في اتصال مع أحد المتنفذين في مؤسسة محلية كبيرة، لأسلط له الضوء على تجاوز قانوني صارخ داخل مؤسسته لا يمكن تمريره دون لجنة تحقيق.
هذا الرجل الذي أتوسم فيه الخير والصلاح ردة فعله الابتدائية كانت دفاعية ومحاولة لتخفيف وطأة الحدث وكانه لا يريد الحديث في الأمر ويحاول التنصل من مسؤوليته الرقابية.
بعد مكالمة مطولة ادركت أن الصالحين فينا لا يتعدى صلاحهم حدود انفسهم .. وأدركت الكثير من الاجابات حول صعوبة الواقع ومدى تعقيده ولماذا لا تدور بنا عجلة التغيير ؟ وان دارت تدور للوراء !
قلت في نفسي وأقولها .. تعسا لنا ولشجاعتنا التي نقارع بها المحتل وندخرها امام أخطائنا وتجاوزاتنا !.. تعسا لابناء القضية الذين يحاربون اعداءها الظاهرين ويتجاهلون اخطر اعداءها واقربهم من خاصرتها وحبل وريدها !
تعسا لنا حين ندفن رأسنا في الرمال أمام تجاوزات الآخرين وظلمهم واستبدادهم .. في اي موقع كنا ! .. ويتملكنا الخوف من زعزعة استقرار الواقع الروتيني الهادئ والممل ونخشى من عواقب اي تغيير كان حتى لو كان للأفضل ! ..
استغرب كيف لأحدهم لا يساوره كل صباح مجرد الشك في مسار حياته .. لا يملك الشجاعة ولو للحظة في مواجهة ذاته او على الاقل محاولة لومها واتهامها بالتقصير ! .. ولم الغرابة والتعجب؟ فالشك قاتل .. مرهق .. واللوم يتطلب مزيد من السعي والعمل .. اما تجاهل الواقع البائس هو الحل الوحيد للهدوء وراحة الضمير .. هذا الهدوء الخادع وراحة الضمير الكاذبة! تعكس الفرق الواضح والصارخ بين الضمير المرتاح والضمير الحي.
حين تتحول مظلمة احدهم الى مجرد حدث عابر ! .. وحين يتعاظم جبروت احدهم دون ان يوقفه او يسائله احد .. وحين يأمن المقصرون والفاسدون منا العقاب .. فلا ينتظر احد منا رأفة الأقدار ولا رحمة السماء !
#المسؤول
#الضمير_الحي
#الفساد_مهلكة
محمد حسن ابوشنب