواريخ في لواء شمال غزة لدرجة أن قيادة القسام أصبحت في خوف على الشهيد، وليلة ما استشهد قابله احد المسئولين في قيادة كتائب القسام وقال له: العين عليك يا أبو رأفت من قبل الاحتلال الصهيوني ولابد أن تخفف على نفسك ، فكان الرد من الشهيد :"روحي ما أغل من أرواحهم ويقصد الذين يستشهدوا ويقول يا سيدي إحنا ما بدنا إلا صاروخ يفتفتنا" " ويذكر أنه في ليلة استشهاده وكانت الساعة الحادية عشر ليلاً تم إطلاق دفعه من الصواريخ على احدى المغتصبات الصهيونية الجاثمة على أرضينا عام 48 فقامت طائرات الاباتشي بقصف المكان بعددة صواريخ إلا أن الله حمى هؤلاء المجاهدين وكان من بين هؤلاء المجاهدين.
 كنا نتوقع في كل لحظة
ويقول أحد قادة كتائب القسام كنا نتوقع في كل قصف من الطائرات بإستهداف الشهيد القائد سهيل الغصين قائلاً عن الشهيد : إذا دخل أي مكان أصبح الناس ينظرون إلى السماء خوفاً من القصف من طائرات الاحتلال"
كما كان يتمني
في أخر يوم قبل استهدافه من قبل طائرات العدو الصهيوني أخذت الأمور بمنحي من التصعيد ضد قوات الاحتلال الصهيوني رداً على المجزرة الصهيونية البشعة بحق ثمانية شهداء من كتائب القسام في محافظة خانيونس عندما استهدفتهم طائرات الاباتشي في موقع للشرطة الفلسطينية، فكان قرار من قيادة الكتائب بالتصعيد على هذه المجزرة ، وما أن تلقي الشهيد القرار فباشر بإعداد الدفعات تلو الدفعات من الصواريخ في قصف المغتصبات الصهيونية فكان الرد لمباشر من طائرات الاباتشي إلا أن أرادة الله لم يكتب له الشهادة، وفي هذه اللحظات بقي مع المرابطين مرابطاً حتي قام بتجهيز دفعة ثانية من الصواريخ وكانت الساعة الثالثة ليلاً فظل حتي غادر المرابطين أماكنهم الساعة الخامسة، فقام بتجهيز صاروخ واحد هو وقسامي ثاني فنفجر الصاروخ في الهواء فرصدتهم الطائرات الصهيونية بما تعرف "بالزنانة" فقامت بقصف المكان، وكانت الساعة السادسة صباحا فبترت رجله اليمني ونتيجة صعوبة ويقول الطبيب الذي أدخله إلى غرفة الاستقبال " كان يقول أوصيكم بالجهاد أوصيكم بالجهاد " فظل في المستشفي لمدة ثلاثين ساعة حتي استشهد وفارق الحياة تاركاً خلفه بصمات إطلاق صواريخ القسام على الصهاينة.

 

 **********************************************************

 

حمود محمد جبر الصفدي

تاريخ الإستشهاد: 2011/08/17
العمر: 26
محمود محمد جبر الصفدي
محمود محمد جبر الصفدي

لن تكفي حروف اللغة العربية ولا مفرداتها كي تعبر عنه، فالكلمات تبقى عاجزة قاصرة عن وصفه، والأقلام التي كتبت أمجاده نفذت وما نفذت أمجاده، والأوراق التي كتبت عليها سيرته ستبقى قزمة أمام كبريائه وشموخه وأنفته، محمود الصفدي ... يا لك من قائد مجاهد ضحى بكل ما يملك من أجل دينه ووطنه.

لم ينم كي ينام الناس، ولم يهنأ برغيد العيش كي يهنأ الناس، ولم يترك مشكلة إلا سعى في حلها كي يريح الناس...، ومهما كتبنا وكتبنا وكتبنا فإننا لن نكتب عنك إلا القليل الذي نعرف، ويبقى الكثير بينك وبين الله، يجزيك عليه الجنان بإذن الله.

نهاية مشرقة

فقد عمل طوال مسيرته الجهادية في الخفاء .. يساعد الفقراء.. ويصوم النهار يقوم الليل والناس نيام ،بدأ شهيدنا القائد (حنفي) حياته ومشواره بصورة محرقة لتنتهي حياته الصالحة بصورة مشرقة طيبة ناصعة كالشمس في وضح النهار.

هم كزرع قد تألق شطره ليغيظ كفراً زاد تنامياً فاستوى .. لن تهزموا فما للنصر من بدل إلا الشهادة فاسعدي أيتها الجند المحجلة.

انهمرت الدموع من مقلتي مصطفى الصدفي(23) عاماً الشقيق الأصغر لشهيدنا القسامي محمود الأصغر عند سماعه نبأ ارتقاء أخاه الذي يكبره سناً وسيطرت مشاعر الحزن والأسى عليه وباقي إخوته.

وتحدث مصطفى لموقع القسام سارداً بعض التفاصيل عن شقيقه الشهيد القائد في كتائب القسام الملقب \"بحنفي\" بقوله \" ولد أخي رحمه الله في عام 1985 م في منطقة يافا وسط أسرتنا المحافظة الملتزمة بتعاليم ربنا وسنة النبي صلى الله عليه وسلم\".

وأضاف الشاب مصطفى \"نشأ شقيقي رحمه الله حياة ملؤها الإيمان والطاعة مسلمة في أسرتنا المكونة من الوالدين وثمانية من الأبناء وعدد من البنات ونشأ في أكناف أسرته وتربى على موائد القرآن ونهج السيرة العطرة منذ نعومة أظفاره\".

متعلقاً بالعمل الجهادي

وبدت علامات الحزن الشديدة على جبين شقيق شهيدنا عندما تحدث عن حياة الشهيد محمود الجهادية وانتمائه لصفوف كتائب القسام منذ ريعان شبابه.

وتابع :\"عمل أخي في صفوف القسام فكان من أشد من رأيت تعلقاً بالعمل الجهادي وانتظاراً لليالي الرباط الليلة تلو الأخرى وشغفاً للعمل العسكري في كل وقت وكان ينتظر نداء المنادي للجهاد ويلبي طلب إخوانه في كل وقت وحين دون تأخر\".

وقد زفت كتائب القسام إلى العلا القائد الميداني\"محمود الصفدي\" (26 عاماً) والذي توفي جراء حادث عرضي متأثراً بجراح أصيب بها قبل عدة أيام، ليمضي إلى ربه بعد حياةٍ مباركةٍ حافلةٍ بالعطاء والجهاد والتضحية والرباط في سبيل الله، نحسبه من الشهداء الأبرار الأطهار .

محمود الصفدي .. بكته الرجال في يوم وقع نبأ ارتقائه فيه كالصاعقة على أبناء حي الدرج على وجه الخصوص وكوادر وأبناء حماس وشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة على وجه العموم.

درعاً حصيناً

فيما قال شقيقه واصفاً عمل شقيقه في صفوف الجناح العسكري لحركة حماس :\" كان رحمه الله يخرج مع إخوانه مجاهدي القسام في كل يوم ليكونوا درعاً حصيناً لوطنهم وشعبهم، يحملون راية الجهاد والنصرة للمظلومين والمقهورين والمحاصرين\".

وأشار إلى أن أخيه الشهيد محمود وإخوانه في كافة الميادين يتقدمون الصفوف بكل عزيمة وثبات وإرادة لا تلين وثقة بنصر الله، \"يعدّون العدة ويحشدون القوة لمقاومة الإحتلال ويخوضون معركة التحدي والصمود، لا يعرفون التراجع أو الإنكسار أمام بطش العدو وإرهابه، رغم شدة الهجمة وعظم التضحيات\".

ويؤكد أخاه أن (حنفي) تلقى تعليمه الأساسي في مدارس حي الدرج ابتداءً من المرحلة الابتدائية ومن ثم الإعدادية والثانوية وقد كان متفوقاً في دراسته.

وتابع \"فقد أخي محمود والدنا رحمه الله وهو في سن صغير حيث كان في مطلع الثالث عشر من عمره ونشأ يتيماً منذ ذلك الوقت وسعى لرسم الإبتسامة على شفاه إخوانه وأخواته بعد فقدانهم الحضن الدافئ\".



الشهيد القسامي والقائد الميداني/ محمود الصفدي

اطفأت يوم 17 رمضان شعلة من مشاعل الجهاد وجذوة نور وعطاء ما بخلت يوما بالغالي والنفيس، حملت الروح على الكف وبذلت شبابها في سبيل الله.

لقد اتخذ الله اليوم إلى جواره القائد الميداني في كتائب القسام من أبناء كتيبة الدرج والتفاح الغربية شهيدا بعد إصابته قبل أيام إثر حادث سقوط أثناء مساعدته أحد اخوانه في أعمال بناء منزله.

والله يا محمود إن القلب ليحزن وان الع...ين لتدمع وإنا على فراقك لمحزونون.

إخواني الكرام حقا إن القلب ليعتصر ألما وانت ترى أقمارك يتساقطون من حولك أو من سماءك واحدا إثر آخر حتى لتكاد تبكي على نفسك وتشك في إيمانك.

حقا لا يصطفي ربي الى جواره إلا من هو أهل لأن يسمى شهيدا، رحمك الله يا حبيبي وأنت المجاهد الذي لم يترك ميدان جهاد إلا وله فيه بصمات ولا ميدان طاعة ولا مساعدة اخوان ولا تدريب شباب على سباحة ورماية ولا عطاء ليل نهار لا يتعب، مع ذلك تنثر الابتسامة على من حولك.

ابحث ولن تجد من الناس الذين عرفوه الا كل محب كل مترحم كل فاقد لابتسامته، ما يؤذي احدا بقول ولا بفعل ولا يترك احدا الا وقد رضي عنه.

اخواني انقل لكم ما كان لسان حال من حوله وهو بينهم فكيف لو استطعت ان انقل اليكم حالهم وقد فقدوه، ووالله ما كذبتكم بل والله ما أنصفته الكلمات ولا أسعفني أنا التعبير "راحلة" بكل معنى الكلمة.

أحسب ان الله قد اصطفاه إليه وهو في ذروة مراتب الطاعة والعبادة بعد أن قضى نصف رمضان بيننا صائما لنهاره وفي ساعات ليله يتقلب في ساحات الجهاد بين حراسة للثغور وإعداد وتدريب للمجاهدين وغير ذلك، وما يعلم أحد أنه قد نام ليلة واحدة من بداية الشهر في بيته قرب زوجته، ليتبع سهره الطويل بالبحث عن ميادين جديدة للقربى من الله فتجده يتفقد حاجات اخوانه ويسعى في تقديم ما يستطيع.

يا أخواني هؤلاء هم الرواحل الذين أخبر المصطفى بحالهم:"الناس كابل المئة لا تكاد تجد فيها راحلة".

هذا ما نعرفه وما يسمح بنشره فما بالكم بالذي يخفى والله يعلمه.

عزاؤنا أنه راحل ليلتقي باخوان سبقوه على عينه ودعهم وبكى على فراقتهم، أكثر من خمسين شهيدا من ابناء القسام أبناء كتيبة الدرج والتفاح الغربية ولكل منهم مع الرحيل قصة.



 **********************************************************

محمد أحمد حلمي جرادة

تاريخ الإستشهاد: 2008/12/31
العمر: 23
محمد أحمد حلمي جرادة
محمد أحمد حلمي جرادة
مكان الاستشهاد:-
مركز العباس.

الحالة الاجتماعية:-
متزوج.

المراحل الدراسية:-
المرحلة الابتدائية كانت في مدرسة القاهرة.
المرحلة الإعدادية كانت في مدرسة يافا.
المرحلة الثانوية كانت في مدرسة معروف الرصافي.
المرحلة الجامعية في الجامعة الإسلامية "تخصص علوم".

المؤهل العلمي:-
سنة ثالثة جامعة تخصص علوم (في الجامعة الإسلامية).

التنظيم المنتمي إليه:-
حركة المقاومة الإسلامية ــ حــــــمــــــاس ــ .

مقدمة عامة عن الشهيد:-
إنه في الثامن من أكتوبر من سنة خمسة وثمانون وتسعمائة وألف, أنجب الحاج أحمد جرادة "أبو حلمي", طفلاً جميلاً سماه (محمد) على اسم نبينا على الصلاة والسلام, فعاش هذا الطفل مثل بقية أطفال فلسطين, في أسرة ملتزمة تعرف الطريق الصحيح إلى الله, فكانت هذه الأسرة تربي أولادها على السير في الطريق الصحيح فكان ثمرة هذا الجهد بأن كل أفراد هذه الأسرة حفظة لكتاب الله عزوجل, ومن بينهم شهيدنا البطل أبــــا بلال.
 ولكن الشهيد محمد مع مرور الزمن عاش الانتفاضة, ورأي ما رأي من الدمار والقتل والوحشية والإرهاب الذي ترتكبه قوات الاحتلال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني, فبقي على حالته ولكنه لم يتحمل هذا فقام بالمشاركة مع أبطال فلسطين في رجم اليهود بالحجارة, ومن كل ما رآه من اليهود بدأ يفكر بأخذ الطار والحق من هؤلاء القتلة, فأنضم إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام, وكان أحد جنودها الميدانيين البارزين في قوتهم وتضحيتهم في سبيل الله لإرجاع الأرض المسلوبة,
وكالعادة كان يخرج كل يوم إلى تلبية نداء الجهاد.

 


 **********************************************************

أسامة حمدي حميد

تاريخ الإستشهاد: 1993/12/14
العمر: 24
أسامة  حمدي   حميد
أسامة حمدي حميد
الميلاد والنشأة:
على ثرى أرض غزة هاشم ومن وسط الحصار المضني ولد الشهيد الخالد أسامة حمدي حميد وبالتحديد في حي التفاح الذي كان شاهداً حقيقياً على قذارة الاحتلال وجرمه ولد بتاريخ 21/1/1968م بعد شهور قليلة من نكبة فلسطين والعرب الثانية وكأن القدر يعلن مجدداً وسط لغة الانهزام وتراجع فوهة البندقية إن عصراً جديداً تكسوه ملامح الإسلام وثوريته هي البديل.
لقد نشأ شهيدنا رحمة الله عليه في بيت متواضع وإسلامي بالدرجة الأولى حرص والده أن تكون تربية أهل بيته وفقاً لتعاليم الإسلام الرائعة وقيمه الجميلة، فكان مسجد المحطة هو الملجأ بالنسبة للشهيد أسامة فحرص دوماً على الصلاة فيه باستمرار كما أنه شارك بل اعتبر من النشيطين جداً في عقد الندوات الدينية والهادفة لإخراج جيل إسلامي قادر على تفهم الواقع وغير ذلك من النشاطات الطلابية فكان عنصراً فعالاً في الكتلة الإسلامية بكلية التمريض التي التحق بها بعد أن أنهى مراحله الدراسية حتى التحق بالجامعة الإسلامية.
صفاته:
عُرف عن شهيدنا أنه بشوش الوجه واسع الصدر حليماً على إخوانه يجهر بالحق في كل مكان ولا يخاف في الله لومة لائم كان محبوباً من أبناء وشيوخ مسجده لأنه كان يقف بينهم واعظاً في بعض الصلوات وكان يخطب ويقول الحق ولو كان مراً، حرص على مجالس العلم ولازمها وكان يلقي بها بعض دروسه وكان يشارك إخوانه في احتفالاتهم فيقف خطيباً ومتكلماً كان يذكّر الناس بالموت ويحذرهم من الدنيا قصيرة الأجل، كان يتقرب إلى الله بالنوافل من صيام وقيام وتلاوة قرآن أحب إخوانه فأحبوه وجعل همه تجاه إخوانه لإبراز جيل مسلم ( جيل المصاحف للنصر زاحف ) فكان المربي والأستاذ والمرشد بينهم مارس الرياضة وأحبها وشجع عليها إخوانه حيث كان يدربهم ويعتني بهم بجميع أنواع الرياضة حتى أنه عندما استشهد رحمه الله أُنشئ له ملعب بجانب مسجد المحطة باسمه ( ملعب الشهيد أسامة حميد " أبو مصعب " ).
كان يزور أسر المعتقلين والشهداء والجرحى مما زاد في حبه لهم وبغضه لأعداء الإنسانية أحفاد القردة والخنازير.
كان عندما يختم القرآن يجمع إخوانه ويقرؤوه جميعاً ومن ثم يقوم بتوزيع الحلوى عليهم.
الاعتقال:
برز شهيدنا البطل في بداية الانتفاضة المباركة بشكل فاعل وناشط للغاية فشارك في العديد من فعاليات الانتفاضة بكل قوة كذلك في المظاهرات العارمة التي عمت أرجاء الوطن الحبيب فاعتقل على خلفية ذلك مدة قصيرة وخرج بعدها معلنا أن لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص، التحق شهيدنا بالجهاز العسكري الذي أسسه الشهيد القائد صلاح شحادة سنة 1988م والذي عرف باسم مجاهدو فلسطين وكان عضواً بارزاً فيه حيث انتقل من مرحلة الإعداد والتكوين إلى مرحلة العمل والتنفيذ على أرض الواقع.
واعتقل شهيدنا عام 1989م في ضربة حركة حماس مع شيخ الانتفاضة الشيخ المجاهد أحمد ياسين لمدة ثلاث سنوات ونصف في سجن السرايا ثم نقل إلى سجن النقب الصحراوي وذلك لانتمائه إلى الجهاز العسكري آنذاك وكان يسمى مجاهدو فلسطين وهو أول جهاز عسكري تم تشكيله في بداية الانتفاضة وكان يقوده الشهيد القائد صلاح شحادة بتهمة التدريب على السلاح وأحد أعضاء المجموعة العسكرية السرية فيه.
مشواره الجهادي:
عرف شهيدنا القائد طوال الوقت بإصراره أن يقابل ربه كأجمل لقاء، وكان حافزاً حقيقياً أن ينال الشهادة، وبعد خروجه من السجن كان كله عزيمة وإصرار على مواصلة مشواره الجهادي الذي رسمه لنفسه منذ بداية التحاقه في صفوف الحركة فمع بزوغ فجر القسام تاقت روح شهيدنا إلى الانضمام والعمل مرة أخرى في صفوف كتائب القسام فكان أحد قادة المجموعات السرية العاملة في قطاعنا الحبيب، وفي ظل هذا لم تنم له عين ولم ترف له جفن حتى يحقق حلمه وأمنيته التي كان يحلم بها طوال حياته في ظل اعتقاله فيما بعد أصبح ذلك الحلم حقيقة فكان الموعد وكان اللقاء.
انضم رحمه الله إلى العمل وأصبح فارساً من فوارس القسام فامتشق بندقيته ولبس بزته العسكرية التي أحبها لأنه رجل عسكري وجندي من جنود القسام الميامين لكي يثأر لأرضه وقدسه أرض الأنبياء والشهداء وبوابة السماء التي طالما كانت تصرخ وامعتصماه لم تلق آذان المعتصم، واعمراه لم تلق آذان عمر، فكان ابن القسام يترجل في الميدان غير آبه بمن حوله وبكل بني صهيون، أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه فكان في فترة عمله كقائد سري في صفوف القسام يزأر مثل الأسد وهذا من أسماه أسامة الأسد بحثاً عن فريسته لكي ينتقم لإخوانه ممن سبقوه فكان يصول ويجول كالأسد المرعب مع إخوانه الأبطال في أحياء وأزقة قطاع غزة بعمليات شارك فيها فارسنا القسامي مثل: عملية الهجوم العسكري على شرطة العباس، وعملية حي المشاهرة "قرقش"، وعمليات أخرى.
بالإضافة إلى عمله كقائد مجهول ضمن الجهاز العسكري، وكان رحمه الله من النشيطين جداً في العمل السياسي والاجتماعي، ولقد مكث مدة طويلة مع إخوانه القساميين المطاردين إلى أن حان وقت لقاء الله والشهادة في سبيله.
إرهاصات الشهادة:
يقول والد الشهيد أسامة دوماً كنت أُلح على ولدي أن يتزوج وكان يرد عليّ بأن نيته أن يتزوج قريباً ( وكان يقصد الشهادة في سبيل الله )، نعم فقد كان رحمه الله من التواقين للقاء الله فقد أعلن أكثر من مرة أمام أصدقائه أن لديه النية الخالصة للاستشهاد، وخاصة بعد أن رحل عنه رفيق دربه الشهيد القائد عماد عقل والشهيد زكريا الشوربجي ورفقائه الآخرين.
الاستشهاد:
في صباح يوم الثلاثاء 14/12/1993م كان بزوغ فجر انطلاقة " حركة المقاومة الإسلامية حماس " في ذلك اليوم خرج شهيدنا القائد وهو صائم لكي ينفذ وعد الله في بني صهيون للانتقام فمضى مختالاً يشحن سيارة بارود ليحطم رأس النمرود لا يخشى كيد الجبناء ويغني لعيون القدس أحلى نشيد، في صباح هذا اليوم الذي وصفه رئيس وزراء إسرائيل المعدوم رابين أنه " يوم حماس " حيث انتشرت قوات كبيرة من قوات الجيش في أنحاء متعددة من قطاع غزة تحسباً من وقوع عمليات عسكرية أو سيارة مفخخة من أبناء حماس وخاصة جهازها العسكري " كتائب الشهيد عز الدين القسام ".
بعد إعداد الخطة ووضع الأهداف من قبل القيادة العسكرية لكتائب القسام، جهز الشهيد القائد نفسه وإخوانه المجاهدون وانطلق مزمجراً كالأسد الغاضب نحو منطقة القبة ( شرق الشجاعية ) حيث نصب شهيدنا القائد سيارته المفخخة على جانب الطريق العام ووزع الأخوة المجاهدين في محيط المكان إلى أن تقدمت إحدى الدوريات الصهيونية نحو المكان فاشتبهت بالسيارة المفخخة، وعلى الفور قامت بمحاصرة المكان المتواجد فيه المجاهدون، فشعر شهيدنا القائد القسامي بالخطر على إخوانه المجاهدون فأمرهم بالانسحاب وقام بالتغطية عليهم وأطلق النار على الدورية فقتل ضابطاً صهيونياً وأصاب ثلاثة آخرين بجروح وبعدها تم إطلاق النار عليه واستشهد على آثرها، وتكمن الأخوة المجاهدون من الانسحاب من المكان بسلام تحفهم عناية الرحمن.

شعور الأهل:
تلقى أهل الشهيد نبأ استشهاد أسامة بكل فخر واعتزاز حيث كانت الشهادة مطلبه وقول والده:
(( إنني فخور لأن أسامة لقي ربه وهو راض عنه وسوف يشفع لسبعين من أهله )).

مداهمة المنزل:
وبعد سماع نبأ استشهاد القائد القسامي أسامة حمدي حميد عم الإضراب الشامل والذي دعت إليه حركة المقاومة الإسلامية حماس وهي تزف شهيدها القائد، كما جرت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال، وبعد ذلك قامت المخابرات الإسرائيلية بمداهمة منزل الشهيد وقاموا بتفتيشه ولكن دون أن يعثروا على أي شيء.
لم يعثروا على حقدهم ولكننا بحثنا عن عشقنا المتمثل بالشهادة حتى وجدناه مسكوناً بالفرح فلك ألف سلام يا ابن الإسلام العظيم.

صحابي وداعاً سيبقى الوداد               وتبقى المحبة لا لن تضيع
وموعدنا ظل عرش الإله                     جموعا تراهم فنعم الجموع
وفي عدن جنته نلتقي                      بروض وريحان وزروع
وداعا صحابي سيحلو اللقاء               بتلك الديار ولا من دموع

 

 


 **********************************************************

ماجد حمد يحبشي

تاريخ الإستشهاد: 2006/07/26
العمر: 32
ماجد حمد  يحبشي
ماجد حمد يحبشي


من أين نبداء وكيف ؟ وماذا يمكن لنا أن نقول ، يعجز القلم عن وصفك و يحتار العقل وينقبض القلب حزنا، لا عليك يا أبا إسماعيل فأنت مع الشهداء والصديقين والصالحين ان شاء الله تعالى، ولكن على فراقك، فطالما كانت عشرتك دروسا وعبر، ولطالما كانت بمثابة النور الذي يضيئ لإخوانك المجاهدين الطريق فكنت قائدا ومربيا بالنهار وفارسا بالليل .. طبت حيا وشهيدا يا أبا إسماعيل وسلام عليك في الخالدين .

الميلاد والنشأة
في الثالث عشر من شهر يوليو من العام 1974م كانت غزه على موعد، مع ميلاد قائد عظيم مغوار من قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، وأحد مؤسسي جهاز الأمن العسكري في منطقه حي الدرج بمدينة غزة.فكانت عائله حبشي على موعد مع ولادة ابنها ماجد عطا حمد حبشي.
مسيرته التعليمية
 درس شهيدنا الابتدائية والاعدادية  في مدارس حي الدرج وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يمر بها شعبنا الفلسطينى، انقطع عن الدراسة ليعين عائلته ،حيث عمل فى احدى ورش الخياطة مع إخوانه.

وقبل استشهاده بشهرين حصل على شهادة الثانوية العامة بمعدل 74% فى الفرع الادبى، رغم ضيق وقته وانشغاله بنشاطه الجهادي والدعوى ورغم الأعباء الملقاة على عاتقه ،وهو صاحب الجسم النحيف الضعيف لكنه ماجد صاحب الهمة العالية والبصيرة النافذة، وقد كان عازما على الالتحاق بالدراسة الجامعية ولكن قدر الله اسبق واختار الله، لهو ما هو أفضل وأكرم وهى الشهادة في سبيل الله .
ويحدثنا والد الشهيد ماجد أبو عطا ان الشهيد التزم فى مسجد الحي ،منذ نعومة أظافره وتربى على موائد القرآن الكريم حيث حرصه على أداء الصلاة في المسجد في وقتها ،خاصة صلاة الفجر يوقظ أهله لأداء الصلاة مطيعا لوالديه لا يرفض لهم أمرا  .
وأما عن أخلاقه في بيته فتقول زوجته واخونه بأنه كان كالشمعة المضيئة لهم ،وكان مرجعا في بيته للمشاكل الأسرية، وكانت ابتسامته لا تغيب عن وجهه ، ويذكر لنا مجدي الشهيد الأصغر للشهيد، ان ماجد قد رأى النبى (صلى الله عليه وسلم) في المنام وعمره لا يتجاوز 17 عاما.
صفاته وأخلاقه
 وكان مثال للخلق والأدب في حديثه وتعامله مع أهله وجيرانه وأصدقائه، وعرف عن  شهيدنا بهدوئه الشديد وذكائه الفريد .. قليل المزاح جاد في تعامله مع الآخرين، حيث كان مرجعا للمشاكل الأسرية وشعلة للإيمان، مبادر إلى الأمر بالمعروف وفعل الخيرات ،وإيقاظ الأهل لصلاه الفجر، وصلة الرحم وحفظ القران، وحثهم على اغتنام أوقاتهم وطاعة المولى عز وجل، هذا ولم يشأ الله تعالى أن يرزقه الذرية فكان صابر محتسبا،
انشغل في متابعه الخونة والمجرمين وفى نفس الوقت كان ملتزما بملفاتهم السرية فلم يعلم احد بأي ملف، ويقول أبو صهيب احد أصدقائه، انه كان متواضعا جدا في عمله العسكري والدعوى، وكان صاحب فكر ولكن لا يظهر فيها .
بدأ الشهيد ماجد نشاطه الجهادي  منذ صغره، حيث بدأ من  رمي  الحجارة على جنود الاحتلال والكتابة على الجدران في الأعياد والمناسبات، وقد تعرض للاعتقال عدة مرات في سجون الاحتلال الصهيوني، قضى خلالها عدة أشهر، تعرض خلالها في السجن للتعذيب والتنكيل ،ومحاوله إسقاطه أخلاقيا إلا إنه وبقوه إيمانه وعزيمته بقي صابرا أمام وحشيه هذا الاحتلال.
كما قد اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية ، وتعرض خلال فتره الاعتقال لأشد التعذيب والضرب المبرح، وبذكائه الحاد اكتشف احد العملاء ،الذي كان مسجونا معه دون معرفة السلطة تعامله مع الاحتلال.
مشواره الجهادي
يعتبر شهيدنا من أوائل الملتحقين في الجهاز العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس فقد التحق بالجهاز منذ عام 1992 رافق خلال هذه الفترة عمالقة المجاهدين في كتائب القسام أمثال يحي عايش صلاح شحاده وعوض سلمي.
ومع بداية الانتفاضة الثانية بدأ الجهاز العسكري لحركة حماس يعيد ترتيب صفوفه، فعمل شهيدنا مع مجموعة من رفاق دربه من أمثال الشهيد خالد المصري، على تأسيس الجناح العسكري لحماس في منطقة التفاح والدرج.
وعرف عن الشهيد تصديه للاجتياحات الصهيونية التي تعرض له القطاع  كما شارك في إطلاق صواريخ القسام والهاون والبتار على مغتصبات الاحتلال خاصة موقع كفار عزه.

ارتبط الشهيد بخليه القدس أولى خلايا عمليات الثأر المقدس بعد استشهاد يحيي عياش كما عمل مع الشهداء عوض سلمى وخالد المصري  وحسين أبو اللبن .
موعد مع الشهادة
وفى معركة وفاء الأحرار وأثناء الاجتياح الصهيوني ،لمنطقة التفاح شرق مدينة غزة في شهر يوليو ، كان ماجد على موعد مع ما تمنى كان على موعد مع الشهادة، وفى صباح يوم الأربعاء 26/7/2006م وأثناء تصديه للاجتياح الصهيوني الغاشم باغتته طائرات العدو بإطلاق صاروخين باتجاهه مما أدى إلى استشهاده في المكان وإصابة زميله بجراح.
وارتقى شهيدنا إلى العلا ، مقبلا غير مدبر ليلتحق بدرب رفاقه، عوض سلمى وعاطف المصري وحسين أبو اللبن وكل الشهداء .
وهكذا انهى شهيدنا القائد ماجد حبشي حياته الجهادية والدعوية كما أحب، شهيدا في سبيل الله ثم الوطن كما كل القادة والعظام الذين اختاروا درب ذات الشوكة درب الأنبياء والصديقين والشهداء.
وصيه الشهيد ماجد حمدي عطا حبشي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على قائد المجاهدين محمد بن عبد الله وعلى الله وصحبه ومن سار على دربه واهتدى به إلى يوم الدين ، واساله أن يرزقنا  خالص القول والعمل، وأن يتقبل منا صالح الاعمال ،وأن يغفر لنا سيئاتنا ان ربى غفور رحيم ، كما ادعوه سبحانه أن يشرفني ويكتبني مع عباده المجاهدين، انه عزيز كريم وبعد :.
احبابى واهلى وزوجى :- أضع بين أيديكم وصيتي سائلا المولى عز وجل أن أكون ممن قال الله فيهم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)،اخوانى في الله إن الله عز وجل قد كتب الموت والحياة على كل شيء ، فقد قال سبحانه( كل شيء هالك إلا وجهه) .
كما إننا لا نعرف متى ينقضي الأجل حيث قال سبحانه( وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس باى ارض تموت ) ، وان أنفاس المرء معدودة فاسأل الله أن يرحمنا عند الموت انه غفور رحيم .
·   لذلك أوصى اهلي وزوجتي واخوانى في الله بتقوى الله والتزام طاعته ، فانه بتقوى الله تغفر الذنوب وتيسر الأمور ، وتزداد الحسنات فقد قال سبحانه ( واتقوى الله ويعلمكم الله) ،وقال  (ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ).
·   كما وأوصيكم بالحفاظ على فرائض الله وعلى الصلوات , وصلاه الجماعة هي أفضل الصلاة ، وان لا تنسوا قول الله عز وجل فقد قال سبحانه (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون )

·   كما وأوصيكم واهلى واخوانى في الله بالحب والايخاء في الله فان منزله المتحابين في الله عظيمة , فان الأنبياء والصديقين والشهداء ليغبطونهم على منزلتهم يوم القيامه عند الله , وليكن الإيثار شعاركم كما كان حال أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم مع إخوانه من المهاجرين .
·   كما أوصيكم بالعفو والصفح حتى لمن أساء إليكم , كما علمنا المصطفى عليه الصلاة والسلام , فانه بالاخوه الصادقة والعفو الجميل تكسبون قلوب الآخرين، إلى دعوتكم ولتكن دعوتكم مقدمه على نفوسكم إن كنتم صادقين
·  كما أوصيكم احبابى في الله بالصبر على درب الجهاد درب أحبابنا الذين  جادوا بدمائهم من نصرة دين الله .
·   كما أوصى اخوانى في مسجد عز الدين القسام بالدعوة إلى الله فان في حينا الكثير من الشباب الطيب الذين ينتصرون إن تمدوا أيديكم لتأخذوهم في رحاب مسجدكم .
·  كما أوصى واهلى واحبابى بزوجتي خيرا , فالحمد لله كانت نعم الزوج التي اعانتنى على طاعة الله , كما أوصي زوجتي بتقوى الله والإكثار من تلاوة القران وصلاه الليل , وأقول لها قول الله تعال (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
·   كما أدعو احبابى الذين عملت معهم إن كان في عمل دنيوي أو في الجهاد والحركة أرجو منكم أن تسامحوني على ما كان من خطىء منى أو تقصير منى في حقكم فان المرء لا يخلو من عيب أبدا , كما اطلب منكم أن تدعو لي في ظهر الغيب , وأن تقرؤوا لي الفاتحة وتسألوا لي الرحمة من الله .
·    كما أوصى اهلى وزوجتي بالصبر على ما يقدره الله , وقد قال الله تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وانا إليه راجعون ) , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من يصبر يصبره الله وما أعطي احد شيئا هو خير وأوسع من الصبر ) ...., كما ادعوكم أن تعبروا عن حزنكم بطريقه الله لا تخالف شرع الله وأذكركم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( اللاطمة وجهها والشاقة جيبها ) .
·   كما أوصى أن يكون عزائي وفق شرع الله وسنه نبيه على الصلاة والسلام , ولا تكلف الحركة باى تكليف من أكل أو شرب أو اى شيء يخص العزاء فان الجهاد أولى بهذا المال الذي سنسأل عنه أمام  الله .
وأخيرا اسأل الله أن يكون قد وفقني في التعبير عن وصيتي , واسأله أن ينفعني وإياكم
العبد الفقير إلى الله
ماجد حمدي عطا حبشي
 أبو إسماعيل
والسلام وعلكم ورحمه الله وبركاته

 


 **********************************************************

محمد سعيد عدس

تاريخ الإستشهاد: 2006/07/26
العمر: 22
محمد  سعيد   عدس
محمد سعيد عدس

في حي الشعف بمنطقة التفاح إلى الشمال من مدينة غزة، كانت الانطلاقة لأحد فرسان  وجنود الدعوة الإسلامية، إنه الشهيد القسامي المجاهد محمد سعيد عدس الحافظ لكتاب الله، عرف عنه بخلقه للقرآن كانت صفاته ومميزاته تختلف عن جميع إخوانه، عرف عنه بنشاطه الدؤوب في مجال الدعوة والجهاد في سبيل الله، بذل كل حياته رخيصة من أجل أن ينال الشهادة، الذي انتظرها بفارغ من الصبر، اشتاق لرؤية إخوانه من الشهداء في حي الشعف منهم الشهيد القسامي محمد السحلوب والعديد من الشهداء الذي أحب اللحاق بهم.
ويقول أحد أصدقاءه "والله يا أخي إني لأحببته من قبل أن أراه وبعد أن سمعت عنه
البسنا الله لباسه وأسكننا الفردوس معه إن شاء الله اللهم ارحمه برحمتك يا واسع المغفرة
وحرمه على النار انه كان مرابطا في سبيلك ".
يا جماهير شعبنا الصامد المرابط الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على كرامة الأرض التي ارتوت بالدماء الطاهرة دماء أبنائنا وأبنائكم جميعاً، نزف إليكم فارس من فرسان وجنود الدعوة والجهاد والمقاومة، الشهيد القسامي المجاهد محمد عدس.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد القسامي المجاهد محمد سعيد عدس في مدينة غزة صبيحة يوم الاثنين 17/9/1984م، هذا اليوم الذي أحبه شهيدنا ففي هذا اليوم ولد رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم) ومات فيه ايضاً، فكان يوم أن جعله الله لرجل ولفارس من فرسان الدعوة والجهاد في سبيل الله.
تربى شهيدنا محمد لأسرة كريمة محافظة على كتاب الله والسنة النبوية المطهرة، فكان من الشباب الملتزمين منذ نعومة أظافره، كيف لا وهو عاش مع والدين يحبون الجهاد والاستشهاد في سبيل الله.
حفظه القرآن
كان شهيدنا القسامي أبو الحسن في طفولته يتميز بالهدوء حيث كان يتعامل مع الأطفال بلطف وعندما بلغ سن السابعة التحق بمدرسة التابعين لتحفيظ القران ثم رجع إلى المدرسة الحكومية صلاح الدين ثم الإعدادية الهاشمية وأكمل دراسته الثانوية بمدرسة يافا 0وقد عرفه زملاؤه في الدراسة مساعدا لهم لا يتردد في تقديم العون والمساعدة لهم جميعا0
التحق الشهيد محمد في الجامعة الإسلامية ودرس في كلية الشريعة الإسلامية حرصا منه على تعلم الحكام الشرعية 0
عرف عن الشهيد القسامي محمد عدس بنشاطه في الكتلة الإسلامية في كلية الشريعة، لما تميز من الحديث في دين الله وتعريف الناس بأمور دينهم ودعوتهم، ودعوته إليهم بالتزام بالصلاة.
كانت علاقته بعائلته علاقة ملؤها الود والاحترام حيث كانت جلساته معهم شيقة، فكان يحدث إخوانه عن طريقة حفظه للقران تارة وعن دراسته تارة أخرى وعن بعض المواقف في حياته0
وتقول والدته انه كان بارا بها يتحين الفرص لخدمتها وكان آخر طلب لها من محمد أن يناولها كوب من الحلبة والذي كان أطيب كوب من يد محمد0
الشهيد في صفوف الحركة
كان الشهيد المجاهد محمد عدس حافظا لكتاب الله وقد عمل في مركز التحفيظ التابع لمسجد الجولانى وكان يدرس شباب المسجد أحكام التجويد وأقدم فى الفترة الأخيرة على تعلم القرآن السبع للقران 0
كان لشهيدنا دور هام في تربية أشبال المسجد وتعليمهم تعاليم الإسلام وقد عمل الشهيد مسئولا للكتلة الإسلامية في مسجد البشير، وعمل محفظاً لمسجدهن فكان نعم الشاب المجاهد المطبق لأمور دينه، واستطاع أن يفهم القواعد الشرعية لدينه.
السيرة الجهادية
ملئ حب الجهاد قلب شهيدنا القسامي محمد عدس، فقام بإرسال رسالة إلى قيادة كتائب الشهيد عزالدين القسام في بداية انتفاضة الأقصى المباركة، للانضمام إلى صفوف العز القسامية، وقد ألح عليهم في رسالته أن لا يحرموه من اجر الجهاد في سبيل الله 0
وكانت الموافقة وعمل شهيدنا أبا الحسن ضمن وحدات المرابطين مع منتصف الانتفاضة ، وكان يحمل قاذف الياسين في أيام الرباط0
ويتحدث احد أفراد مجموعته من كتائب القسام عن أخلاقه فيقول " انه كان مثال الجندي في السمع والطاعة وكان مثالا لهم في الإيثار والخلق الحسن، فكان دائماً يحدثنا عن الشهادة والشهداء ".
كما كان يذكر الحور العين دائما وكانت اغلب ندواته في الرباط عن الحور العين وكان يرفض الزواج لأنه كان مصمما على نيل الحور العين فكان له ما تمنى بإذن الله0
الاستشهاد في الرباط
صباح اليوم الأربعاء 1 رجب 1427 هـ الموافق 26/7/2006م  أثناء تصديه للاجتياح الصهيوني الغاشم على شرق حي التفاح ، فتعرض لقصف صاروخي من طائرة الاستطلاع الصهيونية 
ليلتحق الشهيد بركب الأبرار الأطهار، بعد أن سطر صفحات جهادية مشرفة بتصديه لهذا الاجتياح الغادر وتسطيره أروع آيات الجهاد والإقدام  في الذود عن حياض الوطن ، قدّم ضريبة الوفاء لدينه ووطنه ونذر نفسه لله تعالى ، نسأل الله تعالى أن يكتبه في الشهداء وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.
وكان شهيدنا دائماً يحمل الياسين في الرباط، وفي ليلة الاجتياح طلب من إخوانه المرابطين أن يصلو بعده أيضا وبعد انتهاءه من الصلاة مباشرة، وذلك بعد منتصف الليل بساعة تقريبا استهدفته طائرة الاستطلاع بصاروخ فأصيب إصابات بالغة وأثناء نقله إلى المستشفى ظل يردد الشهادة ويطلب من إخوانه الثبات والموت على الجهاد والاستشهاد حتى وصل إلى مستشفى الشفاء واستشهد بعد وصوله في غرفة العناية ورحم الله شهيدنا0

رحمك الله يا أبا الحسن وأسكنك فسيح جناته.
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات .. بل أحياء عند ربهم يرزقون ..
احتسب الأجر عند الله .. وإفرح على عرس شهادته
فما أعظمها من منزله .. ينالها الشهيد .. بقرب الأنبياء والصالحين
اللهم أكرمنا بالشهادة يارب العالمين .. اللهم أحسن خاتمتنا

 


 **********************************************************

 

عماد فنونه

تاريخ الإستشهاد: 2003/03/07
العمر: 23
عماد    فنونه
عماد فنونه
مثقلون نحن بالحنين، محملون بالوجع لعطر كان هنا وغادر إلى الجنة، دماء زكية مازال مسكها يملأ الذاكرة بحنين، لمن كانوا الأوفياء للوطن الساكن فينا ، فقدموا أروحهم رخيصة ً على درب الحرية، التي كنا نحلم بها، كل كلمات الرثاء تسقط أمام طيفهم العابر الينا كل لحظة، وكل حروف الرثاء تسكبُ رحيقها كي تعود إلى خط البداية، حين كانوا بيننا، نراهم نسمعهم نكلمهم ، أما الآن وقد حال الموت بيننا فرحلوا إلى دار الأخيرة خالدين في ظلال ربهم ، بقيت في سمائنا قصص وحكايا، صور وروايات لم ترّوَ بعد..!! بقيت لدينا الاسطوره التي جعلتكم ترحلون ، كيف حملتم الأرواح على الأكف؟ وتسابقتم شهداءَ إلى الجنة..!!وحده الموت القادر على قهرنا، وحده القدر القادر على تفريقنا، وسنة الحياة أن تكونوا شهداء، ونكون نحن الأحياء الأوفياء لكم، منغمسون نحن بالجراح وانتم تحيون مع الأنبياء والصديقين، أرواحكم الخالدة فينا بقيت بيننا وان رحلتم أنتم بأجسادكم، تمر بنا الذكرى شهيداً تلو الشهيد، وانتم تتسابقون عريساً تلو العريس، تمر الأيام كأنها اللحظة..!! بالأمس كنتم هنا .. وها هو الأمس يعود بنا ليكرر نفسه الدرس في حياة عاشقي الأرض، هم زيتونها، وزيتها الذي لا ينضب .. أبا زينب..الشهيد الداعيه ، والبندقة التي لم تسقط، والرصاصة التي لم توجه إلا لصدرِ محتلٍ غاصبٍ، لم يكن السابع من اذار يوماً عادياً، لقد حفر في الذاكرة أخدوداً، فمن ينساك أيها الطائر المحلّقُ في سماء العشق الهى ، أيها الشيخ الذي أبى إلا أن يموت واقفاً كالأشجار، فكان ذلك اليوم درساً في حياة بني صهيون فهم سقطوا أمامك كأوراق الخريف ورقةً تلو الورقة، فلم يستطيعوا النيل منك إلا بقذائف حاقدة، ومن خلف حصون منيعة ..!! ها هي ذكراك السابعه تمر بنا ، تثاقل الأقلام في أيدينا، فبأي قلمٍ نكتبك؟ وتأبى المحابر إلا أن تسكب مدادها على لوح أصم، حتى يصرخ الصخر والبحر والشجر وكل الأماكن التي عرفتك، فهي مازالت تحن إليك، شوارع الشجاعيه وزيتونها الحزين، وسنابل القمح في موسم الحصاد تذكرك، نعم .. تذكرك أيها المعلم الشهيد ، فالأرواح الطاهرة تترك أريجها في الأماكن ليبقى الأريج شاهداً على من مرّ من هنا.. يرشد العابرين في الدرب كي يتبعوه، في كل حارة وشارع يشهد أن هذا ( عطر .. ) .. ، عطرٌ من بساتين الشجاعيه المنغمسة في الجرح، القابعة في سجن وأسوار أوغلت فينا ذبحاً، لكنها لم تستطع أن تدنس عطرك..!! فعطرك وذكراك لن يمحوهما حقد صهيوني ظالم ولا محتل غاشم.في ذكراك أبازينب تفتح غياهب الحلم، وينشق صدر السماء ليعبرنا النور من جديدٍ، ويسكننا الأمل الذي طالما منينا النفس به، زارعاً فينا أملاً بان الله لا يخلف وعده، وأن الدروب مهما تقطعت فينا فلن تبتلعنا الأرض، ولن تأكلنا ذئاب الحقد، لان أسطورتك أنت ومن معكَ من قوافل الشهداء، كسرت أنياب الذئاب وجعلت كلاب الطرقات الضالة تهرب إلى جحورها، فمن يواجه الأسطورة؟أيها الشهيد الأغر..المرحوم البار بوطنه وأمته . جذرٌ نبت في روحكَ الطاهرة لتستحق هذا الاسم ؟ لقد اثبت َ بان الوفاء تلميذٌ صغيرٌ في مدرساتك فاحترت بأي الأسماء أناديكَ أبا زينب أم أبا الشجاعة .. أم ماذا ؟ كل الأسماء تليق بك وكل الألسن التي عرفتك تروي عنك الكثير .. الكثير .. فمآثرك وشجاعتك جعلت كل البشر الذين عرفوك يشهدون لك بأنك الصادق الصدوق الذي لم يتراجع أمام عدة المحتلين وعتادهم .. أيها الراحل إلى أفق مبتسم .. ومدىً رحبٍ وضياءٍ ونورٍ، رحلت وتركت القلوب تختلج بذكراك لتعود بنا الذاكرة الملبدة بشريطها الحزين لتفجر في الوعي بركان حزن، وتفتح في الألباب نوافذ عشق ، حزن على الفراق وعشق لشموعكم التي غابت عن عالمنا، فشنقتنا العتمة بسلاسلها واغتالت منا الإبصار، فلم يبقَ لنا إلا شموع الحنين نشعلها حينما تتكاثف الذكريات كغيمات تحمل في أحشائها المطر، كي نروي لمن سيأتون بعدنا ولأبنائنا سر هذا الموت الأسطوري، كيف واجهتم ارتال الدبابات بإيمان متين وعزيمة لا تلين، وحققتم المعجزة فقهرتم عدونا بالموت، وجعلتموه يواجهكم والرعب يجر جيوشه الى صدروهم .. أبا الوفا ..الفجر سيولد من جديد برغم حقول الألغام والموت التي تحيط بنا، برغم الشقاء الذي بنى له منابراً على صدورنا، فقذفنا بحبة ملح بحجم قرص الشمس ..!! وجرح بحجم الكون، فالحق حتماً منتصر والصبر سيصنع فينا معجزةً أقوى من غارة غادر .. وظلم ظالم فقد علمتمونا  ما بعد الضيق الا الفرج  وان الذاهبون إلى الجنة يعبدون بدمهم الزكي درب الحرية لمن سيأتون من بعدهم، فالنور حتما في آخر النفق مهما كان بعيداً فإننا نراه قريباً ، انه البوصلة الموجهة نحو بوابة الوطن ، فانتم من وجهها لذا لن نضل الطريق مهما علا موج الظلم والطغيان.. فالبوصلة مازالت موجهة نحو القدس ونحن نسير باتجاهها وان تثاقلت الخطوات فينا، وكبونا آلاف الكبوات، وتعثرنا، وإحترقنا، فنحن كطائر الفينيق نعود من تحت الرماد .. رحلتم بلا موعد ٍ ، وسافرتم في محطات بلا حقائب، وعبرتم البحر الهائج بلا أشرعةٍ ، صعدتم الى الجنة لكن ذكراكم بقيت بيننا لن ترحل أبداً ..!!



"إن كان دين محمد لن يستقيم إلا بدمي فيا سيوف خذيني" كلمات جميلة كان يرددها الشهيد المجاهد عماد فنونه كانت تعكس واقعا في قلبه مفاده الحب الشديد للإسلام و لرسول الإسلام والسلام صلى الله عليه واله



هذا الحب للرسول الكريم و لآل بيته الطاهرين دفع الشهيد عماد إلى الإسراع ليلقي الله ويلقي حبيبه رسول الله " صلى الله عليه واله " فحمل سلاحه و سار علي بركة الله ليفتح جبهة مع عدوه بالقرب من مستوطنة نتساريم بغزة ويظل ثابتا حتى تبلغه رصاصات العدو فيلقي الله شهيدا مع رفيقي دربه الشهيدين علام كرم و يوسف المناصرة.



ميلاد مجاهد

ولد الشهيد عماد أمين مكين فنونه في حي الشجاعية بمدينة غزة عام 1980 بعد ستة أولاد، تربي تربية المسلم داخل المساجد منذ نعومة أظفاره و انتمي لحركة الجهاد الإسلامي في وقت مبكر من عمره، واصل تعليمه حتى العام الثالث الجامعي قبل استشهاده كان يدرس في كلية الشريعة بجامعة الأزهر. نال الشهادة في يوم الجمعة 7-3-2003 مع اثنين من سرايا القدس الجناح العسكري لحركةالجهاد الاسلامي عندما اشتبكوا مع قوات من العدو الصهيوني بالقرب من مستوطنة نتساريم بغزة.



صفاته

تميز الشهيد فنونه بالعديد من الصفات الحسنة التي وضعته في قائمة خيرة شباب الإسلام، يقول أبو الأمين شقيق الشهيد" أجمل ما كان يميز أخي عماد حبه لمديح الرسول الكريم و يمضي قائلا" كان الشهيد مسئولا عن مركز تحفيظ القرآن في مسجد بالقرب من المنزل ، وكان محبا للصلاة سيما صلاة الفجر.

لقد اتصف الشهيد بعلاقاته الطيبة مع جميع شرائح المجتمع الفلسطيني أشبالهم و شبابهم و مشايخهم فقد كان محبوبا جدا شديد التواضع روحه مرحة دوما. كما كان عذب الصوت في تلاوة القرآن و في الإنشاد الإسلامي حيث أدار فرقة عشاق الشهادة التابعة لحركة الجهاد الإسلامي بعد استشهاد صديقه نبيل العرعير، كان صواما في النهار قواما في الليل يجوب المساجد داعية لله ويقول المديح في كل مسجد يدعي اليه، رحب الصدر يسامح و لا يغضب ، يقول أبو قتيبة أحد أصدقاء الشهيد" كان عماد يحب الجلوس مع الأشبال و يوصيهم بصلاة الفجر في جماعة، كما كان مطيعا جدا للأوامر الحركية مهما كانت صفتها" ، و يضيف" الشهيد كان يكره أن يمثل دور الجندي الصهيوني علي المسرح مهما كلف الأمر، حتى أنه امتنع عن الطلوع للمسرح بسبب رفضه تأدية هذا الدور".

ويعتبر الشهيد عماد شقيق الشهيد القيادي البارز في سرايا القدس رائد أبو فنونة " أبو عماد" الذي اغتالته قوات الاحتلال بواسطة سيارة مفخخة وضعت له بواسطة العملاء علي حافة الطريق بالقرب من مدخل الشجاعية مما ادي إلي استشهاده علي الفور.

"كان الشهيد يتقاضى 300 شيكل اي حوالي 75 دولار من مركز تحفيظ القرآن ينفقها كلها في سبيل الله ، شديد التعاطف مع أبناء الشهداء" شهادة أبداها أبو هادي شقيق الشهيد فنونه أشاد خلالها بحسن صنيع الشهيد، يقول أبو هادي" كان عماد يصرف كل ما في جيبه علي المحتاجين أو يشتري بها الجوائز و الهدايا للأشبال الذين يحفظون القرآن".

أوصيكم

يقول شقيق الشهيد" كانت أمنية عماد أن لا يوضع في الثلاجة إذا استشهد و يدفن بثيابه كما هو ، و بالفعل ذلك ما تحقق"

هكذا رحل ابا زينب عنا وترك لنا وصية غالية ترك لنا الامانة بأن نحافظ على دماء الشهداء ونسير على دربهم الخالد فهنيئا له .

 

ومنهم من ينتظر

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك