"مادة دارسات إقليمية ودولية"
"ورقة بحثية"
"بعنوان"
"الجزر السعودية المحتلة من قبل إسرائيل"
"إعداد الباحثة: شيماء شهاب"
"إشراف الدكتور: إبراهيم حبيب"
مقدمة عن الموضوع بسم هللا الرحمن الرحيم وبه نستعين أما بعد:
عندما بدأت البحث عن معلومات عن هذه الجزر، لألسف لم أجد في الكتب ما يسعفني من معلومات حولها، حتى من يكتب عن المملكة العربية السعودية ال يذكرهما، وما وجدته على الشبكة العنكبوتية قليل يسير. والواضح أن مسالة هذه الجزر محاط بهالة من الغموض ويسعى كل طرف لعدم ذكرها سواء الطرف السعودي المالك األصلي للجزيرتين، أو الطرف المصري المستأجر لهاتين الجزيرتين. إال أنني سأحاول في ورقتي هذه أن أشمل ما تمكنت من الحصول عليه بشأن هذه الجزر وباهلل التوفيق.
تعتبر جزيرة تيران وصنافير جزيرتان تابعتان للمملكة العربية السعودية في األساس، وتعني كلمة تيران في اللهجة السعودية الموجات البحرية وهي جمع كلمة تير)موج البحر( وتبلغ مساحة جزيرة تيران 80 كم مربع، أما جزيرة صنافير فتبلغ مساحتها 33 كم مربع. وهاتان الجزيرتان برغم صغر مساحتهما إال أنهما تشكالن موقع استراتيجي مهم بالنسبة للمنطقة وخاصة إلسرائيل ألنها تحرس منفذها الوحيد إلى البحر األحمر. و لو وضعت أي دولة فيها معدات عسكرية تستطيع من خاللها أن تشل حركة السفن اإلسرائيلية عبر ميناء إيالت وخليج العقبة تماما وهما تتحكمان في الطريق البحري إلى أربع دول عبر خليج العقبة، هي: السعودية، األردن، إلى وجود مينمصر، إسرائيل. ونظرا اء إيالت اإلسرائيلي كقاطع بري بين مصر واألردن، فإن الوجود العربي ً
في مضايق تيران يحمي ميناء شرم الشيخ، ويؤمن االتصال البحري بين مصر من جهة وكل من األردن والسعودية من جهة أخرى.
وخالل الحرب مع إسرائيل قامت المملكة السعودية بتأجير تلك الجزيرتان لمصر بعد اتفاق عقد بين الرئيس عبد الناصر والملك السعودي فيصل بن عبد العزيز بأن يستعير منه تلك الجزيرتين الستخدامهما في إغالق مضيق تيران لمنع مرور السفن اإلسرائيلية لميناء إيالت علي خليج العقبة أثناء حرب 1967 ولقد احتلتهما إسرائيل وهما تحت السيادة المصرية عام 1967 وبعد انتهاء الحرب بالنكسة واحتالل إسرائيل ألراضي عربية كانت هاتين الجزيرتين من ضمن تلك األراضي المحتلة.
ولكن هناك من يقول أن السعودية تخلت عنهما لمصر خوفا من فضيحة احتاللهما.. وتعتبر مضائق تيران المنفذ التجاري للكيان الصهيوني نحو آسيا وأفريقيا كما كان يتزود بالنفط اإليراني أيام الشاه من خاللها. وقد أطلق الصهاينة اسم تيران على مجموعة من الدبابات التي تم تصنيعها حديثا.
جزيرة صنافير
أسبابها وأبعادها المختلفة
∙ في أثناء الحرب مع إسرائيل، قامت إسرائيل باحتالل هذه الجزر والسيطرة عليهما. حيث كشفت وثائق أمريكية أن الملك فيصل تعهد للصهاينة أن تظل جزيرة تيران منزوعة السالح وان ال يمنعهم من حرية المرور من خاللها. وفي شهر نيسان 1968 كانت فضيحة فيصل الذي قدم شكوى للواليات المتحدة بان
جزيرة صنافير قد تكون هي األخرى معرضة لالحتالل من قبل )إسرائيل(، وعندما تحققت الواليات المتحدة من ذلك وجدوا أنها محتلة منذ حرب حزيران أي منذ عشرة أشهر دون أن يدري الملك فيصل ، وفي تاريخ 4-11-1956 احتل الكيان الصهيوني مضائق تيران التابعة ألرض الجزيرة )السعودية( ومنها وصل إلى قناة السويس. وكانت هذه المضايق محل خالف حول ملكيتها مع مصر إال انه بعد أن احتلها الكيان الصهيوني أصبح وكأن األمر ال يعني آل سعود بل وتركوا مصر تفاوض بشأنها، انسحب منها الكيان الصهيوني فيما بعد. لكنه في عام1967 وخالل حرب الستة أيام استولى عليها واستولى كذلك على جزيرة صنافير السعودية ثم عاد الصهاينة وانسحبوا من مضائق تيران لكنهم أعادوا احتاللها في نهاية شهر8.
مظاهر الضرر الواقع على األطراف
. وفي 1978 انتهت المشكلة بين مصر وإسرائيل بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد ، وكان موقف السادات بالنسبة للجزيرتين عند التوقيع علي كامب ديفيد لم يتطرق إلي هاتين الجزيرتين إطالقا ألنهما في الواقع جزرا سعودية ، كما أن السعودية تبرأت منهما وألقت بحملهما علي مصر ومصر السادات آنذاك تبرأت منهما بقوله : "ال يا عم دول الجزر مش لينا دول تبع ارض الحجاز" أن مصر لم تقبل بملكية تيران وصنافير ، وادعت أنهما سعوديتان. ونصت بنود اتفاقية كامب ديفيد فيما يتعلق بالجزر حيث علي -:
أ حرية مرور السفن اإلسرائيلية في قناة السويس ، واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممر دولي. ب تتمركز قوات األمم المتحدة في شرم الشيخ لضمان حرية المرور في مضيق تيران. ت وفي البروتوكول العسكري لمعاهدة كامب ديفيد وضعت الجزيرتان ضمن المنطقة )ج( المدنية ، حيث
ال يحق لمصر أي وجود عسكري فيهما لتضمن إسرائيل عدم تحكم مصر في هذه المنطقة الحيوية من البحر األحمر.
خرجت إسرائيل عسكريا من هذه الجزر بعد اتفاقية كامب ديفيد. وألهمية هذه الجزر إلسرائيل حرصت إسرائيل على فعل شيء يمنع من استغالل هذه الجزر في أي أمور عسكرية أو تجارية فقامت بزرعها باأللغام
األرضية بشكل يتعذر معه االستفادة من هذه الجزر في تعطيل إسرائيل. حيث وضعت هاتان الجزيرتان حسب البرتوكول العسكري لمعاهدة كامب ديفيد ضمن المنطقة )ج(، التي ال يحق لمصر أي وجود عسكري فيها، حتى تضمن إسرائيل أن مصر لن تتحكم بهذه المنطقة الحيوية من البحر األحمر. يوجد بها اآلن قوات مراقبة دولية. ومنذ ذلك الحين و حتى يومنا هذا والسعودية ال تملك السيادة على هذه المنطقة السعودية اإلستراتيجية على والسيادة في يد إسرائيل التي استبدلت صورياً وجود جنودها على الجزر لمراقبة و حماية المنفذ، البحر األحمر بقوات أمريكية تضمن تحقيق مطلبها وهو حرية إبحار سفنها والتي تحمل مما تحمله األسلحة التي تحارب بها العرب و تطور بها جيشها.
الجزيرة اآلن تحت عهدة مصر لتنفيذ بنود اتفاقية السالم المصرية – اإلسرائيلية والتي تنص على وجوب وضع قوة للمراقبة تسيطر عليه قوات المراقبة المتعددة الجنسيات؛ للتأكد من امتثال مصر و إسرائيل لألحكام األمنية الواردة في اتفاقية السالم بينهم و المتعلقة بفتح خليج تيران.
عناصر من القوة متعددة الجنسيات والمراقبون على جزيرة تيران وتظهر في الخلفية األراضي السعودية
األطراف والهيئات المحلية والدولية التي تتصدى لمعالجتها
الطرف السعودي الذي يهمل هذه الجزر وال يأبه لهما وينكر نسبتهما لها.
الطرف المصري المستأجر لهذه الجزر والوصي عليهما اآلن.
قوات متعددة الجنسيات تابعة ألمم المتحدة حسب اتفاقية كامب ديفيد.
مشروع بناء جسر يصل بين مصر والسعودية عبر هذه الجزر
بدأ الحديث علنا عن اقتراح بناء جسر يربط من شرم الشيخ إلى رأس الشيخ حميد )بالسعودية( فوق
جزيرتي تيران وصنافير عند مدخل خليج العقبة بطول50 كيلو متر عام 1988 ، بينما طرحت الفكرة قبل ذلك بسنوات حسب ما صرح به الدكتور محمد نبيل مجاهد،فيما نقلته عنه صحيفة ”المصري اليوم“ في منتصف 2007 ،فإن الفكرة طرحت وبدأت دراستها عام 1974 في لقاء مع العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز.وأن الدراسات تمت عام 1999 عن طريق جهة سيادية مصرية، إال أنه في عام 2000 اعترض عليه حسني مبارك دون إعالن األسباب .وعاد الحديث حول الحاجة إليه مرة أخري بعد كارثة غرق عبارة ”السالم“ في البحر األحمر في فبراير 2006 وكان على متنها 1415 فردا. وكان من المقرر وضع حجر األساس له في نهاية نفس السنة، ولكن ذلك لم يتم ، ثم تكرر الحديث عنه عام 2007 اال أن حسني مبارك أعلن اعتراضه عليه مرة أخرى وأعزى اعتراضه إلى أسباب أمنية تتعلق بمدينة شرم الشيخ التي كان يتخذها مقرا لحكمه ، وجاء
رفضه على أثر تقرير للمخابرات االسرائيلية نشرته صحيفة ”المصريون ”المصرية في 6 مايو 2007 تبدي فيه المخابرات االسرائيلية مخاوفها من أقامة الجسر على المصالح االسرائيلية. وأخيرا طلبت السعودية من جديد تنفيذ الجسر بعد قيام الثورة المصرية التي أطاحت بحسني مبارك، ولم تبد السلطات المصرية الجديدة اعتراض علني على تنفيذه،، واكتفي مصدر مصري مؤخرا بالقول بأنه ستجري إعادة دراسته.
. والجسر إلى جانب فوائده االقتصادية الكثيرة والهامة يعتبر المكسب السياسي فيه هواألهم بالنسبة للسعودية باعتباره يعيد جزء من أرضها إليها. ومن المكاسب االقتصادية المترتبة عليه ما يلي:
1 .اختصار المسافة بين البلدين بحيث ال يستغرق العبور بينهما أكثر من نصف ساعة ، بما يوفر الوقت للحجاج والمعتمرين،و لماليين المصريين و العرب و األفارقة العاملين بمنطقة الخليج.
2 .يعتبر رسم المرور عليه موردا هاما تقتسمه البلدان و يمكن أن يتم منه استرداد تكلفة أقامة الجسر خالل عشر سنوات من إتمام تنفيذه،
3 .يمكن استخدام الجسر في تصدير جزء من النفط السعودي إلى األسواق األوروبية.
4 .تفعيل التجارة الحرة بين البلدين يحقق التعاون والتكامل عن طريق فتح سوق عربي مشترك يدعم االقتصاد العربي.
5* .إنعاش السياحة المصرية بزيادة السياح من مواطني دول الخليج وسوريا والعراق واألردن وتركيا وإيران. ويقدر ما ينفقه السياح السعوديون وحدهم حاليا بنحو 500 مليون دوالر سنويا .
6 .يساهم الجسر الجديد في الحد من استخدام العبارات، وبالتالي يقلل من المخاطر إلى تتعرض لها
العمالة المصرية المتنقلة بين البلدين بواسطتها.
7 .زيادة االستثمارات الخليجية في مصر والسعودية خاصة حيث يبلغ إجمالي عدد الشركات السعودية المسجلة في مصر أكثر من 2355 شركة،ويصل حجم االستثمارات السعودية في مصر إلى نحو 10
مليارات دوالر وتتركز أهم االستثمارات السعودية في القطاعات الخدمية والتي تضم خدمات النقل ،
والصحة، والتعليم، يليها االستثمار الصناعي ثم قطاع اإلنشاءات واالستثمار الزراعي
وحسب األستاذ محمد محمود راشد مسئول وحده الوعي البيئي في مصر فقد ذكر أن جزيرة تيران وصنافير بمحافظة جنوب سيناء تعدان اآلن من المحميات الطبيعية في مصر حيث ذكر: أن جزيرة تيران تبعد حوالي 6كم من ساحل سيناء الشرقي، وهي من الجزر والشعاب المرجانية العائمة. وتتكون من صخور القاعدة الغراتيتية القديمة وتختفي تحت أغطية صخور رسوبية. وتنحصر مصادر الماء في الجزيرة من مياه األمطار والسيول الشتوية التي تتجمع في الحفر الصخرية التي كونتها مياه األمطار والسيول الشتوية بإذابتها للصخور.
أما جزيرة صنافير فيقول الكاتب عنها أنها توجد غرب جزيرة تيران وعلى بعد حوالي 5.2 كم منها. يوجد بها خليج جنوبي مفتوح يصلح كملجأ للسفن عند الطوارئ.
المراجع
1 .وثائق أمريكية تثبت احتالل إسرائيل لجزيرتي صنافير وتيران.
-east/1034-israel-is-still-occupying-saudi-arabian-مونيتور ايست مدل. 2
http://www.middleeastmonitor.org.uk/news/middle --islands https://nasrmajali.wordpress.com/2012/06/11 .3
4 .الحوار المتمدن، أنيس محمد صالح، الجزر السعودية المحتلة من قِبل إسرائيل،العدد:3290- .سياسية وأبحاث مواضيع: المحور، 12:53 -2011\2\72
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=248200 http://www.encyclo.co.uk/define/Sanafir%20Island،البريطانية الموسوعة. 5
6 .جزيرة صنافير المحتلة، أسماء سعد الدين، المرسال،31-08-2013
http://www.almrsal.com/post/151875