د. إيهاب مسلم - استشارى الإدارة والتسويق
كيف تتجنب مشاكل الشراكة؟ الجُزء الأول
دعوني أحدثكم عن موضوع مُهِم جداً، وهو موضوع الشراكة في الشركات الصغيرة، والمتوسطة، ما مشاكلها؟ ولماذا تكون الشراكة دائماً محل خلاف وجدل؟ ما الأشياء التي يمكن أن نقوم بها، لكي نتجنب مشاكل الشراكة؟ وهي مشاكل كثيرة للأسف!
سأقوم بتقسيم الموضوع إلى 3 مراحل:
1- مرحلة ما قبل الشراكة.
2- مرحلة الاتفاق وعقد الشركة.
3- مرحلة ما بعد قيام الشركة.
دعوني أحدثكم عن موضوع مُهِم جداً، وهو موضوع الشراكة في الشركات الصغيرة، والمتوسطة، ما مشاكلها؟ ولماذا تكون الشراكة دائماً محل خلاف وجدل؟ ما الأشياء التي يمكن أن نقوم بها، لكي نتجنب مشاكل الشراكة؟ وهي مشاكل كثيرة للأسف!
سأقوم بتقسيم الموضوع إلى 3 مراحل:
1- مرحلة ما قبل الشراكة.
2- مرحلة الاتفاق وعقد الشركة.
3- مرحلة ما بعد قيام الشركة.
سنتحدث اليوم عن المرحلة الأولى.. وهي ما قبل الشراكة: ما الذي يجب أن نُفكِّر فيه حتى لا تحدث مشاكل؟
هناك 4 أسئلة عليك أن تواجهها بوضوح:
1- هل أحتاج لشريك؟
2- متى أحتاج لشريك؟
3- هل الشريك مناسب كإنسان؟
4- ماهو عدد الشركاء؟
هناك 4 أسئلة عليك أن تواجهها بوضوح:
1- هل أحتاج لشريك؟
2- متى أحتاج لشريك؟
3- هل الشريك مناسب كإنسان؟
4- ماهو عدد الشركاء؟
*** السؤال الأول: هل أنت في حاجة إلى شريك؟ هل وجود شريك يُعد أمراً مُهِماً، أم أن هذا غير مُهِم؟ لأن بعض الناس لا يسألون أنفسهم عن هذه الجُزئية البديهية.. أول شركة فكرت في إنشائها لم أسأل نفسي هذا السؤال.. ولكني قررت لسبب غير مفهوم أن ابحث عن ٣ شركاء لتكون الشركة من ٤ شركاء.. كده شكلها حلو 😊
هناك اعتقاد لدى كثيرين انه لابد من وجود من شركاء، وأنه كلما زاد عدد الشركاء، كلما كان ذلك أفضل. وقد يكون سبب هذا الإحساس أن دخول الشركة يكون مصحوباً طبعاً بمُخاطَرة، والإنسان في أوقات الخطر دائماً ما يكون في حاجة إلى أُناس يحتمي بهم، أو يئتنس بوجودهم. الخوف من البيزنس قد يدفعك للتفكير في الشراكة.. ولكن للأسف هنا تبدأ المشاكل.. فالشراكة لا تقلل المخاطرة، بل أحيانا ما يكون العكس..
أعرف شركات نشأت بين شركاء لمجرد أنهم كانوا أصدقاء وخرجت الفكرة وهم معا. هناك شركات فيها ثمانية أو تسعة أفراد، سألت أحدهم عن السبب، قال لأن الفكرة بدأت "لما كنا على الكافيه مع بعض" ، ومن ثم قررنا أن نتشارك جميعا !!!
هذا حكم على الشركة بالفشل مُنذ البداية.
وهناك مثلاً شركة ثانية كان فيها ثمانية شركاء، والثمانية كان معهم حق الإدارة والتوقيع، سواء كانوا مُجتمِعين أو مُنفرِدين، أي يُمكِن لأي واحد فيهم أن يذهب إلى البنك وأن يسحب ما شاء من أموال، ثمانية مُدراء! أي واحد يُمكِنه أن يُمثِّل الشركة أمام أي جهة، أي واحد يُمكِنه أن يمضي عقوداً مع عملاء أو عقوداً مع مُديرين. وطبعاً هذا خطأ خطير.
في حديث مع أحد اصدقائي، وهو محاسب قانوني لأكثر من ٣٠ عاما، متخصص في انشاء وإنهاء الشركات سألته عن أهم أسباب تصفية الشركات.. أجابني أهم سبب هو.. الخلافات بين الشركاء.
أحيانا يجب أن تكون الإجابة على السؤال الأول.. لا، لا أحتاج لشريك. ولكي تكون إجابتك على أسس سليمة فالسؤال الثاني سيوضح الصورة بشكل أفضل.
أعرف شركات نشأت بين شركاء لمجرد أنهم كانوا أصدقاء وخرجت الفكرة وهم معا. هناك شركات فيها ثمانية أو تسعة أفراد، سألت أحدهم عن السبب، قال لأن الفكرة بدأت "لما كنا على الكافيه مع بعض" ، ومن ثم قررنا أن نتشارك جميعا !!!
هذا حكم على الشركة بالفشل مُنذ البداية.
وهناك مثلاً شركة ثانية كان فيها ثمانية شركاء، والثمانية كان معهم حق الإدارة والتوقيع، سواء كانوا مُجتمِعين أو مُنفرِدين، أي يُمكِن لأي واحد فيهم أن يذهب إلى البنك وأن يسحب ما شاء من أموال، ثمانية مُدراء! أي واحد يُمكِنه أن يُمثِّل الشركة أمام أي جهة، أي واحد يُمكِنه أن يمضي عقوداً مع عملاء أو عقوداً مع مُديرين. وطبعاً هذا خطأ خطير.
في حديث مع أحد اصدقائي، وهو محاسب قانوني لأكثر من ٣٠ عاما، متخصص في انشاء وإنهاء الشركات سألته عن أهم أسباب تصفية الشركات.. أجابني أهم سبب هو.. الخلافات بين الشركاء.
أحيانا يجب أن تكون الإجابة على السؤال الأول.. لا، لا أحتاج لشريك. ولكي تكون إجابتك على أسس سليمة فالسؤال الثاني سيوضح الصورة بشكل أفضل.
*** السؤال الثاني: متى أكون في حاجة إلى شريك؟
أنت تحتاج إلى شريك في حالات محددة، وبأدوار معروفة:
1- الاحتياج للتمويل: فالشركة تحتاج للمال حتى تمارس نشاطها.. وإذا لم يتوفر المال أو لم يكن كافيا فقد يكون الاحتياج لشريك تفكير صائب، ولكن هنا يجب أن يكون التمويل محددا بدراسة للتكلفة المطلوبة (وهو موضوع فيديوهات لى على قناة يوتيوب). وضع في اعتبارك احتمال أن تقوم الشركة ثم يمولها أطراف خارجية بنسبة من الأرباح، ودون شراكة أو نصيب في ملكية الشركة.
2- الاحتياج لمعرفة وخبرة فنية: افتتاح مطعم يختلف عن تجارة الملابس وكل نشاط له فنياته.. شيف في مطعم يساعد على نجاح النشاط، أو مثل مشاركة طبيب لمركز طبي.
3- الاحتياج لمعرفة وخبرة في البيزنيس (إدارية): فالخبرة والمعرفة هنا مهمة لتجنب أخطاء تنجم عن قلة الخبرة.. الخبرة الإدارية مثل المعرفة بالتسويق، والإدارة المالية وغيرها من مجالات وعلوم الإدارة.
4- الاحتياج لعلاقات.. مثل العلاقات بعملاء مما يسهل البيع، أو بموردين او بعاملين في نفس المجال.. العلاقات مكون هام لأي نشاط.
هل من المُمكِن أن أكون في حاجة إلى شريك ليقوم بتصميم موقع خاص لها على الانترنت؟ الإجابة لا هنا الأفضل ان يقوم بذلك شركة أو شخص متخصص باتفاق وتنتهى العلاقة بانتهاء مهمته
مثلاً نحن في حاجة إلى مُحاسِب، فهل ينبغي أن نُشارِك مُحاسِباً؟ دائماً ما يكون هناك تخيل خاطئ عند الناس في البداية، وهو أن نقلل مصروفاتنا بأن نشارك أشخاصا بدلا من التوظيف وتكلفة المرتبات.
التوظيف أفضل لأن بإمكانك أن تفصل المُوظَّف عن عمله، ان لم يكن على المستوى المطلوب. ولكنك لن تستطيع ذلك بالنفس السهولة مع الشريك.
باختصار إذا لم يكن لديك احتياج لأي من الأدوار الأربعة المذكورة فإجابة أول سؤال: لا أحتاج لشريك. وإذا كان ينقصك دور واحد أو أكثر فأنت تحتاج للشراكة.. وهنا ننتقل للسؤال الثالث
أنت تحتاج إلى شريك في حالات محددة، وبأدوار معروفة:
1- الاحتياج للتمويل: فالشركة تحتاج للمال حتى تمارس نشاطها.. وإذا لم يتوفر المال أو لم يكن كافيا فقد يكون الاحتياج لشريك تفكير صائب، ولكن هنا يجب أن يكون التمويل محددا بدراسة للتكلفة المطلوبة (وهو موضوع فيديوهات لى على قناة يوتيوب). وضع في اعتبارك احتمال أن تقوم الشركة ثم يمولها أطراف خارجية بنسبة من الأرباح، ودون شراكة أو نصيب في ملكية الشركة.
2- الاحتياج لمعرفة وخبرة فنية: افتتاح مطعم يختلف عن تجارة الملابس وكل نشاط له فنياته.. شيف في مطعم يساعد على نجاح النشاط، أو مثل مشاركة طبيب لمركز طبي.
3- الاحتياج لمعرفة وخبرة في البيزنيس (إدارية): فالخبرة والمعرفة هنا مهمة لتجنب أخطاء تنجم عن قلة الخبرة.. الخبرة الإدارية مثل المعرفة بالتسويق، والإدارة المالية وغيرها من مجالات وعلوم الإدارة.
4- الاحتياج لعلاقات.. مثل العلاقات بعملاء مما يسهل البيع، أو بموردين او بعاملين في نفس المجال.. العلاقات مكون هام لأي نشاط.
هل من المُمكِن أن أكون في حاجة إلى شريك ليقوم بتصميم موقع خاص لها على الانترنت؟ الإجابة لا هنا الأفضل ان يقوم بذلك شركة أو شخص متخصص باتفاق وتنتهى العلاقة بانتهاء مهمته
مثلاً نحن في حاجة إلى مُحاسِب، فهل ينبغي أن نُشارِك مُحاسِباً؟ دائماً ما يكون هناك تخيل خاطئ عند الناس في البداية، وهو أن نقلل مصروفاتنا بأن نشارك أشخاصا بدلا من التوظيف وتكلفة المرتبات.
التوظيف أفضل لأن بإمكانك أن تفصل المُوظَّف عن عمله، ان لم يكن على المستوى المطلوب. ولكنك لن تستطيع ذلك بالنفس السهولة مع الشريك.
باختصار إذا لم يكن لديك احتياج لأي من الأدوار الأربعة المذكورة فإجابة أول سؤال: لا أحتاج لشريك. وإذا كان ينقصك دور واحد أو أكثر فأنت تحتاج للشراكة.. وهنا ننتقل للسؤال الثالث
*** السؤال الثالث
في حالة الاحتياج لشريك أوشركاء بدور أو أكثر من الأدوار السابقة، فهناك سؤال هام جدا بعد ذلك، هل هذا الشريك (الشركاء) مُناسِب كشخص على المستوى الإنساني؟ أم أنه غير مُناسِب؟
وهنا يجب أن تنظر إليه من عدة جهات:
1- كشخص: ماهي طباعه وسماته الشخصية والقيم التي يعطيها أهمية، وأسلوب حياته وخلقه.. الشراكة تشبه الزواج إلى حد كبير وربما تحتاج إلى دقة أكبر في الاختيار.. الشريك الكذاب الذي يدر أرباحا لأنه يكذب على العملاء، فهو غير مؤتمن وسيكذب عليك يوما ما.. الإنسان كيان متصل لا يمكن أن يكون أمينا في الشراكة وخائنا خارجها. تجنب الكذاب والأناني والعصبي والمغرور والمتهور .. لا تتساهل مع أشياء بحجة أنها خارج سياق الشراكة.. الفلوس تظهر أسوا ما في البشر.
في حالة الاحتياج لشريك أوشركاء بدور أو أكثر من الأدوار السابقة، فهناك سؤال هام جدا بعد ذلك، هل هذا الشريك (الشركاء) مُناسِب كشخص على المستوى الإنساني؟ أم أنه غير مُناسِب؟
وهنا يجب أن تنظر إليه من عدة جهات:
1- كشخص: ماهي طباعه وسماته الشخصية والقيم التي يعطيها أهمية، وأسلوب حياته وخلقه.. الشراكة تشبه الزواج إلى حد كبير وربما تحتاج إلى دقة أكبر في الاختيار.. الشريك الكذاب الذي يدر أرباحا لأنه يكذب على العملاء، فهو غير مؤتمن وسيكذب عليك يوما ما.. الإنسان كيان متصل لا يمكن أن يكون أمينا في الشراكة وخائنا خارجها. تجنب الكذاب والأناني والعصبي والمغرور والمتهور .. لا تتساهل مع أشياء بحجة أنها خارج سياق الشراكة.. الفلوس تظهر أسوا ما في البشر.
2- هدفه من الشراكة.. قد يكون هدفك التوجه لنشاط معين، هو له هدف آخر. أو يكون هدفه ضخ الأرباح في الشركة لمدة طويلة، وهدفك الاعتماد على الأرباح الموزعة. الأهداف ونقاط الاختلاف حولها أكثر من سردها جميعا هنا..
3- العلاقة وطبيعتها بالشريك: عندما تشارك عمك اوخالك اوحماك.. فسياق العلاقة العائلية سيؤثر حتما على سياق علاقة الشراكة، ولن يكون هناك تكافؤ، الدخول بشراكات مع هؤلاء محفوف بمخاطر رأيتها في حالات عديدة.. خلافات تفسد الشراكة وتفسد العلاقات العائلية.
طبعاً هو قد يكون شريكاً صامتاً، والشريك الصامت هو الذي يدخل في الشراكة دون أن يُدير نهائياً، فهو له دور تمويلي، فقط لا يتدخل في الإدارة، وفي هذه الحالة قد تكون الأمور أسهل، ولكنني أُفضِّل أن تختار حتى الشريك الصامت بدقة وبعناية، لأن مع الوقت فتتغير الأحوال وربما يخرج الصامت عن صمته!!
طبعاً هو قد يكون شريكاً صامتاً، والشريك الصامت هو الذي يدخل في الشراكة دون أن يُدير نهائياً، فهو له دور تمويلي، فقط لا يتدخل في الإدارة، وفي هذه الحالة قد تكون الأمور أسهل، ولكنني أُفضِّل أن تختار حتى الشريك الصامت بدقة وبعناية، لأن مع الوقت فتتغير الأحوال وربما يخرج الصامت عن صمته!!
*** فها نحن أتينا وسألنا أكثر من سؤال: هل نحن في حاجة إلى شريك أم لا؟ الشريك متى نحتاج إليه؟ وقد تحدَّثنا عن وجود أدوار له، وهل هو مُناسِب كشخص أم لا؟ والآن نأتي إلى رابع سؤال، وهو: كم عدد الشركاء الذين نحتاج إليهم في الشركة؟
والقاعدة هنا أنه كلما قل عدد الشركاء كلما كان احتمالات الخلاف أقل. وكما ذكرت إذا لم يكن لديك أي من الاحتياجات المذكورة أعلاه فلاداعي للشراكة من الأساس.
في أحوال كثيرة يمكن الاعتماد على موظفين لديهم الخبرة الفنية والإدارية وربما العلاقات أيضا.. ولكن ستكون التكلفة أكبر بالتأكيد.. يمكن أن تقوم بتوظيفهم ومن ثم تُقيِّم إداءهم، وتُحافِظ عليهم إن كان جيداً، أو تنهى خدمتهم لو لم يكن أداءهم كالمتوقع.. ولكن شريكك الذي يقول لك أنا فاهم، ثم تكتشف بعدها أنه مش فاهم، لن تستطيع أن تتخلص منه ، لايمكنك إنهاء خدمة شركاءك بسهولة!
هل مر بك تجارب لها علاقة بما قرأته؟
شارك بخبراتك فهي تفيد الجميع
والقاعدة هنا أنه كلما قل عدد الشركاء كلما كان احتمالات الخلاف أقل. وكما ذكرت إذا لم يكن لديك أي من الاحتياجات المذكورة أعلاه فلاداعي للشراكة من الأساس.
في أحوال كثيرة يمكن الاعتماد على موظفين لديهم الخبرة الفنية والإدارية وربما العلاقات أيضا.. ولكن ستكون التكلفة أكبر بالتأكيد.. يمكن أن تقوم بتوظيفهم ومن ثم تُقيِّم إداءهم، وتُحافِظ عليهم إن كان جيداً، أو تنهى خدمتهم لو لم يكن أداءهم كالمتوقع.. ولكن شريكك الذي يقول لك أنا فاهم، ثم تكتشف بعدها أنه مش فاهم، لن تستطيع أن تتخلص منه ، لايمكنك إنهاء خدمة شركاءك بسهولة!
هل مر بك تجارب لها علاقة بما قرأته؟
شارك بخبراتك فهي تفيد الجميع