منهج الباب المفتوح وعلاقته بهيبة القائد
الباب المفتوح ، منهج قد يعتبره البعض مدخلاً لتحقيق القيادة الاندماجية ، فنرى القائد هنا يسمح باستقبال أي موظف في أي وقت لعرض مسألة أو مشكلة أو ينقل معلومة (؟!) أوما الى ذلك.
اتذكر في بداية عملى في أواخر التسعينيات ، وعن تجربة شخصية ، شاهدت بعيني كيف يتعامل الموظفين مع مديرهم ، عاصرت أياماً كنت لا أري فيها السيد المهندس المدير العام لمدة قد تصل الي أسبوع متواصل ، كافة التصميمات واللوحات التي كنت أقوم بالمشاركة في صناعتها كانت تُعرض على السيد رئيس القسم الذي بدوره يرفعها للسيد مدير الادارة وهو الوحيد الذي يملك صلاحية إختراق حاجز رهبة مواجهة السيد المهندس المدير العام 😮
انا شخصياً لا أري عيباً في أن يترك المدير بابه مفتوحاً طوال الوقت بل ويكون مكتبه وسط العاملين أيضاً (وما المانع في ذلك ؟!)
"قام أحد الموظفين بالاتصال بمديره ليلا ليدعوه لتناول وجبة الافطار معهم في اليوم التالي ، رغم دهشة المدير من هذا الطلب لانها تعتبر المرة الاولى التى يشاركهم فيها الافطار، الا انه وجدها فرصة ليتقرب اليهم اكثر.
استطاع السيد المدير أن يستغل فرصة الجمع المرح في فعل لا علاقة له بالعمل ، وبدأ يسأل الجميع فرداً فرداً عن أحواله وأسرته وتجاذب أطراف الحديث بذكر مواقف مشابهة حدثت له دون الدخول في الحديث عن انجازاته الشخصية طبعاً ، فهذا النوع من الكلام يصيب الموظفين بالملل ، فالموظف يشعر بالالفة حين يرى مديره يتحدث معه عن مواقف مشابهة لحياته."
👈 الاستنتاج:
المثال السابق ينسف تماماً قاعدة حاجز الرهبة والخوف من المدير ، بل ويزيد من الاحساس بالدفء والالفة بين الموظف ومديره عن طريق الاحاديث البعيدة عن التقارير والنشرات ومعدلات الانتاج.
كثرة الكلام بين المدير والموظفين تزيد من معرفتهم بمديرهم وتزيد أيضاً من معرفة مديرهم لهم ، بل ولا أري أي غضاضة في مشاركة مديرهم موضوعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى.
لا أخفي عليكم سراً حين أقول :
إن الموظف بجانب قلقه وخوفه بل وغيرته أيضاً من مديره ، الا ان لديه شعور بأن ذلك الكائن يمتلك من المعلومات ما يفوق أي موظف أخر وهذه حقيقة لا يمكن أن نتجاهلها ، ويحاول دائماً أن يبحث عن هذا الكنز من خلال حديثه معه.
فكلما زاد الحوار بين القائد والموظفين ، تكشفت حقائق هذا القائد لموظفيه وهنا يستطيع القائد أن يثبت أنه فعلا يملك ما لا يملكه موظفيه من خبرة حياتية ومعلومات ادارية وثقافة عامة تجعله جديراً بهذا المنصب الاداري.
أما ذلك القائد الذي يتسم بالغموض والبعد عن المشاركة في أى احاديث مع موظفيه ، هو مدير هش ، لا يملك الذكاء الاجتماعي الذي يساعده على التوغل في مشاعر موظفيه ، ويتسلح بسلاح الصمت والتكشيرة ويتحجج بأن في الصمت نصف الحكمة، ويبنى (دون أن يشعر) سوراً من الجفاء بينه وبين فريق عمله ، ويساعد على انتشار الاكاذيب حول شخصيته وادعاء البعض بأنه مغرور متغطرس وادعاء البعض الاخر بأنه أجوف يخاف أن يفتح فمه فينكشف جهله.
👈نصيحتى لكل قائد
افتح بابك لفريق عملك واسمعهم وتكلم معهم ، لديك من المعلومات ما يؤهلك لاقناعهم ، تسلح بالثقافة وشاركهم برأيك في أحداثهم الجارية ، صادقهم على مواقع التواصل الاجتماعى ، ارشدهم على مصادر المعلومات والكتب المفيدة ، تعلم كيف تكون مدرباً وموجهاً ، وأعلم انه لا يوجد شخص يملك الحقيقة والمعلومات الكاملة ، فكلنا نتعلم ، لذلك لا تتوقف عن الاطلاع ، فثقافتك هي مصدر هيبتك وليس صمتك.
هاني قاسم