الصراع حول الإسلام.. بوادر انبعاث جديد؟
مع أ. وضاح خنفر
01- كيف صنع الإسلام أوروبا؟
بروز الإسلام كظاهرة استراتيجية مفاجئة بدأ بمحاصرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية، مؤذنا بصراع استمر قرونا طويلة حتى حُِسمَ وبشكل نهائي للإسلام.
02- أبو أوروبا يُواجه المسلمين!
يُعتبر شارلمان حاليا والد الفكرة الأوروبية، لأنه جمع الأوروبيين بعد تناحر شرس، ووظف في ذلك الخوف من المسلمين وفتوحاتهم التي بدأت تحاصر أوروبا في البر وفي البحر.
03- متى أوقفت أوروبا صدّ النفوذ الإسلامي المتصاعد؟
مفهوم الوحدة في أوروبا كان له علاقة بالمسلمين، فالوعي الاستراتيجي الذي تشكل في أوروبا كان مرتبطا بالخوف من انتشار الإسلام، والخوف من هذا الزلزال الاستراتيجي الجيوسياسي الذي أحدثه الإسلام من حيث لا يتوقعه الناس.
04- لماذا لم تر الشعوب المضطهدة إلّا الخراب الفرنسي؟
الثورة الفرنسية جاءت بقيم الحرية والمساواة والأخوة، ولكن لم تحمل هذه القيم للآخرين من غير الفرنسيين. فعندما جاءت فرنسا إلى شمال أفريقيا لم نر منها لا أخوة ولا مساواة!! ولم يروا منها إلا العنف والقتل والحرق والتدمير والخراب، والإبادة الجماعية. لعل الجواب على ذلك يكمن مرة أخرى في مفهوم الحضارة الرومانية للهيمنة.
05- «جدل المصلحة الاستراتيجية»
لم يكن الجدل حول الاعتدال أو التطرف بل جدل مصلحة استراتيجية يستخدم فيها الاعتدال والتطرف والدين من أجل: إما تعزيز قيم الوحدة الأوروبية في حالات كثيرة، وإما من أجل الانتقاص من القوى التي تقاوم المشروع الأوروبي والمشروع الغربي في بلداننا.
06- «التَنَمُر عند الضعف».. ما هي مشكلة الغرب مع الإسلام؟
فكرة (إصلاح الإسلام) وتحويله من دين تراثي تقليدي إلى دين حداثي معاصر مقولة تدخل في نفس السياق، إبقاء العالم العربي والإسلامي تابعا للمركزية الغربية. أما تلخيص مسألة الإسلام بالإرهاب والتطرف فهي محاولة لترسيخ الإستثنائية في التعامل مع المسلمين، بمعنى أنها تدفع باتجاه استبعاد حق مسلمي الغرب من أن يكونوا مواطنين على قدم المساواة مع الأوروبيين.
07- هل يصبح المسلمون يهود هذا العصر؟
في فترة ما شكل اليهود مثل هذا (الآخر)، اليوم أتفق مع ما قاله جورج فريدمان من أن "المسلمين سيصبحون يهود هذا العصر بالنسبة للأوروبيين"، لماذا؟ لأنه حتى تحاول أن تجد ما يجمع شتات المجتمعات الأوروبية خاصة تلك التي تميل إلى اليمين المتطرف ينبغي لك أن تجد لها عدوا مشتركا، والعدو الآن جاهز، هذا العدو يتم تحضيره وتجهيزه إعلاميا وسياسيا منذ وقت طويل.
08- «حماقات استهداف الدين».. كيف تؤدي إلى نهضة إسلامية جديدة؟
منظومتنا المعرفية تنبعث من داخل مجتمعاتنا، لأن الأمة هي مستودع الحق وليْست الدولة، والأمة هي التي تحمل قيم الدين وليست الدولة، الأمة هذه تولد مفاهيم جديدة وقوى جديدة وقد يحدث هذا غدا أو بعد غدٍ، وعملية التوليد هذه تستمر إلى أن نجد نموذجا جديدا يحمل قيما للناس.
09- واقع فاشل!
الكيان السياسي فشل، النسيج الاجتماعي تفكك، السلم الأهلي تراجع، الأداء الاقتصادي متعثر، المنظومة الاستراتيجية متهاوية، وبوصلتها خاطئة، الدولة العربية لم تكتسب شرعية حقيقية، ولا أداء وظيفيا كاف، فهذه المنظومة التي صُنِعت على عين الغرب عبر مائة عام، أي عبر قرن كامل، كان ينبغي أن تؤدي ثمارها لو أن الغرب كان صادقا في أن يعيننا على النهوض، ولكنه في الحقيقة أراد اضْعافنا فضَعفنا.
10- البحث عن المستقبل
البحث عن المستقبل لن يتم من خلال الارتهان بالمنظومة الفكرية الغربية، ولا بالمنظومة السياسية الغربية، وهذا المفهوم يجب أن يكون مركزيا لكل من يفكر في إشكالية النهوض.