قصة الاحمد

بوست عتيق 

ولكن مع تحديث كوروني

(1) لما قدمت على فيزا لأمريكا بعمر العشرين في الكويت، السيدة اللي عملتلي المقابلة رفضت طلبي، بس رفضت اني أستسلم لأنه كانت بالنسبة لي أمريكا هي الحل لوضعي هديك الأيام. فسألتها ممكن أعرف سبب الرفض؟

- لأنه مافي أي ضمان أنك ترجع

أنا: ولكن ما في حدا بيقدر يضمن انه يرجع، أنا النيه اني أرجع ولكن ما بعرف شو رح يصير معي، ممكن أموت هناك بحادث سطو مسلح بأحد السوبرماكت

أو ممكن أجيب معدل عالي جدا تستقطبني احد الشركات الكبرى

بس النيه انه أرجع أعيش بين أهلي

- بعد ما سمعت مبرراتي حكتلي رح أعطيك فرصة بس بدي منك اتجبلي ورقة من شركة محلية انه رح اتشغلك بعد تخرجك من أمريكا

(طبعا كان طلب معجز) ولكن جبتلها ورقة تاني يوم من شركة قطع غيار محلية :-)

وأخدنا الفيزا

(2) بعمر ال 30 بعد ما كنت أشتغل شغل مطاعم وكازيات حبيت أنتقل الى اشي تاني بس كنت أشتغل دوبل الساعات اللي بشتغلوها الأمريكان فكانت كل محاولات دخول الجامعة فاشلة. أيامها كنت عامل صفحة على الجيوسيتي ، وتواصل مع صديق كان بشتغل بشركة دار نشر كبيره ودبرلي مقابلة عمل.

كل اللي حكينا فيه بالمقابلة كان ما اله دخل بمجال الوظيفة اللي كنت مقدم عليها وهي تصميم GIF للمواقع. 

قبلوني ولكن بأقل من 30 يوم قرروا أنهم بدهم حدا أشطر مني. كانت صدمة بس الحمدلله على كل حال.

نزلت تحت عند استراحة الموظفين وكان مدير ال IT هناك عم بتغدى، كنا دايما بنسلم على بعض المهم وانا ماشي طلب مني أشاركه عالطاولة وحكينا عن مواضيع غير مهمة وقبل ما أترك حكيتله هاي آخر مرة رح أشوفه وسلمت عليه وسأل ليش وقلتله وحكالي بالتوفيق.

وأنا ماشي لفيت وجهي وسألته (ما بدكم حدا بال IT؟) 

- وفاجأني بحكيلي أه والله بندور عندك خبرة بالنتوركنج؟ 

حكيتله لأ بس بتعلم بسرعة

- حكالي تعال بكرة (كان يوم عطلة) عشان اتساعدني وأختبرك

أجيت تاني يوم وحكالي مد السلك من أول الغرفة لآخرها

حكيتله بس؟ حكالي أه

وهذا كان الاختبار 

وبعدها علمني كل اشي عن تصليح الكمبيوترات A+

بعمر 33 دخلت الجامعة واتخرجت بكلريوس ادارة أعمال وكملت ماجستير إدارة بعديها

(3) بعمر ال 40 انتقلت الى الكويت (قررت بعد تخرجي من الجامعة ترك أمريكا)

وكنت بسمع كتير عن شركة اسمها جلوبال للاستثمار وقدمت عليها وطلبوا مني أعمل برزنتيشن عن منتج جديد رح يطرح IPO عن قريب.

فعلا أنا ما كنت بعرف شو يعني IPO وحكيت بدرس الموضوع وبرجعلهم، ولكن المقابلة التانية كانت كارثة وأكتشفت أنه عندي فوبيا الإلقاء وتم رفضي، ولكن قدمت على وظيفة أقل وتم توظيفي وعرفت أنه لازم أشتغل 4 أضعاف زملائي عشان عندي معوقات كتيره مثل العمر والجنسية وغيره وخلال أقل من سنه طلعت علي سمعه انه خالد حمار شغل أعطيه أي مشروع بنجزه. 

وأحد الزملاء في الشركة تم تعيينه مدير تنفيذي لشركة استثمار عقاري وكان بدور على country manager للأردن وهذا اللي كنت بدور عليه.. الانتقال الى الأردن

وأول ما قدمت على الوظيفة حكالي ما رح أقابلك ، سمعتك سابقتك.

(4) في عمر ال 44 (عام 2011) كانت السوشيال ميديا جديده نوعا ما بالبلد

الساعة 9 بالليل اجت على بالي فكرة التواصل مع شركة زين، وأيامها كنت كتير نشط بمبادرات الشباب ومؤتمر AmmanTT فكان عندي ايميل المدير التنفيذي 

فبعتله ايميل بلا تخطيط أو تفكير وكتبت فيه:

بحب أعرفك عن نفسي...

أنا فخور انه شركة زين سباقه في عالم السوشيال ميديا وأول الشركات اللي فيها سوشيال ميديا افليميا، ومع انه ادارة السوشيال ميديا عن طريق ايجينسي بس رح تنضج بيوم من الأيام وتصير قسم من أقسام زين، واذا بسمح وقتك ب 15 دقيقة ممكن أشرحلك كيف ممكن أبنيلك هذا القسم

ورد علي خلال ساعتين وعزمني على مكتبه.

وبعد 4 مقابلات صرت ميقن انه رح أشتغل بشركة زين ولكن ما صار نصيب لأنه صار في تغيير في الادارة وصرفوا نظر وحكيتلهم حصل خير

ولكن بعد ما اتبعوني على المنصات الاجتماعية، وبعد سنة بالضبط بتصلوا في الساعة 9! طلب مقابلتي ورحت عندهم وحكولي انه المدير الجديد (أحمد الهنانده) عنده تصور بناء قسم سوشيال ميديا وحبينا نحكي معك.

بالأول رفضت العرض بصراحة ولكن بعد ما اجتمعت مع أبو كريم اشتراني بتواضعه 

والحمدلله مش مصدق ليش لسه ساكتين عني :-)

بعد سبع سنوات بشركة زين قررت أن أترك العمل لأنه شعرت أن دوري هنا انتهى

(5) في عمر ال 52 ها أنا أبدأ من جديد

فريلانس وتدريب واستشارات والحمدلله

حققت حلم كبير وهو نشر كتاب والحمد لله

بدأت بنشر محاضراتي على منصات مثل Peak و Rwaq 

أقدم استشارات لمشاريع محلية وإقليمية مما دفعني للدخول في الإعلام الرقمي وتسويق النمو المتسارع 

أقوم حاليا بدراسة مكثفة عن موضوع النمو المتسارع 

وأقرأ عن التحول الرقمي للشركات (لأنه أصبح من المهم على كل شركة أن تتحول رقميا لأنه خلال سنوات قليلة ستتحول الأمور لوحدها وسيفوز المترقمن فقط)

ما تنخدعوا، في عندي مشاكل كتيرة 

ولكن التركيز والإصرار والتعلم الذاتي المستمر الطريق الوحيد للوصول.

مش كل اشي بصير زي ما بدنا بس:

- اتصالح مع نفسك بطّل تعطي حالك اعذار، اعترف بخطأك واشتغل عليه

- اعرف بشو انت شاطر وشو في نقاط الضعف واتقرر انه بدك تشتغل عليه او لا

- هيك بتكون هيأت البيئة المناسبة للنجاح وبصير كل اشي كويس ييجي عندك

 

- مرات مش لازم نرضخ للرفض

- مرات لازم نشتغل على حالنا شوية زياده عشان نعوض عن نقصان فينا

- مرات الواحد بكون جوعان وبصير يكتب عشان يصبر حاله :-/

#KhaledElAhmad

بقلم محمد الكويفي

اعلامي ومدون من غزة -فلسطين- ماجستير ادارة إعلام، بكالوريوس صحافة واعلام، دبلوم تكنلوجيا معلومات، دبلوم لغة انجليزية في الصحافة والسياسة، مدرب اعلام وانتاج ....

Posted in: