واحذر يا صاحبي من الاحترام القائم على الخوف، والحب المبني على المصلحة، والعفو القائم على الضعف، ومن علم وثقافة عند قبيح الطبع ندل العشرة.
أنا احترمك لأنك جديرٌ بالاحترام ولأن هذه طبيعتي مع كل الناس. هو احترام الطبع لا احترام الخضوع والذل أمام من أخافه وأخشاه، لكنني لا أتورع عن قلة الأصل أمام الطيب الهادىء ومن لا يهدد وجودي ومصلحتي بشيء.
أحبك بعفوية وصدق؛ لأني أرغب فيك وأجد سعادتي معك، لست مضطرًا لأدعي كلمة لا أشعر بها، أو تمثّل شعور لا يعبّرُ عن ما بداخلي، أبادلك الشعور الطيب برغبة وحب وتجرد. لا أحبك لأني أريد أن أساير حاجتي ومصلحتي ولم يعد لي سواك مخلصًا من الوحدة!
اعفو عن رغبة؛ وأنا قادرٌ أن آخذ حقي مكتملًا منك، وأنا مدركٌ تماما أني أستطيع أن أوجعك ولا أفعل أصلًا مني ونبل، لا أعفو حين أكون محاصرًا ذليلًا لا أملك فعل أي شيء، ثم أمُنّ على الناس بعفوي.
أملأُ الآفاق والمجالس معارفًا وثقافة، وأنا أملك حدًا أدنى من الاحترام لنفسي في تعاملاتي الإنسانية، أتأدّبُ مع الآخر وأحفظ أقدار الناس، أتواضع في كلامي، وأتروى عند إطلاق أحكامي، وأدرك جهلي أمام سعة العالم، كما قالو -العلم في الكتب لكن مفاتيحه في صدور البشر- فإن لم تزد الثقافة صاحبها احترامًا وترقي سلوكه فليشبع بثقافته وحده!