إيهما احق من الاخر .. تسجيل الفلم بأسم مخرجه ام بأسم كاتبه ؟
orginal الثلاثاء فبراير 26, 2013 6:28 pm
لاحظ أن إي فلم ناجح يربطه الجمهور بأسم أبطاله من الممثلين
كما يقال مثلا فلم ال بتشينو سكارفيس او فلم الحي الصيني لجاك نيكلسون .. الخ
هذا على مستوى الجماهير والمتفرجين
اما على المستوى الرسمي في الاعلام والصحافة والمحافل الفنية والنقاد والاوساط النخبوية
يقدم الفلم بأسم المخرج كأن يقال مثلا فلم تايتنك لمخرجه جميس كاميرون او مثلا فلم الحديقة الجوراسية لمخرجه ستيفن سبيلبرغ .. الخ
بينما الجندي المجهول "السينارست " الصانع الحقيقي للفلم لاينال نصيبه
لا في الشهره بين الجماهير ولا في التواجد الاعلامي ولا في الظهور في المحافل الفنية .. بستثناءات بسيطه
حتى من حيث الاجر يعتبر الاقل اجراً مقارناً بالمخرج والممثل
السؤال هنا إيهما احق بوجهة نظرك
تسجيل الفلم بأسم مخرجه او تسجيل الفلم بأسم كاتبه ؟
أنا في رأيي الشخصي ان الفلم يسجل بأسم مخرجه هو الاحق وللتوضيح خذ هذا المثال
افترض ان لدي فلم أسميته قرية البؤساء
المشهد (1)
نهار .. خارجي .. قرية البؤساء
منظر عام لقرية ترزح تحت لهيب الشمس الحارقة .. مبانيها متهالكة
وعواصفها الرملية تحد من وضوح الرؤيا وتحمل معها اكوام من النفايات الورقية المتطايره
- يظهر تحت ظلال البيوت افواج من المشردين المستلقين تحت ظلالها
-قطع-
هذا المشهد سيكون له صورة في مخيلتي ككاتب وصورة في مخيلتك كقاريء .. لايمكن ان تتطابق ابداً
كل قاريء سيكَون صورة يرسمها في خياله عن هذا المشهد .. فلو مثلا احضرت خمسين رساماً وطلبت منهم رسم لوحة فنية
لهذا المشهد ستجد أمامك خمسين لوحة فنية مختلفة .. الرسام الماهر سوف يجعل اللوحة اكثر تعبيرياً وجذباً للمتفرجين
هذا بالضبط مايقوم به المخرج
سيقدم المشهد كما يقدمه الرسام بريشته لن يدع للقاريء فرصة الخيال والتصوٌر.. قد لايكون المشهد مطابقاً لخيالي ككاتب
ولكن في نفس الوقت قد يكون مشهد فاشل غير معبر او يكون مشهد مبهر افضل بكثير مما كان في مخيلتي ككاتب
عندما اقرأ المشهد كـقاريء على الورق .. سيكون لخيالي مهمة الاخراج
اما عندما اشاهد المشهد عبر الصورة فلن يكون لخيالي مكان .. ستعبر الصورة عن المشهد وليس الخيال من يعبر عن المشهد
خذ على سبيل المثال فلم تايتنك
لو أن سيناريو فلم تايتنك انتجته مثلا شركة انتاج عربية بأمكانيتها السنمائية المتواضعه
حتماً ان هذا السيناريو سيفقد كل مافيه من سحر وقد يكون من اسوء الاعمال الفنية وقد يكون مثير للضحك والسخرية
لولا هذا الاخراج الاسطوري لا يوجد إي فرصة لنجاح السيناريو في اي مكان
سيكون فلم عادي جدا في احسن الحالات .. إنما ابهار الصورة صنع له قيمة مؤثره على المشاهد
بدون الاخراج السيناريو لايصنع فلماً
المخرج اما ان يقتل السيناريو ويبطحه ارضاً حتى لو كان من اقوى النصوص في الكتابة
واما ان يرفعه الى عنان السماء حتى وان كان السيناريو لايوجد فيه ماهو مميز عن النصوص الاخرى
لاننسى ان وسائل التقنية الحديثه اعطت للسينما ابهار للصوره اكثر
واصبحت تساعد على تقديم مشاهد معبره ومؤثره قد تتجاوز خيال الانسان احياناً بسبب تطور التقنيات وامكانيتها
بدون هذه التقنيات لايمكن صناعة مشهد مثل مشهد انقلاب السفينة في تايتيك مثلا
وبدون مشهد انقلاب السفينة او استخدام المؤثرات التقنية فيه .. ستجد أن الفلم لايعني شيئا ولا يملك اي قيمة
سيكون على الورق اجمل من ان يخرج الى السينما
سنعود الى المشهد الخاص بقرية البؤساء الذي وضعته كمثال
إين سأجد قرية بهذه المواصفات ؟ قد احتاج الى بناء قرية خاصة من اجل التصوير في هذه القرية
وكم من الوقت احتاج لكي تهب عاصفه رميلية تحمل معها اوراق متطايره ؟ ربما لاتهب إلا في السنة مره واحده !
وكم احتاج من الكمبارس ليتم حشدهم في مواقع الظلال تحت البيوت
ستجد في النهاية ان هذا المشهد مكلف مادياً وربما يصعب تصويره بنفس مواصفات السيناريو
ستضطر نظراً للتكاليف وعدم توفر الكثير من الامور التي يحتاجها المشهد
ستضطر الى اخراج المشهد بطريقة قاتله له .. بطريقة غير معبره وعبثيه ,,
فبختصار بدلا من اضاعة الوقت وتذبير الاموال سيكون هذا المشهد على الورق افضل من اخراجه للسينما
والافضل لكاتبة ان يحوله الى رواية يقرأها الجمهور حتى لايتم ذبحها ونحرها سينمائياً
هذه المشكلة في عالمنا العربي وهي مشكلة ليست موجوده في هوليود
هذا المشهد يستطيعون تصويره في استديو لايحتاجون بناء قرية ولا كمبارس من مئات الاشخاص
ولا يتحتاجون الى انتظار عاصفة رميلية تحمل معها الاوراق ولا صرف ميزانيات كبيره
سيتم تصويره في الاستديو ... ديكورات بسيطه وخلفية خضراء تركب عليها خلفيات مصنوعه بالكبيوتر
واضافة مؤثرات ايضا بالبرامج الحاسوبية وسجد في المشهد مئات من المشرديين وهم في الحقيقة
خمسه او عشره من الكمبارس والبقية وهميين مضافين
سيخرج المشهد في النهاية كتحفه فنية لايستطيع المشاهد معرفة الحقيقي من المركب فيه
وسيظهر المشهد بشكل يرضي عين المشاهد ويندمج عاطفياً مع المشهد ويشعر فعلا انها قرية بؤساء
الخلاصة انه لايوجد ظلم في تسجيل الفلم بأسم المخرج .. هو الاحق بذلك
لإن السيناريو وحده لايحقق الغرض حتى وان كان بكل المقايس سيناريو ممتاز
اللوحة الجميلة هي مايراها المشاهد بعينه ومايرسمها الفنان بقلم ريشته
ليست اللوحة الجميلة هي مايرسمها الناس في خيالهم من خلال رواية يقرونها او سيناريو يكتبونه
انا على ثقه ويقين ان لدينا في العالم العربي سيناريوهات مقتوله .. ربما اخراجها كرواية قصصيه افضل من اخراجها سيناريو للسينما
لإنها تحتاج الى تعابير الصوره وهذه تحتاج الى تقنيات لاتتوفر اليوم في السينما العربية
لذلك انصح كتًاب السيناريت لمن اراد ان يكتب للسينما
عليه ان يضع في عين الاعتبار امكانيات السينما والاخراج .. لاتقدم مشهد له صورة معبرة
كما هو في المثال السابق .. اخراج هذا المشهد بالتقينات المتوفره حاليا في العالم العربي
سوف يساهد في قتل السيناريو .. وسوف تجد ان فلم "قرية البؤساء"
لا يستطيع أقتحام عواطف المشاهدين .. كما هو حال عاطفتك عندما كنت تكتبه
بل ربما تجد المشاهدين بؤساء من مشاهدة الفلم ونادمين على دخول العرض
كما يقال مثلا فلم ال بتشينو سكارفيس او فلم الحي الصيني لجاك نيكلسون .. الخ
هذا على مستوى الجماهير والمتفرجين
اما على المستوى الرسمي في الاعلام والصحافة والمحافل الفنية والنقاد والاوساط النخبوية
يقدم الفلم بأسم المخرج كأن يقال مثلا فلم تايتنك لمخرجه جميس كاميرون او مثلا فلم الحديقة الجوراسية لمخرجه ستيفن سبيلبرغ .. الخ
بينما الجندي المجهول "السينارست " الصانع الحقيقي للفلم لاينال نصيبه
لا في الشهره بين الجماهير ولا في التواجد الاعلامي ولا في الظهور في المحافل الفنية .. بستثناءات بسيطه
حتى من حيث الاجر يعتبر الاقل اجراً مقارناً بالمخرج والممثل
السؤال هنا إيهما احق بوجهة نظرك
تسجيل الفلم بأسم مخرجه او تسجيل الفلم بأسم كاتبه ؟
أنا في رأيي الشخصي ان الفلم يسجل بأسم مخرجه هو الاحق وللتوضيح خذ هذا المثال
افترض ان لدي فلم أسميته قرية البؤساء
المشهد (1)
نهار .. خارجي .. قرية البؤساء
منظر عام لقرية ترزح تحت لهيب الشمس الحارقة .. مبانيها متهالكة
وعواصفها الرملية تحد من وضوح الرؤيا وتحمل معها اكوام من النفايات الورقية المتطايره
- يظهر تحت ظلال البيوت افواج من المشردين المستلقين تحت ظلالها
-قطع-
هذا المشهد سيكون له صورة في مخيلتي ككاتب وصورة في مخيلتك كقاريء .. لايمكن ان تتطابق ابداً
كل قاريء سيكَون صورة يرسمها في خياله عن هذا المشهد .. فلو مثلا احضرت خمسين رساماً وطلبت منهم رسم لوحة فنية
لهذا المشهد ستجد أمامك خمسين لوحة فنية مختلفة .. الرسام الماهر سوف يجعل اللوحة اكثر تعبيرياً وجذباً للمتفرجين
هذا بالضبط مايقوم به المخرج
سيقدم المشهد كما يقدمه الرسام بريشته لن يدع للقاريء فرصة الخيال والتصوٌر.. قد لايكون المشهد مطابقاً لخيالي ككاتب
ولكن في نفس الوقت قد يكون مشهد فاشل غير معبر او يكون مشهد مبهر افضل بكثير مما كان في مخيلتي ككاتب
عندما اقرأ المشهد كـقاريء على الورق .. سيكون لخيالي مهمة الاخراج
اما عندما اشاهد المشهد عبر الصورة فلن يكون لخيالي مكان .. ستعبر الصورة عن المشهد وليس الخيال من يعبر عن المشهد
خذ على سبيل المثال فلم تايتنك
لو أن سيناريو فلم تايتنك انتجته مثلا شركة انتاج عربية بأمكانيتها السنمائية المتواضعه
حتماً ان هذا السيناريو سيفقد كل مافيه من سحر وقد يكون من اسوء الاعمال الفنية وقد يكون مثير للضحك والسخرية
لولا هذا الاخراج الاسطوري لا يوجد إي فرصة لنجاح السيناريو في اي مكان
سيكون فلم عادي جدا في احسن الحالات .. إنما ابهار الصورة صنع له قيمة مؤثره على المشاهد
بدون الاخراج السيناريو لايصنع فلماً
المخرج اما ان يقتل السيناريو ويبطحه ارضاً حتى لو كان من اقوى النصوص في الكتابة
واما ان يرفعه الى عنان السماء حتى وان كان السيناريو لايوجد فيه ماهو مميز عن النصوص الاخرى
لاننسى ان وسائل التقنية الحديثه اعطت للسينما ابهار للصوره اكثر
واصبحت تساعد على تقديم مشاهد معبره ومؤثره قد تتجاوز خيال الانسان احياناً بسبب تطور التقنيات وامكانيتها
بدون هذه التقنيات لايمكن صناعة مشهد مثل مشهد انقلاب السفينة في تايتيك مثلا
وبدون مشهد انقلاب السفينة او استخدام المؤثرات التقنية فيه .. ستجد أن الفلم لايعني شيئا ولا يملك اي قيمة
سيكون على الورق اجمل من ان يخرج الى السينما
سنعود الى المشهد الخاص بقرية البؤساء الذي وضعته كمثال
إين سأجد قرية بهذه المواصفات ؟ قد احتاج الى بناء قرية خاصة من اجل التصوير في هذه القرية
وكم من الوقت احتاج لكي تهب عاصفه رميلية تحمل معها اوراق متطايره ؟ ربما لاتهب إلا في السنة مره واحده !
وكم احتاج من الكمبارس ليتم حشدهم في مواقع الظلال تحت البيوت
ستجد في النهاية ان هذا المشهد مكلف مادياً وربما يصعب تصويره بنفس مواصفات السيناريو
ستضطر نظراً للتكاليف وعدم توفر الكثير من الامور التي يحتاجها المشهد
ستضطر الى اخراج المشهد بطريقة قاتله له .. بطريقة غير معبره وعبثيه ,,
فبختصار بدلا من اضاعة الوقت وتذبير الاموال سيكون هذا المشهد على الورق افضل من اخراجه للسينما
والافضل لكاتبة ان يحوله الى رواية يقرأها الجمهور حتى لايتم ذبحها ونحرها سينمائياً
هذه المشكلة في عالمنا العربي وهي مشكلة ليست موجوده في هوليود
هذا المشهد يستطيعون تصويره في استديو لايحتاجون بناء قرية ولا كمبارس من مئات الاشخاص
ولا يتحتاجون الى انتظار عاصفة رميلية تحمل معها الاوراق ولا صرف ميزانيات كبيره
سيتم تصويره في الاستديو ... ديكورات بسيطه وخلفية خضراء تركب عليها خلفيات مصنوعه بالكبيوتر
واضافة مؤثرات ايضا بالبرامج الحاسوبية وسجد في المشهد مئات من المشرديين وهم في الحقيقة
خمسه او عشره من الكمبارس والبقية وهميين مضافين
سيخرج المشهد في النهاية كتحفه فنية لايستطيع المشاهد معرفة الحقيقي من المركب فيه
وسيظهر المشهد بشكل يرضي عين المشاهد ويندمج عاطفياً مع المشهد ويشعر فعلا انها قرية بؤساء
الخلاصة انه لايوجد ظلم في تسجيل الفلم بأسم المخرج .. هو الاحق بذلك
لإن السيناريو وحده لايحقق الغرض حتى وان كان بكل المقايس سيناريو ممتاز
اللوحة الجميلة هي مايراها المشاهد بعينه ومايرسمها الفنان بقلم ريشته
ليست اللوحة الجميلة هي مايرسمها الناس في خيالهم من خلال رواية يقرونها او سيناريو يكتبونه
انا على ثقه ويقين ان لدينا في العالم العربي سيناريوهات مقتوله .. ربما اخراجها كرواية قصصيه افضل من اخراجها سيناريو للسينما
لإنها تحتاج الى تعابير الصوره وهذه تحتاج الى تقنيات لاتتوفر اليوم في السينما العربية
لذلك انصح كتًاب السيناريت لمن اراد ان يكتب للسينما
عليه ان يضع في عين الاعتبار امكانيات السينما والاخراج .. لاتقدم مشهد له صورة معبرة
كما هو في المثال السابق .. اخراج هذا المشهد بالتقينات المتوفره حاليا في العالم العربي
سوف يساهد في قتل السيناريو .. وسوف تجد ان فلم "قرية البؤساء"
لا يستطيع أقتحام عواطف المشاهدين .. كما هو حال عاطفتك عندما كنت تكتبه
بل ربما تجد المشاهدين بؤساء من مشاهدة الفلم ونادمين على دخول العرض
بقلم محمد الكويفي
اعلامي ومدون من غزة -فلسطين- ماجستير ادارة إعلام، بكالوريوس صحافة واعلام، دبلوم تكنلوجيا معلومات، دبلوم لغة انجليزية في الصحافة والسياسة، مدرب اعلام وانتاج ....
Posted in: