برنامج الدراسات العليا المشترك
بين أكاديمية الإدارة والسياسة وجامعة الأقصى
برنامج القيادة والإدارة
قراءة نقدية لتقرير التنمية الإنسانية العربية 2016
الشباب وآفاق التنمية الإنسانية في واقع متغير
إعداد الباحث
محمد الكويفي
إشراف الدكتور
د. محمد المدهون
قدم هذا البحث استكمالاً لمتطلبات الحصول على مساق تنمية الموارد البشرية
1438هـ - 2017م
[وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ]
[التوبة : آية 105]
مقدمة:
يصدر التقرير عن برنامج الامم المتحدة الإنمائي كل عام ويتناول عنوان مختلف عن العام الذي يسبقه، ففي عام 2015 اطلقت UNDP على تقريرها اسم التنمية في كل عمل حيث عرض كيفية مساهمة العمل في تعزيز التنمية البشرية في ظلّ تغيّرات متسارعة تطال عالم العمل وتحديات كبرى لا تزال جاثمة.
ويؤكد التقرير أنّ ما بين العمل والتنمية البشرية ليس صلة تلقائية، لأن بعض أشكال العمل، مثل العمل بالإكراه، تتنافى مع التنمية البشرية بما تنطوي عليه من انتهاك لحقوق الإنسان
اما التقرير الذي اصدرته الأمم المتحدة في 2016 فقد اطلقت عليه اسم "التنمية الإنسانية العربية الشباب وآفاق التنمية واقع متغير"
يقول التقرير ان جيلُ الشباب الحالي يمثل أكبرُ كتلة شبابيّة تشهدها المنطقة على مدى السنوات الخمسين الماضية، وينبِّه التقرير إلى أن البلدان العربية تستطيع تحقيقَ طفرة حقيقية ومكاسب كبيرة في مجالي التنمية، ويدعو إلى الاستثمار في شبابها, إذ تشرع كافة البلدان زمنها الدول العربية في إعداد خططها الوطنية لتنفيذ خطة 2030 للتنمية المستدامة.
غلاف التقرير لعام 2016
التقرير في رؤية نقدية مختصرة وثرية بالمعلومات:
يحتوي التقرير على 8 فصول و244 صفحة، يصدر عن الأمم المتحدة ويحرره عدد كبير من الباحثين والمترجمين والاستشاريين داخل الأمم المتحدة
تناول التقرير في مقدمته ان تهتم الدول في اعداد خططها المستدامة (خطة 2030) الى الاهتمام بالشباب وتمكينهم وذلك لان ثلث سكان المنطقة هم ما بين اعمار 15-29 سنة, الاحتجاجات التي حدثت منذ 2011 كان الشباب في مقدمتها, ويكشف التقرير عن التحديات التي تواجه الشباب, كذلك تحدث التقرير ان الشباب هم المورد الاساسي لعملية التنمية في الوطن العربي
وبرأيي ان هذه الأسباب ليست مقنعه ان هذا الوقت هو وقت الشباب، فمن المفترض الاهتمام بالشباب واستغلالهم في كافة الأعمال والمرافق وبكل الوسائل قبل تلك الثورة او الربيع العربي،
وجيل اليوم اكثر فهما وقدره عن الجيل السابق خصوصا مع التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في السنوات السابقة, وعي الشباب في حقوقهم يستوجِب تمكينُ الشباب في البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية
مما عجبني انهم يطبعوا التقرير على ورق خال من الكلورين وباستعمال حبر ذي اساس نباتي بتقنيات غير ضارة بالبيئة
الشباب لهم دور كبير في الاحداث والانتفاضات منذ 2011 وذلك بسبب اقصائهم وعدم الاهتمام بهم من كل النواحي
مؤشر التنمية البشرية يقيس على ثلاث قدرات:
يعيش حياةً طويلة وصحّية
ويكونَ متعلِّمًا وذا معرفة
ويتمتّع بمستوًى معيشيٍّ لائق
وهو بديلٌ لمؤشِّر إجماليِّ الناتج المحلي، الاقتصاديِّ البحت، ومفيدٌ لرصْد التغيير في المجتمعات وفهْمِه، لأنه يسمح للتقدم بأن يُقيَّم على نطاقٍ أوسع.
من هم الشباب؟
افراد في أعمار 15 – 24 عامًا وتصنيف آخر حت 29 وهم غير مجموعه متجانسه مختلفين في كل شيء
لا تزال المنطقةُ تُسجِّل نقاطًا أقلَّ من المتوسط العالمي على مؤشِّر التنمية البشرية وتتخلّف بالفعل وراء ثلاثٍ من مناطق العالم الستّ؛ وبحلول عام 2050، يُتوقّع أن تَحلّ المنطقةُ في المرتبة الخامسة
وتُشير الأدلةُ إلى أن آفاقَ الشباب في المنطقة تتعرّض الآنَ أكثرَ من أيّ وقتٍ مضى، لخطر الفقر، والركودِ الاقتصادي، وفشلِ الحكم، والإقصاء؛ المتفاقمةِ كلِّها بعنف الجسم السياسي وهشاشته والتمكين يساعد على ردم هذه الفجوة, ونحن بحاجة الى اصلاح شامل وكامل
هناك عدة أبحاث حول موضوع تنمية الشباب في المنطقة من الأفضل الاهتمام بها بالإضافة الى الاستفادة من استطلاعات الرأي ويرصد التقرير عدة اسماء للباحثين والمؤسسات المهتمة.
ويسأل معدو التقرير بعض المواطنين عن اهم التحديات التي تواجه بلدك اليوم, نسبة مئوية؟
في الحقيقة هذه الاحصائية غير منطقية وارى انها مجرد استطلاع رأي او حتى استبانات تمت لفئه محددة وليست ضمن عينة لمجتمع متكامل،
دعنا نرى فلسطين في بند تحدي الديمقراطية عندنا فقط 1.3 ؟!! وتحقيق الامن فقط 3 علما ان الامن من أسوء ما يكون خصوصا ان الجميع يخشى على نفسه من الاحتلال وغدره في الضفة وغزة!!,
وان الفساد المالي والإداري مثلا في مصر 6.5 !!! والديمقراطية 1.4 وقد كان هناك انقلاب كامل على الديمقراطية؟!!! والفساد مستشري بشكل كبير في مصر طبقا لعدة احصائيات وتقارير دولية.
حسب استطلاعات الرأي ومن خلال حصول الشباب العرب على تقنية المعلومات والاتصالات، يتزايد ارتباطُهم بالعالم, وهو ما أدى الى دفعهم للاصلاح والوعي الذاتي
ايضا اكثر من ثلاث ارباع الشباب محتفظون في تراثهم والتقاليد
يقول التقرير ان هناك وجود دعم كبير للإسلام السياسي وهو ما يؤدي الى التقدم في العمر والهبوط في التعليم وهذا أمر ليس له اساس من الصحة
دفَع غيابُ فرص العمل اللائقة، والانخفاضُ في الأجور، وارتفاعُ النزاعات العديدَ من الشباب في البلدان العربية إلى الهجرة المُوَقّتة أو الدائمة بحثًا عن فرصٍ أفضل.
تقول صوفي دي كاين، القائم بأعمال مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "أظهرت موجة الانتفاضات التي اجتاحت المنطقة العربية منذ عام 2011 ما عاد من الممكن التعامل مع الشباب في المنطقة العربية باعتبارهم معالين غير فاعلين أو جيل في الانتظار"،
الشبابُ في المرحلة العمرية 15 - 29 يمثلون اليوم نحوَ30 في المئة من السكان، أو نحوَ 105 ملايين شخص.
وبما أن عمر حوالي 60 في المئة من سكان المنطقة يقل عن سن الثلاثين، يتوقع التقرير أن يظل لهذا الزخم الديمغرافي الشبابي أهمية حاسمة على مدى العقدين القادمين على أقل تقدير.
يشير التقرير إلى أن جميع الدول العربية زادت مستوى إنجازها على صعيد التنمية بين عامي 1980 و20100 وفقاً لقياسات مؤشِّرُ التنمية البشرية، مدفوعاً بشكل أساسي بما تحقق من مكاسب في مجالي التعليم والصحة، فيما تخلَّف الدَّخلُ بالمقارنة مع اعتبار التباينات الواسعة بين مختلف الدول العربية.
بين التقرير ايضا أن الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في 2008-2009، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي منذ العام 2011، كان لهما وقعٌ سلبي على حال التنمية في المنطقة، فهبط متوسط معدل النموِّ السنوي لمؤشِّر التنمية البشرية بمقدار النصف بين الأعوام 2010-2014 مقارنة بقيمته في الفترة 2000-2010.
تشير التحليلات ان البلدان العربية تشهد ارتفاعاً مطًرداً في مستويات عدم المساواة.
ففي المتوسط، تعاني المنطقةُ خسارةً قدرُها 24.99 في المئة عندما يُعدَّل مؤشِّرُ التنمية لأوجُه عدم المساواة، وهو أعلى من متوسط الخسارة العالمية البالغِ 22.9 في المئة.
وتتسع فجوة عدم المساواة في مُكوِّن التعليم لمؤشِّر التنمية المعدَّل لعدم المساواة نحو 38 في المئة
يُدمِّر النزاعُ المسلح نسيجَ المنطقة العربية، مسبِّبًا خسائرَ في الأرواح، ليس بين المقاتلين فحسْب ولكنْ أيضًا بين المدنيين.
وتقوض النزاعاتُ أيضًا مكاسب التنمية الاقتصادية التي تم تحقيقها بجهد جهيد، بتدميرها للمواردَ الاقتصاديةً المنتجة، ولرأس المال، وللعمالة؛ ويتوسع مدى تأثيرها ليشمل كافة الدول المجاورة لأراضي الدول التي تُخاض فيها النزاعات.
وبين الفترة 2000-2003 و2010-2015، ارتفع عددُ النزاعات المسلحة والأزمات العنيفة التي شهدته المنطقة من 4 إلى 11، كما أصبحت معظمها نزاعات طويلة الأمد.
وبينما يمثل سكان المنطقة العربية ما لا يزيد عن 5 بالمئة من سكان العالم، شهدت المنطقة 17 بالمئة من مجموع النزاعات في العالم بين العام 1948 و2014، و45 بالمئة من مجموع الهجمات الإرهابية في العام 2014 وحده.
وفي العام نفسه أوت المنطقة العربية 47 بالمئة من مجموع النازحين داخلياً و57.5 من مجموع اللاجئين على مستوى العالم بما في ذلك اللاجئين الفلسطينيين الذين شردهم أحد أطول الاحتلالات أمدا في التاريخ الحديث.
الإقصاء وغياب المساواة يواصلان إحباط الشباب بهذه الخلفية يوثق التقرير المعوقات الكبيرة التي يواجهها الشباب الساعين لتنمية أنفسهم في تعاملهم مع نطاق واسع من مؤسسات المجتمع عبر المنطقة العربية، والتي تؤدي إلى إقصائهم بأشكال متعددة على الأصعدة الثقافية، والاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية.
يحذر التقرير من أن العجز في ترجمة التقدّم الذي أحرزته المنطقة العربية في مجال التعليم إلى فرص عمل لائق للشباب بالسرعة المطلوبة لمواكبة التزايد السكاني، لن يحرم المنطقة من العائد ديمغرافي الكبير الممكن فحسب، بل إن من شأنه أن يؤجج التوترات الاقتصادية والاجتماعية عبر المنطقة كذلك.
ففي العام 2014 تجاوز معدل البطالة لدى الشباب في المنطقة العربية (29.73 بالمئة) ضِعف المتوسط العالمي (13.99 بالمئة)، ومن المتوقع وفقاً للتقديرات أن تزداد الهوة في المستقبل القريب. كذلك يحذر التقرير من أن الاقتصادات العربية قد تعجز عن توليد 60 مليون وظيفة من المتعين توفيرها بحلول عام 2020 لاستيعاب الوافدين الجدد إلى سوق العمل، حتى يمكن تحقيق الاستقرار في معدلات البطالة.
رفع المزيدُ من الشباب في المنطقة العربيّة أصواتَهم ضدّ الإقصاء الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ والسياسي، وأبرزت الانتفاضاتِ التي كان الشباب في طليعتها الحاجةَ الملِحّة للإصلاح.
ولكن التقرير ينبه إلى أن المشاركة السياسية لدى الشباب تظل مقصورة في أغلبها على قنوات المشاركة غير الرسمية، على الرغم من عدم وجود حواجز قانونية أو مؤسسية تحد من مشاركتهم من خلال القنوات الرسمية. فيبين التقرير أن نسبة مشاركة الشباب في التظاهرات في العام 2013 تجاوزت 18 بالمئة مقارنة بـ 10.8 بالمئة في البلدان ذات الدخل المتوسط، بينما كانت نسبة التصويت لدى الشباب في المنطقة العربية هي الأدنى عالميًا إذ بلغت 68.3 بالمئة مقارنة بالبلدان ذات الدخل المتوسط والتي بلغت فيها ذات النسبة 87.4 بالمئة.
التمييز المتجذِّر في معتقداتٍ وتقاليدَ ثقافيةٍ عفا عليها الزمن في تربية الأطفال، والتعليم، والهيكليّاتِ الدِّينية، ووسائلِ الإعلام، والعلاقاتِ الأُسَرية، جنْبًا إلى جنْبٍ مع مجموعةٍ كبيرة من العقبات القانونية، يمنع النساءَ من تنمية قدراتِهنَّ ومن استخدامها إلى أقصى حدودها.
تتّسم حياةُ العديد من الشباب بغلبة مشاعر الإحباط، والتهميش، الاغتراب، تعيق قدرتهم على اتخاذ الخطوات الضرورية والتعاطي مع المؤسسات الاجتماعية اللازمة لتحولهم لحياة البالِغين بطريقةٍ مُرضية.
وبناءً على نتائج لاستقصائيات رأي أجريت مؤخراً، يؤكد التقرير أن الغالبية الساحقة من الشباب في المنطقة العربية ليس لديها الرغبة في الانخراط في جماعات أو أنشطة متطرفة أو عنيفة، كما أنهم ينبذون العنف ويعتبرون الجماعات المتطرفة جماعات إرهابية.
لكنّ التقرير يلاحظ أن الأقليةَ التي تتبنى العنف، وتُقبل على المشاركة في جماعاته التي تدّعي النضال من أجل التغيير، قد تزايدت أنشطتها.
وبسبب التقارُب المتزايد بين المسارات التي يتحول الشباب من خلالها من حالة عدم الرضى إلى حالة التطرف في الدعوة إلى التغيير –أو الراديكالية—ومن ثم إلى الانخراط في أفعال عنيفة بالنسبة لبعضهم، يتواصل نمو الراديكالية والتطرّفُ العنيف وتتسارع خطاهما في إلحاق أضرار هائلة بالمجتمع العربي.
ما يقترحه التقرير نموذج تنموي جديد وجدير بالشباب يري التقرير أن شباب اليوم يحمل على أكتافهم عبءَ إدارة دَفّة الحياة من أجل ضمان البقاء لأنفسهم؛ ولكنهم من خلال أفعالهم وخياراتهم اليوم فهم يرسمون كذلك خريطةَ المستقبل لجيلهم وكذلك للأجيال القادمة.
يعتبر التقرير أن الدعوة إلى تمكين الشباب في المنطقة العربية، ليست دعوةً إلى تقديم الدعم لجيل الشباب، بل هي دعوةً إلى التمكين من أجل إعادة بناء المجتمعات العربية برمتها والتوجّهِ نحو مستقبلٍ أفضل.
كشف فيضان أحداث عام 2011 عن وجودَ ثلاث أزماتٍ رئيسية ومتشابكة في المنطقة العربية ترتبط بطبيعة الدولة، والنماذج الاقتصادية السائدة، والبنية السياسية.
وفي حين ينحصر الاهتمام على أرض الواقع غالبا في السياسة، يرى التقرير أنّ التقدمَ على مدى السنوات العشر القادمة سيعتمد على نجاح التحرّك على مستوى الأبعاد الثلاثة مجتمعة.
والحلولُ لكلٍّ من تلك الأزمات الثلاثة معروفةٌ جيدًا كما يقرر التقرير، ولكن تحدي تطبيق تلك الحلول بنجاح يكمن في المنهج الذي يجب اتباعه لإحداث التغيير وفي تسلسل خطواته، وضمان دور واضح المعالم للشباب في التغيير.
يدعو تقريرُ التنمية الإنسانية العربية 2016 إلى تبني نموذجِ تنميةٍ ذي تَوجُّهٍ شبابي، يُركِّز في آن واحد على بناء قدرات الشباب وتوسيعِ الفرص المتاحةِ لهم.
ويتطلّب بناءُ القدرات إصلاحًا في السياسات والخدمات الأساسية التي تُؤثِّر في تعليم الشباب، وصحّتِهم، واستعدادِهم لسوق العمل وقدرتِهم على كسب لُقمة عيشهم.
أما توسيعُ الفرص فيتناول تحدِّياتٍ أكبرَ تُواجه الشبابَ على المستوى الكُلِّي فيما يحاولون المشاركةَ الفعّالة في المجالات السياسيةِ الرسمية، والتعبيرَ عن آرائهم، وممارسةَ حقِّهم في المساءلة المدنية؛ وفيما يُكافحون البطالة، محاولينَ إيجادَ وظائفَ مستقرّةٍ ولائقة. ويتناول هذا الجانبُ أيضًا مختلفَ أشكال عدم المساواة، سواءٌ على أساس الجنس أو العِرق أو الدِّين أو غيرِ ذلك، والتي قد تُعيق الشبابَ عن تحقيق كامل إمكاناتهم.
ويعتبر التقريرُ تحقيقَ السلام والأمن على الصعيدَين الوطنيِّ والإقليمي شرطًا أساسيًّا لبناء مستقبلٍ جدير بالشباب، ويرى أن الشباب أنفسهم يجب أن يكون لهم دور أساسي في جهود بناء السلام في ضمان سلام مستدام.
يتشارك المجتمع العربي في كثير من الامور الثقافية والاجتماعية وبعد الاستقلال مازال النمو بطيئ
شهدت معظمُ البلدان العربية تحوُّلً قليلً في البنْية الاقتصادية وسجّل التصنيعُ - الأداةُ الرئيسية لخلق الوظائف
وظائفَ للقطاع العامّ غيرِ منتِجة، لأنه يبني هرمَ امتيازٍ تقتصر فيه الميزةُ الاقتصادية على افراد
مرتبطين بالدولة ونُخَبها الحاكمة
تُعَدُّ مساهمةُ الاستثمار الخاص في النمو في المنطقة من بين الأدنى في العالم, ويحدث ذلك على وجه الخصوص لأن الرِّياديين يواجهون ممارساتٍ لا تنافُسيةً واستنسابية تُحابي الشركاتِ القائمةَ أو الكبيرة على حساب الوافدين الجُدد، والشركات الصغيرة، وروّادِ الأعمال الشباب.
وتذهب هذه الممارساتُ إلى أبعدَ من الفساد الانتهازي، إذ تَعكس تحالُفًا هيكليًّا وعميقًا بين النّخب السياسية والاقتصادية لتأمين مصالحَ اقتصادية
الدَّولة الرَّيعية: تعتمد في جزءٍ كبير من إيرداتها على النفط ومواردَ طبيعيةٍ أُخرى, معظمَ البلدان العربية على طول سلسلةٍ متصلة من اقتصاداتٍ ريْعية إلى شبْهِ ريْعية.
فالدَّخلُ والثروة لا يأتيان من عملٍ أو ابتكارٍ أو مخاطرة، بل من حيثُ وضعُ الفرد في الترتيب الاجتماعي التسلسُلي لقنوات التوزيع
يمكن تعريفُ دولةٍ ريْعية بأنها تلك التي تستخرج مواردَها وتُخصِّص الدَّخلَ من هذه الموارد لتُحقِّق على
المدى القصير أقصى قدرٍ من المكاسب السياسية والاقتصادية على حساب التنمية المستدامة
جوانبُ إضعاف الشباب
التعليم يتعدى توفير أماكنَ جديدةٍ في المدارس
رغم انه في عام 2010 ، كانت خمسةٌ من أعلى 10 بلدانٍ في معدّلات التحسّن عربيةً: عُمان والسعودية
وتونس والجزائر والمغرب.
الاستقلالُ المالي صعبٌ في مواجهة معدّلات بطالةٍ مرتفعة ووظائفَ غيرِ مستقرّة
البطالةُ بين الشباب العرب هي الأعلى في العالم، 29 في المئة عام 2013 ، مقابل 13 في المئة عالميًّا؛
فالمنطقةُ تحتاج إلى خلْق ما يصل إلى أكثر من 60 مليونَ وظيفةٍ جديدة في العقد المقبل لاستيعاب العدد الكبير من الداخلين إلى القوى العاملة، وجعلِ البطالة بين الشباب مستقرّةً.
تتأثّر أسواقُ العمل العربيةُ المهمة، مثلُ تصنيعيات المنسوجات، بالصاد ا رت المتناقصة إلى أوروبا وأسواقٍ
أُخرى؛ فيما تُبلى الوظائفُ أيضًا بانخفاضاتٍ في الاستثمار المباشر الأجنبي وعددِ السيّاح. في خلال ذلك، خفّضت بلدانٌ أوروبيةٌ عديدة حصصَ الهجرة أو جعلت الحصولَ على تصاريحِ عمل أكثرَ صعوبةً، مقتطعةً في نهاية المطاف من الهجرة العربية الماهرة وواضعةً المزيدَ من الضغوط على الخِرِّيجين الشباب. لذا يتعيّن على البلدان العربية أن تنظر داخليًّا – لا خارجيًّا – لمعالجة بطالة الشباب
التأخر في تكوينُ الأُسرة
نحوُ 50 في المئة من الرجال بأعمار 25 – 29 عامًا في المنطقة ما ا زلوا غيرَ متزوّجين
لأنّ زواجًا شرقَ-أوسطيًّا قد يُمثِّل عبئًا ماليًّا كبيراً؛ وهذا الآخَرُ نتيجةُ معاييرَ وتقاليدَ ثقافيةٍ مستمرّة مثل الصَّداق/المَهر، وهو عادةً مكلِفٌ ويتحمّله العريسُ ووالده, ويزيد في تأخير الزواج أيضًا السعرُ العالي لامتلاك بيت، حيث يُكلِّف الآن حيث يُكلِّف الآن بيتٌ متواضع أفقرَ العمّال العرب أُجورَ 12 عامًا
التحدِّياتُ الصحيةُ الكبيرة مستمرّةٌ
يتزايد تعرّضُ الشباب العرب للتأذّي من مشاكلَ في الصحّة العقلية والجنسية؛ ويُعتقَد أنّ الأمراض العقلية، والظروفَ العصبية والنفسية رعلى وجه التحدِّيد، أسبابٌ رئيسية لأعوامٍ تُفقد للإعاقة, فالشبابُ
الذكورُ والإناث يفتقرون إلى المعرفة عن الصحّة الجنسية،
الدِّينُ، والهُويّة، وآفاقُ التنمية
يمكن لعباءة الدِّين أن تكون جذّابةً للسياسيين, فالأحزاب السياسية التي تَستخدم تفسيرَ الدِّين لدعم برامجها وخُططها السياسية شائعةٌ جدًّا في المنطقة.
وتُشغِّل هذه الأحزاب سلسلةَ الأيديولوجيا، من معتدلةٍ إلى متطرفة، ومن متسامحةٍ إلى متحجِّرٍة فكريًّا؛ حيث مدى التديُّن، والأسلوبُ الذي تُستَخدم فيه الكتبُ الدِّينية، ونوعُ الأيديولوجيا، تصوغ علاقةَ حزبٍ ما بالدولة وبفئاتٍ اجتماعيةٍ وعِرقيةٍ أُخرى وكثيرٌ منها، إلى حدٍّ ما أو غيره، في نزاع مع النظام السياسي ‘العَلماني’
الأحزاب الإسلامية أكثرَ شعبيةً من العلمانية لاسباب رئيسيةٍ هي:
النقد الأخلاقيّ للنظام الحاكم جذّابٌ
صعوبةُ سيطرة الدُّولِ على المساجد والقطاع غيرِ الرسمي
تحدِّي التطرف العنيف
يمثِّل التطرف العنيف عمليةً يجري فيها تبنّي فردٍ أو مجموعة أفكارا أو طموحاتٍ سياسيةً أو اجتماعية أو دينيةً
خسائرُ انتشار النزاع
منذ ما يَزيد على عقدٍ من الزمن، تَشهد المنطقةُ العربية حروبًا بين الدول، وحروبًا أهلية، وهجماتٍ إرهابية. وبين أعوام 2000 – 2003 و 2010 – 2015 ، ارتفع عددُ النزاعات المسلحة والأزمات العنيفة
أرى انه كلما نقترب من الحروب يكون هناك ارتفاع في مستوى التدين, لاحظ الجدول
الشبابُ في المنطقة العربية بوَصْفهم أدواتٍ ممكنةً للتغيير
في الماضي كان ممكنًا أن تَجذبه منظمةٌ ذاتُ ميولٍ ماركسية تتعاطف مع مشاكله الوجودية وتُدخله، بطريقتها الخاصة، في النقاش حول الأفكار؛ أو أنه ربّما انضمّ إلى بعض المجموعات القومية التي تُطري حاجتَه إلى الهُوِيّة، وربما تتحدثُ إليه عن النهضة والتحديث, لكنّ الماركسيةَ الآنَ فقَدت جاذبيتَها، والقوميةَ العربية التي ضمّتها أنظمةٌ استبدادية وعاجزةٌ وفاسدة فقدَت من مصداقيتها, وغالبًا ما لا يكون لأولئك الطامحين إل‘الجنّة الغربية’ بديلٌ سوى الهجرة.
تَبرز خمسُ نتائجَ أساسيةٍ متقاطعة من تحليل المواقف والقِيَم بين الشباب العرب بشأن الفرد، والعائلة، والكيان السياسي، والمجتمع. يشعر الشبابُ العرب برضا أقلّ عن واقعهم ولا يمكنهم أن يتحكَّموا بمستقبلهم على نحوٍ مماثلٌ للشباب في بقاع العالم الأُخرى.
ويتجلّى هذا التفاوتُ على الرغم من توجُّه المنطقة العربية إلى تبنّي بعض أقلِّ القيَم محافَظةً في السنوات الأخيرة؛ بما في ذلك تنامي بعض الدعم للمساواة بين الجنسين، وارتفاعِ مستوى المشاركة المدَنية. غير أن شبابَ المنطقة، بشكل عام، ما زالوا ذَوي نزعةٍ محافِظة في أبعادٍ عديدة بالمقارنة مع الشباب في بلدانٍ أُخرى على المستوى نفسِه من التنمية؛ ولا سيّما في مجال المساواة الكاملة بين الجنسين، وفصلِ الدِّين عن الدولة، والتسامحِ الاجتماعي والدِّيني، والطاعة.
في كل فصل او اغلب الفقرات أرى طرح موضوع المساواة الكاملة بين الجنسين وكأنها العقبة الأساسية في التنمية
عقليةُ الشباب في المنطقة العربية
يُركِّز تحليلُ قِيَم الشبابِ المبنيُّ على استطلاعات الرأي العالمية، على مجالاتٍ أربعة: الفرد، والعائلة، والكيانِ السياسي، والمجتمع.
فعَلى المستوى الفردي، يُركِّز على القِيَم الجوهرية مثلِ التعبير عن الذات، واحترامِ السلطة، والتديُّن.
وتؤثِّر هذه التغيُّراتُ في ارتباط الفرد بالقِيَم العائلية ومساندة النزعة الأبَوية.
الشباب — بين إنعدام الرضا وإرتفاع مستوى التعبير عن الذات
التعبيرُ عن الذات
الشبابُ في المنطقة العربية هم أيضًا أكثرُ تعبيرا عن الذات من كبارهم
نلاحظ ان الشباب العرب تطوروا سريعا في استخدام التكنولوجيا والاتصالات
التعليمُ والانتقالُ إلى العمل
يَقِلّ أداءُ المجتمعات العربية عن المتوسِّط العالميّ في التحصيل والإنجاز العلمي والمساواة في فرص النفاذ إليه. وعندما يحاول الشبابُ العرب الحصول على عمل، يجدون أنّ السبيلَ التقليديَّ الرئيسي لتأمين فرص العمل، في الحكومة، قد بات مغلقًا. فالعثورُ على عملٍ مستقرٍّ ومُرضٍ هو أحدُ أبرز التحدِّيات التي تواجه الشبابَ العرب، والاقتصاداتُ العربية لا تُوفِّر ما يكفي من وظائفَ خاصّة، غالبًا بسبب السياسات غير المستقرة التي تَعوق الاستثمارَ الخاص؛ إلى جانب الإجراءات الإدارية، والإخفاق في بناء قاعدةٍ إنتاجية،
تكرر الكثير من المواضع في التقرير واعتقد ان ذلك بسبب توزيع الأعباء وعدم كتابته من شخص واحد بل من عدة باحثين
الحالةُ الصحّية والحصولُ على خدماتٍ صحّية
يَضمن الوضعُ الأمثل للصحّة والرفاهُ للشباب نُموَّهم وازدهارَه; وينبع عدم المساواة في الرعاية الصحّية من محدِّداتٍ اجتماعية تُكوِّنها الثروةُ، والموارد، والسلطة. لكنْ في بعض الأماكن، وحتى حيث يكون الحصولُ على الخدمات متوفرا كلّيًّا، توجد فجواتٌ في مدى جودة الخدمات، تعود غالبًا لأسبابٍ اجتماعية واقتصادية.
لذا فإن أكبرَ التحدِّيات في الرعاية الصحّية قد يكمن خارج مجال الصحّة، في السياق الاجتماعيِّ-الاقتصاديِّ الأوسع. مع ذلك، ولأنّ السلوكَ الفردي يُؤثِّر في تعزيز الصحّة والوقاية من الأمراض إذا كانت البيئةُ غيرَ داعمة، يتعين على الحكومات تحسين بيئة الرعاية الصحّية.
تحدث التقرير حول الامراض الموجودة في العالم العربي خصوصا بين الشبان وأساليب الوقايه ونسبها في الوطن العربي وعن التدخلات الحاليه في القطاع الصحي لتعزيز مستوى الرفاه
آثارُ الحرب والنزاع العنيف على الشباب
للنزاع في فلسطينَ جذورٌ أعمقُ حتى من تلك الموجودة في البلدان الأُخرى المتضرِّرة من الن ا زع في المنطقة
. فالاحتلالُ مستمرٌّ منذ عقود، وثمّةَ أعمالُ عنفٍ دَوريةٌ تندلع على نطاق واسع؛ خصوصًا في غزَّة. وكانت تسعينيّاتُ القرن الماضي هادئةً نسبيًّا في فلسطين من حيثُ العنفُ الواسعُ الانتشار، النزاع المسلَّح تَصاعد مرةً أُخرى خلال العقد الأول من هذا القرن مع الانتفاضة الثانية في الفترة 2000 – 2001 ، وحصارِ غزَّة بعد سيطرة ‘حماس’ عام 2007 ، والهجماتِ الإسرائيلية على غزّة.
مصطلحات النزاع المسلح ليست صحيحة خصوصا مع عدم تكافأ الأسلحة خصوص ان الاحتلال لديه طائرات واسلحة نوعيه ومتطوره وبعدد كبير