*خطة دون ثورة: لا يحاول رئيس الأركان حرف عجلة القيادة وغير مستعد لتحدى المنظومة.*
الون بن داڤيد| الهدهد| ترجمة سعيد بشارات
وضع أڤيڤ كوخاڤي خطة لحل أزمة القوى العاملة الشديدة في الجيش الإسرائيلي ، لكن ليس لديه فكرة عن من سيكون رؤسائه وما إذا كانوا سيدعمونه ، خاصة في الميزانية ، لإجراء التعديلات اللازمة
ألون بن ديفيد المحلل والمراسل العسكري للقناة 13 والكاتب في موقع معاريف ، تحدث في مقاله الأسبوعي عن خط كوخافي والعقبات التي تمنعه من التحرك وحرف مقود الجيش للإتجاه الذي يجب أن يكون عليه فقال : "ما الذي يجب تغييره في الثقافة التنظيمية للجيش الإسرائيلي من أجل أن نحسم في المعركة المقبلة؟" سأل رئيس الأركان ، أڤيڤ كوخافي متوجهاً بسؤاله بنهج غير عادي لجميع المناصب الدائمة في الجيش الإسرائيلي. إنه يعرف بالفعل إجابات السؤال ،كما تمت صياغتها في سلسلة من تقارير المراقبين المقدمة في السنوات الأخيرة: الجيش الإسرائيلي في خضم أزمة قوى بشرية حادة بين صغار الضباط والمنسقين ، وتطورت فيه اخطار لا يوجد تقارير صارمة عن حقيقتها، لكنها موجودة ويجب اقتلاعها.
خلال اسبوعين سوف يجمع كوخافي هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في ورشة عمل حول الخطة المتعددة السنوات المقبلة - "تنوفا" ، حيث يأمل أن تتم الموافقة عليها من الحكومة القادمة .
كوخافي يعزز مركزية مفهوم الحسم باعتباره الإنجاز المطلوب في أي صراع قادم، تركز خطته على تحسين فعالية وقتالية قوات الجيش الإسرائيلي وبناء قدرات قتالية متعددة الأبعاد.
الهدف الذي حدده رئيس الأركان لكل صراع ، والذي تستمد منه خطط بناء القدرة والخطط العملياتية ، القضاء على القدر الكافي من قدرات العدو وازالة تهديد الصواريخ للجبهة الداخلية.
كخطوة أولى ، يزيد كوخافي من الوحدات التي تعتبر رأس حربة، لكنه يريد أيضًا إضافة القدرات القتالية بأبعاد إضافية: سايبر ، حوامات ، ليزر وحتى الفضاء.
"متعدد الأبعاد"، مفهوم سوف نسمع الكثير عنه في السنوات المقبلة ، إنه في قلب التحول الذي يحاول رئيس الأركان قيادته.
تم تعيين ثلاثة قادة لتنسيق العمل لورشة العمل - قائد القوات الجوية والذي يعمل على تحسين الضربات النارية من الجو، قائد القوات البرية في المناورة الهجومية ، ويركز قائد القيادة الجنوبية العمل على الجهد الدفاعي.
لا توجد ثورة في خطته ، كما كان يفعل في أدواره الأخيرة. لا تتحدى الخطة المفاهيم الأساسية لقوة الجيش الإسرائيلي ولا تحاول تقويض الاتفاقيات التقليدية ، ولا يحاول كوخافي حرف مقود حاملة الطائرات الضخمة "الجيش الإسرائيلي" إلى منعطف حاد ، بل يتعامل فقط مع إصلاحات وتحسينات مطلوبة.
لكن كوخافي يعرف أيضًا أن الاستراتيجية والتكنولوجيا لا تجلب وحدها النصر في الحرب ، بل إن المسؤولين عن النصر هم القادة أولاً وقبل كل شيء ، و هنا يوجد حاجة للثورة وبسرعة. إن نموذج الجيش الدائم الجديد ، الذي دخل حيز التنفيذ قبل حوالي أربع سنوات ، تسبب بأزمة خطيرة في الحافزية لدى الجيش - من الوحدات القتالية إلى أنظمة الاستخبارات عالية الجودة ، لا سيما في الوحدات الأقل شهرة.
باسم التخفيضات ، تم وضع نموذج لا يضمن فيه الجيش الإسرائيلي أفقًا لخدمة أي ضابط ، إلا إذا اجتاز "بوابات الخروج" كرائد في سن 27 أو كضابط برتبة مقدم في سن 35. ونتيجة لهذا السباق العقبة ، يتقاعد ضباط برتبة رائد ومقدم جيدون بأعداد تنذر بالخطر ، وهذا أثر على الفور على الضباط والجنود تحتهم.
أضيف إلى هذا تآكل كبير في أجور الخدم. انخفض متوسط الراتب في الجيش الإسرائيلي بشكل ملحوظ مقارنة بالمتوسط في الخدمة العامة ، ومن الصعب للغاية إقناع الشباب بالبقاء في الخدمة بدون أجر وبدون أمن وظيفي ودون مكانة.
اضف الى ذلك أن الجيل الشاب الجديد الذي يلتحق بالجيش لا يعرف طريق المستودعات الا اذا لجأ الى جوجل، كما أنه مرتبط جداً بوالديه، بحيث لا يفارقهم، ويأتون اليه دائماً ليجلسون الى جانبه، لذلك يُنتظر من كوخافي أن يحدث ثورة، لم تحدث الى اليوم لغياب من يقوده ولغياب الميزانية، التي لا يعرف كوخافي كيف ستكون.
تحليل ورد محمود مرداوي
*خريف الفصول الأربعة*
✍🏻محمود مرداوي
الهدهد
كأن المقاومة حالة ثابتة مستقرة، تتلقى ولا تبادر، في خطوة غلب عليها الاستعراض والتخويف تدخل في الحرب النفسية قائد المنطقة الجنوبية ورئيس قسم العمليات في جيش الاحتلال أبلغ رئيس الأركان بأن الجيش استكمل خطة الفصول الأربعة التي تبناها رئيس الأركان، وأصبح الجيش مستعداً تحت السلاح لتنفيذها، والتي تقوم على إعداد عشرات الكتائب المقاتلة في كل التخصصات البرية والبحرية والجوية ، وتأهيل كل القيادات من قائد الفرقة حتى آخر ضابط في الكتائب المخصصة، تنتظر أمر التنفيذ لخوض معركة شعارها السحق دون الغرق في مستنقع غزة والتي تعتمد قتل أكبر عدد من مقاتلي المقاومة، وعدم الانتظار داخل غزة بعد الانتهاء من المهمة القتالية .
هذه الخطة تهدف لمنع المستوى السياسي من ترديد الادعاء بعدم إمكانية سحق حماس دون المكوث أشهر طويلة داخل القطاع ، وأن هذه الخطة (الفصول الأربعة) تأخذ بعين الاعتبار خطة المقاومة الدفاعية التي تقوم على الإغراق في وحل غزة ثم التعامل من خلال العبوات والأنفاق والكمائن والدشم والمنازل للتصدي للقوة المحمولة والراجلة في محاولة لاستنزافها وإسقاط أكبر عدد من القتلى والأسرى فيها .
هذه الخطة لم تكن الأولى ولا الأخيرة، سبقتها خطط عديدة (تيفن، كيشت1، وكيشت2، جدعون) وغيرها التي هدفت لإعادة بناء الجيش وتصميمه لمواجهة لمستجدات والتحديات ، أخذت مساحة زمنية أكبر وبُذل عليها نفقات أضخم بكثير، وعند التنفيذ عجزت عن إعطاء أجوبة شافية للتحديات التي يواجهها الجيش من حيث المعدات لم تكن ملائمة والجندي مؤهل كما يجب فيما ينتظر في الميدان، لأن المؤسسة العسكرية وقيادتها تفترض أن خطط المقاومة واستراتيجياتها وتكتيكاتها في مواجهة العدوان ثابتة ولا تتغير .
وفي ساعة الصفر وعند لحظة الحقيقة تقع المفاجأة وتُشكل اللجان.
إن المقاومة الفلسطينية وهي تسمع في خطة الفصول الأربعة لا تجزم أن هذه خطة الجيش الذي ينوي تنفيذها في حال وقوع الحرب، فليس من الحكمة البوح بها ، وأهم مستخلصات حرب 2014 وتوصياتها إحداث المفاجأة، وهذا يقتضي السرية والمباغتة ، والحديث عن الفصول وتفاصيلها يتنافى مع هذه التوصية .
ثم سرعة تنفيذ المهمات مرتبطة في تحقيق الأهداف، فما هي إذن الأهداف التي ستحققها هذه الفصول ؟
حتى تحاكم بالنجاح والفشل بناءً عليها باستثناء الاندفاع السريع داخل القطاع وقتل عدد كبير من المقاومين ، لا تتمنوا لقاء العدو ولكن إذا استُنفرتم فانفروا ، لكن المقاومة باعتقادي لمواجهة الفصول الأربعة تتمنى وقوعها ، لانتظار القوات المندفعة واستقبالها كما يجب بالطريقة التي لم تخطر على بال قائد فرقة غزة ومسؤول العمليات في الجيش .
إن الحروب التي خاضها العدو في الماضي اعتمدت على الإنذار المبكر ومحاولة نقل القتال داخل القطاع ، والحسم السريع.
هذا الإنذار لم يضعهم في صورة نوايا وتصورات وخطط المقاومة، ولم يمنحهم المعلومات الدقيقة عن أهداف حيوية ومواقع استراتيجية تؤثر على مجرى الحرب والقدرة على استمرارها وضبط إيقاعها وإدارتها فلم تُنقل المعركة إلى أرض غزة ولم تُحسم سريعاً، فالعصف المأكول دامت 51 يوماً.
كل الحروب استهدفت المقاتلين وحاول العدو الاندفاع، ولكن تم التصدي لهذه المحاولات والتأثير على مسارها ومنع تعمقها وتحقيق أهدافها، فما الذي يجعل قوات الفصول الأربعة تتميز عن القوات الخاصة في الألوية الخمسة المقاتلة ؟
إن كي الوعي الذي أحدثته المقاومة الفلسطينية عميق أخاديد حُفرت في العقل الصهيوني الرسمي والشعبي في الواقع عملياً وعلى مدار المواجهات والمعارك الماضية ، فمن السذاجة أن يعتقد قادة العدو بالمقابلات الصحفية مع قيادات الجيش كي وعي المقاومة الفلسطينية وتخويفهم من خلال الحرب النفسية التي يشنونها.
إن الشعب الفلسطيني والجمهور الصهيوني يصغي للمقاومة التي نفذت في الآونة الأخيرة كل ما وعدت به وصدقت في كل ما أعلنت عنه، فهي تتحدث عن مشاهد ستُجفف الدماء في عروق الصهاينة إذا ما تجرؤوا على خوض المعركة، وسيرون الأهوال ، والحروب في طبيعتها مشاهد صعبة ودماء لكن دماء الفلسطينيين الزكية ستنزف لا محال فداءً لفلسطين وفي حرب التحرير لاستعادتها، إن لم يكن اليوم دفاعاً فستكون غداً مبادرةً وهجوماً.
بينما العدو الذي وعد شذاذ الآفاق واستجمعهم من كل مكان على أن أرض فلسطين أرض العسل واللبن سيدفع الثمن غالياً مضاعفاً دماء وأشلاء نتاج هذا التضليل والتحريف عندما اغتصب فلسطين واعتبرها وطناً لهم على حساب الفلسطينيين.