شرح عملي للتخطيط للعام 2019 ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2019/07/28

شرح عملي للتخطيط للعام 2019



للاطلاع على الجزء الأول، اضغط هنا

خطوات التخطيط
قبل الشروع في شرح خطوات التخطيط، تجدر الإشارة إلى نقطة هامة أثناء عملية التخطيط وهي عدد الأهداف. من المهم جدا التأكيد على أنه ليست العبرة في عدد الأهداف بل في نوعيتها ومدى نجاحها في تحقيق ما يحلم به الإنسان. وهذا يجعلنا نذكر بضرورة عدم الإكثار من الأهداف الفرعية، فلا ينبغي أن يكون لنا 10 أهداف فرعية مثلا..ربما 3 أو 5 أهداف تكفي. وربما كانت هناك أهداف قصيرة المدى وهناك أهداف طويلة المدى خلال العام الواحد، فينبغي أيضا مراعاة ذلك. أي أنه يمكن أن تكون هناك أهداف فرعية لكن في حال أنها كانت قصيرة الامد او صغيرة مع ضرورة أن تكون الأهداف في جميبع الأحوال مرتبطة بالهدف العام. بالنسبة للهدف العام، فالأفضل أن يكون هدفا واحدا، أو هدفين على الأكثر وذلك لضمان تحقيق الهدف العام بشكل مرض.
هذه الخطوات سوف توضح لنا بشكل متسلسل كيف نخطط للعام المقبل أو لأي مشروع والخطوات هي:
أولا: الهدف العام
يجب أن نفكر في الهدف العام من الخطة السنوية. ربما يكون الهدف العام هو هدف ممتد لسنوات وليس شرطا أن يكون لمدة سنة واحدة. أو ربما يكون امتدادا لهدف سابق. المهم هو أن يكون ثمة هدف عام لخطة 2011.
الهدف العام ينبغي أن يكون عامّا (مثل الذي فسر الماء بالماء!)..أي أن مثل هذا الهدف لا يتحقق خلال يومين مثلا! فهدف مثل قراءة كتيب يتكون من 30 صفحة في عام كامل هذا ليس هدفا عاما على الإطلاق!
اجلس على مكتبك أو فوق مكتبك أو امام مكتبك أو على شاطئ البحر أو أي مكان ترى أنه يساعدك في عملية العصف الذهني (هل حدثتكم عن العصف الذهني؟ ذكروني أن أفعل إن لم أكن فعلت مسبقا!) ثم ابدأ في التأمل والتخيل. ابدأ في سرد طموحك امام ناظريك. اسأل نفسك ماذا تريد من عام 2011. هل تريد تطوير الذات؟ هل تريد زيادة الدخل السنوي؟ هل تريد تحسين علاقاتك الاجتماعية؟ هل تريد ترقية في الوظيفة؟ هل تريد السفر إلى جزيرتي “واليس” و”فوتونا” Wallis and Futuna Islands (إذا لم أكن قد حدثتكم عن هاتين الجزيرتين من قبل فهذا يعني أنني بدأت أشيخ!).
ولتسهيل معرفة الهدف العام فقد قمت باختيار خمسة أمثلة في مجالات متنوعة للهدف العام ومن ثم سيتم العمل على تلك الأمثلة إن شاء الله.
أمثلة على الهدف العام:
1-      تطوير ذاتي في المجال الأدبي والإجتماعي
2-      تطوير قدراتي في مجال الحاسوب
3-      زيادة دخلي السنوي عن العام الماضي
4-      تحسين علاقاتي مع المحيط الخارجي
5-      تطوير مهاراتي اللغوية في اللغة الإنجليزية
كما ترون، فإن الأهداف عامة، وتحتاج إلى وقت لكي يتم تنفيذها. ربما لا يكفيها عام واحد، لهذا قلت أن الهدف قد يمتد لسنوات. فمن ذا الذي يستطيع تطوير لغته الإنجليزية خلال 5 أيام (كما تحدثت تلك الكتب التي تباع على الأرصفة!).
نبدأ بكتابة الهدف العام على ورقة. وينبغي الإشارة هنا إلى أن كتابة الهدف ليس بالسهلة ولن تكون مهمة ذات دقيقة واحدة. بل أعلم جيدا أننا سنكتب ثم نكشط ثم نكتب ثم نمسح ثم نمزق الورق ونعيد مرات ومرات وقد ننصرف إلى مشاهدة لعبة كرة قدم بدلا من هذه المهاترات. هذا واقعي جدا. نحن نتحدث عن هدف لمدة عام وليس جملة ترحيبية على صفحات المسنجر أو الفيس بوك. لذلك لا تيأسوا من تمزيق الورق وشد الشعر وسكب كوب الشاي إذا كنتم قد جهزتم واحدا!
ثانيا: الأهداف الخاصة أو الفرعية
بعد أن يتم تجهيز الهدف العام ننتقل إلى المرحلة الثانية وهي تفصيل الهدف العام إلى أهداف فرعية. وهذه الأهداف الفرعية لها مواصفات خاصة تختلف عن الهدف العام. والهدف الفرعي له أهمية من حيث أنه يساعد في تحقيق الهدف العام. فلا يمكن أن يكون لك هدفا خاصا أو هدفا فرعيا لا يساهم تحقيقه في تحقيق الهدف العام. أما عن المواصفات الخاصة بالهدف الفرعي، فهي سهلة تتلخص في 5 خصائص يمكن اختصارها في كلمة SMART. هل سمعتم عنها؟ أرى ايماءات الكثير منكم تعبيرا عن معرفته بها… حسنا، حتى لو كنتم تعرفونها، فلسوف أشرحها هنا لأن ليس الكل يعرفها.
SMART: ماذا تعني؟
هذا الكلمة هي اختصار لخمس كلمات إنجليزية وهي على النحو التالي
Simple= بسيط
Measurable= قابل للقياس
Achievable= قابل للتحقيق
Realistic= واقعي
Timely bound= محدد بإطار زمني
وسوف أشرح هذه الكلمات باختصار أيضا كما يلي:
1- بسيط:
إن الهدف ينبغي أن يكون بسيطا بعيدا عن التعقيد في صياغته. أي ضع هدفا واضحا يمكن فهمه وقراءته وحفظه بحيث أن لا يكون طويلا جدا إلى حد الملل والتوهان أو قصيرا جدا إلى حد عدم الفهم التام.
مثال جيد:
قراءة 5 كتب عن علم الاجتماع
مثال سيء:
كتاب اجتماعي
كاتب هذا الهدف لا يعرف هل سيقرأه أم سيؤلفه، أم سيمزقه!
2- قابل للقياس:
أي أنه يمكن قياس تحقق الهدف من عدمه. فالأهداف عادة ما تكون غير قابلة للقياس مثل أهداف تطوير الذات وتحسين الدخل السنوي، فكيف يمكن أن تقول بالفعل طورت من ذاتي او ازداد دخلي السنوي!. ما الذي يجعلك متأكدا من ذلك؟ وهذه النقطة هامة جدا في الأهداف الخاصة، ولا يشترط أن يكون الهدف عام قابلا للقياس بنفس طريقة الهدف الخاص.
مثال جيد:
قراءة كتاب تعليم لغة إنجليزية كل شهرين.
هذا الهدف يمكن قياسه والتأكد من تحققه من حيث عدد الكتب ومن حيث المدة الزمنية أيضا. ففي نهاية العام يفترض أن تكون قرأت ستة كتب حسب الخطة، ولو قرأت كتابا واحدا فهذا يعني أنك لم تحقق الهدف المطلوب. ولو قرأت خمسة كتب، فهذا يعني أن الهدف تحقق بشكل كبير. ولو قرأت عشرة كتب، فهذا يعني…أه..يعني أنك دودة كتب وأنك لم تقدر نفسك جيدا حينما كتبت خطتك.
مثال سيء:
قراءة كتب متنوعة
هذا الهدف الخاص سيء للغاية فهو لم يحدد عدد الكتب ولم يحدد نوعيتها. هذا الهدف يقول بصراحة لو قرأت ثلاثة كتب، فالهدف تحقق، ولو قرأت عشرة كتب فالهدف تحقق أيضا، ولو قرأت جزءا من الكتاب فالهدف تحقق… لماذا؟ لأنه هدف لا يمكن قياسه! مثله مثل الطالب الذي يقول سوف أنجح في التوجيهي إن شاء الله. يعني لو حصل الطالب على 50% فقد حقق الهدف ولو حقق 90% فقد حقق الهدف. الطالب (الفهمان) والذي يختار هدفا محددا قابلا للقياس يقول، سوف أحصل في التوجيهي على معدل 90%. فلو حصل على 90% أو أقل أو أكثر بقليل فهذا يعني أن الهدف تحقق. ولو حصل على 55% فهذا يعني أن الهدف قد فشل بامتياز.
3- قابل للتحقيق:
أي أن يكون الهدف يمكن تحقيقه خلال الفترة المقترحة أو من خلال الموارد المتوفرة لدى المخطط. لا يمكن قراءة كتاب من ألف صفحة في ساعة! ولا يمكن السير بسرعة أكثر من 100 كم في الساعة سيرا على الأقدام (هذا لا يعني أنه يمكن السير بسرعة 99 كم! لكني قلت ذلك على سبيل المبالغة والمزاح السمج). كما أن معظمنا يعرف المقولة الشهيرة حينما يطلب أحدهم منا الإسراع في تجهيز الشاي فنرد عليه قائلا: هل أنا أسرع من الغاز الذي يغلي الشاي!
مثال جيد:
قراءة كتاب عن التنمية الذاتية خلال شهر مايو 2011
مثال سيء:
الجري مسافة 40 كيلو متر خلال 5 دقائق كل يوم.
من يمكنه الجري 40 كم خلال 5 دقائق؟!!
4- واقعي:
أي أن يكون الهدف مقبولا عرفا وشرعا وقانونا. لا يمكن القبول بهدف مثل شرب الخمر مثلا بسبب حرمته الشرعية. ولا يمكن لهدف مثل أن يتنفس الإنسان تحت الماء أن يكون واقعيا. أو لهدف مثل السفر عبر الزمن أن يكون منطقيا!
مثال جيد:
زيادة معدلات مبيعات المياه الغازية في الشركة بنسبة 3% شهريا لمدة عام.
مثال سيء:
المكوث بدون تنفس لمدة 3 ساعات تحت ماء البحر كل يوم خلال شهر ديسمبر 2011
هذا إن تمكن بمعجزة أن يبقى تحت البحر ثلاث ساعات كاملة، فسو يومت بعد ثوان معدودة بسبب برودة الماء في شهر ديسمبر!
5- محدد بإطار زمني:
أي أن يتم تحديد الهدف الخاص بإطار زمني محدد له بحيث لا يترك الهدف يمضي إلى ما لا نهاية ولا يمكن تحقيقه. فحينما نخطط لقراءة كتاب من 200 صفحة ولا نحدد إطارا زمنيا فهذا يعني أن قراءة الكتاب قد تبدأ في العام 2011 وتنتهي في العام 2021 أي بمعدل كتاب لكل عشر سنوات (جميل جدا هذا الهدف)! الإطار الزمني هام جدا ولا ينبغي لأحد أن ينساه أثناء التخطيط.
مثال جيد:
زراعة 20 مترا مربعا يوميا خلال شهر فبراير 2011 باستخدام طرق الزراعة الحديثة
مثال سيء:
التحدث أمام الجمهور على شاشة قناة العقيقة عن التنمية البشرية!
يا للكارثة…هذا المخبول لم يحدد المدة متى سيبدأ الحديث؟ والأدهى متى سينتهى! قد نستمع له عشر سنوات متتالية! وأيضا لم يوضح لنا هل الحديث يومي أم شهري أم سنوي أم كل قرن مرة!
أخيرا، أرجو أن تكون معايير كتابة الهدف الخاص أو الفرعي قد أوضحتها بطريقة سلسة. والسؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن الكثير منا هو لماذا نجعل الأهداف الخاصة موسومة بطريقة SMART؟ هل الهدف فقط جعلها واضحة وسلسة وقابلة للقياس والتحقيق؟ الجواب هو …كلا بالطبع…هذا جزء من الأسباب. كتابة الأهداف بهذه الطريقة جاءت لسببين هامين:
1-      تيسير عملية التطبيق
2-      تيسير عملية المتابعة والتقييم
فلا يمكن لأحد أن يراقب هدفا غير محدد بزمن أو بعدد أو بكمية أو بأي وحدة قياس. فمثلا لو كان الهدف هو قراءة كتب عن التنمية البشرية، فلا يمكن التأكد من تحقق الهدف حينما نأتي لنقيم خطتنا ونراقب آداءنا في تطبيقها. فلو قرأ المخطط كتابا واحدا في شهر واحد فقد يكون حقق الهدف ولو قرأ 20 فقد يكون حدد الهدف، ولو قرأ كتابا في سنة قد يكون حقق الهدف، ولو قرأ كتابا في عشر سنوات…إلخ.
وسنتحدث عن عملية التقييم هذه لاحقا إن شاء الله.
ثالثا:
الآن سأقوم بكتابة أمثلة عن الأهداف الخاصة لكل مثال من الأهداف العامة المذكورة آنفا.
1.       تطوير ذاتي في المجال الأدبي والإجتماعي
1.1.    قراءة عشرين رواية أدبية عربية خلال العام 2011
1.2.    قراءة عشر روايات أدبية عالمية خلال العام 2011
1.3.    قراءة خمسة كتب عن علم الإجتماع خلال العام 2011
1.4.    المشاركة في أربعة ورشات عمل أو ندوات عن الأدب خلال العام 2011
1.5.    كتابة مقالين عن القصة والرواية أو كتابة قصتين قصيرتين خلال النصف الثاني من العام 2011.
2.       تطوير قدراتي في مجال الحاسوب
2.1.    الوصول إلى مستوى متوسط في مجال الفوتوشوب والتصميم في النصف الاول من عام 2011
2.2.    الوصول إلى مستوى متقدم في برامج الأوفيس في النصف الثاني من عام 2011
2.3.    الوصول إلى مستوى طباعة عربي وإنجليزي بمعدل 50 كلمة في الدقيقة خلال العام 2011
3.       زيادة دخلي السنوي عن العام الماضي
3.1.    زيادة الدخل بنسبة 20% من خلال وظيفة إضافية (أو عمل حر..حسب الرغبة والمقدرة) خلال النصف الأول من العام 2011
3.2.    ادخار 25% من الدخل السنوي في البنك بحلول العام 2012
3.3.    تقليل النفقات المنزلية بنسبة 5% خلال العام 2011
4.       تحسين علاقاتي مع المحيط الخارجي
4.1.    تكوين شبكة علاقات مع 10 أصدقاء جدد خلال العام 2011
4.2.    القدرة على الحوار في لقاءات حوارية حول قضايا ساخنة خلال النصف الأول من عام 2011     (هذا الهدف يحتاج إلى تفصيل أكثر في الأنشطة ليصبح قابلا للقياس)
4.3.    تمتين العلاقة مع 10 أصدقاء وأقارب وزملاء سابقين خلال العام 2011
5.       تطوير مهاراتي اللغوية في اللغة الإنجليزية
5.1.    التحدث باللغة الإنجلبزية بمستو متقدم خلال العام 2011
5.2.    كتابة ونشر 10 مقالات حول الوضع الإنساني في غزة باللغة الإنجليزية
5.3.    قراءة 10 كتب وروايات باللغة الإنجليزية لادباء عالميين
5.4.    تحصيل معني كلمات بعدد 3000 – 5000 كلمة خلال العام 2011
هذه الأمثلة توضح أهدافا عامة وأهداف خاصة لكل هدف عام. وهي أمثلة كما قلت ويمكن للفرد أن يغير ويبدل فيها ويقتبس منها. في النهاية سيخرج المخطط بخطة له على مدار العام. لكن سؤالات يتصاعد في سماء الغرفة…دعوني امسك به قبل أن يتبخر. حسنا..السؤال يقول: كيف يمكن تنفيذ هذه الأهداف؟ وكيف أعرف كيفية تحقيقها؟ …جيد..هذه قصة أخرى..لتنفيذ الأهداف الفرعية يجب أن تكون هناك أنشطة لكل هدف خاص بحيث أن يعمل إنجاز هذه الأنشطة على تحقيق الهدف الخاص، ومن ثم تقوم مجموعة الأهداف الخاصة بتحقيق الهدف العام. وسوف أتحدث عن الأنشطة في القسم التالي:
https://www.mik1111.blogspot.com https://www.facebook.com/kauifi

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك