الدراسة في ماليزيا ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2020/12/28

الدراسة في ماليزيا

هل تنصحني بالدراسة في ماليزيا؟


سألني كثير من الأصدقاء مؤخراً ممن يرغبون في القدوم إلى ماليزيا بهدف الدراسة عن أمور مهمة تتعلق بآلية التسجيل في الجامعات وشرط اللغة، والتكلفة المعيشية والدراسية، وكذلك إمكانية العمل أو الحصول على منحة دراسية، وفي هذا المقال القصير سأضع بين يديكم بعض النصائح والحقائق والأرقام الهامة جداً لكل من يرغب بالدراسة في ماليزيا، وسأحاول أن أُجمل أهم الأسئلة المتكررة والتي قد ينبري عليها القرار النهائي لخوض الغمار أم لا.
قبل أن نتطرق إلى التفاصيل أود الإشارة إلى أن كثير من الأصدقاء حين يسأل عن الوضع في ماليزيا ويتم نصحه ووضعه في صورة الوضع، لا يقتنع بما يُنصح ويفضل أن يكون لديه تجربته الخاصة، إذا كنت من هذا النوع فلا أنصحك بأن تكمل قراءة هذا المقال.

تعتبر ماليزيا وجهة دراسية لكثير من الطلبة الدوليين لا سيما الطلبة القادمين من منطقة الشرق الأوسط، نظراً لتوفر البيئة الدراسية الجاذبة نسبياً، إذ يوجد في ماليزيا مجموعة من الجامعات المرموقة التي تنافس دولياً وإقليمياً، بالإضافة إلى أن غالبية الجامعات الماليزية معترف بها في غالبية الدول بما فيها فلسطين، من جانب آخر فإن ماليزيا تتمتع بسمت إسلامي مما يجعلها في قائمة التفضيل لدى كثير من الطلبة.

أولاً: آلية التسجيل والحصول على القبول:
كون الجامعات الماليزية تحاول أن ترفع تصنيفها العالمي فإنها تستهدف الطلبة الدوليين في مراحل الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) حيث توفر الجامعات الأعلى تصنيفاً في ماليزيا عدد مقاعد أكبر للدراسات العليا مقارنةً بالمقاعد المخصصة لمرحلة البكالوريوس، على الرغم من ذلك يستطيع أن يتقدم الطالب الفلسطيني للدراسة سواء في مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا مع احتمالية ضئيلة لرفض طلب البكالوريوس في الجامعات الأعلى تصنيفاً.
طلب الالتحاق والحصول على القبول في كل الجامعات الماليزية دون استثناء يتم عبر مواقع الجامعات على شبكة الإنترنت ولا يوجد أي جهد ميداني على الأرض يمكن أن يساعد أو يسرع في عملية الحصول على القبول. تقديم الطلبات وتحميل المرفقات والرد عليها وإرسال القبول كلها تتم من خلال موقع الجامعة.
لا يوجد وقت محدد للرد على طلب الالتحاق، حيث يعتمد ذلك على تاريخ تقديمك للطلب وتاريخ عقد اجتماع الكلية للموافقة على الطلبات، حسب تجربتنا بعض الطلبات استغرقت أكثر من 3 أشهر، وبعضها أقل من أسبوع، المهم أن تتحلى بالبصر لأنه حتماً سيتم الرد على الطلب المقدم.

ثانياً: متطلب اللغة الإنجليزية:
إذا كنت تنوي الدراسة باللغة العربية يمكنك تجاهل هذا الجزء.
تعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة المعتمدة في التدريس والتواصل داخل الجامعات الماليزية، لذلك تشترط الجامعات للحصول على قبول أن يقدم الطلاب إثبات إجادة اللغة الإنجليزية مثل توفل 550 أو آيلتس 6 كحد أدنى و6.5 في بعض التخصصات، أو إفادة موقعة ومختومة من الجامعة السابقة تفيد بأن الطالب درس باللغة الإنجليزية، وقد لا يتم قبول الثالثة في بعض الجامعات أو الكليات. وإذا تقدم الطالب للحصول على قبول بدون تحقق شرط اللغة الإنجليزية سيحصل على قبول مشروط أي لا يمكن السماح له بالبدء في الدراسة حتى تحقيق شرط اللغة و في هذه الحالة يكون أمام الطالب عدة سيناريوهات وهي كالتالي.
- أن يبدأ الطالب بتعلم الإنجليزية في غزة حتى يحقق شرط اللغة وفي هذه الحالة يوفر على نفسه ووقت وجهد ومال.
- أن يحضر الطالب إلى ماليزيا ويسجل في أحد المعاهد الخاصة ومن ثم يُحضّر لاختبار التوفل أو الايلتس، لأن الشهادات التي يحصل عليها من المعاهد الخاصة لا تعترف بها الجامعات، وفي هذه الحالة ستكون التكلفة باهظة جداً لأن تكلفة المستوى – مدته شهر تقريباً – 500 – 1000 دولار شهرياً حسب جودة المعهد.
يعتمد عدد المستويات المطلوبة على مستوى الطالب في اللغة الإنجليزية واجتهاده في الدراسة، ثم بعد ذلك يسجل في دورة التحضير للآيلتس متوسط تكلفتها 500 دولار ومن ثم إجراء اختبار الايلتس. وهذا خيار لا أنصح به إطلاقاً حيث يمكن أن يدفع الطالب في هذه المرحلة ضعف ما قد يدفعه لإتمام مرحلة الماجستير.
- أن يسافر الطالب إلى ماليزيا بالقبول المشروط و يخضع لاختبار تحديد المستوى الخاص بالجامعة نفسها فإذا اجتاز الطالب الاختبار – وهذا لا يحدث مرة كل ألف طالب- يباشر الدراسة، و إذا لم يجتازه يبدأ تعلم الإنجليزية في معهد الجامعة نفسها. وهذا النوع من المعاهد فيه وضوح إذ أن الطالب إذا اجتاز المستوى المطلوب فانه سيدخل للجامعة دون الحاجة لإجراء اختبار التوفل أو الايلتس . من سلبيات هذه المعاهد أن تكلفتها تقريباً مثل المعاهد الخاصة، على سبيل المثال معهد جامعة الملايا لديه 3 مستويات بتكلفة 15,000 رنقت أي ما يعادل 3700 دولار أمريكي ، أما الجامعة الإسلامية العالمية فتكلفة المستوى – مدته فصل دراسي كامل- تصل إلى 900 دولار أمريكي. وحسب تجارب كثير من الأصدقاء فهذه المعاهد لا تقدم علم حقيقي بل يعتمد الطالب على نفسه بنسبة 80% لتعلم الإنجليزية.
الخلاصة: إذا كانت موازنتك محدودة -وهذا حال معظم أهل غزة- فيفضل أن تدرس اللغة في غزة و تأتي جاهز إلى ماليزيا، أما إذا توفرت المقدرة المادية فالخيارات الأخرى مفتوحة أمامك.

ثالثاً: الرسوم الدراسية والتكلفة المعيشية
بشكل أساسي تعتمد التكلفة المعيشية للطالب على نظام حياته الخاص والمنطقة التي يسكن فيها و نوع السكن الذي يرغب فيه ولكن إذا تحدثنا بلغة الأرقام التقريبية فإن ابن غزة يحتاج التكاليف التالية شهرياً

الطالب الأعزب
- إيجار غرفة صغيرة قد تكون داخل الجامعة أو خارجها 100-150 دولار
- مواصلات إذا كان خارج الجامعة 50-100 دولار قد تزيد أو تنقص حسب القرب والبعد من الجامعة والوسيلة المستخدمة.
- طعام وشراب 150 – 200 دولار

الطالب المتزوج ولديه اسرة مكونة من 3-5 أفراد
- إيجار بيت بتكلفة 300-500 دولار شهرياً
- طعام وشراب 400- 600 دولار.
- مواصلات 100 دولار تزيد وتنقص حسب الحركة.

هناك بعض التكاليف غير الشهرية في حال زرت طبيب أو قررت شراء ملابس وغيرها من الأمور الأخرى غير المشمولة في النقاط أعلاه بالإضافة إلى مبلغ تأمين إيجار الغرفة أو الشقة والذي يكون عادة ما مجموعه إيجار شهرين ونصف.
بالإضافة إلى رسوم المدراس للأطفال فإن تكلفة طالب مدرسي تتراوح من 1000 – 2000 دولار سنوياً
وهناك مصاريف سنوية مثل رسوم الفيزا والتأمين 500 دولار أول سنة ومن ثم 250 دولار سنوياً للتجديد، ورسوم التجديد فيزا للأسرة كل فرد 150 دولار تقريباً، ومن الملاحظ أن هذه الأرقام ترتفع تدريجاً مقارنة بالسنوات السابقة.

الرسوم الدراسية
متوسط الرسوم الدراسية للطالب الدولي لكافة التخصصات باستثناء الطب 4000 دولار سنوياً، ومن المعروف أن الطالب الفلسطيني يعامل معامل الطالب الماليزي فيحصل على خصم يتراوح بين 50 – 70 بالمئة من الرسوم الدراسية، أي يدفع الطالب الفلسطيني 500 – 1000 دولار فصلياً حسب الجامعة التي يدرس فيها. من الجدير ذكره أن الجامعات الخاصة لا تقدم خصماً للطالب الفلسطيني. 
قد يستفيد الطالب من الخصم من أول فصل دراسي وقد يستفيد منه من الفصل الثاني بأثر رجعي حسب النظام المعمول به في الجامعة.
أما تخصص الطب فلا يشمله الخصم وتتراوح تكلفته الاجمالية 100-150 ألف دولار.

رابعاً: المنح الدراسية في ماليزيا وفرص العمل
كما ذكرنا آنفاً ماليزيا بلد منفتح ويستقبل الطلاب من كافة الأقطار وعدد الطلاب الدوليين في ازدياد مستمر، وبالمقابل المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة الماليزية أو مؤسسات المجتمع المدني تعتبر محدودة للغاية في ظل منافسة عالية جداً، وأقصد هنا بالمنح الكاملة التي تغطي الرسوم الدراسية وتضمن لك مصروف شهري ثابت، وليس المنح التي تُعفيك من الرسوم الدراسية أو تقدم مساعدة جزئية لأن لها اعتبارات مختلفة.
إذا كان مصدر دخلك محدود وتنوي البحث عن منحة فينصح بأن تبحث عنها وأنت في غزة بحيث تحصل على الموافقة وتوقع العقد قبل أن تأتي وتتأكد من أنها منحة حقيقية ومن جهة موثوقة.
لا تعتقد صديقي العزيز أنك إذا حضرت إلى ماليزيا فإن المنحة تنتظرك بل ستواجه صعوبة بالغة وستضع نفسك في مأزق كبير جداً لأن أعداد الطلبة كبيرة والمنح شحيحة.
وتذكر أخي الكريم أن اللغة الإنجليزية شرط أساسي في كل منحة يتم طرحها سواء كانت جزئية أو كاملة، فبالتالي لا تتوقع أن تحصل على منحة دراسية لتغطية نفقات تعلم اللغة الإنجليزية في ماليزيا.

العمل في ماليزيا:
يحصل الطالب على إقامة (طالب) وفق القانون الماليزي لا يُسمح للطالب بالعمل خصوصاً لطلبة البكالوريوس، وأي طالب يتم ضبطه من قبل دائرة الهجرة الماليزية يتم سجنة وتغريمه وترحيله في بعض الحالات. في حال قررت تجاوز القانون والبحث عن فرصة عمل فإن فرص العمل محدودة جداً ودخلها محدود أيضاً والأولوية لأصحاب البلد الأصليين.
أما لطلبة الدراسات العليا فيسمح بالعمل الجزئي بضع ساعات أسبوعياً شريطة أن تحصل على موافقة خطية من دائرة الهجرة الماليزية بالتنسيق مع مكتب الفيزا في الجامعة وإلاً فيعامل معاملة المخالف ويخضع للعقوبات المذكورة أعلاه.
العمل على الانترنت أو عن بعد لا يوجد به أي مشكلة في ماليزيا ويمكنك العمل في مجال البورصة وتداول العملات وغيرها دون أي قيود.
تأكد إذا ما توفرت إليك فرصة عمل بشكل أو بآخر فإن دراستك ستتأثر بشكل كبير جداً وستمتد فترة الدراسة ربما إلى الضعف.
فوق ذلك كله، إن الله سبحانه وتعالى يقسم الأرزاق ولا يُضيع عباده، ولكن يجب أن تمتلك الخطة والموارد لإدارة ذاتك لمدة ستة أشهر على الأقل من تاريخ وصولك ماليزيا.

أخيراً

نعم أنصح كل شاب طموح بأن يسعى ويبذل الجهد لتحقيق أهدافه، وماليزيا وجهة جيدة لذلك، ولكن يجب أن تضع المعطيات المذكورة أعلاه في الحسبان و أن تبني خطتك وفقاً لذلك، لا أن تستخدم سياسة الأمر الواقع مع نفسك و تدخل في متاهات ربما تكون نهايتها الفشل و الانكسار لا قدر الله.

بلال عدنان الحمادين
كوالالمبور – 2020

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك