لماذا سيخسر الإسلاميون في الانتخابات؟ ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2020/07/07

لماذا سيخسر الإسلاميون في الانتخابات؟


لماذا سيخسر الإسلاميون في الانتخابات؟


محمد الكويفي

لعل البعض يتسائل لو ان العنوان "لماذا سينجح الاسلاميون في الانتخابات؟

والإجابه عزيزي اننا في السنوات الماضية قد شهدنا صعود للتيارات الاسلامية في العديد من الدول كمصر وفلسطين وتونس، وقد شاهد الجميع المعارضة السياسية القوية لصعود هذه التيارات، والانقلابات التي حدثت على الربيع العربي، والتباين الواضح في نتائج الانتخابات في تونس.

النجاح والفشل سنة من سنن الحياة فقد فاز وهزم الاسلاميون على مدار التاريخ في العديد من المواقع والمعارك منذ بعثة النبي وحتى وقتنا الحالي.

وقبل التفكير في الدخول لمعترك السياسية من الأهمية الاقتناع باهمية وجود التدافع والمعارضة السياسية الخبيثة، والمعارضة الجيدة الفاعلة التي تستطيع إحداث توازن سياسي و خلق بيئة تنافسية محفزة على الإبداع، و تحقيق سنة التدافع بين الناس للوقاية من الفساد في الارض: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ ) (البقرة: الآية 251 ).


هنا نذكر ان الشعوب العربية تميل الى التدين وبالتالي تحب المتدينين وتعطيهم الاصوات، 
بعض الاحزاب الليبرالية واليسارية دفعت بالجهود والأموال لتشويه سمعة المتدينين بكافة الوسائل ومن خلال الاعلام وتكنولوجيا الاتصال، فقد استطاعت ان تصل الى كثير من عقول الناس بالافلام والمقاطع الدعائية كمسلسل الجماعة ومسلسل الاختيار وبالمقابلات التلفزيونية والاخبار وغيرها.


 الإسلاميون في السنوات الماضية قدموا إسهامات عملية في الكثير من الميادين، في المقابل تراجع دورهم كثيرا عند استلامهم الحكم، ولنسرد بعض الاسباب التي كانت سبب في نجاحهم والتي الان ستكون سبب في خسارتهم ان لم يتم علاجها وتداركها.

عورضت الاحزاب الاسلامية وحوربت بكافة الوسائل كمنع الاموال عنها، وافشالها داخليا وخارجيا


- ومن اهم الاسباب التي ستؤدي الى فشل الاسلاميين ان دخلوا الانتخابات هي الفجوة بينهم وبين الناس

- ايضا ضعف تقبلهم للمعارضة السياسية الجيدة الوازنة.

- في  العمل الخيري و الإغاثي تقلصت اعداد المؤسسات ودورها ولعل محاربتهم من معارضي التيارات الاسلامية والتضييق عليهم بشتى السبل من اهم الاسباب، بالاضافة لانشغال القائمين على المؤسسات وحجم العبئ مع ازدواجية العمل في الحكم والحزب والمؤسسات الخيرية، بالاضافة الى الفساد الذي سببه الضعف الاداري وتكميم الافواه وغيرها.
الناس لا تهتم لهذه الاسباب لكنها ترى تغير واضح بين ما كان يصرف لهم في السابق وما يصرف لهم الآن!
الناس ترى آلية توزيع الاعمال والمساعدات الخيرية وحجمها.
ربما اسباب عجزهم في المؤسسات الخيرية تتقاطع مع العديد من الجوانب الاخرى التي كانت سبب في نجاحهم


-الفساد الاداري والوظيفي سيطر على العديد من المؤسسات الحكومية وتدخل الحزب الاسلامي في الوظائف الحكومية الادارية والاشرافية.

هذه الاسباب ادت الى تفشي البطالة وتوقف المصانع والعديد من الشركات ونقص في الادوية، والكهرباء، وعرقلة واضحه في اليات السفر، جميع هذه الاسباب ادت ايضا الى سخط عام لدى المواطنين.


يقول (د.امجد جبارة-15-اغطسس-2012) في مجال العمل التربوي و الوعظي ستجد أن الوعاظ و المربيين و الدعاة الإسلاميين قد تفوقوا على من سواهم في هذا المضمار من حيث الكم و الكيف، و يكفي للدلالة على ذلك أن أضرب مثالاً بموقع "طريق الإسلام" الذي يحتوي قرابة 100,000 مادة صوتية سجلت إما في محاضرة أو ندوة أو دورة في 28 موضوع رئيسي و قرابة 100 موضوع فرعي تناولت كافة شئون الدين و الدنيا من علوم شرعية و قضايا اجتماعية و موضوعات ثقافية و مستجدات سياسية و أفكار إدارية و مقترحات تنموية و غيرها،و قد تم تحميل هذه المواد و الاستماع إليها عبر هذا الموقع أكثر من نصف مليار مرة! و هذا مجرد مثال لموقع الكتروني واحد من بين مئات المواقع الشبيهة.

أمثلة أخرى ممكن مشاهدتها في نجاح مبادرات إعلامية إسلامية تربوية كقناة إقرأ و الرسالة و مجموعة قنوات المجد و طيور الجنة و كراميش و القدس و الحوار و فور شباب و غيرها من القنوات الإعلامية التي نجحت في استقطاب كم كبير من المشاهدين من مختلف الأعمار و المستويات و ساهمت في تثقيفهم و تربيتهم و التأثير الإيجابي فيهم.
و في مجال الفكر تجد أن المكتبة العربية تزخر بكم ضخم من المؤلفات الإسلامية المعاصرة تقدر بعشرات الآلاف ليس فقط في مجال العلوم الشرعية بل حتى في علوم التربية و الأدب و الإدارة و التنمية و أنظمة الحكم و العلوم السياسية و حتى العلوم التطبيقية! انظر مثلاً إلى المعهد العالمي للفكر الإسلامي الذي صدر عنه أكثر من 300 كتاب فكري رصين باللغة العربية خلال ال 30 سنة الماضية أي بمعدل 10 كتب في السنة، هذا بالإضافة إلى أكثر من 400 كتاب أخرى أصدرها المعهد ب 22 لغة أخرى غير العربية، يضاف إلى هذا مئات الأبحاث و المقالات و الدوريات الصادرة عن المعهد. و انظر مثلاً إلى مركز الإبداع التربوي الذي أسسه علي الحمادي من رموز الإسلاميين الإصلاحيين في الإمارات، و الذي صدر عنه ما يقارب ال 200 كتاب في مجالات إدارية و تنموية و مهارية موزعة على قرابة 35 سلسلة كلها تتناول الموضوعات الإدارية و التنموية بروح إسلامية واضحة، و انظر مثلاً إلى المفكر الإسلامي عبد الكريم بكار الذي كتب ما يقارب ال 40 كتاباً حول فكر النهضة و التغيير و التنمية، و غيره الكثير أمثال الدكتور يوسف القرضاوي صاحب سلسلة ترشيد الصحوة، و محمد الراشد صاحب سلسلة استراتيجيات الحركة الحيوية، و جاسم سلطان و رسائله التي وصلت 250 رسالة حول مشروعه الفكري مشروع النهضة، و سلمان العودة مشرف موقع مفكرة الإسلام، و طارق سويدان و كتاباته و حلقاته التلفزيونية في الإدارة و القيادة و فنون التغيير، و أحمد الشقيري و سلسلة برامجه التلفزيونية (خواطر و لو كان بيننا و غيرها) التي وصلت إلى 300 حلقة هادفة في 10 مواسم، و غيرهم الكثير!


على الرغم من هذا الزخم العلمي والتربوي الا ان التعامل  السلبي من عدد كبير من العاملين في المؤسسات الحكومية مع افراد الشعب كان له الاثر الكبير لتغيير الافكار والاتجاهات ضد الاحزاب الاسلامية من افراد الشعب
التعامل السلبي ضمن اسبابه نقص الرواتب للموظفين، تفشي الفساد الاداري الذي بدوره يلغي التحفيز وتحسين الموارد وتدريبهم على التعامل مع المواطنين.

و في مجال التنمية هناك حركة بطيئة لهذا المجال لنفس الاسباب السابقة وأهما نقص التمويل والدعم الخارجي وعدم تقبل الاسلاميين دوليا 



المواطن الان جرب اللليراليين واليساريين والاسلاميين في الحكم، وبعد هذه التجارب يعيش المواطن في الاحباط السياسي
 
اخيرا

يقول (د. امجد جبارة) في مجال مقاومة الاحتلال و السعي نحو التحرر من الاستعمار ستجد أن الإسلامين قد تصدروا قوى المقاومة في كل بقعة عربية أو إسلامية تعرضت للاحتلال او الاغتصاب، و قدموا نماذج بطولية مشهود لها بالبسالة و التضحية و الفداء، و الأمثلة على ذلك معروفة و أشهر من أن أذكر القارئ بها. 

هناك مجالات متعددة وكثيره يمكن سردها وحتى لا اطيل 



https://www.mik1111.blogspot.com https://www.facebook.com/kauifi

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك