المواقف الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية إعداد الباحث فادي فضل المسارعي ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2021/07/12

المواقف الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية إعداد الباحث فادي فضل المسارعي

أكاديمية الادارة والسياسة للدراسات العلياC:\Users\pooh\Desktop\تنزيل.jpg

  تخصص : دبلوماسية وعلاقات دولية

  مساق : دراسات اقليمية ودولية






المواقف الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية



إعداد الباحث

فادي فضل المسارعي




إشراف الدكتور

أحمد الدحدوح

قدم هذا التقرير استكمالا لمتطلبات الحصول على مساق دراسات اقليمية ودولية





2015-2016



الفصل الأول

الاطار العام للدراسة

مقدمة

مشكلة الدراسة

أسئلة الدراسة

أهداف الدراسة

أهمية الدراسة

تقسيمات الدراسة




المقدمة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه الى يوم الدين أما بعد:

لعبت فرنسا وعلى مدا تاريخها القديم والحديث دور مهم في المنطقة العربية عموما وفلسطين على وجه الخصوص فقد كان هناك اتصال تجاري ولكن الاتصال الأبرز كان في حقبة الحروب الصليبية وقد كانت جزءا مهما من حملاتها ومن ثم كانت الحملة الفرنسية وكيف لنا أن ننسى نابليون بونابارت وقد أوقفت مدينة عكا الباسلة طموحاته في الشرق فأوقفت جيشه على أعتاب أسوارها .

وفي العصر الحديث كان لفرنسا كدولة استعمارية الدور المهم مع بريطانيا في السيطرة على العالم العربي بعد الحرب العالمية الاولى من خلال اتفاقية سيكس بيكو التي كانت فرنسا أحد اطرافها فسيطرت على اجزاء من العالم العربي .

كما كان لفرنسا الدور المحوري في نشوء القضية الفلسطينية من خلال تأييدها لقرار التقسيم والدعم الذي وجهته لدولة الكيان الصهيوني.

وفي هذه الآونة يبرز الدور الفرنسي مجددا من خلال المبادرة الفرنسية التي تهدف لاحياء مفاوضات السلام بعد أن وصلت الى طريق مسدود.   

وسأحاول في هذا البحث ابراز اهمية الدور لفرنسي تجاه القضية الفلسطينية من خلال التعرف على الدولة الفرنسية اهم دوافع سياستها الخارجية والادوار التي لعبتها تجاه قلسطين وقضيتها. 


مشكلة الدراسة

لعبت فرنسا دورا مهما في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي

ماهية الدور الذي لعبته فرنسا تجاه القضية الفلسطينية  ؟


أسئلة الدراسة

وللإجابة على هذا التساؤل، سوف يتم مناقشته من خلال الأسئلة الفرعية التالية:

  • ماهية الدولة الفرنسية جغرافيا؟

  • ما هي أهم المواقف الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية؟


أهداف الدراسة:

  • التعرف على الدولة الفرنسية جغرافيا.

  • التعرف على دوافع السياسة الخارجية الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية.

  • التعرف هي أهم المواقف الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية .

  • وضع محددات ومرتكزات لصانع القرار الفلسطيني لاستقراء المواقف الفرنسية المستقبلية تجاه القضية الفلسطينية.


أهمية الدراسة:

  • تنبع أهمية الدراسة من أهمية الموضوع الذي سوف تتناوله، ففرنسا دولة محورية في العالم بموقعها في الاتحاد الاوروبي وكعضو دائم في مجلس الأمن ولما لها من مواقف مؤثرة في قضية الصراع العربي الاسرائيلي.


تقسيمات الدراسة:-

لقد جاءت هذه الدراسة بمقدمة فصلين وخاتمة ،ثم قائمة بالمراجع أما المقدمة فقد تناولت لمحة موجزة عن علاقة فرنسا تاريخيا بالمنطقة العربية وقد استعرضنا أهم المحطات التاريخية لها ، وعن الأسباب التي دفعت الباحث لدراسة هذا الموضوع وفي الفصل الأول وضحت الاطار العام للدراسة حيث أوضحت مشكلة الدراسة وأسئلتها أهدافها وأهميتها أما في الفصل الثاني فقد تناولت تعريف بجغرافية الدولة الفرنسية طبيعيا وبشريا واقتصاديا ومن تم استعرضت اهم مواقف السياسة الخارجية لها تجاه القضية الفلسطينية.












الفصل الثاني

فرنسا والقضية الفلسطينية

جغرافية فرنسا

المواقف الفرنسية  تجاه القضية الفلسطينية














المبحث الأول:

جغرافية فرنسا

عندما نريد أن نتعرف على أي دولة وان نميزها عن الدول الأخرى ونقيس الوزن الاسترتيجي لهذه الدولة فلا بد من التعرف على عناصرها الجغرافية والتاريخية والتي تمثل بطاقة التعري ف لهذا المكان ، وعندما نتحدث عن فرنسا سنلاحظ ما يتمتع به ها البلد من موقع أعطاه مزايا معينة كما لا يخفى لما هذا البلد من مخزون ثقافي وحضاري استحوذ عليه على المدى الطويل من عمر الدولة الفرنسية.

 الموسوعة المعرفية الشاملة(http://www.arab-ency.com)

تعدُّ فرنسا France أكبر الدول الأوربية مساحة بعد روسيا، إذ تبلغ مساحتها نحو 551602كم2، بما فيها مساحة الجزر الساحلية البالغة 2300كم2، ومساحة جزيرة كورسيكا البالغة 8747كم2، وبذلك تشغل 55% من مساحة أوربا. وهي بلد شديد الاندماج، فأبعد مسافة من الشرق إلى الغرب 974كم، ومن الشمال إلى الجنوب 950كم، وأعلى قمة جبلية فرنسية هي قمة مون بلان Mont Blanc، إذ يبلغ ارتفاعها 4807م. وتستطيع سواحل فرنسا أن تتصل بالداخل بسهولة عن طريق فتحات سهلية واسعة تقع في ظهيرها، كما تتميز فرنسا بسهولة اتصالها الخارجي، حيث تطل على البحر المتوسط و المحيط الأطلسي و بحر المانش ، إضافة إلى اتصالها الداخلي مع دول القارة، مما جعل فرنسا ملتقى لحضارات متنوعة انصهرت بالتدريج، فكانت الأمة الفرنسية المتجانسة.

الموقع

تقع فرنسا بين دائرتي عرض 42 ْ و51 ْ شمالاً، وخطي طول 2 ْغرباً و8 ْ شرقاً، ويحدها من الشمال بحر المانش ، ومن الغرب المحيط الأطلسي، ومن الجنوب البحر المتوسط. ويبلغ طول حدودها البحرية 2693كم، ولفرنسا حدود مع معظم دول غربي أوربا، يبلغ طول حدودها مع بلجيكا 650كم، ومع لكسمبورغ 73كم من جهة الشمال الشرقي، ومع ألمانيا 450كم، وسويسرا 572كم، وإيطاليا 515كم من جهة الشرق، ومع إسبانيا من جهة الجنوب الغربي 650كم، وهي أطول الحدود البرية لفرنسا مع الدول المجاورة، وبذلك يصبح الطول الكلي للحدود البرية الفرنسية 2970كم. 

هذا الموقع الممتاز جعل فرنسا دولة ذات اتصال مباشر مع القارة الأوربية من جهة، وبقية أجزاء العالم من جهة أخرى. وتتميز فرنسا التي تعدُّ من أقدم الدول الأوربية، وأكثرها فعالية، بتفوق ورجحان كفة القوى الجاذبة التي جعلتها من أكثر الدول الأوربية استقرارا.ً. 

الجغرافية الطبيعية

تتمثل أقدم أجزاء الأرض الفرنسية من الناحية الجيولوجية في الكتلة الوسطى وكتل شبه جزيرة بريتاني Bretagne في أقصى الشمال الغربي، والآردن Ardenne والفوج Vosges في مناطق الجبال في الشرق، وهي تعود في نشأتها إلى العصرين الفحمي والبرمي، حينما تسببت حركات أرضية واسعة المدى في رفع سلاسل من الجبال الالتوائية. تأثرت هذه السلاسل بفعل التعرية عبر ملايين السنين، فتحولت إلى سهول حتية. وقد تكرر طغيان البحر عليها في فترات طويلة، فترسبت فوقها تكوينات كلسية ورملية وصلصالية. وفي فترات الجفاف والتصحر اكتسحت التعرية معظم هذه الرسوبيات من فوقها، ومن ثم برزت الصخور الأقدم على شكل حافات طويلة، قليلة الارتفاع، تحيط بها سهول أكثر انخفاضاً، تغطيها صخور أحدث. وفي أثناء فترة الالتواءات تعرضت السلاسل الجبلية القديمة المتآكلة للتفلق والتكسر، وتحطمت إلى كتل عديدة، وصحب عمليات التمزق نشاط بركاني ، وعمليات تعرية كشفت عن صخور ما قبل الكمبري، وصخور الزمن الأول، أو إلى إظهار صخور متداخلة كالجرانيت، كما تحوي الضهور Horsts الهرسينية صخوراً متحولة كالشيست والأردواز، إضافة إلى رسوبيات قديمة كالحجر الكلسي والصخر الرملي و الرماد البركاني

وقد كانت تأثيرات الحركات الألبية على التراكيب الهرسينية متفاوتة، وبلغ أشدها في الهضبة الوسطى التي ارتفعت حافتها الشرقية بشكل شبه قائم، بينما ينحدر الجانب الغربي للكتلة انحداراً لطيفاً إلى حوض الأكيتين Aquitaine، وتعدُّ الهضبة الوسطى Massif Central أعظم الضهور وأكبرها، إذ تشغل سدس مساحة فرنسا. وفي بريتاني في الشمال الغربي من البلاد تبرز الالتواءات الأرموريكية Armoricain من الدور الفحمي، وكانت أقل الضهور الهرسينية تأثراً بالالتواء الألبي، ولا يزيد متوسط ارتفاعها على 90 متراً. 

عُرفت الأرض الفرنسية بتنوع المظهر الجغرافي، فالإقليمان الشمالي والغربي يتكونان أساساً من سهول منبسطة ومتموجة، في حين ترتفع التلال والجبال في الأقاليم الشرقية والوسطى والجنوبية. 


ففي الجنوب ترتفع جبال البيرينيه Pyrenées ارتفاعاً فجائياً من السهول في الجنوب، وتحوي سلاسلها الضيقة كتلاً من الصخور الهرسينية Hercynien التي احتوتها الرسوبيات الملتوية ورفعتها معها، وتتميز هذه الجبال بأنها أكثر اتصالاً وأقل احتواء للممرات من الألب

أما جبال الجورا Jura فهي أشبه بالتلال منها بالجبال، وهي عبارة عن قوس كبيرة تمتد من النهاية الجنوبية لوادي الراين إلى جنوب بحيرة جنيف، وتتكون من حافات التوائية منتظمة مكونة من الصخور الكلسية. 

إلى الجنوب من بحيرة جنيف ، تقع جبال الألب الفرنسية، حيث يقسمها وادي الدراك Drac، و وداي الإزير Isère إلى قطاعين شمالي يعرف بالألب العالية والألب الأمامية Pré -Alpes ، وجنوبي يعرف بالألب المنخفضة. 

إلى الجنوب من الالتواءات الألبية، تقع كتلتا مور Maures وإستريل Estérel القديمتين في البروفانس Provence، وهما بقايا كتلة قارية قديمة، كانت تشغل قسماً من البحر المتوسط، وتعدُّ جزيرة كورسيكا الجبلية جزءاً من تلك الكتلة. وعلى طول ساحل البحر المتوسط يقع سهل متطاول تكتنفه جبال الألب والهضبة الوسطى. وتعرف سهول الممر الممتد من دلتا نهر الرون Rhone في الجنوب إلى حضيض الفوج في الشمال بدهليز أو منخفض الرون - سونRhône-Saône ، وهو يمثل مدخلاً استراتيجياً مهماً من البحر المتوسط إلى شمالي فرنسا، ويرتبط هذا السهل بحوض الأكيتين عن طريق بوابة كركاسون  Carcassonne بين البيرينيه والهضبة الوسطى. 

المناخ

تقع فرنسا في العروض الوسطى المعتدلة، وعلى الجانب الغربي من الكتلة الأوربية القارية. تطل على سواحل المحيط الأطلسي في الشمال والغرب، وسواحل البحر المتوسط في الجنوب، مما هيأ لفرنسا مناخاً عاماً من نوع المناخ البحري المعتدل، لكن تنوع مظاهر السطح وتأثير التيارات البحرية القادمة من المحيط الأطلسي، ووقوع سواحلها الجنوبية تحت تأثير الرياح الغربية المارة على البحر المتوسط، ووقوع مناطقها الشرقية تحت تأثير المؤثرات القارية وخاصة في فصل الشتاء، حيث يزداد التأثير القاري على معظم أنحاء فرنسا الداخلية؛ كل هذا جعل الأمطار قليلة في فصل الشتاء، وتنحصر على السواحل الغربية. وفي فصل الصيف تشمل الأمطار كل الأقاليم الفرنسية، باستثناء المنطقة المطلة على البحر المتوسط والتي تتلقى أمطارها في فصل الشتاء. وعموماً فإن الرياح الغربية هي الرياح السائدة في البلاد. تتناقص كمية الأمطار من 1250مم في البيرينيه الغربية، و1000مم في بريتاني في أقصى الشمال الغربي إلى 500مم في شرق هذه المنطقة، وبالقرب من الساحل تكون السماء ملبدة بالغيوم في معظم الأوقات، في حين تنقشع الغيوم بالاتجاه نحو الشرق. 

من حيث الحرارة، في المناطق الشمالية من البلاد والغربية القريبة من المحيط الأطلسي، فإن المدى الحراري السنوي لا يزيد على 10 ْم، وكمية الهطل تصل إلى 800مم سنوياً، وتبلغ الحرارة الدنيا في مدينة بريست Brest في بريتاني في كانون أول نحو 7.2 ْْم وفي شهر تموز تبلغ درجة الحرارة القصوى 17.2 ْم. 

في حوض باريس الواقع إلى الشرق من منطقة بريتاني، يزداد الدفء في الصيف، ويشتد البرد في الشتاء. يبلغ متوسط درجة حرارة باريس في شهر كانون أول 5.2 ْم وفي شهر تموز 18.6 ْم، وكمية الأمطار 570مم. 

في منطقة الأكيتين في الجنوب من الإقليم البحري، يتصف المناخ بالاعتدال شتاء وبالدفء صيفاً، ويسقط المطر طوال العام، ولا يقل الهطل عن 700مم سنوياً، وتراوح حرارة مدينة بوردو بين 4 ْم في كانون أول و20 ْم في تموز. وفي المناطق الشرقية الفرنسية يسود مناخ ترتفع فيه الحرارة صيفاً (19 ْم في ستراسبورغ)، ومتوسط حرارة شهر كانون أول صفر مئوية وكمية الهطل السنوية 700مم، ويزيد الهطل السنوي في المرتفعات، ليصل إلى 1250مم، وكثير منه يتساقط على شكل ثلوج. وفي الأراضي المشرفة على البحر المتوسط يتميز المناخ بصيف حار وجاف، وشتاء معتدل وممطر، في الغرب من هذه المنطقة تبلغ درجة الحرارة في مونبلييه 5 ْم وفي مرسيليا 6 ْم، ونيس 8 ْم، أما حرارة الصيف فيبلغ متوسطها 22 ْم في مونبلييه، و22 ْم في مرسيليا و23 ْم في نيس، وتصل كمية الهطل إلى 1000مم في كل من مونبلييه ونيس و580مم في مرسيليا.

الأقاليم الجغرافية

الحوض الباريسي

يعدُّ هذا الحوض أهم سهول غربي أوربا، سواء من حيث المساحة أو من حيث الإنتاج الزراعي والصناعي. ويقع الحوض الباريسي في جملته تقريباً دون ارتفاع 180م، عدا الجزء الشرقي منه. وكان حوض باريس في الماضي منخفضاً بحرياً أرسبت فوقه تكوينات في الزمنين الثاني والثالث الجيولوجيين، وقد عملت التعرية بعد ذلك على تعرية الأجزاء اللينة، ونتج من ذلك ظهور كتل صخرية شديدة المقاومة لا تزال مبعثرة. وينصرف معظم مياه الحوض الباريسي نحو الشمال الغربي، وكل الأنهار في هذا الجزء من فرنسا صالحة للملاحة، مما أعطى المدن أهمية خاصة، وتتصل بنهر السين روافد عديدة، حتى نهاية مجراه في بحر المانش[. وقد أدى التباين في التركيب الصخري ومظاهر السطح إلى اختلاف طبيعة الترب في الحوض الباريسي، ونتج من ذلك التنوع في استغلال الأراضي، فمثلاً توجد زراعة المحاصيل كالحبوب والخضراوات والكرمة بجانب المراعي الخاصة بتربية الأبقار والأغنام، بينما تشتهر المنطقة الوسطى من الحوض الباريسي بخصوبة تربتها، فيزرع فيها القمح والشعير على نطاق واسع، كما يزرع الشوندر السكري والخضراوات وأنواع الفاكهة لتغطية حاجة المدن وخاصة مدينة باريس. 

توجد في الحوض الباريسي الصناعات الثقيلة كصناعة السيارات والطائرات، وقد ساعد النقل المائي الرخيص على تشجيع تلك الصناعات وغيرها، ويمتاز الحوض الباريسي بصيف أكثر دفئاً، وشتاء أكثر برودة، وبمطر أقل مما يهطل على الساحل الغربي لفرنسا، إذ تبلغ كمية الأمطار وسطياً نحو 570مم في السنة. 

أهم مدن هذا الإقليم هي العاصمة باريس. وقد نشأت مركزاً سكنياً صغيراً فوق جزيرة،عند نقطة عبور مهمة على نهر السين، ثم اتسعت على جانبي النهر عبر جسور كثيرة. وهذا الموقع جعل من باريس ميناء نهرياً مهماً. وباريس ليست عاصمة إدارية فحسب بل هي من أكبر المراكز التجارية والسياحية، ومركز انطلاق الطرق البرية والحديدية والجوية، وهي أكبر مدينة صناعية في أوربا، كما تشتهر باريس بتجارة الكماليات والمجوهرات والعطور والملابس الراقية. وتضم في الوقت الحاضر أكثر من 13 جامعة، أشهرها جامعة السوربون العريقة ذات الشهرة العالمية. 

يُقدَّر عدد سكان باريس مع ضواحيها بنحو 9.845 مليون نسمة في عام 2004، في حين بلغ عدد سكانها ضمن حدودها الإدارية نحو ثلاثة ملايين نسمة. 

الإقليم الشمالي الشرقي

يقسم هذا الإقليم إلى نطاقين: الأول بحري والثاني داخلي، وتنتشر الكثبان الرملية في النطاق البحري قرب الساحل، وتغطي الترب الصلصالية النطاق الداخلي. 

تجود زراعة القمح والشوندر السكري والكتان في الإقليم الساحلي، أما النطاق الداخلي فهو نطاق الزراعة الكثيفة المتمثلة في زراعة القمح والشوندر السكري والكتان والبطاطا، كما يزرع فيه العلف لتغذية الأبقار من أجل حليبها. 

وعلى الرغم من أهمية الزراعة، فإن النشاط التعديني في هذا الإقليم يتفوق في أهميته. وقد أقيمت في هذا الجزء صناعات مهمة،وخاصة صناعة الحديد والفولاذ، والصناعة النسيجية والغذائية، والصناعات الكيمياوية وغيرها. وتعدُّ صناعة النسيج الأكثر أهمية في هذا النطاق، وهي صناعة قديمة اعتمدت على صوف الأغنام التي تربى في الإقليم والمناطق المجاورة، وعلى الكتان المحلي، ويعمل في هذه الصناعة ما ينوف على 900 ألف نسمة من سكان الإقليم. ومن أهم مدن الإقليم مدينة كاليه Calais وهي تقع في أقرب نقطة عبور إلى الجزر البريطانية، وفيها بعض الصناعات الصغيرة، ثم مدينة دنكرك Dunkerque وهي ميناء اصطناعي أنشئ ليخدم الإقليم الصناعي الواقع حولها، ويوجد في المدينة مصفاة لتكرير النفط ومصنع للفولاذ والآلات، ومصانع للنسيج. 

أكبر مدن الإقليم هي مدينة ليل، التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة مع الضواحي، وهي أكبر مدينة صناعية للأقمشة في فرنسا، وتعدُّ المركز الرئيس لصناعة القطنيات، كما تصنع الصوف والكتان والكيماويات، وهي ثاني مدن فرنسا بعد باريس شهرة في صناعة الملابس الجاهزة، إلى جانب كونها عاصمة الإقليم. 

حوض الأكيتين والغارون Bassin d’Aquitaine et de Garonne

هو سهل رسوبي خصيب تحيط به جبال البيرينيه في الجنوب، وهضبة الكتلة المركزية في الشمال والشرق، والمحيط الأطلسي في الغرب. يتكون نطاقه الساحلي من سهل منخفض، تكثر فيه الرمال والمستنقعات، وقد عملت الحكومة الفرنسية على تخفيض حدة الرياح، وتثبيت الرمال بوساطة زراعة الأشجار،بهدف حماية المناطق الزراعية. والجزء الأوسط من هذا الحوض يمثل منطقة زراعية مهمة تنتج الذرة والقمح والخضراوات والفاكهة. ويعدُّ هذا الحوض الإقليم الرئيس لزراعة الذرة في فرنسا. 

أهم مدينة في هذا الإقليم هي بوردو Bordeaux، وتقع في الغرب، عند المصب الخليجي لنهر الغارون. وهي الميناء الرئيس في الغرب الفرنسي، وتتركز فيها كثير من الصناعات، وأهمها صناعة الطائرات ومصانع الورق والخشب والصناعات الغذائية. 

ومن المدن المهمة في الإقليم مدينة تولوز Toulouse، وهي مركز ثقافي في جنوبي فرنسا، وبها جامعة كبيرة، وتضم المدينة صناعات عديدة ومهمة، وخاصة صناعة الطائرات، والأجهزة الكهربائية، والمنسوجات، والصناعات الغذائية، خاصة وإن المنطقة غنية بالمنتجات الزراعية المتنوعة. ويشتهر الجزء الشمالي الساحلي من الإقليم بصيد السمك وتعليبه. 

الكتلة المركزية Massif Central

يطلق عليها كذلك اسم الهضبة الوسطى، وهي تمثل كتلة قديمة مثلثة الشكل، تشغل ما يقارب سدس مساحة فرنسا، ويبلغ متوسط ارتفاعها نحو 900م، ولا يزيد أعلى ارتفاع فيها على 1890م. وتتكون من صخور بلورية قديمة كالغرانيت والشيست والأردواز، إضافة إلى اللافا والرماد البركاني ويلاحظ تنوع كبير في مناخها، ففي أطرافها الغربية، يسود مناخ غربي أوربا، حيث تعظم المؤثرات البحرية مع هبوب الرياح الغربية القادمة من المحيط الأطلسي، وتكون السماء مغطاة بالغيوم، ويزداد الهطل، وفي شرقي الهضبة يسود المناخ القاري، والذي يتميز بارتفاع درجة الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاء، كما يزداد الهطل في النصف الصيفي من السنة. وفي مدينة كليرمون - فيران Clermont-Ferrand التي تقع على ارتفاع 390م في شمالي الهضبة، تبلغ حرارة كانون أول نحو 9 ْم والمدى الحراري السنوي 17 ْم، وفي مدينة بوي دو دوم Puy de Dôme التي تقع على ارتفاع 1471م في الهضبة، يبلغ المتوسط الحراري لشهر كانون أول - 2.2 ْم ، ولشهر تموز 11.1 ْم، وكمية الهطل السنوية 115سم. 

تتصف الكتلة المركزية بمراعيها الفقيرة، وخاصة الأجزاء الشرقية منها، حيث تربى الأبقار والأغنام. ويعتمد اقتصاد الهضبة على الثروة الحيوانية ومنتجاتها، وزراعة القمح والبطاطا، لذلك قامت في المنطقة صناعة الألبان ومنتجاتها والتي يتم تسويقها في معظم جهات فرنسا. 

وأخيراً لابد من الإشارة إلى وجود خامات الحديد في الهضبة ومناجم للفحم والتي ساعدت على قيام صناعات معدنية مبكرة، استنفذ القسم الأكبر من مخزوناتها. وأشهر مدن الهضبة مدينة فيشي Vichy المشهورة بمياهها المعدنية التي تباع في فرنسا والبلدان الأخرى، ثم مدينة كليرمون - فيران وفيها مصانع للآلات والمنسوجات. 

ويمكن القول إن الكتلة المركزية من الأقاليم الفرنسية فقيرة حيث ينتقل السكان منها إلى المدن الكبرى للبحث عن العمل وتحسين الأوضاع المعيشية. 

الإقليم الشرقي

يشمل جبال الفوج Vosges وسهل الألزاس Alsace، و جبال الجورا Jura. ويشغل سهل الألزاس الجانب الغربي من وادي نهر الراين Rhin ويراوح اتساعه بين 16 و40كم. مناخ الألزاس من نوع المناخ القاري، والهطل لا يتجاوز 560مم ويسقط صيفاً، وترتفع جبال الفوج الهرسينية النشأة على امتداد الجانب الغربي لوادي الرين الأخدودي، وتنقسم جبال الفوج إلى قسمين: شمالي وجنوبي، تفصل بينهما بوابة السافيرن Saverne وهي الممر السهل الوحيد الذي يخترق الجبال. 

تتكون جبال الفوج العالية من صخور بلورية وخاصة النيس والغرانيت والشيست. ويبلغ متوسط ارتفاعها نحو 900م، ترعى فيها الأغنام والأبقار، وتكسو الغابات بعض أجزائها وهي مستغلة للحصول على الأخشاب، وعلى المنحدرات الشرقية للجبال تنتشر مزارع الكروم المنتجة للخمور، كما يزرع في المنطقة القمح، والشعير والشوندر السكري والبطاطا، والفواكه، والخضراوات، وخاصة في سهل الألزاس. 

مدينة ستراسبورغ Strasbourg هي أكبر مدن الألزاس، تتقاطع عندها طرق المواصلات الشمالية والجنوبية على طول وادي الراين، والشرقية - الغربية بين الحوض الباريسي والمناطق الصناعية في ألمانيا. تضم المدينة صناعات مهمة مثل صناعة الآلات والكيماويات والأدوات الكهربائية ودباغة الجلود وبها مصانع للبيرة والتبغ والتعليب. 

أما منطقة الجورا الفرنسية فقد كانت مغطاة بالغابات، ولكنها أزيلت، خصوصاً في المساحات الصالحة للزراعة والرعي، وظل الرعي الحرفة الرئيسة للسكان، وتعدُّ منتجات الألبان مصدر الدخل الرئيس في المنطقة. 

وفي نطاق الساحل الجنوبي الشرقي، والذي يعرف باسم «الشاطئ اللازوردي» Côte d‘Azure تزرع الورود وتستخرج منها العطور الممتازة، كما تنمو أشجار الدراق والخضراوات المبكرة، ويعرف «الكوت دازور» بالريفييرا الفرنسية، ويشتهر بشواطئه المشمسة شتاءً وأماكن الترفيه والاصطياف فيه وتجارته في الكماليات، وأشهر هذه المدن كان Cannes ونيس Nice (و مونت كارلو Monte Carlo في إمارة موناكو) . ومدينة ستراسبورغ أكبر مدينة في الجزء الشرقي من الإقليم، وتعدُّ مرسيليا أكبر مدن «الكوت دازور» وصل عدد سكانها إلى 1230000 نسمة عام 2004 مع الضواحي. وتضم هذه المدينة أكبر جالية من بلدان المغرب العربي وخاصة الجزائر، وهي مركز صناعي مهم، من أهم صناعاتها تكرير النفط، وصناعة الكيمياويات والسفن، ومدينة طولون هي قاعدة الأسطول الفرنسي على البحر المتوسط، وفيها ترسانة حربية. 

الجغرافية البشرية

بلغ تعداد السكان في فرنسا نحو 58722 ألف نسمة عام 1968، ارتفع العدد إلى 60424 ألف نسمة في عام 2004، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 63085 ألف نسمة في عام 2025. 

شغلت فرنسا المرتبة العشرين بين دول العالم من حيث التعداد السكاني لعام 2004، والمرتبة الأربعين من حيث المساحة. بلغ معدل النمو السكاني بين عامي 1991-2000 نحو 4.0%، وكان نحو 7.0% في الفترة 1960-1991، بلغت الكثافة السكانية نحو 109 شخص/كم2 في عام 2000. 

وفي الحرب العالمية الأولى تكبدت فرنسا خسائر بشرية فادحة قدرت بنحو مليون و350 ألف قتيل، استعيض منها بهجرة أجنبية إلى فرنسا، خاصة من الإسبان والبولنديين. وبعد عام 1945، صدرت تشريعات تخص حماية الأسرة وتشجيع الإنجاب، تعويضاً من الخسائر البشرية في الحرب العالمية الثانية وما سبقها، وأثمرت هذه التشريعات زيادة في معدلات المواليد حتى عام 1964، إذ بدأ هذا العام يعرف انخفاضاً في هذه المعدلات من جديد، ومنذ عام 1982 ثبت معدل الخصوبة حول نسبة 1.8 طفل للمرأة الواحدة، أما وفيات الأطفال فكانت 0.1% في عام 1980، ثم تدنت بسبب تطور العناية الطبية والصحية إلى 0.072% في العام 1998، أما معدل عمر الحياة فوصل إلى 80.9 سنة للنساء و72.7 سنة للرجال، والهرم العمري يشير إلى أن سن الفتوة، أي من هم دون العشرين سنة، كانت نسبتهم 30.7% من مجموع السكان في نهاية السبعينات، وتدنت إلى 26.5% في التسعينات، في حين أن نسبة المعمرين (فوق 65 سنة) انتقلت من 13.9% إلى 14.2%، وبلغت نسبة السكان الحضر نحو 77% من مجموع السكان في عام 2000، وبلغت نسبة النمو السنوي لسكان الحضر 0.7% في الفترة 1991-2000، وبلغ معدل نمو سكان الأرياف 23% من مجموع السكان. 

يعيش أكثر من ثلاثة أرباع الفرنسيين في المدن والأحياء التي يزيد عدد سكانها على ألفي شخص، ويسكن الناس في الأبنية الكبيرة، كما يفضل بعض سكان باريس والمدن الأخرى أبنية قديمة تتوافر فيها وسائل الراحة التقليدية، وقد أقيمت مناطق سكنية خاصة بالطبقة الوسطى في ضواحي المدن مع توفير وسائل النقل الكافية لانتقال السكان، ويتمتع معظم أهل الريف بوسائل الراحة والرفاهية التي تتوافر لأهل المدن. 

تضم فرنسا جالية عربية كبيرة جاءت من بلدان المغرب العربي، ويقيم معظمهم في المدن الكبرى مثل باريس ومرسيليا وغيرها. 

من الناحية الدينية، يدين 75% من الفرنسيين بالمذهب الكاثوليكي و2% بروتستنت و4% مسلمون و18% ملحدون و1% يهود. 

الجغرافية الاقتصادية

اشتهرت فرنسا منذ القديم بلداً زراعياً، ولا تزال تعدُّ من أهم الدول الزراعية في العالم، فهي أول منتج زراعي في الاتحاد الأوربي. تبلغ مساحة الأرض الصالحة للزراعة نحو 32.5% من مجمل مساحة الأرض الفرنسية، وقد دخلتها مكننة متطورة جداً، وأصبحت توفر نحو 4% من قيمة الناتج العام في البلاد، وهو موزع بين 52% للمنتجات النباتية و48% للمنتجات الحيوانية. وتبلغ المساحة التي تغطيها الغابات في فرنسا 26.9%. 

بلغ إنتاج فرنسا من القمح نحو 15 مليون طن في عام 1972، ثم تطور الإنتاج حتى وصل إلى 30582 ألف طن في عام 2003، محتلة المرتبة الرابعة في العالم بإنتاج القمح، والذي تنتشر زراعته في مختلف الأقاليم الفرنسية، لكنه يجود بوضوح في المناطق الشمالية حيث الترب الخصيبة، أو حيث تستخدم الأسمدة على نطاق واسع، كما في سهول الفلاندر الفرنسية، وشمالي الألزاس، وشمالي بريتاني. 

بلغت الصادرات الفرنسية من القمح في عام 2002 (13678411طن) محتلة المرتبة الثالثة بين دول العالم بعد الولايات المتحدة وأستراليا، وبلغ إنتاج الذرة الصفراء (11898) ألف طن في عام 2003 محتلة المرتبة الخامسة بين دول العالم، ومن الواضح تفوق إنتاج القمح. ومن الحبوب الأخرى الشوفان، ويستخدم علفاً للحيوانات، والشعير وهو يستخدم في صناعة الجعة، كما تنتشر زراعة البطاطا، وخاصة في الشمال وبريتاني والألزاس والهضبة الوسطى، وإنتاجها مخصص للاستهلاك المحلي في معظمه، وقسم منه مخصص للتصدير. 

ومن المحاصيل الزراعية المهمة الأخرى الكرمة التي تنتج كميات كبيرة ومتنوعة من العنب، ويستخدم الجزء الأعظم من العنب في صناعة النبيذ والخمور التي اشتهرت بها فرنسا. 

ولتربية الحيوان أهمية كبيرة، وتزيد مساحة المراعي على 42% من مساحة البلاد، لذلك تنتشر تربية الأبقار والأغنام في مختلف الأقاليم الفرنسية، وهي منتجة للألبان واللحوم والصوف. 

تشرف فرنسا على سواحل طويلة على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، ولذلك يتم اصطياد أنواع كثيرة من الأسماك وخاصة السردين والتونة

مصادر الوقود محدودة الكمية والنوعية، ويعدُّ الفحم أهم مصادر الوقود، وتتركز احتياطيات الفحم في حقل الشمال، وهو امتداد للحقل البلجيكي، كما يوجد الفحم في حقول أخرى أقل أهمية في اللورين والهضبة الوسطى والبا دو كاليه Pas de Calais. كما يوجد الغاز الطبيعي بالقرب من كتلة البيرينيه الشرقية. 

الثروة المعدنية في فرنسا متنوعة، لكن خام الحديد هو الأهم، وحقل اللورين أكبر حقوله، ويتجاوز احتياطيه 2250 مليون طن، ونسبة الفلز تبلغ 33%، ونسبة الفسفور (1.7-1.9)، وتوجد حقول أخرى لخام الحديد، احتياطاتها متواضعة. 

كما توجد معادن أخرى مستثمرة في فرنسا، وخاصة البوتاس و الملح الصخري واليورانيوم والزنك والقصدير والنيكل 

ومن الملاحظ بعد استعراض جغرافية فرنسا الطبيعية والبشرية والاقتصادية تتمتع بخصائص طبيعية وبشرية واقتصادية فإذا أضفنا الجانب العلمي والثقافي المتميز لهذه الدولة تجعلها دولة مؤهلة لتكون من مصافي الدول العظمى.

  











المبحث الثاني:

المواقف الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية

شهدت المواقف الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي اختلافات نوعية فمن التماهي الكامل بل والتحالف مع الكيان الصهيوني الى الابتعاد والتأييد ولو بشكل ظاهري لحقوق الشعب الفلسطيني والسعي للعب دور الوسيط في هذ الصراع وانتهاء بالمبادرة الفرنسية التي تعتبر آخر المواقف الفرنسية.

فرنسا وقرار تقسيم فلسطين رقم 181 عام 1947م والاعتراف بدولة إسرائيل:

 ظهر الموقف الفرنسي بشكل رسمي من قضية الصراع العربي الإسرائيلي، عند مناقشة القضية الفلسطينية، في هيئة الأمم المتحدة عام 1948م، فعندما عرض مشروع قرار التقسيم على اللجنة  الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 25/11/1947م، استنكفت فرنسا عن التصويت عليه، وكانت نتيجة التصويت في تلك اللجنة تشير إلى أن المشروع لن ينال ثلثي الأصوات اللازمين لإنجاحه، غير أن رئيس الجمعية العامة، عمد على تأجيل التصويت عليه حتى 28/11/1947، وكان غرضه واضحاً من خلال إتاحة الفرصة للضغوط الصهيونية والأمريكية التي كانت تمارس على الوفود المعارضة للمشروع أو المستنكفة عن التصويت كي تغير مواقفها وتقوم بتأييد المشروع، وكان تصويت الجمعية سيجري في الموعد المذكور، غير أن الوفد الفرنسي عمد إلى طلب التأجيل مرة أخرى ولمدة أربع وعشرين ساعة وألح في طلبه ، أخيراً ولما صوتت الجمعية العامة لمشروع التقسيم يوم 29/11/1948م كانت الضغوط الصهيونية والأمريكية قد نجحت في إجبار فرنسا للتصويت على مشروع القرار وتأييده. (Rober،Hdwi: 252)

المرحلة الثانية: المرحلة الديغولية 1958 – 1967:

شهدت المرحلة الممتدة من 1958 – 1967م، الكثير من التطورات على الجانب الفرنسي، فمن جهة كان الوضع السياسي لفرنسا في انهيار تام في الشرق والغرب على حد سواء حيث فقدت كلاً من سوريا ولبنان، وبدأت تواجه صعوبات كبيرة في شمال إفريقيا أثناء اندلاع الثورة الجزائرية، وكانت مساندة بعض الأقطار العربية للثورة أنداك وخصوصاً مصر، يمثل مصدر توتر كبير في العلاقات الفرنسية العربية، كما أن العداء المشترك بين فرنسا وإسرائيل للاتجاهات القومية أدى إلى القطيعة بين فرنسا من الوطن العربي بشكل عام ومصر بشكل خاص، ومن ثم رجحت كفة التقارب مع إسرائيل على حساب العرب خلال هذه المرحلة.

وكانت هناك اعتبارات تتعلق بالمناخ الدولي وتدفع باتجاه تحالف عضوي بين رؤساء فرنسا وإسرائيل على حساب العرب، ففي تلك الفترة اشتد التنافس بين القوتين العظميين، ولم تستطع الولايات المتحدة أن تكون القوة الغربية الوحيدة التي تساند إسرائيل، واعتبرت فرنسا في ذلك الوقت من أكثر دول أوروبا الغربية ملاءمة للقيام بذلك الدور، وذلك بسبب عدائها لمصر لمساعدتها الثورة الجزائرية (سالم،1996: 151) مما جعل فرنسا تفكر جدياً في التخلص من عبد الناصر وذلك من وجهة نظر مصلحتها الوطنية، خصوصاً بعد رفض عبد الناصر مطالب وزير الخارجية الفرنسي "بينو" بإيقاف المساعدات المصرية للثورة الجزائرية (وهبان،1995:95)، وعندما أعلن الرئيس عبد الناصر في 6/ يوليو/ 1956م، عن تأميم قناة السويس، استغلت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل ذلك الموقف، وأعلنوا العدوان على مصر بهدف الاستيلاء على قناة السويس. (النمس،1981: 103)

ديغول وقضية الصراع العربي الإسرائيلي 1958 – 1969:

استمر التدهور في العلاقات الفرنسية، العربية خلال تلك المرحلة حتى سيطرة ديغول على السلطة داخل فرنسا عام 1958م، وقيام الجمهورية الخامسة، حيث بدأت مرحلة جديدة اختلفت في طبيعتها ودوافعها وظروفها عن السياسة السابقة، وبدأت العلاقات الفرنسية، العربية تشهد تحسناً تدريجياًً، إلا أن هذا التحسن لم يكن على حساب إسرائيل، فقد استمر بيع السلاح لإسرائيل، هذا من جهة ومن جهة أخرى شهدت الفترة الممتدة من 1960 – 1966م، ازدياد حجم تصدير السلع الاستثمارية لإسرائيل، واحتلت فرنسا المرتبة الثانية بعد ألمانيا الغربية في استيراد السلع الاستهلاكية من إسرائيل. (شبل،1969: 61) وهذا يتناقض مع موقف فرنسا في فترة إنشاء المجموعة الاقتصادية الأوروبية عام 1957م، حيث رفضت فرنسا طلب إسرائيل بالانضمام إلى السوق الأوروبية المشتركة حفاظاً على مصالحها وعلاقتها مع دول المغرب العربي، والتي سوف تتأثر صادراتها من الحمضيات إلى دول السوق الأوربية في حالة حصول إسرائيل على ميزات أكبر مما تحصل هي عليه. (قابل،1989: 82)

أما على صعيد العلاقات الفرنسية ـ العربية، يمكن القول بأنه منذ عام 1965م، بدأ التقارب الحقيقي مع العرب خاصة مصر، وكان أبرز صورة له بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، عام 1963م، حيث قام المشير عبد الحكيم عامر بزيارة باريس في أكتوبر،1965، وأعقب ذلك تقارب على الصعيد الثقافي الاقتصادي وكذلك عادت العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا وكل من سوريا والأردن والسعودية عام 1962م، ومع العراق عام 1963م، وفي المقابل لم يقم أي مسئول فرنسي بزيارة إسرائيل في الفترة من  1963 – 1966م، حيث أخذت أهمية إسرائيل كسوق للسلاح الفرنسي تنخفض، بسبب فتح سوق السلاح الأمريكي أمام إسرائيل (مصطفى،1986: 64)

ويتضح في هذه الفترة الديجولية وجود تقارب ملحوظ بين الموقفين الفرنسي والعربي فيما يخص قضايا الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية.

المرحلة الثالثة 1967 – 1973م ( فرنسا وحرب عام 1967):

شهدت بداية تلك المرحلة، قيام إسرائيل بشن حرب على الدول العربية المجاورة في 4/يونيو/ 1967م استطاعت من خلالها، احتلال أجزاء كبيرة جداً من الأراضي العربية (شبه جزيرة سيناء، هضبة الجولان، الضفة الغربية،وقطاع غزة) وبمجرد وقوع الحرب وفي صبيحة الخامس من حزيران، لم يتردد الجنرال ديغول في نعت إسرائيل بالمعتدية، وقام بفرض حظر عام على إرسال الأسلحة الفرنسية إلى المتحاربين، وكان هذا الحظر يمس إسرائيل مباشرة لأنها كانت تتزود بالأسلحة الفرنسية بموجب اتفاقات عقدتها مع حكومات الجمهورية الرابعة الحانقة على العرب، وأشار التصريح الرسمي الصادر في 21/6/ 1967م، عن مجلس الوزراء الفرنسي إلى أن فرنسا كانت في الماضي لا تستثني أحداً من اللوم والتهديدات بتدمير إسرائيل، إلا أنها تدين وبشكل قاطع إقدام إسرائيل على شن الحرب، وأعلن أن فرنسا لن تعترف بأية تغييرات حصلت على الأرض نتيجة العمل الحربي. (الموسوعة الفلسطينية،1990: 47) وجدت تلك السياسة معارضة شديدة جداً، خاصة من الحزب الاشتراكي الفرنسي، الذي كان له السبق في دعم إسرائيل منذ قيامها عام 1948م، مروراً بما قام به الحزب الاشتراكي بقيادة " مولييه" رئيس الوزراء الفرنسي بالتنسيق مع بريطانيا وإسرائيل بالهجوم على مصر عام 1956م،وقال الفرنسيون عنها "حرب دفاعية عادلة" (جفال،1981: 39) .

وبالرغم من هذه المعارضة التي واجهها ديغول في الداخل، إلا أنه استمر باتخاذ نفس الموقف، وبدأ يعمل على إيجاد حلول مناسبة للقضية، وكان من أبرزها، إرسال رسالة إلى كوسجين وزير الخارجية الروسي، أعرب فيها ديغول عن قلقة البالغ من أجل السلام العالمي في أعقاب أحداث الشرق الأوسط، وكرر ديغول اقتراحه السابق بضرورة عقد لقاء سريع بين الدول الكبرى لحل المشكلة وإجبار الأطراف المعنية على وقف إطلاق النار والانسحاب داخل حدودها. (الشنواني،1987: 142)

فرنسا وحرب أكتوبر 1973:

تجدد القتال بين الدول العربية (مصر ـ سوريا) وإسرائيل، وذلك في 6/أكتوبر/ 1973م، واختلفت المواقف الدولية تجاه ذلك الصراع الجديد، أما فرنسا، فمواقفها لم تختلف كثيراً عن سابقتها، فقد جاء تصريح وزير خارجية فرنسا منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب "ميشيل جوبير" بأنه لا يمكن لفرنسا أن تلوم أناساً يريدون العودة إلى ديارهم، وأضاف، أنه إذا كان العرب قد بدأوا الحرب فإن تلك المبادرة، والمبادأة لا تعتبر عدواناً لأن عودة المرء إلى داره التي طرد منها عنوة لا تعتبر عدواناً غير متوقع، كما أعرب الوزير الفرنسي، أن بلاده متمسكة بسياستها تجاه الشرق الأوسط والتي حددت فيها الطرف المعتدي في حرب سنة 1967م، وهو الجانب الصهيوني، وأن فرنسا لم يطرأ أي تغيير على سياستها رغم الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية، كذلك أوضح الوزير الفرنسي، لدى اجتماعه بالسفراء العرب في باريس في 8/10/1973م، أن بلاده لا تزال متمسكة بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي يقضي بانسحاب العدو الصهيوني من كل الأراضي التي احتلها في عدوان يونيو سنة 1967م.(UN S/PV,1747,Oct.21.)

فرنسا وبيان البندقية 12 يونيو 1980:

جاء هذا البيان في ختام اجتماعات القمة الأوروبية في 13/ يونيو/ 1980م، والذي كان أكثر تفصيلاً من كل البيانات الأوروبية السابقة، وقد لعبت فرنسا دوراً رئيساً في إصدار، ذلك البيان الذي أكد على المبادئ الأربعة التالية:

  1. الجلاء عن الأراضي العربية المحتلة.

  2. حق تقرير المصير للفلسطينيين.

  3. أمن إسرائيل.

  4. وضع مدينة القدس الخاص. (النمس،1981 :116)

فرنسا والغزو الإسرائيلي للبنان 1982م:

لم يكن الاهتمام الفرنسي بلبنان أمراً جديداً على السياسة الفرنسية في المنطقة العربية بصفة  عامة، ولبنان بصفة خاصة، فتعتبر لبنان من مناطق النفوذ للسياسة الفرنسية في المنطقة العربية، وهذا الأمر تاريخياً وليس جديداً فكل الأحداث السياسية والاقتصادية والعسكرية في لبنان تهم فرنسا بالدرجة الأولى، نظراً للكثير من الاعتبارات السياسية والدينية.

لهذا ومنذ اليوم الأول لوقوع الغزو الإسرائيلي للبنان في صيف عام 1982م، كان لفرنسا، دوراً بارزاً في الوساطة بين جميع الأطراف المعنية لإيجاد حل مناسب للأزمة، ذلك الدور جاء لتحقيق هدفين رئيسيين، الأول:  العمل على حماية المصالح الفرنسية في المنطقة، والثاني: الاستجابة للتوقعات العربية بدور فرنسي نشط يوازن الدور الأمريكي المنحاز لإسرائيل. (قرارات مجلس الأمن رقم (508 – 509).

الموقف الفرنسي تجاه مدينة القدس (موقع رام الله الاخباريhttp://ramallah.news)

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ردا على سؤال حول تصويت فرنسا على قرار اليونيسكو الذي اثار غضب اسرائيل ان فرنسا متمسكة بالوضع الراهن في الاماكن المقدسة في القدس "وهي للمؤمنين كافة".

وقال ايرولت امام النواب ان "موقف فرنسا حول مسألة القدس واضح لم ولن يتغير: انه الدفاع عن حرية الوصول والعقيدة في القدس المدينة الاساسية للديانات السماوية الثلاث، انها لكافة المؤمنين اكانوا يهودا او مسيحيين او مسلمين".

وبمبادرة من عدة دول عربية تبنى المجلس التنفيذي لليونيسكو في 14 نيسان/ابريل قرارا "يدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية والتدابير غير القانونية التي تتخذها اسرائيل وتحد من حرية العبادة التي يتمتع بها المسلمون ومن إمكانية وصولهم إلى الموقع الاسلامي المقدس المسجد الاقصى/الحرم الشريف".

وأثار هذا النص غضب اسرائيل، وندد نتانياهو بقرار وصفه بانه "سخيف" لانه برأيه "يتجاهل العلاقة التاريخية الفريدة بين اليهودية وجبل الهيكل.".

وقال ايرولت "صوتت فرنسا على هذا النص مع دول اوروبية اخرى تأكيدا على تمسكها بالابقاء على الوضع الراهن في الاماكن المقدسة في القدس.".

واضاف "لا شيء في تصويت فرنسا يجب ان يفسر على انه تشكيك في الوجود او التاريخ اليهودي في القدس. اذا حصل سوء فهم لبعض التعابير الواردة في القرار فانا آسف.". 


المبادرة الفرنسية2014: (تقدير استراتيجي (89) http://www.alzaytouna.net 

بعد الجمود والفشل الذي واجهته العملية السلمية بقيادة الوسيط الأمريكي وتوقف المفاوضات بشكل نهائي تحركت فرنسا بمبادرة لاحياء عملية السلام وتحريك الوضع تجاه لحل القضية الفلسطينية وتسوية الصراع العربي الاسرائيلي ولكن هذه المبادرة لاقت القبول من الطرف الفلسطيني ولكنها لاقت الرفض الشديد من الجانب الاسرائيلي فضلا عن البرود الأمريكي تجاهها. 

ظهرت ما تعرف بـ”المبادرة الفرنسية” في سنة 2014 عندما طرحت فرنسا مشروع قرار في مجلس الأمن يتضمن المبادئ والأسس والمعايير التي من المفترض أن تحكم مسيرة السلام لضمان نجاحها، ولكن مشروع القرار هذا عارضته أمريكا و”إسرائيل”، وتحفظت عليه ألمانيا وبريطانيا، ولم تستطع القيادة الفلسطينية أن تقبله لتضمنه بعض النقاط التي تمسّ بالحقوق الوطنية الفلسطينية، مثل قبول “إسرائيل” كـ”دولة يهودية”، على الرغم من تضمنه بعض النقاط الإيجابية، مثل تحديد جدول للمفاوضات وآخر لتنفيذ ما يتفق عليه، وتشكيل مجموعة دولية لتواكب المفاوضات وتساعد على إنجاحها، لأن المفاوضات الثنائية من دون تدخل دولي لم تؤدِّ إلى اتفاق.

وجددت فرنسا تحركها السياسي في بداية هذه السنة بصورة مختلفة عن تحركها السابق، إذ تضمنت:

أولاً: ضرورة إيجاد المجموعة الدولية لتقوم بالاتفاق على مرجعية المفاوضات، من خلال عقد اجتماع دولي دون مشاركة “إسرائيل” وفلسطين، وقد تمّ عقده فعلاً في الثالث من حزيران/ يونيو الماضي.

ثانياً: عقد مؤتمر دولي يسبقه تشكيل فرق عمل حول الأمن والتعاون الإقليمي والاقتصادي ومقومات الدولة.

وكان من المفترض أن تنتهي المرحلتين قبل نهاية صيف سنة 2016، ثم تأجّل عقد المؤتمر الدولي إلى ما قبل نهاية السنة الجارية، مع أن عقدة ما يزال مجرد احتمال. 






















النتائج

  • نعتقد ان فرنسا امتلكت مقومات جغرافية وبشرية واقتصادية ساهمت لأن تلعب ادوارا استراتيجية على مدى تاريخها الحديث وهذا الدور تظهر تجلياته من خلال العلاقات التاريخية والممتدة بينها وبين دول المنطقة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي.

  • يمكن القول أن مواقف فرنسا تجاه قضية الصراع العربي الإسرائيلي مرت بعدة مراحل رئيسة كان لكل مرحلة طبيعتها وأحداثها وتطوراتها الخاصة وبالرغم من ذلك ومع وجود تلك المراحل، إلا أننا نستطيع القول أن هناك قاعدة مشتركة بين تلك المراحل، ألا وهي الدعم اللامحدود من قبل فرنسا لإسرائيل، وفي كل المجالات، يقابله وعلى استحياء الدعوة إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967م، وتطبيق القرارات الدولية في ذلك الشأن.

  • يمكن القول أن السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، والتي بدأت بتأييد مطلق ودعم كامل لإسرائيل، ثم استقرت نوعاً ما في العهد الديغولي، عادت إلى نوع من عدم الاستقرار والتذبذب، في العهود اللاحقة للديغوليين، وظلت كذلك حتى هذه اللحظة، ونستطيع القول أن تلك المواقف جاءت لعدة اعتبارات منها الفرنسية ومنها الدولية.

  • فرنسا ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية مع الدول العربية بحكم موقعها الجغرافي، وهي تريد أن تحافظ على هذه العلاقات، كونها تسهل لها التعاملات الاقتصادية في المنطقة، إلى جانب أن أي تطورات سياسية وعسكرية واقتصادية، في منطقة الشرق الأوسط تؤثر سلباً أو إيجاباً على واقع فرنسا الاقتصادي السياسي.

  • كما أن علاقات فرنسا مع الحركة الصهيونية علاقات متجذرة قديمة فالحركة الصهيونية ، لها تأثير قوي في الحركة السياسية الفرنسية. 

  • ويبقى العامل الأكبر في السياسة الخارجية الفرنسية تجاه قضية الصراع العربي الإسرائيلي، والمتمثل في الدور الأمريكي ، وهو الدور الذي يفرض نفسه على مجمل الأحداث، ولا تستطيع فرنسا أو غيرها من الدول الأوروبية تجاوزه أو اللعب بعيداً .

التوصيات

  • يجب على صناع القرار عمل دراسة علمية واعية للوزن والواقع الاستراتيجي للدولة الفرنسية ومحددات سياستها الخارجية لاستنباط وتحليل مواقفها الحالية والمستقبلية.

  • على القيادة الفلسطينية المحافظة على علاقات مميزة معها ولا تقتصر هذه العلاقات على الجانب الرسمي فقط بل  يجب تفعيل كل أدوات الدبلوماسية خاصة الدبلوماسية الشعبية .

  • المجتمع الفرنسي به جالية مسلمة ذات وزن نسبي كبير كما ان الثقافة الفرنسية تسمح لهم بالتحرك بشكل فاعل فيجب العمل على التواصل معها ومحاولة تفعيل دورها في دعم القضية الفلسطينية.

  • يجب ربط التعاون الاقتصادي بين الدول العربية وفرنسا بالمواقف الفرنسية حيث يزيد هذا التعاون كلما اقتربت فرنسا من الحقوق العربية ويقل وينعدم بالعكس.

  • العمل على الاستفادة من العلوم والخبرات الفرنسية في بناء الدولة الفلسطينية فهي تجربة علمية وادارية عريقة لها أثر على كثير من بلد العالم.

  • تتعرض فرنسا في هذه الأيام لهجمات متعددة يتهم فيها في الغالب مسلمون وتستغل هذه الهجمات من من قبل اسرائيل واللوبي الصهيوني الداعم لها لتشويه النضال الفلسطيني وكسب النقاط في المعركة الدولية المستمرة بيننا وبينهم على كسب التعاطف الدولي فيجب على الساسة الفلسطينيون والعرب العمل على التواصل الرسمي والشعبي واستخدام كافة الأدوات لتوضيح الموقف وتضييع الفرصة على المتربصين.

  • من استعراضنا لتاريخ المواقف الفرنسية يتضح لنا انها لا تتميز بالثبات لذلك يجب العمل بحذر معها وبإستراتيجية عربية موحدة .



وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



قائمة المراجع

  • القرآن الكريم.

  • الموسوعة الفلسطينية: المجلد السادس، القسم الثاني، دراسات القضية الفلسطينية، ط الأول، بيروت 1990ص47 .

  • أحمد وهبان: العلاقات الأمريكية الأوروبية بين التحالف والمصلحة. جامعة القاهرة، مكتبة نهضة الشرق، 1995، ص 95.

  • أميرة الشنواني: السوق الأوروبية المشتركة وأزمة الشرق الأوسط، 1967 – 1973. الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1987، ص 142.

  • جلنار النمس: السوق الأوروبية المشتركة والنزاع العربي الإسرائيلي، شؤون فلسطينية، العدد، 110، يناير 1981، ص 103.

  • محمد صفوت قابل: العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والسوق الأوروبية المشتركة. شؤون فلسطينية العدد 198، سبتمبر، 1989م، ص 82.

  • مصطفى جفال: فرنسا اليسار والقضية الفلسطينية. شؤون فلسطينية، بيروت، العدد 116، تموز 1981، ص 39.

  • لطيفة محمد سالم: أزمة السويس 1954 – 1957م، جذور وأحداث ونتائج الإسكندرية، مكتبة مدبولي،  1996، ص 151.

  • نادية مصطفى: أوروبا والوطن العربي. بيروت، ط الأولى، مركز دراسات الوحدة العربية ، 

1986، ص 64.

  • يوسف شبل: تجارة إسرائيل الخارجية. سلسلة دراسات فلسطينية، بيروت، مركز أبحاث منظمة التحرير، العدد 60، إبريل، 1969، ص 61.

:المراجع الأجنبية:

  • Unitted nations Sacurity council, SIPV 1997.

  •  John, Robert and sami Hadwi, the Palestin Diary – v – 2 – 1945 – 1948.


المواقع الالكترونية

  • تقدير استراتيجي (89)صادر عن مركز الزيتونة http://www.alzaytouna.net 

  •  (موقع رام الله الاخباري.http://ramallah.news)

  • الموسوعة المعرفية الشاملة(http://www.arab-ency.com)




https://www.mik1111.blogspot.com https://www.facebook.com/kauifi

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك