أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا
تخصــــص: قيادة وإدارة
مساق: القيادة وعلم النفس الاجتماعي
بحث حول
نهضة التعليم في ماليزيا
إعداد الطالب
محمد كامل خليفة
إشراف الدكتور
محمد الجريسي
قدم هذا التقرير استكمالاً لمتطلبات الحصول على مساق القيادة وعلم النفس الاجتماعي
1438هـ - 2017م
الفهرس
بسم الله الرحمن الرحيم
( اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق* خلَقَ الإنسانَ من علَق*اقرأ وربُّكَ الأكرم* الَّذي علَّمَ بالقلَم* علَّم الإنسانَ ما لم يعلم)
سورة العلق
إهداء
إلي كل من أضاء بعلمه عقل غيره
أو هدى بالجواب الصحيح حيرة سائليه
فأظهر بسماحته تواضع العلماء
وبرحابته سماحة العارفين
أهدي هذا العمل المتواضع إلى أبي الذي لم يبخل علي يوماً بشيء
وإلى أمي التي ذودتني بالحنان والمحبة
أقول لهم: أنتم وهبتموني الحياة والأمل والنشأة على شغف الاطلاع والمعرفة
وإلى إخوتي وأسرتي جميعاً
ثم إلى كل من علمني حرفاً أصبح سنا برقه يضيء الطريق أمامي
إلى أمي وأبي .. إلى أهلي وعشيرتي .. إلى معلميني .. إلى زملائي وزميلاتي
إلى الشموع التي تحترق لتضيء للآخرين
إلى كل من علمني حرفا
أهدي هذا البحث المتواضع راجياً من المولى
عز وجل أن يجد القبول والنجاح
مقدمة:
كان التعليم دوما هو وقود التقدم، به استطاعت دول قوية بناء حضارة مشرقة واقتصاد متين وإنسان متزن. لكن واقع تعليمنا اليوم يشير إلى العكس تماما، فبعد تقارير كثيرة صنفته في ذيل الترتيب اتضح جليا أنه تعليم مشوه ورث من الحقبة الاستعمارية الكثير من العلل والأمراض، تعليم لا يصلح لبناء إنسان ولا وطن ولا أمة، تعليم أفضل إنجازاته متعلمون بمواصفات رمادية لا هم متعلمون ولا هم أميون، هل فشل تعليمنا لظروف موضوعية أم أريد له ذلك؟ أهو العوز المادي ونقص الإطار البشري أم هي الإرادة السياسية الغائبة أو المغيبة؟ كيف تنفق الأموال بكل سخاء على التسلح العشوائي لجيوش عاجزة واهنة في الوقت الذي تخصص فيه للتعليم أهزل الميزانيات وأردئ التجهيزات؟ لماذا أصبحت مدارسنا وثانوياتنا وجامعاتنا تتسع لكل شيء إلا للعلم والإيمان؟ (3)
لنا في تجارب الأمم الأخرى العبر، ولنا في التجربة الماليزية في التعليم خاصة أكبر الدروس في بداية الألفية الجديدة بدأ اسم ماليزيا يلمع كالذهب وبدأ العالم كله يتحدث عن المارد الآسيوي الذي أصبح واحداً من أقوي النمور الاقتصادية التي يشار إليها بالبنان، ومن هنا بدأ البعض في دراستها دراسة واعية، تهدف إلي كشف سر هذا التحول الرهيب في وضعها الاقتصادي والتنموي، وكان السر وراء كل هذا هو التعليم، فالدولة لم تنم اقتصادياً بدون تعليم جيد، وهذه كانت هي الحقيقة التي وعاها جيداً مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي وبدأ بها في بناء دولته التي يباهي بها الأمم. التجربة الماليزية تجربة تستحق الدراسة والاحترام أيضاً، خاصة أنها كانت تمر بظروف مماثلة لما تمر به مصر الآن، ولكن رئيس وزرائها الذي كان يحبها فعلاً، وكان له رؤية حقيقية لتطوير بلاده ونهضتها تمكن بالفعل من تحقيق هذه الرؤية، وكان التعليم من أهم وسائله لتحقيق هذه الرؤية التي نجحت في نقل ماليزيا من مصاف الدول النامية إلي الدول المتقدمة. فحينما تولي مهاتير محمد رئاسة وزراء ماليزيا عام 1981 كانت دولة فقيرة يعيش حوالي 25٪ من سكانها تحت خط الفقر، ولكنه قرر إحداث نقلة حقيقية في بلاده، ومن هنا وضع خطة لتطويرها وتنميتها اعتمدت علي ثلاثة ركائز أساسية هي: وحدة البلاد، وتجنب الصراعات، والخلافات بين السكان الذين ينقسمون لثلاثة فئات وهم: المالايو ويمثلون 58٪ من السكان، والهنود 7٪، والصينيين 24٪، أما الركيزة الثانية: فكانت الاهتمام بالتعليم، والثالثة: هي التصنيع، ومن ذلك نجح مهاتير محمد في نقل بلاده من دولة زراعية فقيرة تعتمد علي تصدير بعض السلع البسيطة مثل المطاط والقصدير إلي دولة صناعية متقدمة، وبذلك تمكن خلال 22 عاماً قضاها في منصبه من القضاء علي الفقر، ورفع متوسط الدخل من 1247 دولاراً في العام إلي 8862 دولاراً عام 2002، وانخفضت نسبة البطالة بين الماليزيين إلي 3٪ فقط ولأن النهضة التعليمية هي ما يهمنا في هذا المجال فقد أولي مهاتير التعليم أهمية كبري حيث اهتم بجميع مراحله، فجعل مرحلة التعليم ما قبل المدرسة «رياض الأطفال» جزء من النظام الاتحادي للتعليم، واشترط أن تكون جميع دور رياض الأطفال مسجلة لدي وزارة التعليم، وملتزمة بمنهج تعليمي مقرر من الوزارة، كما تمت إضافة مواد دراسية تنمي المعاني الوطنية وتعزز روح الانتماء لدي تلاميذ المرحلة الابتدائية، وفي المرحلة الثانوية أصبحت العملية التعليمية شاملة، حيث يدرس الطالب بجانب العلوم والآداب مواد خاصة بالمجالات الفنية والمهنية التي تمنح الطلاب فرصة تنمية وصقل مهاراتهم، بالإضافة إلي إنشاء الكثير من معاهد التدريب المهني التي تستوعب طلاب المدارس الثانوية، وتؤهلهم لدخول سوق العمل في مجال الهندسة الميكانيكية والكهربائية. ولأن الكمبيوتر واحداً من أهم المواد التكنولوجية التي يجب دراستها والاهتمام بها قامت الحكومة الماليزية عام 1996 بوضع خطة تنمية شاملة من أهم أهدافها إدخال الكمبيوتر والربط بشبكة الإنترنت في كل مدرسة، بل وفي كل فصل دراسي، حتي بلغت نسبة المدارس المرتبطة بشبكة الإنترنت عام 1999 تقدر بـ 90٪ من المدارس الماليزية وكذلك تم إنشاء العديد من المدارس الذكية التي تساعد الطلاب علي دراسة التكنولوجيا واستيعاب التقنيات الحديثة من خلال مواد متخصصة في أنظمة التصنيع وشبكات الاتصال ونظم استخدام الطاقة النظيفة.
الأمر الأهم أن الحكومة الماليزية قامت بزيادة المخصصات المالية للتعليم بحيث أصبحت توجه له حوالي 24٪ من إجمالي النفقات الحكومية بحيث يتم إنفاق هذه المبالغ علي بناء مدارس جديدة، خاصة المدارس الفنية، وإنشاء معامل للعلوم والكمبيوتر ومنح قروض لمواصلة التعليم العالي داخل وخارج البلاد، كذلك جعلت الدولة التعليم إلزامياً وأصبح القانون الماليزي يعاقب الآباء الذين لا يرسلون أبناءهم إلي المدارس، بالإضافة إلي الاستفادة من نظم التعليم المتطور في الدول المتقدمة، حيث تم إنشاء أكثر من 400 معهد وكلية خاصة تقدم دراسات وبرامج تتواءم مع جامعات في الخارج، وأتاحت الحكومة الفرصة للطلاب لاستكمال دراستهم في الخارج، بل وعملت الحكومة علي تقوية العلاقة بين مراكز البحوث والجامعات وبين القطاع الخاص، بحيث فتحت المجال لاستخدام أنشطة البحث العلمي لخدمة الأغراض التجارية، ومن ثم لم تعد الحكومة مطالبة بدعم الأنشطة البحثية بمفردها بل يشاركها في ذلك مؤسسات القطاع الخاص، وبذلك قضت علي مشكلة نقص الدعم الحكومي الموجه للبحث العلمي، ووجهت الدولة ما كان ينفق علي هذا المجال إلي التعليم من ناحية، وتمكنت المصانع الماليزية من تطوير إنتاجها وغزو الأسواق العالمية بمنتجات أكثر تقدماً وأحسن صنعاً, كذلك اهتمت الحكومة الماليزية بتعليم المرأة حتي إنها تقدم قروضاً بدون فوائد ليتمكن الآباء من تعليم بناتهن، ومنح الفقراء مساعدات مجانية(1)
وكان يرى مهاتير محمد أن إعداد المعلم على الأسس العملية الصحيحة بالإضافة إلى توفير سبل الراحة ( توفير راتب ممتاز ، أن يدرس في منطقة قريبة من مكان سكنه ……..) يساوي تحقيق نصف العملية التعليمة ؛ لأنه كان يؤمن بأن بناء مجتمع أخلاقي راقي واقتصادي قوي لا يتسنى إلا بالتعليم الايجابي والتعليم يقوم على محور المعلم . أيضا ركز مهاتير محمد على أهمية احتواء العلماء والاستفادة من إمكانياتهم وعدم هجرتهم إلى الخارج وتوفير كل سبل الرفاهية والراحة لهم وله مقولة رائعة في ذلك(على الرغم من أن الكثير من الدول الإسلامية تنعم بموارد غنية فإننا لا نزال غير قادرين على الاستفادة من هذه الموارد بالصورة المثلى في خدمة الإسلام والذود عن الشعوب الإسلامية ضد هؤلاء الذين لا يخفون كراهيتهم لنا ولا يتورعون عن الجهر بنواياهم السيئة نحونا وهذا هو الحال السائد في بلداننا والذي تسبب في هروب أفضل العناصر من بلداننا الإسلامية إلى الخارج للمساهمة بعملهم ومهاراتهم في رفاهية شعوب البلدان التي يهاجرون إليها والتي يحدث في بعض الأحيان أن تكون معادية لنا وللأسف الشديد لا تتوافر لدينا الإمكانيات التي يمكن أن نقدمها لعلمائنا مما يجعلهم يشعرون دائماً أن البيئة في بلدانهم الأصلية لا تتسع لأحلامهم وهو أمر كفيل بدفعهم إلى التفكير في الهجرة) .ومن أهم ما قامت به ماليزيا أيضاً من ناحية التعليم هو أن توافق مخرجات التعليم متطلبات العمل.(2)
وبذلك تمكن مهاتير محمد من إحداث نهضة في بلاده خلال سنوات رئاسته للوزارة التي وصلت إلي 22 عاماً، قبل أن يتقدم باستقالته وإعلان اعتزاله للعمل السياسي في عام 2003 وحينما زار رئيس الوزراء الماليزي الأسبق مصر في شهر يونيو الماضي - وخلال كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر «استثمار.. تشغيل.. عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» الذي نظمه اتحاد الصناعات المصرية - أكد أن مصر يمكنها أن تصبح واحدة من الدول المتقدمة بشرط الاهتمام بالتعليم والحد من البطالة وتشجيع الاستثمار ورفض الاقتراض من البنوك.(1)
من هو الدكتور مهاتير محمد
يعتبر الدكتور مهاتير محمد من اعظم القادة السياسيين والاقتصاديين في اسيا، ويمثل فكره التنموي مثالاً للكثير من القادة في جميع أنحاء العالم
درس الطب ومارسه في بداية حياته، ثم انتقل الى العمل السياسي وتولى وزارة التعليم ليصبح بعدها رئيسا للوزراء في الفترة (1981-2003)، وترك بعدها هذا المنصب بمحض اختياره.
مهاتير محمد صاحب مشروع ماليزيا 2020، والذي يدعو فيه أن تصل ماليزيا لأعلى درجات التقدم عام 2020 وهذا ما تصير عليه ماليزيا بخطى واثقة.
جهود الدكتور مهاتير محمد في تطوير التعليم
اعداد خطة شاملة للنهوض في التعليم وحدد مداها بعام 2020 لتصبح ماليزيا احدى البلدان المتقدمة في قطاع التعليم، وكان أهم الاجراءات العملية في هذا المجال:
ابتعاث نصف مليون طالب ماليزي الى الجامعات الغربية بهدف نقل حضارة العالم المتقدم الى المجتمع الماليزي.
اقرار الزامية التعليم ومعاقبة الآباء الذين لا يرسلون أبنائهم للمدرسة مما أدى الى انخفاض نسبة الأمية من 47%-1% حالياً.
العناية بالمتفوقين من المعلمين بتقديم حوافز وجوائز، وتهيئة مدارس خاصة للطلبة المتفوقين.
تطوير المؤسسات التعليمية كماً وكيفاً واستحداث مشروع المدرسة الذكية.
توجيه التعليم الى الحاجات الحقيقة للدولة بحيث تنسجم التخصصات الجامعية مع متطلبات سوق العمل.
إدارة نظام التعليم
إدارة التعليم في ماليزيا مركزية قومية، وتتم على أربعة مستويات هرمية كما أوردها (فرج،1988م،ص77) و(الصالح ،1999م ،ص142) فيما يلي:
1.المستوى الفيدرالي (المركزي)
وزارة التربية هي المسؤولة عن ترجمة السياسة التعليمية إلى خطط وبرامج ومشروعات تربوية وفقاً للطموحات والأهداف القومية، وتضع الوزارة أيضاً الإرشادات لتنفيذ برامج التعليم على المستوى الفيدرالي وإدارته. ويرأس الوزارة وزير للتربية يعاونه اثنان من الوكلاء، إلى جانب المدير العام للتعليم المسؤول
عن إدارة الأمور المهنية التخصصية بالوزارة، والسكرتير العام للتعليم المسؤول عن الأمور الإدارية بالوزارة، وتتبع الوزارة نظام اللجان في إجراءاتها لاتخاذ القرار.
2.مستوى الولاية
يوجد في كل ولاية من الولايات الأربع عشرة في ماليزيا إدارة للتعليم، يرأسها مدير للتعليم مسؤول عن تنفيذ البرامج والمشروعات والأنشطة التعليمية في الولاية، والوظيفة الإدارية الرئيسة لإدارة التعليم في الولاية هي تنظيم وتنسيق وإدارة المدارس في الولاية فيما يخص الموظفين والهيئة التعليمية والشؤون المالية وتطوير المباني. وتتولى هذه الإدارة مسؤولية الإشراف على تنفيذ البرامج التعليمية في الولاية وصياغة وتنفيذ خطط التطوير التربوي للولاية، وتقدم هذه الإدارة تغذية راجعة باستمرار للمعلومات للوزارة حسب الضرورة حول التطبيق المرن لسياسة التعليم الوطنية.
3.المستوى المحلي (مكاتب التعليم في المقاطعة /المنطقة(
مكاتب التعليم في المنطقة هي امتداد لإدارة التعليم في الولاية، وتشكل حلقة الوصل بين المدرسة وإدارة التعليم في الولاية، وتساعد هذه المكاتب في الإشراف على تنفيذ البرامج والمشروعات والأنشطة التعليمية في المدارس بالمنطقة.
4.المستوى الإجرائي (المدرسة(
يتولى مدير المدرسة مسؤولية القيادة المهنية والإدارية في المدارس، ويساعد المدير مساعد أول في إدارة الأعمال اليومية بالمدر .وتشمل واجبات المدير بشكل أساسي إدارة المدرسة بشكل عام، والإشراف على تطبيق المناهج الدراسية وفقاً لسياسة التعليم الوطنية وبرامج التعليم الإضافية وخدمات الدعم. ويقوم المدير بالإشراف على الأنشطة المنهجية المصاحبة وتعزيزها، وقيادة المدرسة مهنياً. ويوجد في كل مدرسة في ماليزيا جمعية للآباء والمعلمين، حيث تقدم هذه الجمعيات الدعم والمساعدة في إدارة المدرسة، وتعزيز التعاون بين المدرسة والمجتمع.
العوامل المؤثرة على التعليم
العوامل السياسية: وقعت ماليزيا مثل غيرها من الدول العربية والاسلامية تحت الاستعمار البريطاني، وقد استقلت عام 1957م ولم يكن لها وجود كدولة مستقلة حتى عام 1963م حيث انطلقت ماليزيا بعدها وكانت نقطة البداية تطوير التعليم، وتأثرت السياسة التعليمية الماليزية بالتجربة البريطانية واليابانية في التعليم، ولكن ماليزيا أخذت النافع المفيد لدى الشعوب الأخرى بما لا يتعارض مع هويتها وثقافتها الاسلامية.
العوامل السكانية والاجتماعية: أثر العامل السكاني في توجيه السياسة التعليمية نحو تنمية الفرد، لان بلداً كماليزيا يبلغ سكانه 28 مليون نسمة جعلها توجه استثمارها بدرجة أولى نحو الثروة البشرية، وقد كان كذلك للتنوع العرقي في ماليزيا دوره في اثراء المنهاج التعليمية وتنوع الخبرات والثقافات.
العوامل الاقتصادية: اعتمد الاقتصاد الماليزي قديما على الزراعة، مما جعلها دولة محدودة الدخل ولتحقيق أهداف ماليزيا في التغيير كان لابد من توظيف التعليم في عمليات الحراك الاقتصادي تحت شعار (ازرع تعليماً قوياً تحصد اقتصاداً قوياً) وترتب على ذلك التركيز على التعليم الفني والمهني في جميع المراحل الدراسية بالإضافة الى التنسيق مع مؤسسات القطاع الخاص للمشاركة في اعداد البرامج المهنية للمدارس.
العوامل الايدولوجية: استندت فلسفة التربية في ماليزيا الى الفلسفة الاسلامية مع الاستفادة من الفلسفات الأخرى وخاصة الفلسفة البراجماتية، وكان لرئيس الوزراء الأسبق الدكتور (مهاتير محمد) دوره العظيم في نهضة ماليزيا الحديثة وله أيضاً تأثيره الكبير على السياسة التعليمية الماليزية.
تمويل التعليم في ماليزيا
تعتبر الدولة ملزمة بإنشاء المدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات الثقافية والتربوية، والتعليم بالمجان في جميع مراحل التعليم الأولى ومن أجل ذلك تتكاتف كل المؤسسات والوزارات والهيئات الموجودة في ماليزيا من أجل النهوض بالتعليم وتشارك كل جهة في تمويل التعليم بما تستطيع بالإضافة إلى بعض المساعدات الخارجية التي تتلقاها ماليزيا من بعض الدول والمنظمات الدولية.
ويعد التعليم في ماليزيا مسألة فيدرالية ولذلك فإنها إحدى مسئوليات الحكومة الفيدرالية ولهذا السبب فإن التعليم يعد أحد بنود الإنفاق العام في ماليزيا، وبدأت الدولة تزيد من المخصصات المالية الخاصة بالتعليم حيث تدرك أهميته الجوهرية لإحداث التنمية الاقتصادية.
وتؤمن ماليزيا بمبدأ تكافؤ الفرص التعليمية لذلك فهي تقدم الخدمات التعليمية للجميع، وبالنسبة للطلبة غير القادرين اقتصاديًا على مواصلة تعليمهم تقدم الدولة لهم العديد من المساعدات التي تتمثل في منح دراسية لإكمال دراستهم بالتعليم الجامعي سواء في الجامعات الماليزية أو في بعض الدول الأجنبية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكندا واليابان ومنها مصر أيضًا لدراسة العلوم الإسلامية.
وتتلقى ماليزيا العديد من المساعدات الخارجية للتعليم والتدريب وذلك في شكل مساعدات فنية وبرامج استثمارية، وتأتى هذه المساعدات من مؤسسات دولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة اليونيسيف ومنظمة اليونسكو وكذلك بعض الدول مثل أستراليا وكندا واليابان والمملكة المتحدة.
وبالنسبة للقطاع الخاص والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية فإن إسهامها في عملية تمويل التعليم يعد ضئيلًا خصوصًا في المستويات الدنيا من التعليم وتتركز إسهاماتها في التعليم الجامعي والعالي، ولذلك فإن الحكومة تسعى إلى تشجيع المشاركة من قبل القطاع الخاص والمنظمات الأهلية وذلك للمشاركة في التمويل التعليمي لتخفيف العبء عن كاهل الحكومة في إنشاء بعض عناصر البنية الأساسية الخاصة بالتقدم التكنولوجي في التعليم العالي.
بنية وتنظيم نظام التعليم
التعليم في ماليزيا مجاني ولكنه ليس إلزامياً ومعظم المدارس في البلاد حكومية أو مدارس تدعمها الحكومة ،ويبدأ التعليم في المرحلة ما قبل الابتدائية (التمهيدية) إلى المراحل العليا .(القنصلية الماليزية ،2003م ) ويتكون التعليم النظامي في ماليزيا ،كما تذكر (الصالح ، 1999م ،ص150) من أربع مراحل يبدأ من المرحلة الابتدائية ومدتها ست سنوات ، والمرحلة الثانوية الدنيا ومدتها ثلاث سنوات ،يليها سنتان للمرحلة الثانوية العليا ، وسنتان لمرحلة ما بعد الثانوية (يطلق عليها الصف السادس) أي أن المرحلة الثانوية العليا تتكون من مرحلتين (2+2) في كلا القطاعين الأكاديمي والاختصاصي . (القنصلية الماليزية ،2002م ،ص1)و(فرج ،1988م ،ص77) .
بينما يرى (بشير ،2003م) أنه كنتيجة منطقية للدعم والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها الدولة فإن إلزامية التعليم أصبحت من الأمور التي لا جدال فيها ، ويعاقب القانون الماليزي اليوم الآباء الذين لا يرسلون أبناءهم إلى المدارس .
أ - التعليم ما قبل المدرسة (مرحلة الرياض):
اهتمت الحكومة بالتعليم فيما قبل المدرسة واعتبر قانون التعليم لسنة 1996م التعليم فيما قبل المدرسة جزءاً من النظام الاتحادي للتعليم ويشترط أن تكون جميع دور الرياض وما قبل المدرسة مسجلة لدى وزارة التربية ، ويلزم كذلك تطبيق المنهاج التعليمي المقرر من قبل الوزارة ويتضمن ذلك المنهاج خطوطاً عريضة وموجهات عامة لهذه الرياض تتعلق بإلزامية تعليم اللغة الرسمية للبلاد ، بجانب السماح باستعمال اللغة الإنجليزية ولغات المجموعة العرقية في ماليزيا (الصينية ، والهندية ) ومنهجية التعليم وطرائق الإشراف التربوي والتوجيه الاجتماعي والديني .
وتوجد العديد من المدارس فيما قبل المدرسة وتدار بواسطة الوكالات الرسمية والمنظمات الشعبية والقطاع الخاص ومن أشهر الهيئات التي تقدم خدمات التعليم فيما قبل المدرسة الاتحاد الحكومي للمؤسسات ما قبل المدرسة الذي ظل يقدم خدماته منذ العام 1960م ،واتحاد دور رياض الأطفال الماليزية الذي تنتشر خدماته في المدن والمناطق الحضرية ،من عام 1976م .
ويبلغ عدد رياض الأطفال العامة(1076)وعدد التلاميذ (27883)،وعدد المعلمين (1699)، وعدد الفصول (1189) .أما عدد الرياض الخاصة فقد بلغت (2161) حسب إحصاءات وزارة التعليم الماليزية .(بشير،2003م ).
ب- التعليم الابتدائي :
يركز التعليم الابتدائي كما أشار وكيل وزارة التربية على تعليم التلاميذ القراءة والكتابة والعلوم .(وزارة المعارف ،1423هـ،ص41) .وذكر (بشير ،2002م) (وفرج،1988م،ص70) أن مرحلة التعليم الابتدائي تبدأ في السن السادسة من عمر الطفل وتستمر ست سنوات ويراعي النظام التعليمي تعدد الأعراق في البلاد ،فهناك نوعان من المدارس هما المدارس القومية ،والمدارس المحلية يسمح في المدارس المحلية باستخدام لغات صينية أو هندية إلى جانب اللغة الرسمية ،وكلها مدارس تتبع المنهج الحكومي للتعليم ،وقد ارتفع معدل المدرسين بالنسبة إلى الطلاب في المدارس الابتدائية من مدرس مقابل (20) طالباً في عام 1990م إلى مدرس مقابل (18) طالب عام 2000م .
وبذلت وزارة التربية والتعليم جهوداً ناجحة في بناء المدارس وتهيئتها على أحسن وجه من ناحية البنية المدرسة والوسائل التعليمية والخدمات الملحقة بالمدرسة، فضلاً عن تدريب المدرسين وتأهيلهم ومواكبة المقررات الدراسية وطرق التدريس المعاصرة والتوافق مع متطلبات العملية التربوية السليمة .
أهداف التعليم الابتدائي :
1- بناء المهارات الأساسية للأطفال (القراءة ،الكتابة ،الحساب ) والعلوم .
2- تنمية النواحي العقلية والجسدية والنفسية عبر أسلوب التعليم المتمركز حول الطفل.
3- الاهتمام بالاحتياجات الفردية للطفل من خلال الأنشطة العلاجية والإثرائية.(وزارة المعارف،1423هـ،ص41)
جـ - التعليم الثانوي :
تقدم مدارس المرحلة الثانوية تعليماً شاملاً ،حيث يشتمل المقرر الدراسي كثيراً من المواد الدراسية مثل العلوم والآداب والمجالات المهنية والفنية التي تتيح للطلاب فرصة تنمية وصقل مهاراتهم .وتمر المرحلة الثانوية
أولاً: بالمدارس الثانوية الدنيا (شبيهة بالإعدادية أو المتوسطة في البلاد العربية ) .
ثانياً : المدارس الثانوية العليا(شبيهة بالمدارس الثانوية ) وترى (الصالح ،1999م،ص54) أن المسار الفني في المرحلة الثانوية يقدم تعليماً عاماً مع تركيز المنهج على الأسس الفنية ،ويقّوم الطلاب في نهايته أيضاً امتحان شهادة التعليم الماليزية ، والمسار المهني يؤهل الطلاب للحصول على الشهادة الماليزية للتعليم المهني .
ثالثاً : مرحلة ما بعد الثانوية (الثانوية المتأخرة ): تعد هذه المرحلة الطلاب للالتحاق بالجامعات المحلية والأجنبية ومعاهد التعليم العالي الأخرى ،ويوجد في ماليزيا نوعان من البرامج التي تقدمها هذه المرحلة هي كالتالي :
1- برنامج الصف السادس : ومدة الدراسة في هذا البرنامج سنتان يعد لامتحان عام بعد الثانوية .
2- برنامج امتحان القبول في الجامعات : عبارة عن صفوف تحضيرية مصممة بشكل خاص لتمكين الطلاب من تقديم الامتحانات التي تعقدها جامعات معينة لتحقيق متطلبات القبول بها ،ومدة الدراسة في هذا البرنامج تتراوح ما بين سنة إلى سنتين حسب الجامعة التي تقدم البرنامج وهذه المرحلة، كما يذكر(سليمان،1979م، ص459) تعتبر مرحلة انتقائية ،حيث تختار طلابها من المتفوقين من خريجي المرحلة السابقة .أما غير المتفوقين أو الذين يحصلون على درجات أقل فيلتحقون بالمدارس المهنية أو الفنية .
أهداف المرحلة الثانوية :
1- تقديم تعليم عام لجميع الطلاب باستخدام الطريقة المتكاملة التي تدمج المعارف والمهارات والقيم والنظرية والتطبيق والمنهج والأنشطة المصاحبة للمنهج وثقافة المدرسة.
2- اكتساب المعارف والمهارات التي تعزز من تنمية قدرات التفكير وتمكين الطلاب من عملية التحليل والتركيب والتفسير واستنتاج النتائج وطرح الأفكار البناءة والمفيدة.
3- التركيز على اكتساب القيم الأخلاقية والاستعمال السليم للغة المالاوية واكتساب المعارف وتعزيز مهارات التفكير .(الصالح ،1999م ،ص164) .
وفي مستوى الثانوية العليا يوجه الطالب إلى تحصيل المزيد من مواد التخصص لاسيما التعليم الفني والمهني، وهناك العديد من المدارس الفنية والمهنية الثانوية التي تعتبر خطوة مبكرة لتدريب الطالب على العمل ويحصل الطالب فيها على الشهادة الماليزية التي تؤهل الطلاب للخروج إلى سوق العمل .
التعليم الفني والمهني
يقدم هذا النوع من التعليم في نوعين من مدارس الثانوية العليا هما:
المدارس الثانوية الفنية
وذلك للتعليم الفني الذي يهدف إلى تزويد الطلبة بتعليم عام أكاديمي ومتخصص فني لتمكينهم من مواصلة تعليمهم العالي في المجال الفني أو الانخراط في سوق العمل، ومدة الدراسة في هذه المدارس سنتان، ويدرس جميع الطلبة في هذا النوع من المدارس المواد الأساسية نفسها التي يدرسها طلبة المدارس الثانوية الأكاديمية إلى جانب مواد التخصص الفنية.
المدارس الثانوية المهنية
وذلك للتعليم المهني الذي يهدف إلى توفير القوى العاملة الفنية للقطاعين الصناعي والتجاري، وتوفير منهج مرن وشامل لتلبية الاحتياجات الآنية والمستقبلية للصناعة في البلاد، وتزويد الطلبة بالأسس والمهارات والمعارف للتدريب والتعليم المستمر. ومدة الدراسة في هذه المدارس سنتان أيضاً. ويضم التعليم المهني مجالين من مجالات الدراسة المهنية هما :
1- التعليم المهني العام: ويؤدي إلى تقديم اختبار شهادة التعليم الماليزية المهنية، تمكن الطلبة
من مواصلة الدراسة في الكليات التقنية (البوليتكنيك) والمعاهد التعليمية الأخرى.
2-التدريب على المهارات: يعد هذا المجال الطلبة لتقديم الاختبار الذي يعقده المجلس الوطني
لشهادة الحرف والتدريب الصناعي.
وبدأت وزارة التربية الماليزية في الآونة الأخيرة بطرح برنامج تخصيص المدارس الثانوية
المهنية، بمعنى أن تخصص كل مدرسة مهنية لصناعة معينة حسب موقعها وقربها من
المصنع المعني بتلك الصناعة، بهدف مساعدة الطلبة على اكتساب خبرات علمية أكثر من
خلال التدريب في موقع العمل.
ومن أجل تعزيز التعليم والتدريب المهني الجيد الذي يلبي احتياجات سوق العمل، قامت
الوزارة بتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في تقديم برامج التعليم المهني، وتقوم عدد من
الشركات والمصانع بتنظيم برامج تدريبية بهدف جعل المعارف والمهارات المهنية ذات صلة
بواقع العمل.
وفي هذا الشأن، قامت الوزارة أيضاً بوضع «برنامج خصخصة مشاركة الوقت« ، حيث صمم
هذا البرنامج لإتاحة الفرصة للقطاع الخاص من الاستفادة من التسهيلات والمرافق الموجودة
في المدارس المهنية والكليات التقنية لأغراض التدريب.
المناهج والخطط الدراسية
يركز المنهج الوطني الماليزي ،كما ذكر وكيل وزارة التربية " في الأساس على دعم الوحدة الوطنية ولتحقيق هذا الهدف يعتمد اللغة المالاوية لغة رئيسة في التدريس ، ويطبق النظام التربوي منهجاً واحداً في جميع المدارس، ورغم ذلك يسمح النظام بالتنوع الثقافي للمجموعات العرقية المختلفة فيتيح لها إمكانية استخدام لغاتها الأخرى في التعليم من خلال أنماط المدارس الوطنية " .ويؤكد المبدأ الأساسي لصنع المنهج الوطني على الأسلوب التكاملي في عملية تخطيط المنهج وبنائه ،ولذا فهو يركز على تطوير المهارات الأساسية وإكساب المعرفة وبناء الاتجاهات ثم على الاستعمال الصحيح للغة المالاوية واللغات الأخرى مثل الإنجليزية والصينية والتأميلية .
ويبرز التركيز على الأسلوب التكاملي لمدارس المرحلتين الابتدائية والثانوية ، حيث تدمج عناصر المعرفة والمهارات والقيم لتحقيق تطور متكامل للنواحي العقلية والروحية والوجدانية والجسدية لدى الطلاب .(وزارة المعارف ،1423هـ،ص41) .
ويتولى مركز تطوير المناهج بوزارة التربية ،كما ذكرت (الصالح ،1999م ،ص161) مسؤولية صياغة المناهج الدراسية لجميع المدارس في ماليزيا ،ويعتمد المركز في ذلك الأهداف والفلسفة والتربية الوطنية، ويتم تطوير المناهج الدراسية مركزياً بمشاركة عدد من الممثلين عن المعلمين والتربويين والمسؤولين بمكاتب التعليم في الولاية والمناطق .وفيما يلي وصف للمناهج الدراسية حسب المرحلة ونوع التعليم :
أ – مناهج المرحلة الابتدائية :
تهدف مناهج التعليم الابتدائي إلى إكساب التلاميذ المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب ،وتنميتهم جسدياً وعقلياً ونفسياً ،ويتحقق ذلك من خلال أسلوب التعليم المتمركز حول الطفل ويشمل ذلك استراتيجيات التعليم والتعلم التي تستخدم طرق متنوعة مثل التجميع المرن للطلاب والملائم لتدريس مهارات معينة والاهتمام الكبير بالاحتياجات الفردية للطفل من خلال الأنشطة العلاجية الإثرائية وتكامل المهارات والمعارف في الدروس التي يتم تدريسها للطلاب .واستخدام المواد المتنوعة .ويتم توجيه الطلاب نحو العلوم والتكنولوجيا من خلال مادتي (الإنسان والبيئة ) و(المهارات الحياتية) وتقدم كلتا المادتين ابتداءً من الصف الرابع الابتدائي .(الصالح،1999م،ص161).وتبلغ عدد الحصص الأسبوعية الدراسية في الحلقة الأولى من التعليم الابتدائي (الأول ،الثاني، الثالث) (45) حصة أسبوعياً ،ومدة كل حصة (30) دقيقة ، وفي الحلقة الثانية (الرابع ،الخامس، السادس) (48) حصة أسبوعياً ،مدة كل حصة (30) دقيقة. والجدول التالي يوضح بنية المنهج للمرحلة الابتدائية في ماليزيا .
بنية المنهج الدراسي للمرحلة الابتدائية في ماليزيا
عدد الحصص الدراسية في المرحلة الابتدائية في ماليزيا
ب- المناهج المتكاملة للتعليم الثانوي :
تعد المناهج المتكاملة للتعليم الثانوي ،كما تذكر (الصالح )،امتداداً لمناهج التعليم الابتدائي والتي تطبق في جميع صفوف التعليم الثانوي الدنيا والعليا في جميع أنحاء البلاد .ويركز المنهج على اكتساب المعارف والمهارات التي تعزز من تنمية قدرات التفكير لتمكين الطلاب من عملية التحليل والتركيب والتفسير واستنتاج النتائج والاستعمال السليم للغة المالاوية لاكتساب المعارف وتعزيز مهارات التفكير (الصالح،1999م،ص164).
1- مناهج المرحلة الثانوية (الدنيا) :
توفر المناهج المتكاملة للمرحلة الثانوية الدنيا تعليماً عاماً للجميع وتضم مواد أساسية تتكون من اللغة الملاوية واللغة الإنجليزية، والرياضيات، والتربية المهنية، والعلوم والجغرافيا، والدين الإسلامي، والتربية الأخلاقية، والتربية البدنية والصحية ،ومواد إضافية تشمل اللغة الصينية واللغة التأميلية .
وتقدم هذه المرحلة أيضاً مادة المهارات الحياتية وتنقسم إلى قسمين هما :
الأساسي : ويتكون من المهارات اليدوية ،والتجارة ،والحرف اليدوية ،والتربية الأسرية .
الاختياري : ويتكون من المهارات اليدوية الإضافية والاقتصاد المنزلي، والزراعة ،ويشترط على الطالب اختيار مجال واحد من مادة المهارات الحياتية .
وعدد الحصص الدراسية في هذه المرحلة (45) حصة أسبوعياً، مدة كل حصة (40) دقيقة والجدول الآتي يبين المواد الدراسية وعدد الحصص الأسبوعية لهذه المرحلة .
المنهج المتكامل للمرحلة الثانوية الدنيا في ماليزيا
2- المناهج المتكاملة للمرحلة الثانوية العليا :
أ – مناهج المدارس الأكاديمية :
يدرس في هذه المدارس نفس المواد الأساسية التي تدرس في المرحلة الثانوية الدنيا ماعدا مادة الجغرافيا والتربية الفنية والمهارات الحياتية .وتعتبر اللغة الصينية واللغة التأميلية مواد اختيارية إضافية في هذه المرحلة .بينما يذكر (بشير ،2003م) أن الطلاب في مستوى الثانوية العليا يوجهون إلى تحصيل المزيد من مواد التخصص، لاسيما التعليم الفني والمهني .وتصنف المواد الاختيارية تحت أربعة مجموعات هي : العلوم الإنسانية، والمواد المهنية ،والتكنولوجيا والعلوم ،والتربية الإسلامية .
وتدرس مادة الجغرافيا والتربية الفنية كمواد اختيارية ضمن مجموعة العلوم الإنسانية وتشمل المهارات الحياتية عدداً من المواد الاختيارية مثل مبادئ المحاسبة والعلوم الزراعية ،والاقتصاد المنزلي التي تقع ضمن مجموعة المواد المهنية والتكنولوجيا .
وقد وضعت شروط معينة لاختيار المواد الاختيارية لضمان حفظ التوازن بين المجموعات الاختيارية الأربع ،بالإضافة لذلك يكون التسجيل في مادة من مواد المجموعة الثانية الاختيارية (المواد المهنية والتكنولوجيا ) إلزامياً. وذلك كما يوضح الجدول التالي .
بنية المنهج الدراسي للمرحلة الثانوية العليا (الأكاديمية ) في ماليزيا
ب – مناهج المدارس الفنية والمهنية :
يقرر في المدارس الفنية والمهنية بعض المواد الأساسية التي تدرس في المواد الأكاديمية، وهي:
[ اللغة المالاوية ،اللغة الإنجليزية ،العلوم ،الرياضيات ،التربية الإسلامية التربية الأخلاقية ] ويمكن الاختيار من المواد التالية حسب المجال المحدد لكل منهم :المواد الاختيارية للمجال الفني [الفيزياء ،الكيمياء ،الرسم الهندسي، الجغرافيا الرياضيات الإحصائية]المواد الاختيارية للمجال الزراعي:[ الفيزياء ،الكيمياء، الإحصاء ،العلوم الزراعية ، الرياضيات الإضافية الجغرافيا ] المواد الاختيارية للمجال التجاري:[ مبادئ المحاسبة ،التجارة ،الرياضيات ، الإضافية الجغرافيا الفيزياء الكيمياء ] (الصالح،1999م ،ص169).
وفي المدارس المهنية الثانوية تدرس المواد الأساسية السابق ذكرها في المدارس الفنية عدا مادة العلوم ويتم اختيار مواد من المجالات التالية :
[ الهندسة والاقتصاد المنزلي ،والتجارة، والزراعة ،الهندسة ] ويمكن أن يختار من المواد الدراسية التالية:
مجال الهندسة ويختار الطالب من المواد التالية:[ الكهرباء ،الإلكترونيات ،ورش العمل، اللحام وصناعة الحديد ميكنة السيارات ،إنشاء المباني، التبريد ،التكييف ]مجال الاقتصاد المنزلي :ويمكن أن يختار من المواد التالية :[ التمرين ،تصميم الملابس ،التجميل، رعاية الأطفال الخياطة وصنع الحلويات ].مجال التجارة : ويمكن أن يختار من المواد التالية :[ إدارة المكاتب ،إدارة الأعمال] مجال الزراعة :ويمكن أن يختار من المواد التالية :[ زراعة نباتات الزينة والحدائق، ميكنة الحقول إدارة الحقول ] .
وتقدم المدارس المهنية أيضاً برامج تدريبية قصيرة المدى في المهارات تتراوح مدتها من ستة أشهر إلى سنة واحدة. ومن ضمن المقررات التي تقدم في هذه البرامج :[ التصليح الميكانيكي ،اللحام ، خدمات الراديو والتلفزيون ،السمكرة ،صناعة الأثاث ،صيانة الأجهزة، التبريد والتكييف].
( بشير،2003م )( الصالح 1999م ،ص171) .
البرامج المصاحبة للمنهج :
تعد البرامج المصاحبة للمنهج جزء مكملاً للمنهج المدرسي وتوفر المدارس ثلاثة أنواع من هذه البرامج وهي الجمعيات : وتضم عدداً من البرامج والنوادي منها بعض الأندية المبتكرة مثل نادي العلاقات العامة ،نادي العلاقات الدولية، نادي الصحافة ،نادي رجال الأعمال الناشئين، وغيرها من الأندية التي تسهم في الإعداد للعمل أو تشجع على التفكير والحوار لدى الطلاب.
1- فرق الزي الموحد (الجهات الموحدة ) وفنون الدفاع عن النفس مثل : الكشافة ،الإطفاء ، العسكرية ،الكاراتيه ،التايكوندو ،والمشاركة في واحد منها إلزامي سواء خلال الدراسة أو الإجازة الصيفية .
2- نوادي الألعاب الرياضية : ويلزم المعلمون بالمشاركة في الأنشطة وفق خطة تعدها المدرسة .
(وزارة المعارف ،1419هـ،ص30).
وتطبق هذه البرامج على مستوى المدرسة والمنطقة والولاية والمستوى الوطني، ويتم دعم بعض البرامج المصاحبة للمنهج مالياً من قبل بعض الجهات الحكومية والقطاع الخاص، فعلى سبيل المثال يقوم البنك العام بتمويل مشروع مغامرة الشباب، ويمول المصنع الماليزي الأمريكي للإلكترونيات برنامج الحرف اليدوية للشباب. وتتولى دائرة الوحدة الوطنية مسؤولية برنامج الجسر الذهبي .(وزارة المعارف ، 1423هـ ،ص42) .(والصالح ،1999م ،ص171).
إعداد المعلمين
يُعد المعلم حجر الزاوية في العملية التعليمية ،ولذا يجب أن يعد إعداداً جيداً ويطور أداؤه حتى يضطلع بدوره في إعداد الأجيال للألفية الثالثة .
ويتم إعداد المعلمين في ماليزيا في كليات تدريب المعلمين ،والجامعات ،وتختلف مدة الدراسة حسب البرامج التي تقدمها تلك الكليات والجامعات .
أولاً : إعداد المعلمين قبل الخدمة ،وذلك على النحو التالي :
أ – كليات تدريب المعلمين :
ويتم إعداد المعلمين قبل الخدمة في كليات تدريب المعلمين التي تقع تحت إشراف قسم إعداد المعلمين في وزارة التربية .ويوجد في ماليزيا (31) كلية لتدريب المعلمين منتشرة في جميع أنحاء البلاد ،تعد المعلمين للتدريس في المرحلة الابتدائية والثانوية ، ومن ضمن هذه الكليات واحدة لإعداد معلمي التربية الإسلامية ،وأخرى لإعداد معلمي التعليم المهني والفني .
أما مدة الدراسة فتختلف في هذه الكليات بحسب نوع البرامج التي تقدمها فتشمل :
سنة واحدة للخريجين الجامعيين للحصول على الدبلوم العالي (ما بعد التخرج ) وهذا يتفق مع برنامج الدبلوم العام في التربية لدينا .
سنتين ونصف (خمسة فصول دراسية) يحصل الطالب عند نهايتها على شهادة التدريس .
ثلاث سنوات (ستة فصول دراسية ) يحصل الطالب عند نهايتها على شهادة التدريس للمتخصصين في التعليم الفني والمهني .(وزارة المعارف ،1419هـ، ص23) (والصالح ،1999م،ص173).
مناهج الدراسة في الكليات :
تتكون المناهج الدراسية في هذه الكليات من ثلاثة أجزاء ،هي :
1- الجزء الأساسي : ويشمل علم النفس التربوي ،وطرق التدريس، والتعليم في ماليزيا، واللغة المالاوية ،واللغة الإنجليزية وتكنولوجيا التعليم ،والتربية الإسلامية، والتربية الأخلاقية ،والحضارة الإسلامية ،والتطور التاريخي لماليزيا ،وشؤون الخدمة العامة للتعليم .
2- المواد الدراسية : يتطلب من معلمي المرحلة الابتدائية المتدربين دراسة مساقات دراسية في طرق التدريس ،والرياضيات ،الإنسان والبيئة ،والتربية الأخلاقية ، والتربية الإسلامية ،والتربية البدنية والموسيقى والفنون .أما معلمي المرحلة الثانوية المتدربين فيدرسون التربية الأخلاقية، والتربية البدنية ، والتربية الصحية ومساق ضمن مناهج المرحلة الثانوية .ويلاحظ الكاتب هنا مدى الارتباط بين ما يدرسه الطالب في كليات الإعداد وما سيقوم بتدريسه في المراحل التعليمية المختلفة .
3- الإغناء الذاتي : يساعد هذا الجزء على دراسة ما جاء في مساق الاقتصاد المنزلي ، بالإضافة إلى دراسة مساقات في الموسيقى والفنون، ويشترط على جميع المعلمين المتدربين قضاء فصل دراسي واحد في المدارس للتطبيق العملي .وتشكل الأنشطة المصاحبة للمنهج جزءاً هاماً أيضاً في برنامج تدريب المعلمين حيث يطلب من جميع المعلمين المتدربين المشاركة بفاعلية في هذه الأنشطة والتي تؤكد على المهارات المتعلقة بالإدارة والتنظيم والتدريب ،وإدارة المكتب والقيادة ،وتصنف هذه الأنشطة ضمن ثلاث وحدات هي : الألعاب الرياضية والنوادي والجمعيات ،والهيئات الموحدة. (الصالح ،1999م ،ص174) (فهمي،1985م،ص510 ) .
ب – الإعداد في الجامعات :
تعد الجامعات المعلمين للتدريس في المرحلة الثانوية العليا ومرحلة ما بعد الثانوية ، ويوجد في ماليزيا خمس جامعات من أصل سبع بها كليات للتربية ومدة الدراسة بها تتراوح ما بين ثلاث إلى أربع سنوات تمنح خريجيها الشهادة الجامعية الأولى (البكالوريوس) ،كما تقدم هذه الكليات برنامج الدبلوم العالي في التربية (ما بعد التخرج) لمدة سنة واحدة .وهذا يتفق مع الإعداد التربوي لدينا .
وتدرس هذه الجامعات نفس المناهج الدراسية التي تدرس في كليات تدريب المعلمين، وتتكون المواد الأساسية من:
أسس التربية ،وعلم النفس التربوي، دراسات تربوية ،والتعليم في ماليزيا ،وعلم الاجتماع التربوي وطرق التدريس .
أما المواد الاختيارية فتشتمل على : الفنون ،والتربية البدنية والصحية ،وتعليم اللغة ،وتعليم العلوم ،والعلوم الاجتماعية ،والموسيقى .ويقضي المعلمون المتدربون عشرة أسابيع في المدارس للتطبيق العملي في كلا البرنامجين (الدبلوم والبكالوريوس).( الصالح،1999م،ص170) .كما سبقت الإشارة إلى ذلك
ثانياً : التدريب أثناء الخدمة :
تهدف برامج التدريب في أثناء الخدمة إلى رفع مستوى المهارات المهنية وتحديثها في مجال الإدارة التربوية والإدارة المدرسية ،والتخطيط والبحوث التربوية ،والتخصصات الأخرى ،وتقوم مختلف الأقسام التابعة للوزارة بتنظيم هذا التدريب، وذلك على النحو التالي :
يتولى قسم التخطيط والبحوث التربوية مسؤولية التخطيط لتدريب المعلمين أثناء الخدمة، ويقوم بتنسيق معظم برامج المنح بالإضافة إلى البرامج التدريبية القصيرة التي تقع ضمن نطاق قروض البنك العالمي، ويهدف هذا القسم إلى تعزيز الإثراء المهني والشخصي لموظفي الوزارة .
يلعب معهد أمين الدين باقي دوراً هاماً في رفع مستوى المهارات المهنية وقدرة الإداريين التعليمية بوزارة التربية ويقدم هذا المعهد برامج تدريبية في الإدارة للمتدربين والموظفين بالوزارة .
يقوم قسم إعداد المعلمين من خلال كليات تدريب المعلمين التابعة لـه بتقديم برامج تدريبية في أثناء الخدمة للمعلمين والإداريين والموظفين بالوزارة لتلبية الاحتياجات الملحة لرفع المستوى المعرفي والمهارات والقدرات والخبرات لدى المعلمين والإداريين .
إلى جانب تلك الجهات يقوم كل من مركز تطوير المناهج وقسم التعليم الفني والمهني ونقابة الامتحانات وقسم المدارس بالوزارة برامج تدريبية أيضاً في أثناء الخدمة كل حسب اختصاصه .وتشمل البرامج التي تقدمها الوزارة ما يلي :
التدريب في مواقع العمل حيث يعقد في المدارس حلقات دراسية وورش عمل حول المناهج الجديدة يحضرها المعلمون المعنيون .
إغنــاء العمل .
تدوير العمل .أي تحويل المعلم من مدرسة لأخرى لإكسابه دراية وخبرات جديدة.
الالتحاق بالمؤسسات التعليمية.
الزيارات القصيرة .
الدورات التدريبية القصيرة .
الدراسة بعد التخرج الجامعي .
وتطبق وزارة التربية الماليزية نظام التدريب في أثناء الخدمة كل خمس سنوات . إذ يتم إعادة تدريب المعلمين بعد قضائهم خمس سنوات في التدريس لتلبية المتطلبات الجديدة والحديثة من أساليب التدريس والمعارف الجديدة.
وتعد مراكز التعلم التي توفرها الوزارة في مختلف المناطق والولايات والمدارس ونوعاً آخر من أنواع التدريب في أثناء الخدمة وتعتبر كمراكز للمعلمين حيث يلتقون ببعضهم البعض لتبادل الآراء والأفكار حول مختلف الشؤون التعليمية ،وهذه تعد من الأطر الحديثة لتفعيل التدريب أثناء الخدمة . (بشير،2003م) (الصالح ، 1999م ،176). وفيما يتعلق بسلم رواتب المعلمين ،فهناك نوعان من سلم الرواتب هما :
1- سلم خاص بالمعلمين الجامعيين ويعين عليه مديرو العموم والإدارات التعليمية والمشرفون على المدارس والمعلمون.
2- سلم خاص بغير الجامعيين ويعين عليه المعلمون بعد الثانوية العامة ويستمر عليه حتى يحصل على مؤهل جامعي لينتقل إلى السلم الأعلى .ويتم فصل المعلم عن الخدمة إذا تغيب سبعة أيام متواصلة ما لم يقدم تقريراً طبياً معتمداً وتحسم هذه الأيام من إجازته .
النشاط الطلابي
يعد النشاط الطلابي في ماليزيا جزءاً حيوياً من مهمة المدرسة لا يمكن الاستغناء عنه ورغم
أن خطط النشاط متروكة للمدرسة، إلا أن هناك أنواعاً من النشاط ذات صبغة إلزامية مثل
(فرق الزي الموحد الكشافة - الإطفاء- العسكرية.. وغيرها(
وتقسم أنواع النشاط إلى ثلاثة أقسام كالآتي:
الجمعيات: وتضم عدداً من البرامج والنوادي منها بعض الأندية المبتكرة مثل: نادي العلاقات
العامة - نادي العلاقات الدولية- نادي الصحافة- نادي رجال الأعمال الناشئين، وغيرها من
الأندية التي تسهم في الإعداد للعمل أو تشجع على التفكير والحوار لدى الطلاب.
فرق الزي الموحد وفنون الدفاع عن النفس: مثل: الكشافة -الإطفاء- العسكرية- الكاراتيه-
التايكوندو، والمشاركة في واحد منها إلزامي سواء خلال الدراسة أو الإجازة الصيفية.
نوادي الألعاب الرياضية: تؤدى جميع أو غالبية برامج النشاط في يوم السبت )يوم الإجازة
الأسبوعية( والمشاركة في النشاط إلزامي لجميع المعلمين بلا استثناء إلا أن توزيعهم على أيام
السبت يكون وفق خطة تُعدها المدرسة.
الإعلام التربوي
تعطي ماليزيا الإعلام التربوي اهتماماً كبيراً سواء على مستوى الدولة -ممثلة في وزارة
التربية والتعليم- أو مستوى المدارس وأولياء الأمور، ويعد من أولويات العمل التربوي لديهم.
ويصدر الإعلام التربوي بعض الدوريات ومنها المجلة التربوية الشهرية الموجهة للمعلمين
التي يصدرها معهد أمين الدين باقي، المخصص للقيادات التربوية، بالإضافة إلى نشرة شهرية
تُعنى بتثقيف المعلم وتوزع على المدارس وتوضع في غرفة المعلمين للاطلاع عليها بالمجان.
وفي مجال التلفزيون، خصصت وزارة الإعلام الماليزية أربع ساعات للبرامج التربوية التي
تعدها وزارة التربية بمعدل أربعة أيام في الأسبوع من الثامنة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً.
وقد كان مركز الإنتاج التلفزيوني الذي ينتج البرامج التربوية تابعاً لوزارة الإعلام، وعندما
رأت تلك الوزارة أنها لن تستطيع القيام بمهمة الإعلام التربوي أحالت المركز بكافة
التجهيزات الفنية والكوادر الإعلامية البشرية إلى وزارة التربية لتعد الوزارة البرامج وتنتجها
ثم تقدمها لوزارة الإعلام لبثها خلال الفترة المحددة لهذا الغرض، ويكون العاملون فيها بمنزلة
معارين لوزارة التربية ثم يعودون إلى وزارة الإعلام عند الطلب حال تأمين القوى البشرية في
وزارة التربية.
وفي مجال الإذاعة، تعمل الوزارة حالياً على إعادة بث البرامج الإذاعية التربوية التي كانت
في فترة سابقة تعمل لساعات معينة ثم انقطعت.
بعض التجارب التعليمية الرائدة في ماليزيا
المدارس الذكية :
توافقاً مع ثورة التقنية في مجال الاتصالات والمعلومات تخطو الحكومة الماليزية ، كما ذكر (بشير ،2003م) نحو إعادة تصنيف المدارس الحكومية بالاتجاه نحو إقامة العديد مما يعرف بالمدارس الذكية التي تتوفر فيها مواد دراسية تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم واستيعاب التقنية الجديدة .
فالمدارس الذكية : هي مؤسسة تعليمية تم ابتداعها على أساس تطبيقات تدريس وإدارة جديدة تساعد التلاميذ على اللحاق بعصر المعلومات .
وأهم عناصر المدرسة الذكية هي :
بيئة تدريس من أجل التعلم ،نظم وسياسات إدارة مدرسية جديدة ،إدخال مهارات وتقنيات تعليمية وتوجيهية متطورة ،ومازالت عملية اختبار هذه العناصر وإعادة هندستها لتحقيق كفاءة وفاعلية هذه المدرسة مستمرة ويتم تقويم التجربة على أعلى المستويات القيادية. وتم تطوير مفهوم المدرسة الذكية بواسطة وزير التعليم في عام 1996م ،ومدير عام التعليم ،وقد بدأت تطبيقات المدارس الذكية في عدد من الدول باستخدام واستثمار الحاسب الآلي في مجال التعليم ،حيث وضعت تلك الدول الخطط والاستراتيجيات الوطنية بهدف إدخال التقنية للمدارس والاستفادة منها. ومن أشهر تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا .
ويرى القادة السياسيون في ماليزيا أن المدرسة الذكية ستساعد البلاد على الدخول في عصر المعلومات وإتاحة نوعية التعليم الملائمة للبلاد ومستقبل أبنائها، ووقعت الحكومة عقداً مع شركة مدارس تليكوم الذكية – شركة مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص لتنفيذ فكرة المدرسة الذكية في تسع عشرة مدرسة نموذجية لمدة ثلاثة سنوات بدأت في عام 1999م وتنتهي في عام 2002م ،على أن يكتمل العمل في المشروع الريادي عام 2020م .
ويمثل مشرع المدارس الذكية في ماليزيا ،كما ذكر وكيل وزارة التربية الماليزي ،إحدى الركائز الست لمشروع السوبر كوريد وز العملاق الذي يهدف إلى تحويل ماليزيا إلى عاصمة المعلوماتية في العالم عبر تحويل المجتمع الماليزي إلى مجتمع مبني على قاعدة المعرفة بحلول عام 2020م .
وتعتبر هذه المدارس تطبيقاً لمشروع التعليم الإلكتروني المنبثق من الخطة الوطنية التقنية للتعليم ،بتكلفة تساوي (300) مليون ريال سعودي ،وتقوم فكرة المشروع على تطبيق مشروع التعليم الإلكتروني المنبثق من الخطة الوطنية للتقنية من خلال (90) مدرسة حالياً منتشرة في ربوع ماليزيا واعتمد هذه المشروع على تطوير أربعة محاور رئيسة في العملية التعليمية وهي :
التدريب وتطوير مهارات العنصر البشري .
المناهج وطرق التدريس .
المواد ومشروعات البنية التحتية للمدارس .
إنشاء المحتوى ومصادر التعلم الرقمية وذلك كجزء من رؤية متكاملة لاحتياجات ماليزيا التقنية. ويتمثل دور الوزارة في التنفيذ فقط .
وينظر المشروع إلى الطالب على أنه شريك أساس في عملية التعليم وليس فقط مجرد متلق ويعمد المشروع إلى تمكين الطالب من معرفة مدى استيعابه، ومن تنفيذ عملية اقتناء المعرفة عبر برامج خاصة معدة لهذا الغرض .ومن التركيز على الإنجازات الشخصية .
ويسمح مشروع المدارس الذكية للمدارس أن تتكيف مع المتغيرات الاجتماعية خلال عملية إعداد طلابها لمتطلبات القرن الحالي.(وزارة المعارف،1423هـ،ص43) (القنصلية الماليزية ،2003م) .
وفي المرحلة النهائية من المشروع ينتظر أن تكون هناك (900) مدرسة ذكية تنتشر في ماليزيا ابتداءً من العام القادم كمرحلة ثانية ،على أن يتم بعد ذلك في جميع مدارس ماليزيا ،بالإضافة إلى ذلك تتبني وزارة التعليم الماليزية عدداً آخر من المشاريع مثل مشروع المدارس الصينية الذكية وهي مدارس للماليزيين من أصول صينية ،وفيها يفرض على الطالب رسوماً رمزية ،وقد أدت هذه المشاريع من قبل القطاع الخاص ،حيث يحصل المدرسون على دورات تطويرية لاستخدام المنهج الرقمي وتقدم الشركة معملين متكاملين للحاسب ،بالإضافة إلى أنها تقوم بتزويد الفصول الدراسية بكمبيوتر وشاشة تلفزيونية مرتبطين ببعضهما بغرض مساعدة المعلم في الشرح والإلقاء وإعطاء الطالب مزيداً من التوضيح ،إضافة إلى إمكانية استخدامهما من قبل الطالب، حيث يجري تقسيم الطلاب إلى مجموعات (داخل الفصل الواحد) يقومون بالتطبيق باستخدام الكمبيوتر في الفصل مع الشاشة التلفزيونية ،وهذا بالطبع لا يغني عن استخدام المعامل الإلكترونية التي تخصص لها حصص مستقلة .(وزارة المعارف،1423هـ،ص41).
مشاهدات من التعليم في ماليزيا
تميزت ماليزيا بالتخطيط والعمل الدؤوب لكل ما من شأنه النهوض بالتعليم، وتمثل ذلك في
التالي:
وضع خطة شاملة للنهوض بالتعليم، وحدد عام 2020م أمداً للتقدم لتصبح ماليزيا إحدى
البلدان المتقدمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
رفعت الوزارة شعاراً مميزاً يدركه جميع المعنيين بالتربية وعنوانه العمل الفاعل والسريع :
(Fast and effective action)
وضع نظام إجرائي واضح الملامح في المدارس يدركه كل من له علاقة بالتربية بما في
ذلك أولياء الأمور.
تصدر في أدلة المدارس وواجهاتها الشعارات التي تسعى إلى تحقيقها وهي الرؤية
،والرسالة أو المهمة ، والهدف العام ، والأهداف الخاصة، والوظائف والأدوار.
- تعنى ماليزيا بالبحوث والدراسات وتتمثل تلك العناية في الآتي:
دراسة شاملة بالتعاون مع جامعة هارفارد حول وضع قاعدة معلومات يتم من خلالها جمع
المعلومات عن المدارس والمناهج والطلاب وغيرها ومن ثم تحليلها ودراستها. ويتم ذلك عبر
شبكة الحاسب بدءاً من المدرسة فانتهاء بالوزارة.
تقديم جائزة لكل معلم يقدم اقتراح بحث أو دراسة يحظى بالقبول
تمويل البحوث والدراسات من وزارة التربية ووزارة العلوم والتقنية (التكنولوجيا) بالإضافة
إلى دعم مالي كبير من الشركات والمصانع.
تهتم الدراسات الحالية بالإبداع في تدريس الرياضيات والعلوم، وبالطلاب الـذين يعملـون
ويدرسون في الوقت نفسه ومدى رضا أصحاب العمـل مـن مصـانع وشـركات عـن أداءهم الخريجين ومستوى إعداد .
يعنى بالمتفوقين من الطلاب حيث تمت تهيئة مدارس خاصة لهم ألحق بها سكن داخلي وتتم
العناية به علمياً وتربوياً.
تتجه ماليزيا إلى تحويل مدارس التعليم العام إلى مدارس المستقبل التي تستخدم التقنيات
الحديثة، وسميت هذه المدارس (Smart School)وستعمم التجربة على جميع المدارس.
- تعنى وزارة التربية والتعليم بتقنيات التعليم، ويلاحظ الآتي:
يعمل في إدارة تقنيات التعليم ما يزيد على ٢٥٠موظفاً يساعدهم حوالي 1600موظف في
مختلف المناطق بالإضافة إلى عدد كبير من المتعاونين.
يتبع الإدارة مركز إنتاج تلفزيوني أقرب إلى أن يكون محطة تلفزيون متكاملة.
-يتكون المركز من استديو كبير وغرف للإخراج التلفزيوني والتسجيل.
يتم إعداد برامج تلفزيونية تربوية يتم عرضها عبر القناة التلفزيونية العامة بواقع أربع
ساعات في اليوم.
أنشئ ١٤مركزاً لمصادر التعلم، و ٣٥٢مركزاً لنشاط المعلمين تتبع للإدارة العامة لتقنيات
التعليم، وتساهم هذه المراكز في نشر تقنيات التعليم في البلاد.
ضمن الوحدات المهمة في مجال التقنيات وحدة البحوث والتقويم، حيث تعد دراسات
استطلاعية عن مدى ملاءمة البرامج ومناسبة أوقات عرضها.
تركز ماليزيا على نشر تقنية المعلومات المعتمدة على الحاسوب في المدارس.
يتم حالياً تحويل المكتبات المدرسية في المدارس الثانوية إلى مراكز تعلم إلكترونية التي
تعتمد على الحاسوب في الوصول إلى المعلومات من خلال الشبكة المحلية والعالمية.
من معالم التعليم في ماليزيا الجامعة الإسلامية التي يدرس بها ما يزيد على اثني عشر ألف
طالب وطالبة.
ضمن العناية بالقيادات التربوية والإدارية وتدريبها أنشئ معهد متخصص مميز في برامجه
وعناصره البشرية.
تأكيداً لانتماء ماليزيا الإسلامي وضعت خطة لتعليم اللغة العربية ابتداء من الصف الأول
الابتدائي.
جميع المباني المدرسية حكومية ولا تفتح مدرسة إلا بعد إيجاد مبنى حكومي لها.
الضغوط الاجتماعية والسياسية على وزارة التربية بماليزيا فيما يتعلق بافتتاح المدارس
كبيرة؛ نظراً للتعدد العرقي في تركيبة السكان في ماليزيا (الماليزيون - الصينيون – الهنود)
ميزانية كل إدارة عامة أو مركز أو قسم في وزارة التربية محددة ومعروفة من بداية العام
المالي وتشمل جميع المصروفات أو ترتبط خطط هذه الإدارات والمراكز والأقسام ارتباطاً
وثيقاً بالمبالغ المحددة في الميزانية.
تتوفر الخبرات التربوية المتخصصة في وزارة التربية الماليزية بشكل ملحوظ، وتعتبر
الخبرة التدريسية شرطا أساسياً ضمن شروط أخرى في العاملين بوزارة التربية.
يعتمد أسلوب اللجان العليا في التخطيط للتعليم في ماليزيا وإسناد تنفيذ الخطط وبلورتها
على قطاعات الوزارة.
يتم التركيز على الاختبارات وأدوات القياس التربوية بحيث خصصت هيئتان بارزتان في
الوزارة للقيام بهذه المهمة (مركز الاختبارات والمجلس الماليزي للاختبارات)
الاهتمام بالتعليم التقني والمهني بشكل واضح وجعله مساراً موازياً للتعليم الأكاديمي في
المرحلة الثانوية العليا (السنة العاشرة والسنة الحادية عشرة)
يتم التركيز في المرحلة الابتدائية على اكتساب المهارات الأساسية (القراءة والكتابة
والحساب)
عدد الحصص في الخطة الدراسية ٤٣حصة لكل فصل وتستأثر اللغة والرياضيات بـ ٣٠
حصة منها .أما في الصفوف الثلاثة الأخرى فإن عدد حصص الخطة الدراسية لكل فصل تسع وأربعون حصة بواقع (٣٠دقيقة لكل حصة) منها أربع وعشرون حصة للغة والرياضيات، وست حصص للتربية الإسلامية والأخلاقية.
اعتماد مبدأ اللامركزية في الشؤون التنفيذية واعتبار إدارات التعليم وزارات مصغرة.
سلم الرواتب الخاص بالمعلمين:
يوجد في ماليزيا نوعان من سلم الرواتب الخاص بالمعلمين وهما:
سلم خاص بالمعلمين الجامعيين ويعين عليه مديرو العموم والإدارات التعليمية والمشرفون
على المدارس والمعلمون.
سلم خاص بغير الجامعيين، يعين عليه المعلمون بعد الثانوية العامة، ويستمر عليه المعلم
حتى يحصل على مؤهل جامعي لينتقل إلى السلم الأعلى.
ويتم فصل المعلم من الخدمة إذا تغيب سبعة أيام متواصلة ما لم يقدم تقريراً طبياً معتمداً
وتحسم هذه الأيام من إجازته.
أهم السياسات التعليمية التي انتهجتها الحكومة الماليزية وتكلفتها الاقتصادية والنتائج المثمرة التي حققتها هذه السياسات على مدى العقود الماضية فيما يلي
1- التزام الحكومة بمجانية التعليم الأساسي:
حرصت الإدارة الماليزية منذ أن أخذت البلاد استقلالها في ١٩٥٧م على تقديم خدمات التعليم الأساسي مجانًا (إحدى عشرة سنة( و بلغ دعم الحكومة الاتحادية لقطاع التعليم ما يصل في المتوسط إلى %٢٠,٤سنوي من الميزانية العامة للدولة، بينما زادت النفقات العامة على التعليم كنسبة من الناتج القومي الإجمالي من %٢,٩عام ١٩٦٠إلى %٥,٣عام ١٩٩٥م.
ومن ثمار هذا الاستثمار السخي أن عدد الذين يعرفون القراءة والكتابة وصل في العام٢٠٠٠م حوالي %٩٣,٨من جملة السكان مقارنة بـ %٥٣عام ،١٩٧٠وهي من النسب العالية في العالم، وأن حوالي %٩٩من الأطفال الذين بلغوا العاشرة من أعمارهم قد قُيدت أسماؤهم بالمدارس، و %٩٢من طلاب المدارس الابتدائية انتقلوا إلى الدراسة في المراحل الثانوية. وكنتيجة منطقية للدعم والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها الدولة فإن إلزامية التعليم أصبحت من الأمور التي لا جدال فيها، ويعاقب القانون الماليزي اليوم الآباء الذين لا يرسلون أبناءهم إلى المدارس.
النفقات الحكومية المركزية على التعليم بالدولار الأمريكي( ٢٠٠٠-١٩٩٦م(1)
وتوضح النفقات الحكومية على التعليم بصفة عامة أهمية تنمية الموارد البشرية والدور الذي يمكن أن يلعبه التعليم في اللحاق بالتطور الرقمي والوصول إلى اقتصاد المعرفة، فقد ارتفعت نفقات التعليم من ٩,٦مليارات رينغت ماليزي (الدولار يساوي ٣,٨رينغيت) في العام٢٠٠١مقارنة بـ ٧مليارات رينغيت في العام ٢٠٠٠.
وقد أنفق هذا المبلغ على بناء مدارس جديدة ومعامل للعلوم والكمبيوتر، والمدارس الفنية الجديدة وقروض لمواصلة التعليم العالي داخل وخارج البلاد.
النسبة المئوية لنفقات التنمية من الحكومة المركزية حسب نوع الخدمات -٢٠٠٠
٢٠٠١ م (2)
2-الاهتمام بالتعليم ما قبل المدرسة (الرياض:(
اهتمت الحكومة بالتعليم فيما قبل المدرسة، الذي يشمل الأطفال بين سن الخامسة والسادسة، واعتبر قانون التعليم لسنة ١٩٩٦التعليم فيما قبل المدرسة جزءا من النظام الاتحادي للتعليم، ويشترط أن تكون جميع دور الرياض وما قبل المدرسة مسجلة لدى وزارة التربية، ويلزم كذلك تطبيق المنهاج التعليمي المقرر من الوزارة.ويتضمن ذلك المنهاج خطوطًا عريضة وموجهات عامة لهذه الرياض تتعلق بإلزامية تعليم اللغة الرسمية للبلاد )البهاسا ملايو( بجانب السماح باستعمال اللغة الإنجليزية ولغات المجموعات العرقية في ماليزيا )الصينية والهندية – تاميل( ومنهجية التعليم وطرائق الإشراف التربوي والتوجيه الاجتماعي والديني، حيث يسمح بتقديم تعليم ديني للأطفال المسلمين.
وتوجد العديد من المدارس فيما قبل المدرسة، وتدار بواسطة الوكالات الرسمية والمنظمات الشعبية والقطاع الخاص. وأشهر الهيئات التي تقدم خدمات التعليم فيما قبل المدرسة الاتحاد الحكومي لمؤسسات ما قبل المدرسة، الذي ظل يقدم خدماته منذ العام ١٩٦٠م، واتحاد دور ورياض الأطفال الماليزية، الذي تنتشر خدماته في المدن والمناطق الحضرية منذ ١٩٧٦م.
ويبلغ عدد رياض الأطفال العامة ،١٠٧٦وعدد التلاميذ ،٢٧٨٨٣وعدد المعلمين ،١٦٩٩ وعدد الفصول ،١١٨٩أما عدد الرياض الخاصة ٢١٦١حسب إحصاءات وزارة التعليم.
3-تركيز التعليم الابتدائي على المعارف الأساسية والمعاني الوطنية:
يركز التعليم في هذه المرحلة على تعليم التلاميذ القراءة والكتابة والإلمام بالمعارف الأساسية في الحساب والعلوم (الملايو المسلمون والسكان الأصوليون ،%٦٥الصينيون ،%٢٦ الهنود ،%٨أعراق أخرى %١).
وتبدأ مرحلة التعليم الابتدائي في السن السادسة من عمر الطفل، وتستمر ست سنوات.
ويراعي النظام التعليمي تعدد الأعراق في البلاد، فهناك نوعان من المدارس هما المدارس القومية، والمدارس المحلية )يسمح في الأخيرة باستخدام لغات صينية أو هندية إلى جانب اللغة الرسمية(، وكلها مدارس تتبع المنهاج الحكومي للتعليم، ويجرى فيها امتحانان: الأول في السنة الثالثة والآخر في السنة السادسة لتقييم أداء التلاميذ .
وقد ارتفع معدل المدرسين بالنسبة إلى الطلاب في المدارس الابتدائية من مدرس مقابل ٢٠طالبا في عام ١٩٩٠م إلى مدرس مقابل ١٨طالبا في عام ٢٠٠٠م.
وبذلت وزارة التعليم جهودا ناجحة في بناء المدارس وتهيئتها على أحسن وجه من ناحية البيئة المدرسية والوسائل التعليمية والخدمات الملحقة بالمدرسة، فضلا عن تدريب المدرسين وتأهيلهم ومواكبة المقررات المدرسية وطرق التدريس للتطورات المعاصرة والتوافق مع متطلبات العملية التربوية السليمة.
4-توجيه التعليم الثانوي نحو خدمة الأهداف القومية:
تقدم مدارس المرحلة الثانوية تعليما شاملاً، حيث يشمل المقرر الدراسي كثيرا من المواد الدراسية مثل العلوم والآداب والمجالات المهنية والفنية التي تتيح للطلاب فرصة تنمية وصقل مهاراتهم. تمر المرحلة الثانوية أولا بالمدارس الثانوية الصغرى (شبيهة بالإعدادية أو المتوسطة في البلاد العربية) وثانيا المدارس الثانوية العليا (شبيهة بالمدارس الثانوية.(
وتعقد المدارس الثانوية الصغرى امتحانًا في السنة الثالثة، ويتم بعده انتقال الطلاب إلى مرحلة أكثر تخصصا تعتمد على رغبة وأداء الطالب معا، ويعاد تقييم (مفاضلة) الطلاب في السنة الخامسة أيضا عبر امتحان شهادة التعليم الماليزية SPM وفي مستوى الثانوية العليا يوجه الطالب إلى تحصيل المزيد من مواد التخصص، لا سيما التعليم الفني والمهني. وهناك العديد من المدارس الفنية والمهنية الثانوية التي تعتبر خطوة مبكرة لتدريب الطالب بمهارات العمل اللازمة، وبعض المدارس الثانوية تجري امتحانات عامة يتحصل بموجبها الطالب على الشهادة الماليزية الثانوية التي تؤهل الطلاب للخروج إلى سوق العمل.
أما المستوى السادس من المرحلة الثانوية فهو يهيئ الطلاب للدخول مباشرة إلى الجامعات المحلية والأجنبية. ويمكن للطلاب أن يلتحقوا من المستوى الخامس بالسنة الإعدادية في الجامعات المحلية مباشرة.
وتوجد هناك مدارس خاصة للمعوقين وعددها ٣١مدرسة. كما توجد المدارس العالمية بمراحلها المختلفة (المدارس الابتدائية والثانوية ٤٠مدرسة، ومدارس الرياض وما قبل المدرسة ٥مدارس) وتتبع المنهاج الدراسي الأمريكي، الإنجليزي، الياباني، التايواني، السعودي، الإندونيسي، الألماني. وقد ارتفع معدل الأساتذة بالنسبة للطلاب في المدارس الثانوية من مدرس واحد لكل ١٩طالبا عام ١٩٩٠إلى مدرس واحد لكل ١٨طالبا عام ٢٠٠٠م.
بيانات حول المدارس الابتدائية والثانوية للسنوات 200١-١٩٩٩ (3)
5- العناية بتأسيس معاهد تدريب المعلمين والتدريب الصناعي:
أولت الحكومة عناية خاصة بتأسيس معاهد خاصة لتدريب المعلمين وتأهيلهم على المستوى القومي، وتهدف هذه المعاهد إلى تزويد قطاع التعليم بالتوجيهات المهمة لإعداد المعلمين والتفتيش والتأهيل التربوي.
أسست أول كلية لتدريب المعلمين في ماليزيا عام ١٩٤٧م ووصل عدد خريجيها ٢٩٦ معلما في العام ٢٠٠١م مقارنة بـ ٤٥معلما في العام ١٩٤٩م. وأهم هذه المعاهد التدريبية المعهد القومي للإدارة التربوية وله فروع في الولايات الماليزية المختلفة، وهو مسؤول عن وضع وتنفيذ السياسة القومية في مجال تدريب المعلمين.
وكذلك القيام بإنشاء الكثير من معاهد التدريب المهني التي تستوعب طلاب المدارس الثانوية وتؤهلهم لدخول سوق العمل بمهارات في مجال الهندسة الميكانيكية والكهربائية وتقنية البلاستيك. وأشهرها معهد التدريب الصناعي الماليزي - وله ٩فروع في الولايات الماليزية إلى جانب العاصمة الفيدرالية - والذي ترعاه وزارة الموارد البشرية. وتقوم إدارة التعليم الفني والمهني التي أسست في ١٩٦٤وتتبع وزارة التعليم بالإشراف على المعاهد العامة للتدريب الصناعي ووضع الخطط والسياسات التدريبية على المستوى القومي.
عدد المدارس الثانوية الفنية والمهنية والمعاهد الفنية والمعلمين٢٠٠٢-١٩٩٨(4)
6-التوافق مع التطورات التقنية والمعلوماتية:
توافقًا مع ثورة عصر التقنية في مجال الاتصالات والمعلومات.. تخطو الحكومة الماليزية نحو إعادة تصنيف المدارس الحكومية بالاتجاه نحو إقامة العديد مما يعرف بالمدارس الذكية ( ( Smart Schoolsالتي تتوفر فيها مواد دراسية تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم واستيعاب التقنية الجديدة.
ومن المواد التي يتم الاعتناء بها في المدارس الذكية أنظمة التصنيع الذكية وشبكات الاتصال ونظم استخدام الطاقة غير الملوثة وأنظمة النقل الذكية.
فالمدرسة الذكية هي مؤسسة تعليمية تم ابتداعها على أساس تطبيقات تدريس وإدارة جديدة تساعد التلاميذ على اللحاق بعصر المعلومات، وأهم عناصر المدرسة الذكية هي: بيئة تدريس من أجل التعلم، نظم وسياسات إدارة مدرسية جديدة، إدخال مهارات وتقنيات تعليمية وتوجيهية متطورة. وما زالت عملية اختبار هذه العناصر وإعادة هندستها لتحقيق كفاءة وفاعلية هذه المدرسة مستمرة ويتم تقييم التجربة في أعلى المستويات القيادية بالدولة.
وتنفذ عملية التدريس والتعليم وفقًا لحاجات الطلاب وقدراتهم ومستوياتهم الدراسية المختلفة. ويتبنى الأساتذة تدريس مناهج ومقررات تلبي حاجات الطلاب ومتطلبات المراحل المختلفة. فيتم اختيار مدير المدرسة من القيادات التربوية البارزة، يساعده فريق من الأساتذة ممن لديهم قدرات مهنية ممتازة. ويشارك المعلمون وأولياء أمور الطلاب مع الطلاب أنفسهم
في اختيار البرامج الدراسية، ويشاركون معهم في تنفيذ بعض الأنشطة المدرسية المهمة، كالخروج في رحلات دراسية وغيرها.
وتم تطوير مفهوم المدرسة الذكية بواسطة وزير التعليم في ،١٩٩٦مدير عام التعليم تان سري داتو وان زاهد وان محمد، وبالأساس فإن تطبيقات المدرسة الذكية بدأت في عدد من الدول باستخدام واستثمار الحاسب الآلي في مجال التعليم، حيث وضعت تلك الدول الخطط والإستراتيجيات الوطنية بهدف إدخال التقنية للمدارس والاستفادة منها، ومن أشهر هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا.
ويرى القادة السياسيون في ماليزيا أن المدرسة الذكية ستساعد البلاد على الدخول في عصر المعلومات وإتاحة نوعية التعليم الملائمة للبلاد في مستقبل أيامها. ووقعت الحكومة عقدا مع شركة مدارس تليكوم الذكية - شركة مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص - لتنفيذ فكرة المدرسة الذكية في ١٩مدرسة نموذجية لمدة ثلاث سنوات بدأت في ١٩٩٩وتنتهي في ٢٠٠٢.
وفي عام ١٩٩٦م وضعت لجنة التطوير الشامل الماليزية للدولة خطة تقنية شاملة تجعل البلاد في مصاف الدول المتقدمة. ومن أهم أهداف هذه الخطة إدخال الحاسب الآلي والارتباط بشبكة الإنترنت في كل فصل دراسي من فصول المدارس النموذجية. وكان يتوقع أن تكتمل هذه المرحلة من تنفيذ الخطة قبل حلول عام ٢٠٠٢م ولكن الهزة الاقتصادية التي حلت بالبلاد في عام ١٩٩٧م أخرت اكتمالها، ومع ذلك فقد بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الإنترنت في ديسمبر ١٩٩٩م أكثر من ،%٩٠وفي الفصول الدراسية ،%٤٥أما فيما يتعلق بالبنية التحتية فقد تم ربط جميع مدارس وجامعات ماليزيا بعمود فقري من شبكة الألياف البصرية السريعة والتي تسمح بنقل حزم المعلومات الكبيرة لخدمة نقل الوسائط المتعددة والفيديو.
وتهدف ماليزيا من تعميم هذا النوع من المدارس في جميع أرجاء البلاد إلى استيعاب تقنية المعلومات والاتصالات، وتوظيفها واستخدامها إيجابي في العملية التعليمية، وتطوير قدرات المعلمين، ورفع المستوى المعرفي للطلاب وتمكينهم من الوصول إلى مصادر التعلم المباشرة، والارتقاء بمخرجات التعليم لتخريج جيل منتج ذي مهارات عالية.
7- توظيف التعليم الجامعي لخدمة الاقتصاد:
أسست جامعة الملايا كأول جامعة في البلاد عام ١٩٤٩وكان مقرها سنغافورة – توجد اليوم أكثر من ١١جامعة حكومية - والعديد من الفروع الجامعية للجامعات الأجنبية. وتضع الحكومة الأجهزة والبرامج الحديثة لتطوير التعليم العالي والجامعي، بينما تحاول كل الجامعات أن تتبع المعايير العالمية في التدريس ونظم الدراسة وتحديد التخصصات والمناهج الدراسية، وتشجع العلاقات والروابط بين الجامعات المحلية والجامعات العالمية الشهيرة والمماثلة لاكتساب الخبرة والتجربة والتطوير.
كما أن الجامعات والمعاهد العليا المحلية تعمل بتركيز كبير على التعليم الذي يسد حاجة البلاد من قوة العمل الماهرة. والمجلس القومي للإجازة يضع الإرشادات للتعليم الجامعي العام والخاص، وسياسات إجازة (معادلة)الشهادات الجامعية وتقييم الشهادات والتخصصات والدرجات العلمية.
وتهدف وزارة التعليم إلى تزويد المدارس ومراكز التعليم بأجهزة الكمبيوتر وإمدادها بشبكات الإنترنت، وأن يكون التعليم في المدارس الذكية من خلال استخدام الإنترنت وتقنية المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة.
بيانات حول التعليم الجامعي في ماليزيا ٢٠٠٠-١٩٩٦م(5)
وتتجه مؤسسات التعليم الجامعي حاليا لتصبح مركزا إقليميا لطلاب الدراسات العليا، خاصة من الدول النامية، ويعنى ذلك المزيد من جودة التعليم ووفرة التسهيلات التعليمية مثل المكتبات والمعامل وشبكات الكمبيوتر ودعم هيئات التدريس بالخبرات وترقية المناهج وغيرها. والجدول التالي يبين ازدياد عدد طلاب الدراسات العليا من الجامعة الوطنية الماليزية خلال الفترة ١٩٩٩-١٩٨٠م.
خريجو الدراسات العليا من الجامعة الوطنية الماليزية (٦)١٩٩٩-٩٥-١٩٨٤/٨٠
8- بين التعليم وأنشطة البحوث:
قامت الحكومة بتأسيس قاعدة ممتدة لشبكة المعلومات في المؤسسات الجامعية وإمدادها بموارد المعرفة والبنية التحتية الأساسية في هذا الصدد. وتدعم الحكومة جهود الأبحاث العلمية في الجامعات بواسطة مؤسسة تطوير التقنية الماليزية، وهي تشجع الروابط بين الشركات والباحثين والمؤسسات المالية والتقنيين من أجل استخدام أنشطة البحث الجامعية لأغراض تجارية.
وهناك العديد من مراكز التقنية التي تهدف إلى إيجاد قنوات تعاون بين الأعمال العلمية والمصانع بقصد تطبيقات المصانع في هذا الصدد بين الأكاديميين في الجامعات والمصانع وتوفير الموارد الضرورية لإنجاز أعمال بحثية تطبيقية. ويلعب المجلس القومي للبحوث العلمية والتطوير دورا في رعاية المؤسسات البحثية وتقوية العلاقة بين مراكز البحوث والجامعات من أجل البحوث والتنمية والقطاع الخاص، والنتيجة إيجاد نخبة من الخبراء المتمرسين في التخصصات التي تحتاج إليها البلاد، وهذا في
حد ذاته هدف إستراتيجي للدولة.
وتشارك الدولة مع مؤسسات محلية وخارجية في أعمال البحوث التطويرية والموجهة للصناعة، وإيجاد مراكز الامتياز ومؤسسات التفكير المتخصصة في الاقتصاد والسياسة والدراسات الإستراتيجية والتقنية.
9- الانفتاح على النظم التعليمية المتطورة:
يلاحظ على نظام التعليم في ماليزيا أنه يتجه نحو الانفتاح على النظم الغربية (البريطانية والأمريكية) والتوسع في استعمال اللغة الإنجليزية كلغة للتعليم.
ويلعب القطاع الخاص دورا أساسيا مع التركيز على جودة التعليم واتباع المعايير العالمية من ناحية المناهج والتخصصات العلمية، وتوجد بعض فروع جامعات أستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا. وهناك حوالي ٤١٥معهدا وكلية جامعية خاصة تقدم دراسات جامعية وبرامج توأمة
مع جامعات في الخارج، وتوفر إجازات مهنية ومتوسطة، كما تتيح الفرص للطلاب الماليزيين لمواصلة دراستهم في الجامعات الأجنبية.
10- الاهتمام بتعليم المرأة:
نالت المرأة حظها من التعليم كالرجل، وتشير بيانات وزارة التعليم إلى زيادة حصتها في قطاع التعليم، ويعود ذلك إلى اهتمام الدولة بتعليم الفتيات، إلى جانب أن نسبة الإناث بين السكان كبيرة، ومشاركتهن في قوة العمل تكاد تقترب من مساهمة الذكور.
والجدول التالي يعطي صورة واضحة عما حققه تعليم المرأة في ماليزيا، وتقدم الحكومة قروضا بدون فوائد لتمكين الآباء من إرسال بناتهم إلى المدارس وتوفير مستلزمات المدرسة، بينما يعطى الفقراء مساعدات مجانية في هذا الصدد.
نسبة الإناث في المدارس والجامعات عام ٢٠٠٠م)(٧
في كل الأحوال فإن التجربة الماليزية تقدم نموذجا يحتذى به، فلا يمكن لأي اقتصاد أن ينمو إلا بتكثيف الاستثمار في قطاعات البشر الذي أصبح أهم عناصر العملية الإنتاجية في عصر تُعد فيه المعلومات والتكنولوجيا هي المدخل لاقتصاد قوي.
خاتمة:
وفي الختام..... التجربة الماليزية لم يكن يكتب لها النجاح لولا التمسك بتعاليم وقيم الدين الإسلامي الحنيف في إدارة شؤون البلاد والعمل به مع إيجاد مساحة للحريات الخاصة. حسب تنوع ثقافة وعادات مجتمعهم. ثم التركيز بالدرجة الأولى على تنمية عقل الإنسان وتطوير قدراته وتنوع مصادر ثقافته من خلال التعليم والتدريب والاحتكاك بالتجارب الناجحة ومن ثم توفير البيئة المحفزة لتفجير طاقاته الكامنة وجعله ضمن فريق التغيير وإشعاره بأنه جزء من هذه التنمية الشاملة وأن مستقبله مرتبط بنهضة ورقي بلده... كما أن النجاح أيضا لم يكتمل لولا استشعار القيادة الماليزية بأهمية تطوير مناهج وأدوات وبيئة التعليم والمعلمين وبكافة مراحله ومجالاته واكتشاف المواهب والمبدعين ومن ثم تهيئة فرص العمل والاستثمار من أمامهم والعمل الجاد على بناء مجتمع يسوده الأمن والتسامح والتعايش بين كافة أطيافه وأعراقه وجمعهم على طاولة واحدة وتقدير واحترام جهودهم ودورهم في التنمية وأنه لا فرق بين مالاوي وصيني وهندي إلا من خلال التميز في العمل والولاء المطلق لماليزيا المشتركة(4).
المصادر و المراجع:
بشير، محمد شريف،(2003م) : استثمار البشر في ماليزيا ،دراسة منشورة في الإنترنت ضمن موقع (إسلام أو لاين ) .
سليمان ،عرفات عبد العزيز ،(1979م) : الاتجاهات التربوية المعاصرة ،ط:2 ، مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة .
الصالح ،فائقة سعيد ،(1999م) : التعليم في دول جنوب شرق آسيا ،سلسلة نظم التعليم في العالم (2) ط:1 ،وزارة التربية والتعليم ،البحرين .
فرج ،عبد اللطيف حسين ،(1988م):التربية في العالم ،الكتاب السنوي العالمي للتربية (باللغة الإنجليزية ).
فهمي ،محمد سيف الدين،(1985م) : المنهج في التربية المقارنة ،ط:1،مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة .
القنصلية الماليزية ، (2003م) : النظام التربوي الوطني، الدليل الإرشادي للدراسات الماليزية ، (باللغة الإنجليزية ) ، جـدة .
وزارة المعارف ،(1419م) : التعليم في ماليزيا ،تقرير زيارة وفد وزارة المعارف لعدد من الدول الآسيوية ،غير منشور، وزارة المعارف ، الرياض .
وزارة المعارف،(1423هـ) : تطور مناهج التعليم في ماليزيا ،تجارب عالمية ، مجلة مناهج الإدارة العامة للمناهج ، الرياض .
مراجع الانترنت:
التجربة الماليزية.. نموذج للنهضة التعليمية)) (1)
(https://alwafd.org/تحقيقات-وحـوارات/96924-التجربة-الماليزية-نموذج-للنهضة-التعل)الرابط
(2) (نادي كتاتيب للقراءة بمكة المكرمة ‘ نهضة دولة ماليزيا)
الرابط (http://ktateeb.org/?p=1)
(3) (التعليم في ماليزيا ‘ ذ. احمد دخيسي)
الرابط https://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=5189))
(4) (SceienceandTechnology ‘ التجربة الماليزية في التطور العلمي)
الرابط https://sceienceandtechnology.wikispaces.com/))
تم بحمد الله،