المثقفون من أصغر الناس نفوسا. يسترون خسة أنفسهم بكلام فخم، وحديث عن مصالح عامة، وحلقة اهتمامهم لا تتسع لغيرهم، وتحاسدهم فيما بينهم أشد ضراوة وسَوْرة من تحاسد العوام، لأن من تعرّض للحكمة والفضائل وتعرّف عليها ثم تمرّغ في ردغة اللؤم شرٌ ممن لم يمر منها على ذكر، ولا عرف شرفها. فاللهم اهدنا لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يفعل ذلك سواك.
عبد القدوس الهاشمي