خطة كوخافي ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2019/06/15

خطة كوخافي

بعد عرض خُطته العسكرية:
*"كوخافي" والجيش في واد ونتنياهو والمستوى السياسي في واد آخر*
الهدهد| ترجمة وتحليل: سعيد بشارات

في إطار الخطة متعددة السنوات التي وضعها الجيش الإسرائيلي وعرضها قائد هيئة الأركان العامة للجيش (أفيف كوخافي) في مؤتمر عُقد خصيصاً لذلك، قال كوخافي أن الخطة الطموحة، كما وصفها تشتمل على إنشاء 20 مجموعة عمل.
والهدف منها:
- تكييف الجيش الإسرائيلي مع ساحة المعركة الحديثة وتحقيق النصر، حتى ضد المنظمات القتالية "الإرهابية" غير النظامية.
- تشمل الاتجاهات الرئيسية للخطة المتعددة السنوات المقدمة لكبار ضباط الجيش الإسرائيلي، من رتبة عقيد فما فوق، والتي تحدث عنها في مقال موسع المراسل العسكري لموقع معاريف "تال ليف رام" ، 20 مجموعة عمل تتناول مختلف القضايا.
هذه القضايا يعتقد "تال ليف رام" أنها تعبر عن نية الجيش إجراء تغيير عميق من أجل تكييفه مع ساحة المعركة الحديثة التي أرهقته سابقا،ً في حرب لبنان الثانية والتي خرج منها بلا حسم أو نصر أو حتى تعادل، في عدوانه على غزة عام 2014 والتي هي الأخرى قلبت عقيدته العسكرية ودفعت "أيزينكوت" قائد الجيش السابق، ليس فقط لتغيير آليات عمل الجيش، وإنما غير ذاته وحوله من جيش الشعب، الى جيش الوحدات الخاصة التي هي الأخرى أثبتت فشلها، لحظات قبل إنهائه منصبه كقائد للأركان في عملية خان يونس الفاشلة وفي تعاملها مع أحداث بسيطة في الضفة الغربية.
هذا التغيير العميق الذي يرغب بتحقيقه "كوخافي" يرمي من ورائه لدفع الجيش للتأقلم مع عدو مختلف تمامًا عن الجيوش النظامية التي تعامل معها في الماضي.
خلال المؤتمر (الخطة السنوية متعددة السنوات ) الذي عقدته قيادة الأركان لعرض الخطة والفهم العسكري الجديد لكوخافي، والذي نشر عنه لأول مرة في معاريف، قدم رئيس الأركان، خطته العسكرية شارحاً إياها عبر ساعة ونصف ، ومركزا على تحقيق مفهومي الحسم والنصر حتى ضد المنظمات المقاومة التي كان الجيش الإسرائيلي يحاربها، ولم يتمكن من القضاء عليها أو الحسم معها بشكل واضح في السنوات الأخيرة.

"كوخافي" كان يتحدث بلا خلفية حقيقية ثابتة متينة يستند عليها، كما كان عليه الحال مع "جادي آيزينكوت" قائد الأركان السابق، حيث كان وزير المالية موشيه كاحلون قد فتح له جيبه يغرف منه كيف يشاء و بقدر ما يريد وزيادة، لكن "كوخافي"، لسوء حظه، ما أن إستلم منصبه حتى خربت البلاد وتشتت الساسة، فلا حكومة أقيمت، ولا رئيس وزراء فعلي موجود، ولا وزير حرب يعود إليه، ولا جيش مستقر على الأرض، لذلك يتحدث وهو عاري، بلا غطاء سياسي أو مالي ولا حتى عسكري.
كل القرارات العسكرية التي تتخذ هي قرارات مصدرها نتنياهو ، وتكون موضعية لحظية، لذلك خلال المؤتمر أخبر رئيس الأركان كبار المسؤولين فيما يتعلق بمسألة الميزانية، ولأنه يعرف الحال وما آلت اليه الأمور قال مستبقاً أي إنتقاد: "أعرف المهرجين والمتهكمين الذين يسألون من أين ستأتي الميزانية ، وأنا أقول لكم - ثقوا بي ".
وطلب "كوخافي" الحائر من الضباط "المهرجين" البدء والإبداع بغض النظر عن مسائل الميزانية، مضيفًا أن صانعي القرار معه في هذا الشأن_ على افتراض ما سيكون قبل أن يكون.
وأضاف رئيس الأركان أن التغييرات والإصلاحات العميقة ستنفذ عن طريق تحويل الميزانيات داخل الجيش، وهو الصرف من الموجود حتى يأتي رئيس وزراء ووزير حرب ويجود من الموجود.
يعتقد رئيس الأركان أنه على الرغم من التغييرات التي مر بها الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة ، يجب أن يخضع هيكل الجيش التقليدي لتغيير ثوري من أجل التكيف مع قتال (المنظمات الإرهابية) ذات القدرات العسكرية العالية ، مثل حزب الله وحماس.
وفقا "لكوخافي" ، من الممكن تحقيق نصر حاسم ونصر واضح ضد هذه الجيوش "الإرهابية"، وكل ما يقوله حتى الآن على أمل ما سيكون، وهو أمر يختلف معه الكثير من قادة الجيش الحاليين والسابقين، وخاصة فيما يتعلق بقدرة القوات البرية والتي هي القادرة فقط على الحسم، وهناك من يقولون "لكوخافي" أن الضفة الغربية التي حسمت بها مخيم بلاطة، ليست لبنان وغزة، ولا يمكن الحسم فيها الا عبر التدمير الكلي، وهو أمر لا يرغب به المستوى السياسي ممثلاً بهرمه نتنياهو.
في اجتماع عقد في جليلوت، أكد "كوخافي" أيضًا على المشكلة المفهومة له ولجيشه كما يقول، المتمثلة في وجود جيش نظامي_ الجيش الإسرائيلي_  يتعامل مع الجيوش الإرهابية _ المقاومة الفلسطينية وحزب الله_، وجادل بأن مدة المواجهات العسكرية يمكن تقصيرها بشكل كبير وأنه يمكن اتخاذ قرار عسكري، حتى بدون احتلال الأراضي لفترة طويلة، وهنا ربما يلمح للحسم الجوي فقط، مع دخول بري محدود، وهو أمر يعارضه قادة كبار في الجيش والمستوى السياسي, وأثبته يتسحاك بريك في تقريره الذي انتقد جاهزية القوات البرية.

في الواقع كما يقول الجيش، تهدف الخطة متعددة السنوات أيضًا إلى التخطيط لتغيير هيكلي عميق داخل الجيش.
ويستند هذا التغير إلى مفهوم التكامل والاندماج بين الأسلحة، مع ما يسمى بالأبعاد المتعددة – وأيضاً زيادة القدرات المميتة والفعالة للقوات المقاتلة.
تتعامل مجموعات العمل المختلفة التي قدمت في مؤتمر خطة الجيش الإسرائيلي متعدد السنوات مع عدد من الموضوعات ، بما في ذلك:
مناورة_ هجوم بري_ قاتلة على الجبهة ، وحرب متعددة الأبعاد ، عندما يكون لدى قوة المناورة وسائل أكثر بكثير لإطلاق النار – بدأً من مستوى معدات المقاتلين وصولاً الى الاستخدام الأوسع للمنصات الجوية والمدفعية الدقيقة وغير ذلك الكثير.
هناك مسألة أخرى تتمثل في تعطيل وإحباط نشاطات العدو ، وبموجب هذا التصور ، يجب على الجيش الإسرائيلي تحسين القدرة الهجومية للأضرار بصواريخ العدو، التي فشلت القبة الحديدية في آخر تصعيد من التعامل معها، وبالتالي عدم الاكتفاء فقط بالوسائل الدفاعية مثل القبة الحديدية.
فيما يخص الدفاع عن الحدود يفضل الجيش الاتكال على العنصر الغير بشري، حيث يهتم الجيش الإسرائيلي بتطوير مفهوم يتم فيه استخدام التقنيات المتقدمة ، بما في ذلك الروبوتات والمركبات الذاتية، للحفاظ على الحدود، وتقليل الخسائر وسط الجنود، في المستقبل القريب ، يخطط الجيش الإسرائيلي لإجراء تجربة حول هذا الموضوع.
تتعامل مجموعات العمل المختلفة من ضمن الـ 20 مجموعة مع المجالات الأخرى المتعلقة بالحرب والتفوق الاستخباراتي، و القوى العاملة ، عبر إبقاء الأفضل في الجيش.

تعامل أعضاء الكنيست عوفر شيلح  من حزب(أزرق أبيض) وعومر بارليف (حزب العمل سابقًا) وهم أعضاء في لجنة الخارجية والأمن مع هذه القضية بتعمق في السنوات الأخيرة.
وفقًا لشيلح، فإن مشكلة التصور العسكري لكوخافي ، هي أن هذه خطة لا تتفق مع الأفكار التي وجهت مسار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثناء كتابة المفهوم الأمني المعروف باسم 2030 ، والتي لا تعتمد على المناورات البرية (المقصود بالمناورات البرية : الدخول البري للقوات).
وفقًا لشيلح، دون التزام من المستوى السياسي وتعريف مفهوم الأمن والإنجاز الذي يطلب من الجيش ، من المحتمل أن يؤدي عدم وجود تداخل في الخطط وعدم اهتمام المستوى السياسي والانخراط والمشاركة العميقة في هذه المسألة إلى نفقات ضخمة في الميزانية دون الوصول الى صياغة غرض مترابط ، وهو ما سيتم التعبير عنه في الحرب القادمة إن وقعت.

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك