كشف التلفزيون الإسرائيلي عن ما وصفه بـ "النهر السري" الذي يمتد على طول 10 كيلومترات قرب البحر الميت، وتحيط به الصخور على ارتفاعات متفاوتة.
ويقع النهر في منطقة امتياز شركة البحر الميت، ولهذا السبب تم الحفاظ على وجوده سرًا. وثمة أخطار محدقة به الآن، رغم أنّ المنظمات البيئية والسلطات الإسرائيلية لا تعرف بوجود هذا النهر، وفق ما أورده التلفزيون الإسرائيلي، الإثنين.
وأشار التلفزيون إلى أنه حصل مؤخرًا على صور حصرية للنهر، واطلع عليها المنظمات البيئية ولكنّه حثّ الجمهور على عدم الاقتراب من المكان، خشية انفجار ألغام مزروعة بالمنطقة.
وبيّن التلفزيون أن المكان يحوي ظواهر طبيعية نادرة، وثمة مخاوف من أن أعمال مصانع شركة البحر الميت تشكل خطرًا عليه خصوصًا بعد المصادقة على مشروع "مسار الملح".
وينوي التلفزيون الإسرائيلي الكشف عن المزيد من التفاصيل حول النهر مساء غد الثلاثاء.
أثار كشف قناة عبرية النقاب عن "نهر سري" ومشروع "سري" بالقرب من البحر الميت في الضفة الغربية، ضجة في إسرائيل.
والبداية مع ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية "كان"، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء الماضي، أنه تم الكشف عن مشروع إسرائيلي "سري" قد يسبب كارثة بالقرب من البحر الميت، فضلا عن الكشف عن نهر/مجرى مائي سري بالقرب من البحر الميت، شرق الضفة الغربية، محاطا بصخور على ارتفاعات متفاوتة.
النهر السري
استدعى الكشف عن "النهر السري" إصدار سلطة المياه الفلسطينية، يوم الخميس، بيانا على ضوء ما أثير مؤخرا في وسائل الإعلام المحلية والعربية، حول وجود "نهر جديد -سري- في البحر الميت".
وأكد البيان الفلسطيني أن القناة العبرية "كان"، أو التقرير الإسرائيلي لم يحدد موقع النهر ولا أية معلومات دقيقة، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الجهات الرسمية الإسرائيلية والمختصة (البيئية) ليس لديها علم بذلك، وهو ما ذكرته القناة بالفعل من أن المنظمات البيئية الإسرائيلية ليس لديها علم بوجود "نهر سري" بالقرب من البحر الميت.
وأوضحت سلطة المياه الفلسطينية، أنه نظرا لأهمية وخطورة ما يثار حول هذه القضية، أصدر رئيس سلطة المياه، المهندس مازن غنيم، تعليماته للطواقم المختصة بالبحث والتحري؛ للتأكد من صحة ما ورد من خلال بيانات واضحة، سيتم الإعلان عنها بشكل رسمي حال توفرها.
وكانت قناة "كان" قد أضافت أن النهر أو المجرى المائي يقع في منطقة أعمال لـ"شركة البحر الميت" الإسرائيلية، بالقرب من مدينة أريحا الفلسطينية، بالقرب من البحر الميت، موضحة أنه لهذا السبب يجري التعتيم على النهر السري، في ظل وجود مخاوف من تضرر المنطقة بيئيا، وعدم معرفة المنظمات البيئية الإسرائيلية بوجوده.
وأجرت القناة حوارا مع عدد من متخصصي الجيولوجيا أو علم الأرض والمنظمات البيئية الإسرائيليين، حيث نفى بعضهم عدم معرفته بما يسمى بـ"النهر السري" الذي يقع في مدينة أريحا بالقرب من البحر الميت، رغم نشرها فيديو للنهر ممتدا لحوال 10 كم.
وأضافت القناة العبرية أن النهر السري يقع في منطقة امتياز شركة "البحر الميت" الإسرائيلية، ولهذا السبب جرى التعتيم عليه، وبأن هناك مخاطر محدقة به، رغم أن المنظمات البيئية الإسرائيلية لا تعرف بوجود هذا النهر، إذ تنفي معرفتها أو صلتها بالنهر نفسه.
ونقلت على لسان ليئور إينمار، المتخصص في علم الجيولوجيا، أن المنطقة تشبه "وادي غراند كانيون" الشهير في الولايات المتحدة من ناحية التضاريس والشكل، كما أن المنطقة التي يسير فيها النهر تحتوي على ألغام مزروعة منذ سنوات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وشددت القناة على عدم الاقتراب من تلك المناطق خشية انفجار الألغام، بحسب تحذيرات أو بيانات صادرة عن وزارة الجيش الإسرائيلية.
وفتح تقرير هيئة البث الإسرائيلية "كان" حوارا ومساحة للحديث عن ماهية هذا النهر، وهل هو مخر او مجرى مائي فحسب، وليس نهرا، وكذلك دهشة بعض الإسرائيليين من نفي المنظمات البيئية علمها بهذا الأمر من قبل.
وكتب الموقع الإلكتروني "كيكار/الميدان"، مساء الأربعاء، أن الحديث عن "نهر سري" يثير الاهتمام والفضول، متسائلا ما هي حقيقته، وهل هو بالفعل نهر طبيعي أم منتج صناعي لمصانع البحر الميت بالمنطقة (البحر الميت).
وأوضح الموقع أنه بناء على مسح جيولوجي سابق، فإن هذا المصب يعود إلى نتاج صناعي لمصانع البحر الميت في المنطقة، وبأن هذه المصانع موجودة منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولكن يزداد المجرى أو النهر السري" عمقا بمرور الوقت، وبأنه عبارة عن ماء مالح، ناتجة عن برك مالحة صادرة عن تلك المصانع الإسرائيلية والأردنية معا.
انهيارات أرضية
وأضاف الموقع الإلكتروني، الذي يحمل صبغة دينية، أن وزارة الجيش الإسرائيلية حذرت من التواجد بالمنطقة لوجودها ضمن حقول ألغام، مشددة على أنها ليست منطقة سياحية، وإنما منطقة خطرة مليئة بالانهيارات الأرضية، وهو ما اتفقت معه هيئة المسح الجيولوجي من أن المنطقة ليس مطروحة على خريطة السياحة الإسرائيلية، وإنما مجرد منطقة غمرتها المياه.
وأوضح الموقع الإلكتروني "سروجيم" - ذو الصبغة الدينية، أيضا ـ أنه من الأفضل معرفة الإسرائيليين بالمكان الرائع هذا، وتفضيل التجوال فيه، باعتباره من أفضل الأماكن روعة في البلاد، منددا بوجود حقول ألغام في هذه المنطقة، رغم معرفته المسبقة بأنها تابعة لشركة البحر الميت الصناعية الإسرائيلية.
ولفت الموقع الإلكتروني إلى أن هذا المكان، تحفة رائعة، يجب الاهتمام بها، وضرورة إطلاع الإسرائيليين عليها، كونها منطقة جيولوجية مختلفة.
ظواهر طبيعية
ومن جانبها، حسمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يوم الثلاثاء، الجدل، وكشفت حقيقة هذا النهر، مؤكدة أنه ليس ظاهرة طبيعية، وبأنه معروف مسبقا منذ عقود، نتاج صناعي لشركة البحر الميت الصناعية في المنطقة، وبأنه من الصعب الوصول للمنطقة، كونها منطقة خطرة وصعبة على السياحة، كما أنها منطقة مخاطر طبيعية.
واتفقت القناة العبرية الـ"13"، مساء الخميس، مع ما ذكرته "يديعوت أحرونوت"، من أن هناك لغطا كبيرا حول "النهر السري" وبأن هذه المنطقة بالفعل منطقة صناعية وبأن هذا المجرى جزء من نتاج المصانع في البحر الميت.
وطالبت القناة العبرية بضرورة فتح المكان أمام الجمهور للتنزه، خاصة وأنه سبق أن تم إخلاء منطقة تقع بغور الأردن، شمال البحر الميت، من الألغام، وهي منطقة كانت ملغمة منذ حرب الخامس من يونيو/حزيران 1967، وذلك بمشاركة من وزارة الجيش، حيث استغرق تفريغ المنطقة من الألغام حوالي عامين كاملين.
مياه صرف المصانع
وتعمل شركة "البحر الميت" الإسرائيلية في مجال البوتاسيوم والمغنسيوم، وبأن المسار المائي، مخر أو مجرى ناتج عن استخراج أنواع من أملاح البوتاسيوم والمغنیسیوم من میاه البحر أو صرف ھذه المیاه بعد عملیات الاستخراج.
مع إشارة هيئة البث الإسرائيلية "كان" إلى وجود عمال أردنيين في المنطقة، منوهة إلى أن الجيش الإسرائيلي سمح بدخول هؤلاء العمال للعمل في المنطقة، دون ذكر تفاصيل أخرى.
ومن جانبه، نشرموقع مدينة رام الله الفلسطينية بيانا عبر "الفيسبوك"، أكد من خلاله أن "نهر صحراء البحر الميت الذي نشر عنه موخراً عبر وسائل إعلام الاحتلال، وهي قناة وادي عربة في المنطقة المجففة التي تفصل أحواض مصانع البحر الميت، وهو مكون من المياه التي يتم تصريفها في أغلب الأحيان من أحواض التبخر بعد استخراج معدن البوتاسيوم بالإضافة إلى مياه الأودية وبعض الينابيع الجوفية عادت إلى الجريان عبر القناة نحو الحوض الشمالي".
وتابع : "يعد المشي على الأقدام في المنطقة خطرا وذلك بسبب الأحواض والانهيارات الأرضية واحتمال وجود ألغام. بسبب التراجع الكبير في البحر الميت، كان الوادي يتراجع ويتعمق في السنوات الأخيرة".
بحيرة ملحية
البحر الميت هو بحيرة ملحية مغلقة تقع في أخدود وادي الأردن ضمن الشق السوري الأفريقي، على خط الحدود الفاصل بين الأردن وفلسطين التاريخية . ويشتهر البحر الميت بأنه أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية، حيث بلغ منسوب شاطئه حوالي 400 متر تحت مستوى سطح البحر حسب سجلات عام 2013.
كما يتميز البحر الميت بشدة ملوحته، إذ تبلغ نسبة الأملاح فيه حوالي 34%، وهي ما تمثل تسعة أضعاف تركيز الأملاح في البحر المتوسط، وواحدة من أعلى نسب الملوحة بالمسطحات المائية في العالم. وقد نتجت هذه الأملاح لأن البحيرة هي وجهة نهائية للمياه التي تصب فيه، حيث أنه لا يوجد أي مخرج لها بعده.
كشفت قناة "كان" التابعة لشبكة التلفزيون الإسرائيلي، أن منطقة بالقرب من البحر الميت، تحوي "نهرا سريا"، محاطا بصخور على ارتفاعات متفاوتة.
وأشارت القناة إلى أن النهر، يقع في منطقة أعمال لـ"شركة البحر الميت"، التابعة للاحتلال، بالقرب من مدينة أريحا الفلسطينية، ولهذا يجري التعتيم عليه، في ظل وجود مخاوف من تضرر المنطقة بيئيا، وعدم معرفة المنظمات البيئية الإسرائيلية بوجوده.
وأجرت القناة لقاءات مع عدد من المختصين الجيولوجيين، وأشاروا إلى أن المنطقة تشبه "وادي غراند كانيون" الشهير، في الولايات المتحدة من ناحية التضاريس والشكل.
وتحتوي المنطقة على ألغام مزروعة منذ سنوات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحث باحثون على عدم الاقتراب منها خشية انفجارها.
ويشكل مشروع "مسار الملح" الذي تنفذه شركات إسرائيلية، خطورة على طبيعة المكان، لوجود ظواهر نادرة.
- سلطت صحيفة إسرائيلية، الضوء على حقيقة ما بات يعرف في الإعلام العبري بـ"النهر السري" الذي تحدثت عن اكتشافه قناة عبرية مؤخرا، ولعب "دور النجم" في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تقريره لها أعدته الصحفية إيلانا كوريئيل، أن "هذا النهر، ليس سريا، ولكنه خطير، وهو عمليا ظاهرة معروفة لسريان الجدول مع الأملاح التي تضخ من برك التبخير لمصانع البحر الميت في المنطقة".
وذكرت أن العاملين في المعهد الجيولوجي، الذين يبحثون في منطقة البحر الميت لوفرة الظواهر الجيولوجية، يعرفون الظاهرة ويتابعونها منذ عشرات السنين.
ونوهت إلى أن الباحثين بالمعهد وعقب نشر التقرير في قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، أعلنوا "تطور هذا المقطع من جدول العربا وصب الملح في مجراه منذ نهاية الثمانينيات، ونشر هذا البحث في عدد كبير من المؤتمرات المهنية والجماهيرية في الداخل والخارج".
الباحث الإسرائيلي العاد دنتا الذي يعمل حالبا في "معهد شمير لبحوث الجولان وفي المعهد الجيولوجي"، الذي كتب رسالة دكتوراه في الموضوع، "نشر في 2017 مقالا عن جدول العربا كرد فعل على انخفاض مستوى البحر الميت".
وأوضح الباحث أن القناة التي نراها اليوم، هي استمرار لجدول العربا من الشمال إلى برك التبخير وحتى البحر الميت، واستطال جدول العربا بعد انخفاض مستوى البحر الميت وجفاف الحوض الجنوبي منه.
وأضاف: "في الماضي كان الجدول يصب في الحوض الجنوبي واليوم وبعد الجفاف في الثمانينيات، يصب في الحوض الشمالي، وكما نعرف، يتدفق في الفيضانات فقط".
ونوه أن المقطع الذي تحدثت عنه القناة، "هو مقطع في قسم منه يتدفق بين برك التبخير لمصانع البحر الميت الإسرائيلية والأردنية، ويتغذى في معظمه من الأملاح التي في برك مصانع البحر الميت، وعمليا، المياه التي نراها هي في واقع الأمر أملاح، والمياه به أكثر تركيزا من مياه البحر الميت".
وبين دنتا، أنه "في العقود الأخيرة، استطال الجدول وتعمقت القناة ومن المتوقع أن تتعمق في المستقبل أيضا بوتيرة عشرات السنتيمترات في السنة"، محذرا من خطورة التعامل معه لأنه في "قسم من حوض الصرف من الجنوب، توجد ألغام، وكل فيضان يجرف معه ألغاما تصل في قسم منها وتتبقى على ضفاف القناة وفي القناة ذاتها، وهذا ليس مكانا للتجول فيه".
كما حذر "المعهد الجيولوجي" الإسرائيلي، من خطورة "التجول في المنطقة، لأنها خطيرة ومزروعة بالألغام التي تنجرف مع الفيضانات وتتوزع على طول الجدول (على الضفة والشرفات وفي القناة ذاتها)، كما يمكن للألغام أن تكون مدفونة تحت طبقة رقيقة من التراب، وإضافة لذلك؛ البنية التحتية في المنطقة غير مستقرة؛ فالضفاف تنهار بشكل مفاجئ، كما يوجد في الجوار حقول من البواليع النشطة".
"الباحث الكبير" في المعهد الجيولوجي ايتي غبريئيلي، ذكر أن "مصانع البحر الميت تنفذ عملية استنفاد لبرك التبخير، وفي نهايتها تحرر من جديد إلى جدول العربا، ومن جدول العربا تتدفق نحو البحر الميت".
ونبه أنه "حين تكون هناك مياه، كل شيء يزدهر، أما من الأملاح فلا تخرج حياة، وهناك لا وجود لأي شيء أخضر"، مؤكدا أنه "لولا مصانع البحر الميت لما كان هذا النهر قائما، وهو جزء من الإجراء الصناعي".
أما الباحث الكبير نداف لينسكي، وهو مدير مختبر البحر الميت في المعهد الجيولوجي، والذي يبحث في المنطقة منذ 17 عاما، شرح أن "المصانع تضخ الأملاح طول العام، وهذا نهر غريب بلا شك، يصعب جدا الوصول إليه، ويوجد في منطقة ملغومة، ونحن نطير إلى هذه المناطق في مروحية وندخل في الخفاء، والسير هناك على الأقدام غير منطقي".
يوحنان آرتسي، مهندس يعمل في مصانع البحر الميت، أكد أنه "لا يوجد أي سر ولا يوجد أي شيء خفي، بل العكس. فهذا مغذى من برك التبخير (برك الإسرائيليين والأردنيين) وسيواصل التعمق طالما واصلت برك التبخير عملها".
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه ليست ظاهرة طبيعية بل ظاهرة جيولوجية من فعل الإنسان، والكشف عن المكان ينبع ضمن أمور أخرى، من خطة وضعت للبحث في الظواهر الاصطناعية في المنطقة.