علم النفس الاجتماعي ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2020/07/11

علم النفس الاجتماعي

مدخل إلى علم النفس الاجتماعي

تلخيص: محمد الكويفي

تعريف علم النفس الاجتماعي:

       هو أحد فروع علم النفس, يدرس السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة كالاستجابات لمثيرات اجتماعية.

  • يهتم بدراسة التفاعل الاجتماعي.

  • السلوك الاجتماعي: هو تفاعل بين الأفراد, وليس من الضروري أن يكون التفاعل الاجتماعي وجهاً لوجه, فالسلوك الاجتماعي هو الذي يحدث في حضور الآخرين أو أثناء غيابهم غير أنه يتأثر بهم لأنهم يمثلون حقائق في المجال النفسي للفرد.

اهتمامات علم النفس الاجتماعي:

  1. يهتم بعملية التنشئة الاجتماعية, والتطبيع والاندماج الاجتماعي.

  2. يهتم بدراسة الجماعة وتركيبها وأنواعها وأهدافها.

  3. يهتم بدراسة المعايير الاجتماعية, والقيم الاجتاعية, الأدوار الاجتماعية, الاتجاهات النفسية الاجتماعية والرأي العام.

  4. يهتم بدراسة القيادة ونظرياتها ودورها في الجماعة.

أهداف علم النفس الاجتماعي:

  • محاولة فهم السلوك الاجتماعي.

  • تطبيقه كعلم في شتى مجالات التنظيم الاجتماعي.

أهمية علم النفس الاجتماعي في مجالات الحياة:

  1. في التربية والتعليم: المدرسة كمجتمع مصغر يتعلم الطالب كيف ينشأ علاقات إيجابية مع زملائه, ومدرسيه, والمدير...

  2. في الصحة النفسية:

  3. في الإعلام والعلاقات العامة: بهدف التأثير على سلوك الفرد والجماعة من خلال توعية الجماهير, وكذلك رفع الروح المعنوية, وكذلك فه الرأي العام والتأثير فيه.

  4. في الإدارة والإنتاج: التفاعل الإيجابي داخل المؤسسة بما يسهم في تحسين الإنتاج.

  5. في القوات المسلحة: تنظيم القوات, فرزهم حسب قدراتهم وميولهم, الحرب النفسية, سيكولوجية القيادة النفسية, رفع الروح المعنوية، التعامل والعلاقات بين تلك الفئة.

  6. في الشرطة: كسر الحاجز بين الشرطة والشعب, علاقات الاحترام والمساعدة, وكذلك سيكولوجية القيادة.


مكونات السلوك الإنساني:

السلوك الإنساني= وراثة + بيئة + دوافع

فالوراثة تلعب دوراً في نقل الخصائص والصفات من الآباء إلى الأبناء، وبعض هذه الصفات تعتبر صفات ظاهرة مثل: لون البشرة، الطول، وأخرى غير ظاهرة مثل: الذكاء، بعض السمات الانفعالية.ولكن يمكن القول بأن الوراثة تلعب دوراً هاماً في صياغة السلوك الإنساني، وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:" تخيّروا لنطفكم فإن العرق دساس".

والبيئة أيضاً لها دور كبير في تشكيل السلوك الإنساني، وحينما نتحدث عن البيئة فإننا نقصد كل ما يحيط بالفرد من الأسرة، والمدرسة، وجماعة الرفاق، وبيئة العمل، والبيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية،حتى أن المناخ يؤثر في سلوك الفرد فمن المعروف أن معدلات الجريمة تزداد بشكل ملحوظ في فصل الصيف عن فصل الشتاء.                                         

       أما الدوافع فتلعب دوراً هاماً في السلوك الإنساني، وهناك ثلاثة دوافع رئيسية هي: دافع المال، ودافع النساء، ودافع السلطة، وتلك الدوافع يسعى الإنسان لإشباعها، ولكن يبقى السؤال المهم هو كيف؟


مناهج البحث في علم النفس الاجتماعي


تهدف مناهج البحث في علم النفس الاجتماعي إلى اكتشاف العوامل والأسباب التي ينجم عنها السلوك الاجتماعي مما يؤدي إلى اكتشاف القوانين العلمية التي تفسر الاستجابات الاجتماعية؛ مما يساعد في فهم السلوك الاجتماعي للفرد والجماعة, والتنبؤ به وضبطه إلى أقصى درجة مختلفة.

ويجب أن يكون الباحث واقعياً فلا يميل إلى تضخيم عمله , وألا يتحمس أكثر من اللازم , وألا يذهب في اتجاه التقليد وعدم الجدوى في الدراسة.


المنهج التجريبي:

          يعتبر المنهج التجريبي أدق مناهج البحث في علم النفس , ويسير المنهج التجريبي وفق الخطوات التالية: (ظاهرة, مشكلة, هدف, فروض, تجربة, نتائج, حقائق, قوانين, نظرية)

ويعتبر المنهج التجريبي أفضل المناهج في البحث, وذلك للأسباب التالية:

  • أنه يُستخدم أساساً لمعرفة العلاقة السببية بين متغيرين أو أكثر.

  • أقرب المناهج إلى الموضوعية  بعكس منهج الاستبطان الذي يعاني من الذاتية.

  • يستطيع الباحث الذي يتبع المنهج التجريبي السيطرة على العوامل المختلفة التي تؤثر على الظاهرة السلوكية.

  1. تدور الدراسة حول ظاهرة نفسية اجتماعية حولها علاقات استفهام, ويحيط بها الغموض وتحتاج إلى تفسير مثل ظاهرة القيادة وظاهرة جناح الإحداث.

  2. ثم تبرز مشكلة الدراسة ويجب تحديدها على أساس تعريف وبلورة الظاهرة بوضوح وتنبع المشكلة من الشعور بصعوبة ما, فإذا تسببت بعض الأشياء في إحداث حيرة وعدم ارتياح يؤدي إلى أرق في حالته العقلية, فإن الشعور بالمشكلة هو الذي يثير البحث.

  3. صياغة الأهداف  ( smart objective ):

بحيث يكون في الهدف المواصفات التالية ( دقيق, قابل للقياس, قابل للتحقيق, واقعي, مرتبط بوقت)

  1. الفروض: وهي مرحلة تهدي الباحث إلى استكشاف الحقائق العلمية التي تحقق الفروض التي يفترضها أو لا تحققها-  تثبتها أو تنفيها- , والفرض عبارة عن تفسير محتمل للظاهرة, والفرض تكهن مؤقت وتخمين ذكي يقف بالباحث على حافة المجهول ويستحثه على استجلاء غوامضه.

ومن الظروف التي تساعد إعداد الفروض سعة وثراء المعرفة. وعلى الباحث أن يصوغ فروضه في ضوء معقولية التفسير.

أنواع الفروض : 

  1. فرض صفري.   ب - فرض بديل: (موجه غير موجه)

  1. ثم تأتي التجربة وتهدف إلى تحقيق فروضه كلها أو بعضها, وتهدف أيضاً إلى قياس مدى التغير الذي يطرأ على أحد العوامل نتيجة التدخل, ويبدأ الباحث باختبار قبلي  pre- test, وذلك بتصميم استبانات ومقاييس متقنة وصادقة وثابتة.

وبعد التجربة يتم عمل اختبار بعديPOST- TEST بحيث يكون أي تغيير قد طرأ ناتجاً عن الإجراءات التجريبية.

ومن الاختبارات الشائع استخدامها الاختبارات الإسقاطية ( تفهم الموضوع -الرورشاخ)


عينة:

  1. ضابطة .

  2. تجريبية.

وقد يستدعي الحال إجراء دراسة استطلاعية pilot study لإكمال نواحي القصور في التصميم التجريبي.

وهناك متغيرات: وهي كما يلي:

1- متغير مستقل: وهو المتغير الذي يقوم الباحث بضبطه والتحكم به, وهو الذي يؤثر في المتغير التابع.

2- متغير تابع: وهو المتغير موضوع التجربة, ويلاحظ التغير الذي يحدث عليه نتيجة التغير بالمتغير المستقل.

3- متغير دخيل أو غريب: وهي متغيرات يمكن أن تؤثر على المتغيرات التابعة , والتي يتم إبطالها وتحييدها.

وفي نهاية  التسلسل بالمنهج التجريبي نصل إلى النتائج والتي عادة ما تثبت الفروض أو تنفيها.

ملاحظة: قد يصيب تطبيق بعض التجارب على الحيوانات نتيجة صعوبة تطبيقها على الإنسان ولكن لها محاذير.



المنهج الوصفي:

         يهدف إلى جمع أوصاف دقيقة علمية للظاهرات الاجتماعية في وصفها الراهن, وإلى دراسة العلاقات التي توجد بين الظاهرات.

ومن أهم طرق المنهج الوصفي:

  • الملاحظة العلمية: 

ومن الجيد أن يلتحم الباحث مع الجماعة كأن يعمل معهم أو يسكن معهم حتى يكسب ثقة الأفراد. وهناك أنواع من الملاحظة:

  • الملاحظة الخارجية المنظمة: حيث يقوم الباحث بملاحظة السلوك المنوي دراسته وتسجيل كافة الملاحظات على الشخص أو الجماعة المفحوصة، ويحسن أن يقوم بالملاحظة أكثر من باحث حتى إذا أغفل أحدهما أمراً يتداركه الآخر

  • الملاحظة الداخلية : ويقوم الشخص بالتأمل الباطني لذاته, وهي ليست موضوعية, واستخدمت في بدايات ظهور علم النفس.

  • الملاحظة العرضية أو العفوية: وهي تأتي بالصدفة, فإنها تكون سطحية وليست دقيقة وغير علمية

كما ويشتمل المنهج الوصفي على:

  1. الدراسات المسحية.

  2. دراسات العلاقات المتبادلة.

  3. الدراسات التطورية.

  1. الدراسات المسحية:

         وهي محاولات لجمع أوصاف مفصلة عن الظاهرة بقصد استخدام البيانات لتأييد الظروف أو الممارسات الراهنة.

  1. دراسة العلاقات المتبادلة: 

           ويوجد منها ثلاثة أنماط وهي:

  1. دراسة حالة.

  2. الدراسات المقارنة.

  3. الدراسات الارتباطية.

  1. دراسة الحالة:

       وتمثل نوعاً من البحث المستعمق عن العوامل المعقدة التي تسهم في فردية وحدة اجتماعية ما

  1. الدرسات المقارنة:

       وهي تركز على كيف ولماذ تحدث الظاهرة , والباحث يبحث عن العلاقات وأوجه التشابه والخلاف بين المواقف العديدة .

  1. الدراسات الارتباطية: 

       وتركز على استخدام الطرق الارتباطية التي تهدف إى استكشاف حجم ونوع العلاقات بين البيانات , أي إلى أي حد يرتبط بالمتغيرات أو إلى أي حد تتطابق تلك المتغيرات.(موجبة طردية – سالبة عكسية – صفرية لا يوجد علاقة )

  1. الدراسات التطورية:

           وهي تتناول الوضع القائم للظاهرات والعلاقات المتداخلة بين بعضها البعض, وكذلك التغيرات التي تحدث نتيجةً لمرور الزمن, فهي تصف المتغيرات في مجرى تطورها خلال مدة زمنية معينة, وترصدها وتحللها, ويتبع ذلك إحدى طريقتين:

  1. الطريقة الطولية.

  2. الطريقة المستعرضة.




  1. الطريق الطولية: 

          وهي من أقدم طرق البحث, ويتبع الباحث عن طريق الدراسة والملاحظة والوصف تقدُّم النمو لدى نفس الأفراد والجماعات في أعمار مختلفة, مستخدماً نفس الأفراد ونفس الاختبارات التي تقيس التغيرات, وهذه الطريقة تستند إلى الملاحظة بشكل كبير.

من إيجابياتها أنها تعطي نتائج دقيقة, ومن سلبياتها أنها تستغرق مدة طويلة وهي مكلفة مادياً, وتتطلب جهداً كبيراً, إضافة إلى احتمالية فقدان أحد أفراد العينة.


  1. الطريقة المستعرضة:

         وفيها يلاحظ الباحث ويقيس متغيرات أقل على أفراد وعينات ممثلة وجماعات في سن معينة, وتعتمد هذه الطريقة أكثر ما تعتمد على الاختبارات والمقاييس, وتؤخذ عينات أخرى من الأفراد في سنوات أخرى, ويتبع معها نفس الطريقة, ويمكن أن يتم هذا في وقت واحد, أي تؤخذ جماعة ممثلة في سن معينة مثل 10 سنوات, وجماعة 11 سنة, وجماعة 12 سنة ثم تجري عليها الدراسة.

ومن إيجابياتها أنها أقل تكلفة في الوقت والمال والجهد, ومن سلبياتها أنها أقل دقة من الطريقة الطولية.


  • أخلاقيات البحث في علم النفس الاجتماعي:

  1. وضع القيم العلمية والأخلاقية في الحساب عند تخطيط البحث.

  2. إعلام المشتركين في البحث والحصول على قبولهم وموافقتهم قبل إجراء البحث عليهم

  3. الإفصاح عن طبيعة البحث وهدفه للمشتركين.

  4. المحافظة على شخصيات المشتركين في البحث, وعدم دفعهم إلى القيام بسلوك يقلل من احترامهم لذواتهم.

  5. المحافظة على سرية المعلومات لدى المشتركين.

  6. المحافظة على صحتهم النفسية والجسمية وعدم تعريفهم للتوتر والضرر.

  7. احترام المعتقدات الدينية للمشتركين في البحث وعدم المساس بها.

  8. احترام حقوق المشتركين في الجماعات الضابطة ( بالدراسة التجريبية) وعدم اهتمام انتفاعهم بالبحث



https://www.mik1111.blogspot.com https://www.facebook.com/kauifi

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك