• في ظل المعاناة والوضع المؤلم جدا في قطاع غزة والذي يعاني منه الشباب بشكل خاص بدأت تطفو على السطح الكثير من المؤسسات والمراكز التي تخصصت في تجارة الوهم "بيع الوهم" والتجارة في أحلام الشباب دعني اوضح لكم بعض صورها
- من فترة بعيدة ظهرت أولى صور بيع الوهم من خلال تجارة العملات الالكترونية والتي بدأت من سنوات من خلال دورات الفوركس وتبادل العملات والتي تبنتها بعض المؤسسات الكبيرة ولا أخفي صدمتي عندما عقدة نقابة المهندسين وبعض الجامعات والمؤسسات دورات للتعامل بالفوركس بينما كانت معظم دول الجوار تصدر قوانين مشددة للتعامل بالفوركس ثم تطور الامر الى العملات الالكترونية مثل البتكوين وايثيريم وغيرها وليس المشكلة في عقد بعض الندوات أو الدورات لفهم هذا النظام الجديد وفهم مستقبله والذي يبدو حتى الان غير واضح ولكن المشكلة في اغراق عشرات الشباب في عملات وهمية وخسارة آلاف الدولارات نتيجة وعود وهمية ومواقع وهمية ، ثم تطور الامر الى طرق نصب أخرى مثل التسويق الهرمي والتسويق الشبكي . وللتوضيح ان معظم من كان لهم نصيب من الربح من هذا المجال كان نتيجة لخداعه لاصدقائه واقاربه واقناعهم بالاستثمار فاستفاد هو بينما هم خسروا بالمجمل حجم الخسارة لقطاع غزة من هذه المعاملات كان اكبر من الربح .
- صورة ثانية لبيع الوهم حين أطلقت عشرات مراكز التدريب دورات التجارة الالكترونية والتسويق وخاصة Drop shopping مع وعود بدخل شهري يتجاوز 500 دولار والحقيقة ان فرص الربح قد تكون قريبة من المقامرة دون اي ضمانات ، هذه المراكز تبتعد جدا عن طرق التسويق الرقمية الحقيقية من خلال المتاجر الالكترونية والتي انتشرت بشكل كبير في دول الخليج خلال العامين السابقين لتخلق عشرات من فرص العمل في البرمجة والتسويق والتصميم واعداد الخطط و تحسين seo وكتابة المحتوى الترويجي و التسويق من خلال السوشيال ، وكلها تعتبر مهام مطلوبة على مواقع العمل عن بعد . ولكن مراكز التدريب تركت كل هذه المجالات الواعدة واتجهت الى طرق ربح ملتوية وغير حقيقية.
-الوهم الاخر هو العمل عن بعد وريادة الاعمال ، وللأسف هو اكثر الامور الكارثية على شبابنا لقد اقنعت مراكز التدريب والحاضنات الشباب ان العمل الحرفرصة يجب ان نستغلها وهذا حقيقي ولكن اقنعت الشباب ايضًا أن الأمر سهل ويسير يمكن الحصول على دورة 20 ساعة أو 50 ساعة وتنطلق الى عالم الربح من خلال مواقع العمل الحر، وللأسف الامر كارثي تخيل ان المدرب نفسه يعاني جدا لينافس على مواقع العمل الحر وحجم المنافسة كبير جدا والمهارات المطلوبة عالية جدا غالبا ، والمنافسة غير مقيدة بفئة محددة اقصد ان هذا الطالب بعد 20 ساعة تدريب عليه ان ينافس شخص لديه 5 سنوات خبرة في مجال العمل، سوف يعاني جدا لفهم احتياجات الزبون والقدرة على التواصل وسوف ينتهي غالبا ببذل جهد حقيقي ضخم او الفشل ، الأكثر كارثية هي ريادة الاعمال لقد نشرت الحاضنات ثقافة العمل على فكرة بسيطة واذا كنت لبقًا كفاية وأقنعت بعض الممولين بفكرتك وقدمت عرض جيد وقمت بتحسين أسلوب عرضك وصوتك و وقفك وتصفيفة شعرك ولمعة حذاءك فسوف تحصل على تمويل يتجاوز آلاف الدولارات وللاسف كل ما يتم تقديمه مشاريع تقليدية ولا يوجد اي افكار ابداعية ولا يوجد حتى مهارات شخصية مميزة لذلك حتى الان لا يوجد نتائج ويوجد تخبط وبدل تنمية مهارات الشباب يقضي الشباب عشرات الساعات التدريبية في مهارات العرض والتواصل والكتابة التقارير وما فائدة ذلك بدون مشروع حقيقي وبدون مهارات وبدون تعليم عالي .
- المصدر الاخير للوهم هو الطرق الغير شرعية وللأسف في ظل اوضاع غزة الغير قانونية فقد طفت الكثير من الطرق للاحتيال واصبحت مصدر دخل بدل العمل الشرعي ، نذكر منها انتشار اساليب خداع اعلانات جوجل، وخداع مواقع الشراء مثل امازون وعلى بابا ، والتعامل بادوات دفع غير شرعية او الشراء مع استعادة الاموال او الاحتيال على مواقع دعم المشاريع الصغيرة أو خداع شركات السياحة والسفر والفنادق وكلها طرق غير شرعية تعتمد بالاساس على السرقة وللاسف فنجاح عشرات الشباب وتحقيق عائدات خيالية شجع الكثير من الشباب على ترك العمل الحقيقي والاتجاه الى هذه الطرق طمعا في الربح السريع ، وللأسف عدم عمل الحكومة بأي شكل على توعية الشباب او محاربة هذه الظاهرة شجع جدا على انتشارها.
في النتيجة امامك اتجاهين للربح لا ثالث لهما بعدين عن كل مراكز الاحتيال في غزة ، اما الطرق الغير شرعية وهي تحقق ربح سريع غير شرعي وغير دائم وهو كأي نوع من انواع السرقات، والطريقة الثانية العمل الجاد والدراسة والتطور بشكل كبير جدا في مجالك حتى تنافس في سوق العمل الحر وريادة الاعمال والشركات الخاصة .
فرص العمل كبيرة جدا والمستقبل واعد جدا ولكن المنافسة أكبر وسوق العمل رغم حجمه الضخم فالمنافسة جدا كبيرة وتتجه اكثر الى التخصص الدقيق والمهارات العليا ، سوف ينافسك مدرسك ومدربك وكل المحترفين ولن يترك لك سوى الفتات ، فاما ان تنافس او تندثر
في النهاية الصورة ليست سوداوية والامور في مجال تكنولوجيا المعلومات رائعة خاصة لأصحاب المهارات ، فدول المنطقة تحقق قفزات رائعة في اتجاه الانفتاح على تكنولوجيا المعلومات فاتحة اسواق كبير للعمل خاصة في الخليج والسعودية ولكن يجب ان تدرك ان ما تسمعه في دورات التدريب وفي الحاضنات ليس الصورة الكاملة ، صحيح مهم ان تعرض مهاراتك بشكل رائع ولكن الاهم ان تمتك مهارات اكثر روعة. تمنياتي للشباب بالتوفيق وتمنياتي في بداية العمال الدراسي بالمزيد من الاهتمام بالتعليم الجامعي لتحقيق كفاءات ومهارات قادرة على المنافسة
أ.ابراهيم الحلبي