للحياة وليس للامتحان ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2023/01/20

للحياة وليس للامتحان

نقلاً عن صفحة د. جهاد حماد على Facebook                                                                                                                        الأسئلة المقالية ؟ هل يمكن الاستفادة من التجربة البريطانية في جامعاتنا الفلسطينية ؟
 فلنذهب للسوق ونتعرف على ما يباع هناك
هذا الأسبوع انتهيت من تصليح أوراق امتحانات طلاب قسم علم الأدوية في جامعة لندن 
وهذا التصليح يشمل أسئلتي وأسئلة دكاترة آخرين 
وقد شاركت في وضع أسئلة وتصليحها في جامعتين مختلفتين في لندن وهما جامعة كينجز وجامعة ايست لندن 
وعلى الرغم ما بين هاتين الجامعتين من فجوة كبيرة جدا على مستوى التقييم المحلي والدولي إلا أنهما يشتركان في قواسم مشتركة كثيرة في نظام الامتحانات 
أولهما أن نظام الأسئلة المقالية يعتبر ركن أساسي في عملية الامتحان والتقييم للطلاب طالما كان ذلك ممكنا وخصوصا في الأقسام والمجموعات ذات الأعداد الصغيرة 
أعلم أن فكرة الأسئلة المقالية قد تثير الكآبة والقرف ولربما التبول اللاإرادي في نفوس الكثير من الطلاب والطالبات 
ولكن بنظرة موضوعية نجد أنه يتحتم على الطالب كي يستطيع التميز وخوض غمار المنافسة المحلية والدولية وخصوصا في التخصصات العلمية أن يتعلم كيف يعبر عن أفكاره بطريقة علمية منطقية مقنعة 
ولذلك تحرص الجامعات البريطانية بشدة على منهج الأسئلة المقالية في الامتحانات الجامعية 
لا يمكنك الحصول على منحة دولية دون أن تعرف كيف تعبر عن أفكارك بطريقة علمية منطقية 
لا يمكنك نشر بحق علمي محترم دون القدرة على التعبير عن أفكارك 
لا يمكنك الحصول على مشروع دولي دون القدرة على التعبير عن رؤيتك لهذا المشروع بطريقة مكتوبة سليمة ومقنعة 
وماذا عن مشاكل الأسئلة المقالية يا سيد جهاد ؟
بالتأكيد تحيط بالأسئلة المقالية صعوبات ومعيقات أكبر بكثير من أسئلة الاختيار من متعدد ولكن الجامعات البريطانية تحاول جاهدة التغلب ولو جزئيا على هذه المشاكل 
أول المشاكل في طريقة وضع الممتحن للأسئلة واحتمالية حياده عن المنطق والمعقول في صياغة الأسئلة وفي تصحيحيها 
وللتغلب على المشكلة الأولى عادة ما يعطى الطالب حرية اختيار إجابة سؤال واحد فقط من بين خمسة أسئلة (نعم سؤال واحد فقط يا مؤمن) وأحيانا إجابة سؤالين فقط من ثمانية أسئلة 
وهذا يعطي الطالب مرونة أكبر وهامش اختيار عالي وبذلك يتجنب الأسئلة التي يعتقد انها غير منطقية أو حتى لا يعرف إجابتها ويركز على ما هو واثق من إجابته 
فمنهج الامتحان هنا ليس تعجيزي بقدر ما هو تحفيزي للطالب لكي يتحلى بمسؤولية الاختيار الحر للسؤال  
ثانيا كل الجامعات البريطانية تعتمد نظام الmodule في التدريس الجامعي حيث يشارك عادة أكثر من عشرة مدرسين في تدريس نفس المساق وبالتالي يطلب من كل مدرس ارسال سؤال واحد فقط أو سؤالين في بداية الفصل لدمجهما في الامتحان النهائي
 ومن ثم يقوم منسق المساق باختيار خمس أسئلة او أكثر ليقوم الطالب باختيار سؤال واحد فقط او سؤالين للإجابة عنهم 
وبذلك يتجنب النظام الأكاديمي البريطاني سيطرة المشاكل النفسية والكلاكيع السلوكية التي قد تصيب بعض الدكاترة 
(أنا شخصيا ارتكبت أخطاء فادحة في تصميم الكثير من الامتحانات في فترة معينة من حياتي الأكاديمية)
ثالثا وهو الأهم أن كل سؤال يتم تصحيحه من قبل اثنين من الدكاترة بحث هناك مصحح أول لكل سؤال ويرسل بعدها لمصحح ثاني يقوم بمراجعة عملية التصحيح ومن ثم يجتمع المصححان لمناقشة الفرق بين العلامتين ويتفقان على علامة مشتركة عادة ما تكون علامة وسط بين العلامتين
 وإذا لم يتفقا يرفع الأمر لمنسق المساق الذي يصحح السؤال لمرة ثالثة ويضع علامة مناسبة 
وفي جميع الأحوال تبقى هوية الطالب سرية ولا يعرفها المصححون حتى يتم تجنب شخصنة عملية التصحيح
 ويا ويل المصحح ونهار أبوه أسود إذا ثبت أن هناك عوامل شخصية وحسابات خاصة أثرت على وضعه لعلامة الطالب أو الطالبة سواء بالزيادة أو النقصان فهذه تعتبر من الجرائم الأكاديمية الكبرى في الجامعات البريطانية 
كلام كثير ونقاش كثير يمكن أن يثار حول عملية الأسئلة المقالية في الامتحانات البريطانية 
ولكن على الأقل أعتقد أنها فكرة تستحق النقاش 
ودمتم جميعا بخير ان شاء الله



جربت هذه الطريقة مع دكتور عندما كنت طالب
في الامتحان٤ اسئلة واختيار منهم ٢فقط

يطلب منك مثلا
اوجد حل لمشكلة حصار غزة؟

برضو بتطلع من الامتحان وعقلك لسا في الحصار


اثارة العقل والتفكير جميل جدا ولو سؤال بسيط بهذه الطريقة 

المشكلة لما نعطي الطالب اذكر 

والاجابة تكون بنود

وهيك بنخليه يحفظ
مش يفهم

بعض التخصصات تتطلب حفظ كالشريعة وغيرها

لكن الاغلب يجب ان يعتمد على الفهم ويرتبط المساق بواقع الحياة

وعلى قولة دكتور سامي للحياة وليس للامتحان

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك