اليوم 28 شباط ذكرى الانقلاب ( العسكري السياسي الإعلامي ) المشؤوم الذي قامت به كل القوى السياسية و العسكرية المعادية للحرية و الديمقراطية و التدين في تركيا ضد حكومة الائتلاف بين حزبي الرفاه و الطريق القويم برئاسة البروفيسور نجم الدين أربكان عام 1997.
هذا الانقلاب قاده التيار الكمالي ( الأتاتوركي ) ضد التيار الإسلامي بقيادة نجم الدين أربكان ليس فقط في الساحة السياسية بل في السياسة و الاقتصاد و التعليم و الحياة العامة ... وقد شكل التيار العلماني المتطرف مجموعة عمل مركزية باسم ( مجموعة العمل الغربية - من التغريب ) فيها من الأكاديميين و العسكريين و السياسيين و بشكل علني لتقوم الانقلاب و مرحلة ما بعده ..
- فقد قاد الإعلام الذي كان يديره من خلف الستار لواء في الجيش حملة إعلامية لشيطنة حزب الرفاه و التخويف من الحركات الإسلامية.. - وقد أقر بهذا الأمر قيادات في الإعلام أنهم كانوا يتلقون عناوين منشتات الصحف من هذا اللواء - و عمل العديد من الأخبار المفبركة حول الطرق الصوفية و بطريقة قذرة و حتى أنه تآمر مع الزوجة الثانية لأحد شيوخ الجماعات الدينية ليقتحم بيته في الليل و معه القنوات التلفزيونية ليصوره و هو في غرفة نومه بتهمة الاغتصاب ( اعترفت لاحقا بالأمر بعد خلع حجابها و سفرها خارج تركيا ) لتشكيل رأي عام ضد المشايخ علما بأن الشيخ المتهم ثبت تعذيبه الشديد و مات لاحقاً في سجنه رحمه الله. ( الصورة الأولى)
- على صعيد الاقتصاد فقد تم حصر كل الشركات التي يملكها رجال أعمال متدينين و عمل قائمة بها و منعها من الدخول في مناقصات الدولة او مناقصات التوريد للمؤسسات الحكومية أو المدارس و أسموه رأس المال الأخضر و تم التضييق عليهم في السوق بشكل متطرف..
بل منعوا المؤسسات الخيرية المحسوبة على التيار المتدين من جمع جلود الأضاحي كي لا يشكل لها مصدر دخل و ساحة عمل حيث صدر قرار من رئاسة اللوبي القيادي للانقلاب و حصروا جمع الجلود في مؤسسة الطيران التابعة للجيش في حينه ..
- أما في الحياة العامة فقد تم طرد أي محجبة تعمل في القطاع الحكومي ما لم تخلع حجابها .. مدرسات ، طبيبات عاملات نظافة او موظفات خدمات .. حتى في بعض البلديات تم منع المحجبات من ركوب حافلات المواصلات العامة بسبب بطاقات الباص الخاصة بهم لأنها تحمل صورة بحجاب لصاحبته .. بل السيدة مدينة ذات السبعين سنة توفيت على باب المستشفى لأنهم رفضوا دخولها ببطاقة صحية تحمل صورتها بحجاب فقام ابنها بعمل تعديل لصورتها بوضع شعر مكان حجابها و لصقها على البطاقة لكنها لم تحتمل الانتظار فماتت على باب المشفى ..
- و في التعليم فقد كانت المعركة الأبرز بعد السياسة ضد الإسلام و التدين حيث تم منع آلاف الطالبات المحجبات من دخول الجامعات حتى الامتحانات و رسب لهذا السبب العديد و ترك الجامعة المئات و اضطرت البقية لخلع الحجاب خاصة بعد فتوى الهارب فتح الله جولن لأنصاره بخلع الحجاب .. بل و تم منع المحجبات من الطالبات أو أمهات الطلاب من المحجبات من المشاركة في أنشطة الجامعات مثل المؤتمرات و حفلات التخرج و فصل العديد من المدرسين و الأكاديميين من الرجال و النساء و الباحثين العلميين من السيدات المحجبات او الرافضين لتطبيق قانون حظر الحجاب في المؤسسات التعليمية..
حتى أنه تم تشكيل غرف إقناع من إدارة الجامعات لإقناع الطالبات و عائلاتهم بخلع الطالبات الحجاب و انتشرت في الجامعات أن نرى زميلاتنا المحجبات ترتدي الباروكه( الشعر الاصطناعي ) فوق الحجاب او تخلع الحجاب على باب الجامعة لترتديه عند الخروج ..
أما في السياسة فقد تعددت وجوه المعركة لكن الذي كان يديرها مجلس الأمن القومي الذي كان يشكل في معظمه من أولوية الجيش ( تم تقليصهم لأقلية بعد تغييرهفي عهد أردوغان ) ..
- تم إصدار قرارات التي عرفت بوثيقة الانقلاب في 28 شباط/ فبراير عام 1997 تحتوي على العديد من القرارات التي تخص السياسة الداخلية من منع الحجاب و طرد القيادات الأمنية و العسكرية المتدينة من العمل مع منعها من الاعتراض عبر القضاء او العمل في مؤسسة حكومية أو شبه حكومية وعلى الصعيد الدولي كانت تحمل قرارات التعاون الأمني و العسكري مع دولة الاحتلال الإسرائيلي باتفاقيات أمنية و تطوير معدات عسكرية و تدريب مشترك ( كلها ألغيت في عهد أردوغان باستثناء الاتفاقيات الدولية الاعتيادية) ولكن أربكان رفض التوقيع عليها رحمه الله ..
- تم تحريك الدبابات في شوارع أنقره لترهيب الشارع و اشعار الناس بأن البديل لتسليم السلطة للمجموعة الانقلابية العلمانية كلها خيارات أسوء من بعضها إما عدم الاستقرار السياسي او الانقلاب العسكري ...
- تم تحريك القضاء المعروف بأن المجموعة الانقلابية تتحكم
فيه بفتح قضية إغلاق ضد حزب الرفاه الحاكم في حينه .
- حاول أربكان التخلص من الضغط بالتنازل عن الحكم لصالح مساعدته تانية تشيللر فأعاد التكليف الوزاري لرئيس الجمهورية سليمان دميريل الذي تواطأ حينها مع المجموعة الإملائية بعدم إعطاء التكليف لها رغم أن حزبها من حيث العدد كان الثاني في البرلمان بل أعطاه لرئيس الحزب الثالث مسعود يلماظ الذي شكل الحكومة مع كل الأحزاب الصغيرة بأمر من المجموعة الانقلابية..
- تم إغلاق حزب الرفاه و مصادرة جميع املاكه و منع معظم قياداته من العمل السياسي لخمس سنوات .
تم إغلاق جميع مؤسسات المجتمع المدني المحسوبة على الحزب او مقربة منه و مصادرة املاكها و عقاراتها ...
علما بأن تيار الهارب فتح الله جولن ( رأس الانقلاب الفاشل عام 2016) دعم الانقلاب عبر مؤسساته الإعلامية حيث صرح في أكثر من لقاء ان أربكان فشل في إدارة البلاد و عليه الرحيل .. و قال أن الجيش أقدر على إدارة البلاد من أربكان ..
*مرفق في آخر الصور فيديو لبعض جرائم الانقلابيين في التعامل مع الشعب و المتدينين* ..
#28Şubat
#28شباط
#الانقلاب_الأسود
معين نعيم