(( من يمتلك المعلومة يمتلك للقوة والثروة ))
يقول أحدهم:
زميلي في العمل يضع عطراً رائعاً رفض إخباري باسمه. وعبثا حاولت و"ترجيت" ولكن بدون فائدة. وذات يوم طلب مني خدمة تتجاوز حدود صلاحياته فابتسمت بخبث وقلت: إن أخبرتني باسم العطر أخبرتك بما تريد.. وبالفعل أخبرني فأخبرته!!
الآن تمعن معي في هذه القصة:
في الحالة الأولى كنت (أنا) أملك المال لشراء العطر ولكن زميلي يملك معلومة لا أعرفها وبالتالي تصرف من موقف قوة. وفي الحالة الثانية حين احتاج (هو) الى معلومة أعرفها اصبحت (أنا) في موقف القوي - وبدون الحاجة لإنفاق أي مبلغ..
وهذه القصة على بساطتها تفسر كيف أن المعرفة قوة (أو كما يقال في الغرب Knowledgs is Power).. فالمعرفة لها تأثير أقوى من المال والسلاح. والدول التي (تعرف) تتفوق بسهولة على الدول التي (لا تعرف) مهما حباها الله من ثروة ومال؛ فحين (تعرف) تقلب الموقف لصالحك وتحدد السعر الذي تريد، وحين لا تعرف ستخدع بسهولة ويؤخذ مالك ثمناً لجهلك..! وحين نفكر في الفرق بين الدول العربية والنمور الآسيوية نرى الفرق بين أمم استوردت المعرفة وأخرى استوعبتها. فنحن حين نحتاج الى جهاز ما نعمد ببساطة الى استيراده، ولكن حين تحتاج كوريا وتايوان الى نفس الجهاز يسعون لفهمه وانتاج مثله!!
ورغم أن دولاً مثل اليابان وكوريا وتايوان تعاني من شح ثرواتها الطبيعية الا انها امتلكت ثروة معرفية حولت التراب الى ذهب والخردة الى اجهزة الكترونية.
فالأمم التي (تعرف) تصدر معرفتها بثمن مرتفع وتتراكم لديها الثروة عاما بعد عام. والأمم التي (لا تعرف) تضطر للاستيراد وتستنزف ثروتها عاما بعد عام ..!!
أن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. وإن ما ينادي به الباحثون اليوم من ضرورة توفير فرص التعلم قد نادى به الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، وهذه الحقيقة تشهد على عظمة هذا الدين وصدق رسالة الإسلام. يقول تبارك وتعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9].