بحث عن :
دور الاعلام الاسرائيلي و الحرب النفسية على الاراضي الفلسطينية
اعداد الطالب:
محمد الخطيب
إشراف:
د. محمد الجريسي
قدم هذا البحث استكمالاً لمتطلبات اتمام مساق "القيادة وعلم النفس الاجتماعي"
غزة 2016
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ (6)
( سورة الحجرات)
المقدمة:
تعتبر الحرب النفسية قديمة قدم المجتمعات البشرية، حيث استخدمتها المجتمعات القديمة كاليونانية والفرعونية وغيرها من المجتمعات الى ان تطورت خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث أراد كل من المتخاصمين فرض أفكاره على الآخر عبر التهديد والوعيد مستخدماً بذلك كافة وسائل الإعلام آنذاك للتأثير على الخصم وكسب الحرب دون قتال.
وقد استفادت الحركة الصهيونية العالمية من أساليب الحرب النفسية التي استخدمت في الحرب العالمية الأولى والثانية، وقامت بتطويرها للدفاع عن الوجود الصهيوني في أرض فلسطين، حيث قام بتجسيد هذه الفكرة وتطويرها الى حلم الدولة الصهيونية الصحفي الصهيوني هرتزل في القرن العشرين وعلى اثرها أقيمت ما تسمى دولة (إسرائيل) عام 1948م فوق الأراضي فلسطين، وارتكبت المذابح والمجازر مثل مجزرة دير ياسين وغيرها بحق السكان الفلسطينيين العزل لفرض واقع جديد تمثل بالكيان الصهيوني ، لذلك ذاع صيت القوات الصهيونية الدموية التي تقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتدمر البيوت على رؤوس اصحابها دون رحمة مما أدى انتشار هذه المعلومات المخيفة والمرعبة إلى تهجير سكان القرى والمدن في المناطق المحتلة عام 1948م إلى الدول العربية الشقيقة (الدماغ، 1979).
لقد اهتمت (إسرائيل) بالإعلام الذي يقلب الحقائق لصالحها ويغير المفاهيم والقيم حسبما تريد، فقد استخدمت السينما للتعبير عن الظلم التاريخي الذي لحق باليهود على يد النازي هتلر، واستفادت من هذه المنابر لكسب تأييد العالم وعطفه لهم(نزار، 1967).
مشكلة الدراسة: لقد مارس الاحتلال الصهيوني ولا يزال يمارس كافة أصناف الحرب النفسية المضللة ، فمنذ احتلاله للأراضي الفلسطينية وهو يعمل جاهداً على بث روح الانهزامية في نفوس وقلوب الفلسطينيين. وبهذا تمثلت مشكلة الدراسة في التعرف على دور الاعلام الاسرائيلي المحتل في بث الحرب النفسية على الاراضي الفلسطينية بكل الوسائل والطرق.
وتتحدد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي:
ما دور الاعلام الاسرائيلي في الحرب النفسية على الاراضي الفلسطينية؟
وينبثق عن السؤال الرئيسي مجموعة من التساؤلات الفرعية وهي :
ما الحرب النفسية (الإسرائيلية)، وأهم المراحل التي مرت بها، وما هي مرتكزاتها؟.
ما أساليب الحرب النفسية الاسرائيلية التي استخدمت ضد الفلسطينيين؟.
ما وسائل الإعلام التي استخدمت في الحرب النفسية (الإسرائيلية)، وطرق مقاومتها والوقاية منها؟.
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية الدراسة في طبيعة الموضوع والذي يقدم تصور عن الحرب النفسية (الإسرائيلية ) جذورها وأساليبها، وكيف سخرت وسائل الإعلام لخدمتها في الأمور الآتية:
الاستفادة من طرق وأساليب الحرب النفسية الإسرائيلية ومعرفة طرق مقاومتها والوقاية.
الاستفادة في تنمية الروح المعنوية عند المواطنين لتعزيز صمودهم أثناء المواجهة.
عدم تأثر المواطنين وحماة الوطن مما تبثه وسائل الإعلام (الإسرائيلية) وخاصة الحرب النفسية من كذب وافتراء.
أهداف الدراسة: تهدف الدراسة الى التعرف على ماهية الحرب النفسية (الإسرائيلية) ومفهومها ومراحلها، ومرتكزاتها الأساسية للتخطيط للحرب النفسية (الإسرائيلية)،وكذلك أساليبها، ودور الاعلام (الإسرائيلي) وسائله وأساليبه في الحرب النفسية، وطرق الوقاية.
مصطلحات الدراسة:
الحرب النفسية: الاستخدام المعني به لأي نوع من وسائل الاعلام بقصد التأثير في عقول وعواطف جماعة معينة معادية او جماعة محايدة او جماعات اجنبية صديقة لغرض استراتيجي او تكتيكي معين ( نصر،1967: 436).
الاعلام: عرفه الدليمي (11:2011) بالعملية التي يتفاعل بمقتضاها مستقبل ومرسل الرسالة (كائنات حية او بشر او آلات) في مضامين اجتماعية معينة وفي هذا التفاعل يتم نقل افكار ومعلومات ومنبهات بين الافراد عن قضية معينة او معني مجرد او واقع معين.
الأراضي الفلسطينية: المقصود بهذا المصطلح كل الأرض الفلسطينية سواء التي أحتلت عام 1948م وكذلك الاراضي التي أحتلت عام 1967م.
الفصل الاول
مفهوم الحرب النفسية
نشأة الحرب النفسية
اهمية الحرب النفسية
اهداف الحرب النفسية
انواع الحرب النفسية
وسائل الحرب النفسية
خصائص الحرب النفسية
مبادئ الحرب النفسية
الفصل الاول
أولاً: مفهوم الحرب النفسية
تعود الأصول التاريخية للحرب النفسية إلى قدم الإنسان نفسه، ذلك أنها فن من فنون الاتصال الإنساني الشخصي أو الجماهيري، وقد كانت منذ بداية تأريخها تعتمد الكلمة المنطوقة أو المكتوبة ثم ازدادت قوتها إثر التطورات التكنولوجية التي شهدها العالم عبر التأريخ والتي نجم عنها استعمال الصورة واللون والحركة وازدادت تأثيراً مع وجود وسائل جعلت العالم قرية الكترونية( أبوعرقوب،1992:135).
ونالت الحرب النفسية اهتمام الباحثين والمختصين في مجالي علم النفس وعلم الاتصال فوضعوا العديد من التعريفات فيعرفها متخصصي علم النفس الاجتماعي على وجه الخصوص بأنها: "استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول في وقت الحرب أو وقت السلام لإجراءات إعلامية بقصد التأثير في آراء وعواطف ومواقف وسلوك جماعات أجنبية معادية أو محايدة أو صديقة تساعد على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة" (زهران، 1984:395).
أما منظري علم النفس العسكري فينظرون إليها من الجانب القتالي فيعرفوها بأنها "حرب دفاعية أو هجومية تقوم بتقوية معنويات المقاتلين وتعمل على تحطيم معنويات الاعداء، وهي بعيدة عن عُرف وتقاليد الحرب التقليدية ولا تخضع لرقابة القانون" (الزبيدي،217:1987).
ومن التعريفات الأكثر شيوعاً هو التعريف بأنها "نوع من القتال النفسي لا يتجه إلا إلى العدو ولا يسعى إلا للقضاء على الإيمان بالمستقبل في ذاته وبثقته في نفسه، وبعبارة أخرى هي لا تسعى إلى الاقناع والاقتناع وإنما تهدف تحطيم الإرادة الفردية وهدفها أكثر اتساعاً لكن دائرة فاعليتها أكثر تحديداً، وهي تسعى إلى القضاء على الإرادة ولكنها توجه إلى الخصم أو العدو" (ربيع،1989:33).
ومن خلال ما تقدم من تعريفات للحرب النفسية والرؤى التي تناهض بعض هذهِ التعريفات استنتج المتخصصون في مجال دراسة الحرب النفسية الآتي (الزبيدي،218:1987-219) :
الحرب تغني الصراع باستخدام العنف والصدام المسلح وهناك طرق أخرى قادرة على تحقيق أهداف الحرب.
استخدام المعطيات النفسية في غزو الشخصية المقابلة وانتزاع النصر منها.
الحرب النفسية تبدأ قبل الصراع المسلح واثناءه وتستمر بعد انتهاء الصراع.
الحرب النفسية توظف معطيات العلوم الأخرى.
الحرب النفسية مكملة لوسائل أخرى سياسية واقتصادية وعسكرية وغير ذلك.
ثانياً: نشأة الحرب النفسية
حاول الفلاسفة والعلماء القدامى الوصول إلى أعماق النفس البشرية في دراساتهم وأبحاثهم، إذ ان الإنسان معقد التكوين يتأثر سلوكه بكثير من العوامل الظاهرة والخفية، وهو يستجيب لدوافع بعضها تنبثق من نفسه وبعضها تنبعث من البيئة التي يعيش فيها والاستجابة لهذه الدوافع هي التي تصنع شخصيته وتحدد سلوكه ومواقفه واتجاهاته (زهران، 2012).
ويعزو المؤرخون أصول الحرب النفسية إلى قبل الميلاد بقرون إذ عرفها أباطرة الرومان فاستخدموا الأدب في الحرب النفسية كما عرفها الصينيون عندما أدركوا أهمية الشخصية والتثقيف الذاتي عبر تاريخهم، مؤكدين أهمية الأساليب النفسية في تحقيق النصر فقال القائد الصيني "صن تزو" قبل خمسمئة سنة ق.م " لا قيمة ان نحارب وننتصر في كل المعارك ولكن تحطيم مقاومة العدو بدون قتال هو النصر" (عبد الله، 1997).
وينسب بعض المؤرخين أصول الحرب النفسية في عهد نابليون بونابرت مستشهدين بمقولته "يوجد في العالم قوتان فقط هما قوة السلاح وقوة العقل ومع الزمن تنتصر قوة العقل"، أما المؤرخون العرب يعدون الحرب النفسية فن حربي قديم أجاده العرب مستشهدين بأحداث شهدها التاريخ وبقول لأحد الشعراء جاء فيه (الدباغ،1971: 6) :
ولا تحسبن الحرب سهماً ومفرقاً فـأن سـلاح الصـائلين عقول
كما تُشير بعض المؤلفات العربية استخدام الحرب النفسية في عصر الإسلام ففي كتاب (الحرب) للدينوري يُشير إلى اتباع الأمويين أساليب القسوة والعنف لإذابة الدعوات المناهضة لهم.
إلا ان ورود المصطلح بالصيغة العلمية المخططة والتوجيه النفسي المدروس يعود إلى بداية الحرب العالمية الثانية، إذ كانت النشاطات الغير عسكرية في الحرب العالمية الأولى تسمى "الدعاية" وأول من استعمل مصطلح "الحرب النفسية" هو المنظر والدعائي الأميركي (لاين باركر LineBarger) ثم تبعه بعد ذلك (دانيال ليرنر D.Lener) في كتابه "الحرب النفسية ضد ألمانيا" (المحنة،1986: 113) .
ثالثاً: اهمية الحرب النفسية
يذكر زهران (2012م) أنه رغم ان الحرب فرضت نفسها على البشرية منذ اقدم العصور ورغم تبلور اهميتها ودورها في الحرب العالمية الاولى وفترة ما بين الحربين الا ان استخدامها المعاصر قد اصبح اكثر اتساعاً وتعقيداً مع توفر وسائل الاعلام والاتصال الجماهيري والتي امكن بواسطتها الوصول الى الملايين لمحاولة التأثير عليهم وتغيير سلوكهم وزاد من اهميتها أيضا ان القوى العالمية جمدت الصراع المادي واستعاضت عنه بالحرب النفسية اضافة الى ما تعانيه حالياً امتنا العربية والاسلامية من انسحاق نفسي وروحي تحت وقع ضربات الحرب النفسية المتتالية, لهذا كان موضوع الحرب النفسية من أخطر موضوعات الساعة محلياً وعالمياً ليس الان فقط بل في كل الظروف والاحوال, وفي تراثنا الاسلامي ما يؤكد لنا اهمية الحرب النفسية, يقول سبحانه وتعالى ((سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان)) (الانفال: الآية 12).
اما خبراء الاستراتيجية العسكرية فيجمعون على اهمية وخطر الحرب النفسية فيقول الجنرال الامريكي جانين "إن الغرب قد اعاد النظر في استراتيجية الحرب وطبيعتها وخطط لاستراتيجية جديدة تماماً تهتم بالعامل الايديولوجي بعد ان اتضحت اهميته القصوى وبذلك فأن الحرب الفعلية اليوم اصبحت حرباً سيكولوجية شاملة" ( شلبي،1973 : 13-14) في حين يقول رومل "ان القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول اعدائه قبل ابدانهم", ويقول اللواء جمال الدين محفوظ "إن العلم العسكري وخبرة الحروب يجمعان على ان الحرب النفسية سلاح فعال وشديد التأثير في المعركة ويساهم مساهمة كبيرة على اعمال القتال وغيرها من أساليب الصراع في تحقيق الانتصار بسرعة وبأقل الخسائر في الارواح والمعدات فالحرب النفسية أخطر أنواع الحروب , لأنها تستهدف المقاتل في عقله وتفكيره وقلبه لكي تحطم روحه المعنوية وتقضي على إرادة القتال فيه وتقوده بالتالي نحو الهزيمة" (محفوظ، ب ت : 120).
وتشير الموسوعة العسكرية الى ان الحرب النفسية مهمة جداً في اي صراع بين قوتين لأن العمليات العسكرية العادية وكذلك الدبلوماسية زاوية نفسية يجب استغلالها لتحقيق مكاسب افضل بحيث ان العامل المعنوي يحقق التوازن بين قوة الثوار العسكريين المحدودة والقوة المضادة الضخمة وتكون هذه الحرب النفسية اكثر اهمية في الحروب الثورية (الموسوعة العسكرية : 767) ويؤكد الدكتور حامد زيدان على اهمية الحرب النفسية لأنها تقوم بالدور الفعال في قتل ارادة ومعنويات الخصم وانها من اهم موضوعات الساعة ومن اخطر انواع الحروب (زيدان، ب ت : 334).
اما البروز الاقوى لأهمية الحرب النفسية في الظروف الراهنة فقد بدأ إصلاحه في السياسة من حيث استخدام الحرب النفسية بشكل واسع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين وبالتحديد مع ظروف تفكك الاتحاد السوفيتي, وهذا التصور للحرب النفسية واعتمادها في تحليل وادارة الصراع اعطاها اهمية بالغة ودفع العالم الغربي وامريكا في النظام الدولي الجديد الى استخدامها كسلاح من احد افضل الاسلحة المؤثرة (العبيدي ,2001 : 53) .
رابعاً: أهداف الحرب النفسية
لا تعرف الحرب النفسية حالة حربٍ أو سلم، سواء أكانت هناك معارك حربية أو لم تكن فهي مستمرة في عملها على المستويين الداخلي والخارجي معاً، ويعود السبب في ذلك إلى أننا نعيش في عصر أضحت فيه حالات الحرب والصراع بين عقائد وأيديولوجيات أنقسم فيها العالم إلى كتل ومعسكرات تتحرك كل منها وفق رؤى وأيديولوجيات معينة، لذا فأن الحرب النفسية في ديناميكية حركتها وتوجهها إلى الإنسان تستهدف تحقيق السيطرة على الإرادة لتدعيم الصديق أو تحطيم العدو أو الحفاظ على حياد المحايدين على أقل تقدير إذا لم تسعى إلى استقطابهم وتجييرهم لصالح غايات القائم بالحرب النفسية وأهدافه بعد التأثير على آراءهم ومواقفهم واتجاهاتهم عبر شن هجوم عنيف على القوى الروحية والنفسية والمعتقدات الثابتة لدى الخصم لزعزعتها أو تقوية موقف الصديق وتعزيز الاعتقاد بقدرته أو تعزيز صحة الموقف الحيادي للمحايدين ( عمار،1967: 111-112) وتعمل الحرب النفسية على تحقيق أهدافها في جبهتين تضم الخارجية منها الآتي (نزار، 1967):
الأعداء: سواء أكان هذا العدو دولة أو مجموعة حزبية معارضة أو كتلة عسكرية أو حلفاً من الأحلاف أو اتجاهاً سياسياً أو فكرياً معيناً، لذا فهي تستهدف تحطيم العدو والحاق الهزيمة له وتشويه كل دعوى يستند إليها وتثبيط معنوياته.
الأصدقاء: فأنها تعتنق وجهات نظرهم وتحملها وتدافع عنها، وتعمد دائماً على تأكيد هذهِ الصداقة واطرادها.
المحايدين: إذ تستهدف العمل بكافة الوسائل من أجل كسبهم إلى جانب القضية التي تتصدى للدفاع عنها وفق غايات مصدر الحرب النفسية وأهدافه، أو الحفاظ على الحيادية.
أما في الجبهة الداخلية فهي تعمل بالوسائل كافة بغية تحقيق عدة أغراض تتمثل بالآتي (نوفل، 1989: 71-72):
إقناع الشعب بأن قضيته عادلة، والحفاظ على معنوياته مرتفعة.
العمل الدائم على تأكيد هيبة القادة وتصويرهم كمثل عليا للاقتداء بهم.
توجيه الحقد والكره المباشر وحشده ضد العدو.
توجيه الجبهة الداخلية وبلورة بنائها الفكري والاجتماعي في سياق واحد.
ويمكن القول أن من أهداف الحرب النفسية ايضاً:
بث اليأس بدلاً من النصر في نفوس القوات المعادية وذلك عن طريق المبالغة في وصف القوة وفي وصف الانتصارات والمبالغة في وصف الهزائم حتى يشعر العدو انه امام قوة لا يمكن ان تقهر وتوضيح ان كل مجهودات النهوض والتقدم في صفوف العدو ضاع سدى واستخدام مبدأ الحشد في عدد الطائرات والدبابات والصواريخ ... الخ اضافة الى التلويح بالتفوق العلمي والتكنولوجي .
تشجيع افراد القوات المعادية على الاستسلام وذلك عن طريق توجيه نداءات الى القوات المحاربة للعدو بواسطة مكبرات الصوت قبل ان يبدأ الهجوم تدعوهم الى الاستسلام وعدم المقاومة وتوزيع منشورات تحتوي على حيل مختلفة لتشجيع الاستسلام .
زعزعة ايمان العدو بمبادئه واهدافه وذلك عن طريق اثبات استحالة تحقيق هذه المبادئ او الاهداف وتصوير المبادئ والاهداف على غير حقيقتها وتضخم الاخطاء التي تقع عند محاولة تحقيق هذه المبادئ والاهداف .
اضعاف الجبهة الداخلية للعدو واحداث ثغرات داخلها وذلك عن طريق اظهار عجز النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عن تحقيق امال الجماهير والضغط الاقتصادي على حكومة العدو حتى ينهار النظام الاقتصادي وتشجيع بعض الطوائف على مقاومة الاهداف القومية والوطنية وتشكيك الجماهير في ثقتها بقيادتها السياسية وقدرة قواتها المسلحة على مواجهة عدوهما المشترك .
بث اليأس والرغبة في الاستسلام والكف عن الصراع في نفوس العدو وذلك عن طريق التهوين من امكاناتهم واقناعهم ان مصالحهم تتحقق باستسلام وكذلك التهويل من قوة وامكانات الجهة القائمة بالحرب النفسية واقناعهم بأن المواجهة معها تعد عبثاً وانتحاراً .
تضخيم اخطاء قيادات العدو لزعزعة الثقة وبين مناصريهم والعاملين معهم مما يؤدي الى تفسخ العلاقات الرابطة بينهم وضعف الانضباط والترابط .
اضعاف الجبهة الداخلية للعدو واحداث الثغرات فيها وذلك من خلال تشجيع الفئات والجماعات المناهضة لنظام الحكم على الانشقاق وتشكيك الجماهير في قدرة قيادتها السياسية .
خامساً: انواع الحرب النفسية
يقول زهران (2012) وعبدالله (1997)، والدماغ (1979)، أن أنواع الحرب النفسية متنوعة وأهم هذه الانواع هي ما يلي:
الحرب النفسية الاستراتيجية : تسعى عملية الحرب النفسية الاستراتيجية الى تحقيق اهداف شاملة بعيدة المدى وتنسق عادة مع الخطط الاستراتيجية العامة للحرب وتوجه غالباً الى القوات المسلحة المقاتلة والى الشعوب بصفة جماعية شاملة وتتميز بالشمول والامتداد في المكان والزمان وقد تمتد الى عشرات بل مئات السنين .
الحرب النفسية التكتيكية : هي حرب الصدام المباشر مع العدو والالتحام به وجهاً لوجه سواء بالحرب السياسية او الاقتصادية او العسكرية او بمجموعة من هذه الحروب او بها مجتمعة حسب الهدف المرسوم .
الحرب النفسية التعزيزية : ثبيت دعائم النصر الذي تكون الحرب التكتيكية ومن قبلها ومعها الحرب الاستراتيجية قد حققته ثم تحويل النصر الى امر واقع يأخذ صفة الشرعية والدوام وتلجأ الحرب التعزيزية في المقام الاول الى تصنيع مزيج من الترهيب والترغيب لإقناع الخصم بأن هزيمته نهائية ومؤيدة ان مصلحته في حياة ومستقبل امين ترتبط بتسليمه بهذه الهزيمة ثم بتعاونه مع المنتصر .
سادساً: وسائل الحرب النفسية(زهران،2003):
المطبوعات: الصحف والمجلات والكتب والنشرات والمنشورات واعلانات الجدران والملصقات والبوسترات وغيرها .
الوسائل السمعية او المنطوقة: (خطب- اغاني- اناشيد وطنية - شائعات وحملات الهمس)
الوسائل البصرية المرئية: (التماثيل والصور الفوتوغرافية واشرطة الفيديو والعلامات والاعلام والرموز والشعارات ) .
الوسائل السمعية والبصرية: التي يجمع بين الصوت والصورة مثل السينما والتلفاز والمسرح والاستعراضات والمواكب الجماهيرية والمشاهد ولهذه الوسائل تأثيرات اكثر من الاخريات.
سابعاً: خصائص الحرب النفسية
الحرب النفسية شأنها شأن أشكال التعامل النفسي تتمتع بعددٍ من الخصائص تتمثل بالآتي (ربيع،1989:341):
هي تعامل مع موقف.
هي حرب وبذلك فان الخدعة محورها، وخطتها يجب ان تتوزع على مراحل إذ تُهيئ كل مرحلة للمرحلة اللاحقة، واحد عناصر تخطيطها هو عنصر (التراجع)، إذ يجب ان تدخل احتمالات الفشل بالحسبان.
هي ليست تعامل نفسي مباشر فقط، بل انها تلجأ أيضاً إلى جميع الوسائل المادية المتاحة والتي تحقق النتائج المقصودة سواء عبر نشر الشائعات أو الفوضى أو نشر المخدرات أو اغتيال الزعماء والقادة أو التفجيرات أو أي وسيلة تسمح للأداء لاختراق الموقف تكون مقبولة.
يسهل عبر الحرب النفسية اكتشاف أساليب جديدة للتحكم في المنطق البشري والتي وصلت إلى مراحل متقدمة من حيث التجريب والتي يمكن ان توجه إلى المجتمع الكلي أو على الأقل إلى الزعماء والقيادات.
الحرب النفسية تجمع بين الاتصال الداخلي والاتصال الخارجي فهي تتجه إلى العدو ولكنها إن فشلت ترتد إلى القائم بها فتصبح اتصالاً داخلياً.
ثامناً: مبادئ التخطيط للحرب النفسية
تعتمد الحرب النفسية على مدى توفر المعلومات الواقعية عن أبرز الجوانب التاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية لشعب وجيش الجهة التي تشهد فيها الحرب، إذ أنه لا جدوى من تلك المعلومات إذا لم يعرف من كانت بحوزته كيفية استقرائها واستنباط الأفكار والخطوط الحيوية لرسم برنامج الحرب النفسية وتنظيمها. لذا يجب عند التخطيط للحرب النفسية مراعاة مبادئ أساسية تتمثل بالآتي(الزبيدي،255:1987):
الذكاء الفطري الذي يولد القدرة في التأثير على المتلقين من حيث معرفة اللحظة المناسبة لتنفيذ كل مرحلة من مراحل الخطة بغية الوصول إلى أقصى مدى تأثير ممكن.
الثقافة الواسعة والمعرفة الوثيقة بالجمهور المتلقي بما في ذلك تأريخهم ولغتهم وأساطيرهم ومعتقداتهم وعاداتهم وتركيبهم الاجتماعي وغير ذلك.
القدرة على توظيف آمال الجمهور المتلقي ومخاوفهم في خدمة الحملة النفسية في مختلف المراحل والظروف وهذا يتطلب معرفة نقاط الضعف والقوة لذلك الجمهور.
القدرة على التعبير المؤثر في صياغة الرسالة الدعائية بحيث تبدو جذابة في مظهرها على الأقل.
قدرة المخطط للحرب النفسية على اخفاء ضغينته أو انحيازه ضد العدو، لكي تبدو الرسالة حيادية بصورة ظاهرة على الأقل.
الإلمام والجمع بين فنون الاتصال والفنون القتالية.
الفصل الثاني:
المبحث الأول: الإعلام الإسرائيلي والحرب النفسية
أهمية الإعلام في الحرب النفسية
الإعلام (الإسرائيلي) وسائله وأساليبه في الحرب النفسية
أهم وسائل الإعلام الإسرائيلي
نشاطات أجهزة الإعلام في إسرائيل
المبحث الثاني: الحرب النفسية في الاسلام والوقاية منها
طرق الوقاية من الحرب النفسية في الاسلام
المبحث الثالث: الخاتمة والتوصيات والمراجع
الخاتمة
التوصيات
المصادر والمراجع
الفصل الثاني
المبحث الأول: الإعلام الإسرائيلي والحرب النفسية
أولاً: اهمية الإعلام في الحرب النفسية
يتحتم على الصحافة والإذاعة ووكالات الأنباء ليس القيام بالرد على الحرب النفسية الهجومية على إسرائيل، لأن هدف الصهيونية أمس واليوم وغداً هو هدم الجبهة الداخلية وانهيار معنويات الأمة، فإسرائيل لا تحاربنا بالطائرات والمدافع والصواريخ بل يحاربوننا في معتقداتنا وفي اقتصادنا وفي إنتاجنا وفي أفكارنا وفي حريتنا بل في نفوسنا، هم يحاربوننا بالسلاح الخطير وهو سلاح الكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية، وإنهم يأخذون كلامنا الصريح والواضح أو ما تنكته أو ما نقوله في إذاعتنا ليفسروه تفسيرا خاطئاً وينشروه في إذاعتهم وصحافتهم، وبذلك يتلاعبون بالواقع من أجل السيطرة على عقول البشر وقلوبهم (عمار،1967).
لقد قال دايان أحد زعماء إسرائيل: "لقد استفدنا مما ينشر في صحف الأعداء، وعن طريق ذلك حددنا توقيت الهجوم على المطارات المصرية في الساعة التاسعة صباحاً"، ويصور أهمية الحرب النفسية فيقول: "ان سياستنا تقوم على بث روح اليأس وروح الأمل، اليأس من إمكان محاربتنا أو الوقوف أمامنا، والأمل في إمكان الصلح معنا والوصول إلى حل وسط" (نزار، 1967).
ان إسرائيل والقوى الصهيونية تسيطر سيطرة كاملة على أغلب وكالات الأنباء العالمية، فان لها 890 جريدة ومجلة تنطق باسمها أو تسير وفق مخططاتها، فالعدو يدرك ان الحرب الحديثة لم تعد مجرد واجهة عسكرية مسلحة بل هي أيضاً صراع بين الآراء والمبادئ والقيم والمعنويات، وان النيل من ذلك هو أهم الخطوات عن طريق الصراع الكبير، وان الانتصار فيها يمهد لما بعد ذلك(نزار، 1967).
ثانياً: الإعلام (الإسرائيلي) وسائله وأساليبه في الحرب النفسية
يمكن القول أنه بات دور وسائل الإعلام المختلفة في حياة المجتمعات جزءا جوهرياً هاماً في صياغة الفكر والتطور، كما ان انفتاح كل بيت على فضائيات العالم اليوم جعل من الخطاب الإعلامي أداة يمكن توظيفها على مستوى رأي الفرد أو الجماعة، بل يمتد ليشمل القضايا القطرية، والإقليمية، والدولية، وباتت فائدة الفضائيات لا جدال حولها.
لذلك يكون الاهتمام بوسائل الإعلام في أول سلم الأولويات (الإسرائيلية)، بعد الاهتمام بالأمن مباشرة، وبنظرة فاحصة على الواقع الإعلامي (الإسرائيلي) يتبين كم سخرت من الوسائل الإعلامية، وأساليب الحرب النفسية من أجل خدمة سياساتها في المنطقة وفي العالم، مما جعل استحالة التحدث عن وسائل الإعلام الإسرائيلية بمعزل عن الوسائل العالمية للإعلام، باعتباره يتميز بكونه إعلام مترابط ومتكامل، لأنه يصب بمجمله في خدمة المشروع الصهيوني العالمي، الذي يستهدف كل المعمورة، وان كان يركز في حربه النفسية ضد فلسطين والمقاومة (الهمص، 2001).
كما يميز هذا الإعلام عمق الترابط بينه وبين الجانب السياسي النفسي، حتى بات ذلك الترابط من أكثر الأشياء تلازماً فيه، ذلك التلازم القائم على درجة استحالة الفصل بينهما في أغلب الموارد والبرامج الإعلامية، اذ لا إعلام دون سياسة، لكون الإعلام يمثل الدعامة الكبرى لتلك السياسة، والنجاح الاخر لها، باعتبارها المرجع والمتوجه له، من حيث التحكم في عرض المادة الإعلامية، وتطعيمها بالحرب النفسية الهادفة (الهمص، 2001).
وعلى أرض فلسطين ( في انتفاضة 1987) امتزجت ممارسة جميع وسائل وأدوات الإعلام الإسرائيلي، ( الوسائل السمعية البصرية كالراديو والتلفزيون، والوسائل المقروءة والمكتوبة كالصحف والمجلات، او الكتب والنشرات، اضافة للمنشورات والإعلانات الهادفة) بالتركيز على الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني عامة، وضد المقاومة في فلسطين خاصة، ثم تعمقت وازدادت بشكل كبير في انتفاضة الأقصى حيث وضع الإعلام في جل اهتمامه اجهاض المقاومة، بمختلف الأساليب التي بحوزته والتي منها: (الدعاية، والتضليل الاعلامي، والإشاعة، وغسيل الدماغ، وافتعال الأزمات، وإثارة الرعب، والفوضى، والإقناع الطوعي وغيرها) (الزهار،2004).
أهم وسائل الإعلام الإسرائيلي:
ان الإعلام الصهيوني كباقي المؤسسات الإعلامية الأخرى، يعتمد في الغالب نفس الوسائل الإعلامية العالمية، في حربه الإعلامية والنفسية ضد خصومه، مع بعض الفروق الكمية من وسيلة لأخرى، والتي من أبرزها: (الرسائل، والقصص، والكتب، والإذاعة، والتلفزيون، والتلغراف، والتليكس، والفاكس، والاتصالات، والحاسب الآلي، والبريد الإلكتروني، والصحف، والمجلات ، والتقارير، والاجتماعات، والمعسكرات، والاحتفالات، والمعارض، والمؤتمرات، والندوات والملصقات، والكتابات، والنشرات، مجلات الحائط) (الهمص، 2001).
السينما:
اهتمت الصهيونية في السينما، واعتبرتها من أهم اسلحتها الدعائية لتضليل الرأي العام العالمي وابعاده عن الصورة الحقيقة للواقع الذي فرض باحتلال غير مشروع لفلسطين، حيث انتجت (اسرائيل) أفلاماً تسجيلية ووثائقية وروائية عبر مؤسساتها المختلفة، وعملت على السيطرة على الصناعة السينمائية العالمية المتمثلة في هوليوود، ودفعت بشخصياتها المرموقة ليتبوؤوا مراكز القيادة في العالم سواء في السياسة أو الاقتصاد والمال أو الثقافة والفن، وتعبئة طاقات الجسم اليهودي ووضعها في خدمة المخطط الصهيوني، وفي كل مرحلة من مراحل تأسس(دولة اسرائيل)، كانت تعبر عن حال اليهود، وما يوجهونه في أماكن عيشهم وقد كانت (الأفلام التي أنتجت خلال الفترة من(1948_1967) أفلاماً دعائية تتحدث عن استيعاب المهاجرين الجدد، وتعمير الصحراء في فلسطين والمشاريع الإنتاجية، التي تقوم بتنفيذها ونظام التامين الاجتماعي.
ويقول المفكر المسلم جارودي: ان خطورة الصهيونية على الرأي العام العالمي، تكمن في سيطرتها على صناعة السينما في هوليود، وابرز شبكات التلفاز الامريكية، و95 في المئة من الناشرين الأمريكيين، وبذلك فإن (إسرائيل) تتحكم في أصوات سبعين سيناتور أمريكي من بين مئة، ودعا إلى استهداف وسائل الإعلام التي تستغل الرأي العام العالمي، وذلك عن طريق شراء الحصص الأكبر في أجهزة الصحافة المتعددة، وإنشاء جهاز للإعلان خاص بالعالم العربي ككل، أضف الى ذلك ان السينما الصهيونية هي أداة دعائية استخدمها الصهاينة للدعوة إلى حركتهم، حيث كان مؤسسو الشركات السينمائية من اليهود أمثال: متروجولدوين ووارنز وفوكس وغيرهم، وقامت السينما الصهيونية بنشر أفلامها التي تتحدث عن الحق التاريخي لليهود في فلسطين، ومن تلك الأفلام، الوعد الكبير، وبيت أبي، والأرض وهذه أرضي (حسونة،22:2001).
الصحف الاسرائيلية:
ومن أهم الصحف الإسرائيلية التي تدافع عن المصالح الصهيونية وحمايتها في جميع أنحاء العالم هي كما يلي (الزهار،2004):
صحيفة جيروسالم بوست: وهي يومية ناطقة باللغة الإنجليزية، حددت سياستها في الدفاع عن مصلحة الوطن اليهودي وشعبه، وهي موجه لليهود في الخارج.
عاجانبه: وهي كلمة عبرية تعني المعسكر، وهي مجلة أسبوعية يصدرها الجيش الإسرائيلي.
دافار: وهي صحيفة يومية إسرائيلية، أسسها ماتزنلسون عام 1925، ويصدرها الهستدروت، وهي لسان حال حزب العمل الصهيوني، ويبلغ توزيعها 50 ألف نسخة.
عال همشمار: وهي صحيفة يومية، أسست عام 1943 وهي تمثل وجهة النظر الصهيونية العالمية، وتوزع 25 ألف نسمة..
معاريف: وهي صحيفة مسائية مستقلة، أسست عام 1948 ويبلغ عدد توزيعها 160 ألف نسخة، وهي الأكثر انتشاراً في إسرائيل.
يديعوت احرنوت: وهي يومية مسائية مستقلة أسست عام 1948، وهي متطرفة في عدائها للعرب، وتوزع 120 ألف نسخة، وهناك هاعولام هازيه مجلة أسبوعية، وهاتسوفيه وهي صحيفة يومية دينية أسست عام 1937.
الصور الفوتوغرافية:
وهذه ايضاً تستخدم للجبهة الداخلية ويعتمد عادة إلى نشر صور المعارك التي خسر فيها العدو أو تصوير الخصم بهيئة المعتدي (تهامي،1982).
مكبرات الصوت( الإذاعة المتنقلة):
توجه هذه الوسيلة الرسالة الصوتية إلى المدنيين في المناطق القريبة من ميادين القتال، أو التي تحدث فيها عمليات فدائية، وذلك بهدف تحقيق أهداف معينة ومختلفة، ويستخدمها الجيش الإسرائيلي في الغالب أثناء الحملات العسكرية، وخاصة في عملية إلقاء البلاغات والأوامر العسكرية على السكان والمواطنيين، كالطلب منهم عدم التجوال والالتزام بالبيوت، أو في حالة الطلب منهم التجمع في أماكن معينة للقيام ببعض المهام المقصودة، وقد استثمرت الدعوة والمقاومة هذه الوسيلة ايضاً للتعويض عن الندرة لديها في وسائل الاعلام، حيث اظهرت هذه الوسيلة فعاليتها لدى الشعب الفلسطيني، رغم انها تستخدم لتغطية حدث أو موقف معين، مثل المسيرات الشعبية الحاشدة، والمهرجانات الدعوية، وتغطية الجنازات للشهداء والإعلان عن تبني العمليات او نعي بعض الشهداء...الخ (حسونة،2001: 42-43).
الكتب والدراسات والنشرات:
تعمل المطبوعات على ترسيخ الأفكار، وتمكين الأشخاص من الرجوع إليها باستمرار، وبقدرتها على معالجة المواضيع الطويلة المعقدة، وان مواضيعها تخضع للتحليل الدقيق، وتنتقل من شخص لآخر دون تشويه أو تحريف رغم صعوبة الانتشار ومحدوديته، عبر أشكال مختلفة من مقالات وقصص وشعر ومسرحيات وغيرها.
وتغرق الصهيونية الأسواق بالكتب والدراسات والنشرات التي تخدم أكثر من شيء في آن واحد، لخدمة دعايتها، كإصدار ثم الدعاية العريضة له، وامامي الان على سبيل المثال نموذج لاحدي النشرات التي صدرت اخيراً من قبل (إسرائيل) باسم ( الحقيقة) وهي نشرة غير دورية تصدر عن قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في 10 اذار 2004 رقم 1 وهي نشرة تشمل اسلوباً خبيثاً في التحريض والتشكيك وغسيل الدماغ في آن واحد، وقد تم توزيعها مجاناً على العمال في حاجز بيت حانون، وقد نجحت المقاومة في التصدي لمثل هذه الوسيلة على الأقل على نطاق الواقع الفلسطيني، حيث الكتيبات والإصدارات صغيرة الحجم، التي توزع احياناً مجاناً، وقد نشطت في الآونة الأخيرة طباعة الكتب والكتيبات التي تتحدث عن المقاومة، وبعض الإرشادات اللازمة لها (كالكتيبات عن العملاء وعن التحقيق في السجون الإسرائيلية، والحرب النفسية، وغيرها) (حسونة،2001).
المنشورات والبيانات:
للحرب النفسية وسائلها المتعددة التي تهدف إلى الاتصال بالجماهير، بهدف اختراقهم وتوجيههم لما تريد، وعملية الاتصال تحتاج على الأقل إلى: (المصدر، والرسالة، والهدف) وبلا شك فان المنشور دوره في مجال العمل الدعائي النفسي، لان المنشور له أشكال عدة لتتناسب مع الموقف والحدث والرسالة الموجهة، وكلها من شأنها التأثير على العقول والعواطف والسلوك طبقاً لمقتضيات الموقف، والحرب النفسية التي تعتمد على هذه الوسائل تفترض وجود علاقة تبادلية بينها جميعاً، والمناشير تعتبر من أبرز وسائل الحرب النفسية خاصة في المعارك والأزمات، وهو أداة تمرر من خلالها رسالة يرغب في ايصالها إلى الهدف، وهو عبارة عن رسالة مصورة، ويمكن ان يأخذ المنشور اشكالاً متعددة (حسونة،2001).
وقد وزعت القوات الإسرائيلية مجموعة من المنشورات في الانتفاضة الحالية، منها على سبيل المثال: ( إلى سكان بيت حانون – جباليا وبيت لاهيا، انتم تعانون من إطلاق صواريخ القسام). ومنشور أخر بعنوان: إلى سكان بيت حانون ) موقع باسم قيادة قوات جيش الدفاع في قطاع غزة. وغيرها، وقد تصدت المقاومة لهذا الأسلوب بمثله سواء ضد قوات الاحتلال، بالرد على أكاذيبه وبياناته ومنشوراته، أو في جعل المنشور شكلاً مناسباً للخطاب الداخلي الأكثر استخداماً من قبلها للشارع الفلسطيني، تأكيداً للممارسة أو لعمل تريد ابلاغه للناس، حيث شكلت هذه الوسيلة بمجملها مجموعة من الأوامر أو المطالب التي تلزم فيها المقاومة المواطنين بالالتزام بها، كالإضرابات والمقاطعات... وغيرها. وتوجد كمية كبيرة من هذه المنشورات (حسونة،2001).
الإذاعة الموجهة:
تعمل الإذاعة حسب مخطط يحقق أفضل استثمار للمعلومات وتقود الإذاعة الإسرائيلية معركتها في الحرب النفسية من خلال عدة برامج (حسونة،2001):
نشرات الأخبار: حيث تعمد إلى إقناع المستمع بمقدرتها على التغطية السريعة، مما يعطي الانطباع بالمعرفة بكل شيء وقبل أي جهة أخرى، ومما يترك الانطباع بالصدق والثقة.
البرامج الموجهة باللهجات العامية: حيث تعمد على جذب المستمع من الفئات الدنيا و البسيطة متحدثة بلهجته وتشعره بأنها تتحسس مشاكله، وتعمد البرامج إلى خلق الثقة والبساطة ولكنها تركز على السلبيات وزرع بذور الفرقة بين المستمعين.
برامج التعليقات والأقوال المسجلة: وتلجأ في هذه البرامج إلى نشر أقوال الزعماء والتي يظهر فيها التناقض حول نقاط ومواقف محددة لزرع عدم الثقة بين القادة والمواطنين.
ثالثاً: نشاطات أجهزة الإعلام في (إسرائيل):
على الجانب الآخر من النشاطات الفلسطينية في زمن الانتفاضة كانت أجهزة الإعلام (الإسرائيلية) متخلفة وسرعان ما انهارت في بضع ساعات، ولم تستطع إذاعة الجيش (الإسرائيلي) الوقوف أمام الضغوطات، حيث لم يتفهموا الحاجة للمعلومة الجاهزة للبث مسبقاً، واستخدمت وحدة جهاز الناطق باسم الجيش (الإسرائيلي) فقط للردود حسب قواعد" اللعبة المناسبة" أو (fair play) الأمريكية، بسبب التأخير وعدم إمكانية الحصول على إجابة فورية تلخصت جميع الإجابات بالإيجاز، "الجيش يفحص أسباب الحادث" والإجابة الأكثر وضوحاً جاءت بعد عدة أيام ولم تشمل أو تلخص الأحداث الشاذة، كان عمل الضباط المرافقين والذين من المفترض أن يشكلوا العمود الفقري للنشاطات الصحفية مع المراسلين أوقات الطوارئ حسب فهمهم فقط ولم يكن العمل مهنياً وحسب ما يتطلب أسلوب الرسائل مع المراسلين (الهمص، 2001).
وحسب الفلسطينيين استخدمت (إسرائيل) أسلوب الحرب النفسية عن طريق نشر بيانات مزيفة وإشاعات كانت السبب في النزاع داخل المجتمع الفلسطيني، واستخدم الفلسطينيون هذا الأسلوب في بث الراديو التابع لأحمد جبريل من دمشق واستخدم هذا البث أيضاً في رفع معنويات الفلسطينيين وبث رسائل مشفرة حقيقية ووهمية، وحاولت (إسرائيل) التشويش على هذا البث ولكن ولسبب نقص بعض الأمور توقف التشويش (الزهار، 2004).
الوحدات الخاصة (الإسرائيلية) التي عملت في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة مثل (شمشون، ودفدفان) عادت بالفائدة النفسية والعملية (من دون قصد)، ودفعت الشهرة التي ظهرت لهذه الوحدات والتي عرفت في أذهان الناس على أنها وحدات القتل والموت الكثير من المطلوبين الفلسطينيين إلى تسليم أنفسهم (الهمص، 2001).
الانتقال للمرئيات:
خط مركزي لعمليات الإقناع يجب أن يكون بالانتقال للمادة المرئية ولا يوجد جديد بالقول أنه لا يوجد (لإسرائيل) صور كافية لكننا ملزمون بأن ننقل للجهاز الأمني الرسالة بشأن أهميتها العليا للإقناع المرئي، والمقولة المعروفة " لم تنشر لم تفعل " يجب أن تكون مترجمة في الجهاز الأمني إلى " لم تصور لم تنفذ" هذا هو انقلاب مفسر، ولكن واجب بأن ينفذ إذا ما كان بنية (إسرائيل) أن تدخل لعصر الحرب في الألفية الثالثة. لهذا تلزم المرئيات لأن تكون أساس عملي مركزي موجه في طريق العمل بحسب ما تتطلب المرئيات يجب أن تدخل إلى اعتبارات إدارة المعركة، هذه المقولة بالتأكيد ستثير الكثيرين لكن لا مهرب من هذا.
بالإضافة للتصوير هناك أيضا تعابير مرئية أخرى: الكاريكاتير على سبيل مقنع، هو أحد الطرق الفعالة جداً إذا لم تكن الأصعب على الهضم. والكاريكاتير هو الوسيط الذي يستطيع نقل رسالة لاذعة أو سامية بصورة مقنعة، وهذا فن بكل ما تحمل الكلمة من معنى (حمزة،1984،221).
المبحث الثاني: الحرب النفسية في الاسلام والوقاية منها
طرق الوقاية من الحرب النفسية في الاسلام
وقد ذكر الإفرنجي (2015)، والهمص وشلدان (2010) أن للعسكرية الإسلامية مبادئها القوية في الوقاية من الحرب النفسية، نذكر منها ما يأتي:
1- الإيمان وقوة العقيدة:
بعد معركة أحد دس أبو سفيان إلى المسلمين من يثبطون عزائمهم ويرهبونهم من لقاء قريش وحربها، كذلك دخل ناس من هذيل- من أهل تهامة- المدينة، فسألهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي سفيان، فقالوا :ان المشركين قد جمعوا لكم جموعاً كثيرة فاخشوهم وخافوهم فانه لا طاقة لكم بهم، ومع ان ذلك كان عقب الهزيمة العسكرية، وهو ظرف يعده خبراء الحرب النفسية من أفضل الظروف الملائمة لتوجيه حملات الحرب النفسية ولإصابة الإرادة القتالية بضربة قاضية، الا ان محاولة الأعداء اليائسة لم تنجح في زعزعة معنويات المسلمين، بل انها زادتهم يقيناً في دينهم، وجرأة على مواجهة أقسى التحديات، فكان جوابهم في مواجهة تلك الحرب النفسية: (حسبنا الله ونعم الوكيل)،
ولذك أعطاهم الله النعمة والفضل، وصرف عنهم السوء، ورضي عنهم، وفي ذلك قال سبحانه: (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) (ال عمران، الآية:173_174) وهكذا يكون الإيمان وقوة العقيدة أعظم ركيزة لتحصين المسلمين ضد الحرب النفسية، فالمؤمن ايماناً كاملاً لا يخاف الوعيد ولا يرهبه التهديد.
والمؤمن حقا لا يخشى الموت، لأنه مؤمن بأنه لا يموت إلا بأجله الموعود (اذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)(الاعراف 34،النحل61) والمؤمن حقاً لا يخاف الفقر، والمؤمن الحق لا يخشى القوات الضاربة، فما انتصر المسلمون بعدة أو عدد (قال الذين يظنون انهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)(البقرة249)
والمؤمن حقاً يقاوم الاستعمار الفكري، ويصاول الغزو الحضاري، لان له من مقومات دينه ما يصونه من تيارات المبادئ الوافدة التي تناقض دينه، وتذيب شخصيته وتمحو آثاره من الوجود (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) الانعام 153
2- كشف أهداف العدو وأساليبه في الحرب النفسية:
وقد عني القرآن الكريم أشد العناية بكشف أساليب أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين، لكي يكون المسلمون واعين بها، ومستعدين استعداداً نفسياً لمواجهتها وعدم الاستجابة لها والتأثر بها. من خلال كشف محاولات التفرقة ومحاولات التخذيل وتثبيط العزائم وكشف محاولات زعزعة الثقة في النصر.
3- كتمان الأسرار ووعي الأمن:
ومن توجيهات الإسلام للوقاية من الحرب النفسية وسد منافذها ان لا يعطى عيلاً من أهل العلم من القادة والرؤساء حق الحديث عن كل ما يتصل بأسرار الجيش والأمة، لان هؤلاء أدرى بما يصلح ان يقال وما لا يقال، ولذلك لام القرآن المنافقين كما لام ضعفاء المسلمين لانهم كانوا يفشون أمر رسول الله عليه السلام ويذيعونه ويتحدثون به قبل ان يقفوا على حقيقته، سواء كان هذا الأمر يتصل بحالة الحرب أم بحالة السلام والأمن.
وكان من أهم وسائل حجز المعلومات عن العدو حرص المسلمين على ان يكون تحرك قواتهم ليلاً وليس نهاراً امعاناً في إخفاء تحركاتهم عن العدو فلا يعرف شيئاً عنهم، ولا يتجمع لديه من المعلومات ما يكون سنداً له ضدهم.
4- القوة النفسية والسيطرة على الموقف:
ومن أسباب الوقاية من حرب العدو النفسية: القوة النفسية والسيطرة على الموقف برغم حراجة الظروف، فان هذا من أهم أسباب تغير سير المعارك عبر التاريخ، وليس من قبيل المصادفة البحتة ان نجد رومل، القائد الألماني الشهير، يحاول ان يسير على نفس المنهج، كان يقود معاركه من إحدى دباباته المتقدمة في خط القتال بحثاً عن فرصة يقتنصها، وكثيراً ما فعل ذلك، وكان منطقه انه اذا جلس في مكتبه فان الدقائق الثمينة تكون قد ضاعت إلى ان تصله الأخبار ليتخذ حيالها قراراً على الخرائط.
ولكن هذا الموقف يتطلب جنداً متفاعلين مع القيادة، متحلين بنفسيتها، وإلا ما ينفع قائد بمعنوية عالية وسط جنود منهارة المعنويات.
وكما ان الوقاية من الحرب النفسية تكمن أيضاً في الأمور الآتية(نوفل،1987):
بما ان الفرد يستمد قوته النفسية والفكرية من جماعته، فان المحافظة على روح الجماعة والتعاون والتكاتف هي الوقاء العام ضد الحروب النفسية.
الهدوء والبرود والتمحيص والتدقيق تجاه كل خبر وقصة وإشاعة فمن أسرع الأسلحة ضد الإشاعات هو عدم الاكتراث بها والامتناع عن نقلها إلى شخص اخر.
الإيمان بالقيادة الثورية الوطنية وتفهم سياستها تجاه القضايا العالمية والقومية والمحلية، أي ان يكون المواطن منصفاً عادلاً يزن الأمور ويفرز الغث من السمين.
ان واجب الدولة هو الرعاية المستمرة للجمهور والاتصال المفتوح بالشعب مع الشرح الوافي الأمين لسياستها في كل المناسبات الضرورية والموقوتة.
ان تماسك الجبهة الداخلية هو خير سند للمعركة والمحاربين فيها، لذلك فان الاندفاع وايمان المحارب يأتي من حماس ودعم وتأييد عائلته وجماعته في الوطن.
الحذر من الغزو الثقافي المخرب والمستتر من خلال أدب محايد أو مجلات غامضة أو كتب ومؤسسات بريئة المظاهر.
الاعتزاز بالتراث والاصالة والتاريخ القومي والبحث عن كنوزه ومجالاته دون فقدان الصلة والانفتاح على العالم والتعامل والحوار مع الثقافات الحديثة.
زيادة روابط التعاون والتبادل مع الدول والشعوب الصديقة بالرياضة ووفود الشباب والإعلام والمؤسسات العلمية والثقافية مما يوسع الجبهة غير المنحازة ويقضي على العزلة السياسية.
تحقيق وحدة الأمة العربية بمعناه الحقيقي وتوحيد الجهود والأهداف بدل التمزق والخلاف والتردد.
المبحث الثالث
الخاتمة:
ان الحرب النفسية ليست اقل خطورة من الحرب العسكرية لأنها تستخدم وسائل متعددة ، إذ توجه تأثيرها على أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم ، وفوق ذلك كله فإنها تكون في الغالب مقنعة بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها ، ومن ثم لا يحتاطون لها، فأنت تدرك خطر القنابل والمدافع وتحمي نفسك منها، ولكن الحرب النفسية تتسلل إلى نفسك دون أن تدري، وكذلك فان جبهتها اكثر شمولاً واتساعاً من الحرب العسكرية لأنها تهاجم المدنيين والعسكريين على حد سواء .
ان الفلسطينيين واجهوا أساليب الحرب النفسية الإسرائيلية بثبات وصمود مستخدمين بذلك كل وسائل الإعلام من أجل نشر عدالة قضيتهم أمام العالم، ولا يزال الشعب الفلسطيني مصراً على استعادة كامل حقوقه الوطنية والإسلامية مهما بلغت آلة الحرب الإسرائيلية جسارة وعنفاً، فلا يحرث الأرض غير عجولها.
التوصيات:
العودة الصحيحة إلى منهاج الله وسنة نبيه عليه السلام وجعلها المنهاج العملي والواقعي لجميع أمور حياتنا، لان ديننا يمنحنا القوة والتأثير في مختلف مجالات الحياة.
محاولة تملك مختلف وسائل الإعلام من المقروء والمسموع والمرئي للتأثير على الجمهور المستهدف في مختلف دول العالم.
رسم سياسات وخطط قصيرة الأجل وطويلة الأجل للحرب النفسية لمهاجمة إسرائيل والرد على حربها النفسية بأسرع وقت ممكن.
تشكيل لجان من الخبراء في مختلف العلوم الإنسانية والشرعية لتنفيذ الحملات في الحروب النفسية التي تستهدف أعداء العرب والمسلمين.
وجود آليات لمتابعة تنفيذ الخطط وفق جداول زمنية، وكذلك عمل دراسات لتقييم نتائج الحرب النفسية والتعرف على نقاط الضعف والقوة في هذه الخطط والاستراتيجيات.
إنشاء معاهد متخصصة للعسكريين وأصحاب الاختصاص من الإعلاميين وغيرهم لتعلم الفنون المختلفة في الحرب النفسية.
النهوض والعمل المثابر رغم الانتكاسات والهزائم النفسية والعسكرية التي ألمت بنا.
معرفة دعاية الخصم نقاط قوتها وضعفها لإمكانية اختراقها والانتصار عليها، ومحاربة أساليب الحرب النفسية الإسرائيلية بعقيدة راسخة وقوية.
المصادر والمراجع :
القرآن الكريم.
ابو عرقوب، ابراهيم، و الطعاني، سليمان، (1992) معجم مصطلحات الحرب النفسية، دار مجدلاوي، عمان، الاردن.
أحمد نوفل،(1989) الحرب النفسية، ط3، دار الفرقان للنشر والتوزيع، أربد، سوريا.
الافرنجي، زهير، (2015)، رسالة ماجستير بعنوان "إدارة شبكة الأقصى الإعلامية للحرب النفسية وسبل تطويرها"، الجامعة الاسلامية بغزة.
التهامي، مختار(1982)،الراي العام والحرب النفسية ،دار المعارف ،مصر.
حامد ربيع،(1989) الحرب النفسية في الوطن العربي، دار واسط للدراسات والنشر والتوزيع، بغداد، العراق.
حسونة، ابراهيم(2001)،الحرب والثقافة ،دار مقداد للطباعة والنشر، مصر.
حمزة، عبداللطيف(1984)،الاعلام والدعاية، دار الفكر العربي،ط1،مصر.
الدباغ، اكرم،(1971) الحرب النفسية، مطبعة الشعب، بغداد، العراق.
الدباغ، فخري،(1979)، الحرب النفسية، دار الحرية للطباعة: بغداد، العراق.
ربيع ،حامد،(1989) الحرب النفسية في الوطن العربي،ط1، الدار العربية للموسوعات، مصر.
الزهار، محمود(2004)،اصول المواجهة الاعلامية، مركز النور للبحوث والدراسات، غزة، فلسطين.
زهران، حامد(2003)،علم النفس الاجتماعي، دار الكتب الحديثة، ط1، بيروت، لبنان.
زهران، حامد،(1984) علم النفس الاجتماعي، ط5، عالم الكتب، القاهرة، مصر.
زهران، عدنان،(2012) الحرب النفسية،ط1، دار زهران للنشر والتوزيع: عمان، الاردن.
زيدان، حافظ، (2001)، الحرب النفسية وطرق علاجها، وزارة الأمن الوطني العراقي، بغداد.
شلبي، كرم، (1973)،الراديو والتلفزيون في الحرب النفسية، مطبعة الاديب البغدادية :بغداد ،العراق.
عبد الله، معتز السيد(1997)،الحرب النفسية والشائعات، دار غريب للطباعة والنشر التوزيع، القاهرة، مصر.
العبيدي، سعد، (2015)، الحرب النفسية واثرها في الميدان، وزارة الدفاع العراقية، بغداد.
كامل علوان الزبيدي،(1989 )علم النفس العسكري، بيت الحكمة، بغداد.
محفوظ، محمد، (2012)، الحرب النفسية وكيف نأخذ حذرنا منها، مقالات متنوعة، موقع الهدى الالكتروني، 4:00، 14/06/2016م.
المحنة، فلاح،(1986) الإعلام والرأي العام والدعاية، مطبعة العمال المركزية، بغداد، العراق.
نزار، عمار،(1967) الاستخبارات الإسرائيلية، ط1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان.
نصر، صلاح،(1967) الحرب النفسية معركة الكلمة والمعتقد،ط2،دار القاهرة للطباعة والنشر: القاهرة ،مصر.
نوفل، احمد ،(1987)الحرب النفسية من منظور اسلامي، دار الفرقان: عمان ، الاردن.
نوفل، احمد،(1989) الحرب النفسية بيننا وبين العدو الاسرائيلي، دار الفرقان للنشر والتوزيع: عمان ، الاردن.
الهمص، عبد الفتاح، شلدان، فايز،(2001) الابعاد النفسية والاجتماعية في ترويج الاشاعات عبر وسائل الاعلام وسبل علاجها من منظور اسلامي،ط2،مجلة الجامعة الاسلامية :غزة.