مذكرات حرب أكتوبر
على الرغم من صدور كتب كثيرة عن حرب أكتوبر 1973 بين العرب وإسرائيل. فما زال هناك كثير من الحقائق الخافية، التي لم يتعرض لها أحد، كما أن ثمة حقائق أخرى قام بعضهم بتشويهها. أحياناً عن جهل، وأحياناً عن خطأ متعمد لإخفاء هذه الحقائق ومن بين المواضيع التي ما زالت غامضة تبرز التساؤلات التالية:
1- لماذا لم تقم القوات المصرية بتطوير هجومها نحو الشرق بعد نجاحها في عبور قناة السويس، ولماذا لم تستول على المضائق في سيناء؟!!
2- هل حقاً كان ضمن تصور القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أن يقوم العدو بالاختراق في منطقة الدفرسوار بالذات، وأنها أعدت الخطة اللازمة لدحر هذا الاختراق في حالة وقوعه؟ وإذا كان هذا حقيقياً فلماذا لم يقم المصريون بالقضاء على هذا الاختراق فور حدوثه.
3- كيف تطور واختراق العدو في منطقة الدفرسوار يوماً بعد يوم، وكيف كانت الخطط التي يضعها العسكريون تُنقَض من قبل رئيس الجمهورية ووزير الحربية؟!!
4- من هو المسؤول عن حصار الجيش الثالث؟ هل هم القادة العسكريون أم القادة السياسيون؟
5- كيف أثر حصار الجيش الثالث على نتائج الحرب سياسياً وعسكرياً؛ لا على مصر فحسب، بل على العالم العربي بأسره.
عن هذه التساؤلات يرد الفريق سعد الدين الشاذلي، ففي هذه المذكرات يعلن الشاذلي الحقيقة مجيباً على الدهشة التي أصابت الأمة حين حقق الجيش المعجزة بعبوره القناة وتحطيمه خط بارليف المنيع.
لكنه أمر بالتوقف في أوج النصر.. أأُمِرَ بالامتناع عن إكمال النص وتحرير سيناء أُمر بانتظار الهجوم الإسرائيلي المضاد لفتح الثغرة الشهيرة.
في مذكراته هذه يعلن الفريق الشاذلي ولأول مرة أن الثغرة ليست ثغرة عسكرية، بل هي ثغرة سياسية فتحها السادات لتمر منها أميركا، وليمر منها السادات وكارتر لإنجاز الهزيمة القومية الكبرى، باستسلام مصر أمام العدو الإسرائيلي الذي حوله السادات إلى حليف.. إن سعد الدين الشاذلي في مذكراته الجريئة، يسجل للعرب وللتاريخ أكثر من شهادة قائد مقاتل. كان النصر ملقى أمام أقدامه وأقدام الجنود المصريين على رمال سيناء العارية، دون أن يؤذن لهم بالتقاطه.
إنه يسجل الطلاق المأساوي بين بطولة الجندي وبين خيانة القرار السياسي. ويسجل للقارئ كيفية التفريط بدم آلاف الشهداء الذين ذهبوا لتحرير وطنهم فاستثمر السادات دمهم ليكون شريكاً ذا حقوق متساوية مع العدو الإسرائيلي في نادي المهمات الأميركية الخاصة.
للمزيد تابعني هنا ↓↓↓