يحاول هذا المخطط توضيح خطورة فيروس #كورونا، وسرعة انتشاره، ففي خلال خمسة شهور فقط قفز من قعر أسباب الوفيات في العالم إلى ذروتها، متفوقا على مرض الملاريا.
لكن هناك نتائج أخرى، لا تقل أهمية بل تزيد، ظهرت في نفس هذا المخطط، ألا وهي:
1. أن "الإرهاب" هو في قعر الأسباب المؤدية للوفاة، بأقل عدد من الضحايا حول العالم، مع أنه يبدو كقضية عالمية خطيرة، تتحالف لأجله الدول وتتعاون لمكافحته أنظمتها الأمنية والعسكرية والإعلامية والثقافية.
وهذا مع مراعاة أن نسبة "الإرهاب الإسلامي" -كما يقولون- هو مجرد نسبة بسيطة من نسبة "الإرهاب" العالمي، كما تبين ذلك إحصاءات أخرى..
ثم هذا مع مراعاة أن معظم ما يسمونه هم "الإرهاب الإسلامي" ليس إلا المقاومة المشروعة ضد الاحتلال الأجنبي أو ضد السلطات المحلية الديكتاتورية الفاسدة.
2. أن العديد من أسباب الوفاة عبر العالم، بما يفوق ضحايا "الإرهاب" ومئات المرات، توصف في الثقافة العالمية على أنه "حرية شخصية" ومن "حقوق الإنسان"، مثل: المخدرات والخمر
أي أنه لو صحَّ ما يزعمون عن حق الإنسان في حياة آمنة صحية، لكان لزاما عليهم أن يتعاونوا في مكافحة الخمر والمخدرات
3. لو صحَّ ما يزعمون من شعارات حقوق الإنسان وحقه في الحياة الكريمة والآمنة والصحية، لتركت أجهزة الأمن والعسكر ما في أيديها من ملفات مكافحة الإرهاب والتفتت إلى الملفات الأخرى التي تأكل الشعوب: الغرق والحرق وحوادث السيارات، بما يستدعيه هذا كله من التشديد على عوامل الأمان
في البنايات والسيارات والطرقات، وتشديد المراقبة على من يخالفون التعليمات المطلوبة ومتابعتهم، والتحالف ضد تعقبهم بأجهزة التنصت وقوائم الترقب في المطارات والمنافذ الحدودية وتجنيد شبكات التجسس لتفكيك خلايا الجريمة والإهمال، وتشديد القوانين في متابعة كل هذه الأمور.
4. إن النظام العالمي بثقافته المادية وأطماعه السياسية ينفرد بتحديد وتوصيف الخطر، ويسلط عليه أضواءه الإعلامية والثقافية وسلطاته التشريعية والتنفيذية والقضائية، فيصنع للناس خريطة اهتمامهم، وخريطة أعدائهم، والناس بطبيعة الحال ينفعلون بما يُلقى إليهم ويتفاعلون مع ما يُطرح عليهم..
فلا عجب أن تجد إنسانا مثقفا مندفعا إلى تعاطي الخمور ويجادل عن حريته الشخصية وحقه في تناولها، وهو الذي يعطيك المحاضرات المطولة عن خطورة "الإرهاب" على مستقبل الإنسانية!
محمد الهامي
لمشاهدة الاحصائية:
https://public.flourish.studio/visualisation/2637725/