هل لاحظتم خلال الأيام الماضية أي تغيّر في نتائج البحث على محرّك البحث غوغل؟
إذا نعم، فإن هذا التغيّر ناتج عن تحديث الشركة لخوارزميّتها أطلقت عليه اسم "تحديث المحتوى المفيد"، والذي من المأمول أن يخدم الصحافة والصحفيين بعدّة طرق.
2- أدى هذا الأمر إلى ظهور مواقع إخبارية لا تقدّم جديداً لكنّها تتقن لعبة الظهور على محرّكات البحث، مما جعلها تتصدّر نتائج البحث في أي موضوع يتم البحث عنه، على حساب المواد الصحفية القوية التي تحمل قيمة معرفية كبيرة، فقط لأن الفقرات فيها أطول ولا كلمات مفتاحية فيها.
3- حول التحديث الجديد تقول شركة غوغل إنها تسعى لدعم المحتوى الذي يلبّي احتياجات الناس، لا الذي يلبّي احتياجات محرّك البحث، ووضعت معايير جديدة لهذا المحتوى، منها أن يكون موجّها لجمهور محدد ومقصود، وأن يجد الجمهور المحتوى مفيداً إذا زاروا الموقع مباشرة.
4- ومن بين المعايير أيضاً أن يُظهر المحتوى الخاص الخبرة المباشرة وعمق المعرفة، وأن يكون للموقع هدف أو تركيز أساسي، وأن يغادر المستخدم الموقع وهو يشعر بأنه تعلم ما يكفي عن موضوع ما، وأن يشعر، كذلك، وكأنه قد مر بتجربة مُرضية.
5- بهذه الإجراءات تكون غوغل قد ضيّقت الخناق على المواقع التي تقدّم المحتوى الذي يجذب الأشخاص من محركات البحث عشوائياً دون جمهور محدد، والمحتوى الشاسع على منصّة واحدة، والذي يعيد تلخيص ما يُنشر في مواقع أخرى، ويركّز على القضايا الرائجة فقط، ولا يلبّي الحاجة المعرفية للقرّاء.
6- قد تعني التعديلات بالنسبة للصحفيين الآتي، أولاً أن المواد الصحفية التي تحمل معلومات جديدة وتجيب على أسئلة الجمهور وتقدّم معرفة وافية ستصبح مقروءة أكثر من السابق لأن الوصول إليها سيكون أسهل من خلال منحها الأولوية في الظهور على نتائج البحث.
7- كما أن قدرة الصحفيين على الوصول إلى معلومات جادّة وإحصاءات موثوقة وأرقام دقيقة تساعدهم على بناء قصصهم الإخبارية من خلال محركّ البحث ستصبح أفضل، بدلاً من السباحة في الكثير من "الهراء" والمعلومات الضعيفة كما كان الوضع عليه سابقاً.
8- بعد هذا التحديث، ربّما لن تختفي مزارع المحتوى التي أغرقت الفضاء الرقمي بالمعلومات السطحية والضعيفة، وربّما لن تصل كل المواد الصحفية القوية إلى الجمهور، لكنّها بالضرورة خطوة إلى الأمام بالنسبة للصحفيين والصحافة المهنية.
مجلة الصحافة الجزيرة
https://www.facebook.com/kauifi