رؤية فلسفية عن الأخراج و نقد المشاهد ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2020/07/04

رؤية فلسفية عن الأخراج و نقد المشاهد

رؤية فلسفية عن الأخراج و نقد المشاهد

المخرج السينمائي : الأخراج ببساطة هو إدارة الأنتاج لعمل سينمائي أو تلفزيوني يكون فيه المخرج مسؤول كلياً عن العمل حتى الأنتهاء منه وتقديمه كعمل فني للشاشة. للمخرج السينمائي منظور مستقل غالباً لذلك تجد كل مخرج يبتكر طريقة العمل الأخراجي بنفسه ومن ثم تصبح مدرسة خاصة تحت أسمه في حال أنتج أعمال كبيره تركت أثرها في الساحة الفنية وقد تجد في بعض أفلامه فلسفه خاصة ينتج بها الفيلم وهذا من حقه كونه المنتج الرئيسي.

الفلسفه الأخراجية : هي رؤيا استساغها المخرج من باطن العقل حسب خبرته الفنية ورؤيته للأنتاج مشركاً فيها الرواية النصية حتى ينسج المزيج الخاص به كيفما يريد وحسب طريقته.

النقد السينمائي : جميعنا يعلم أن النقد السينمائي مصاحب لكل عمل مهما كانت دقته وإتقانه و جودته وقد لا يخلوا أي عمل سينمائي من النقد و ذلك يعود إلى سبب رئيسي ملخص كالتالي : وهو في الأساس اختلاف العقول ونمط التفكير فيها كسلسة طويلة من التعقيدات البشرية الفكريه من شخص إلى أخر وهنا يأتي الأختلاف في الرؤية للفيلم ثم النقد

. أما النقد فينقسم إلى ثلاثة أنواع :

أولاً : “النقد الشخصي التأثري” و يعود فيه سبب النقد إلى استخدام النقد كوسيلة لأثبات الذات من خلال معاكسة الأغلبية من هم في الكفة الأخرى أو  كرهه لشخص يجعله يبحث عن عيوبه فقط لينتقده و تجاهل الأيجابيات كلياً ويكون النقد هنا دون أسباب حقيقية أو خبرات أو ثقافة.

ثانياً: “النقد القهري” هو النقد الذي تدور حوله الكثير من النقاشات و الأراء كون الشخص فيه ينتقد لعدم تمكنه من إحتواء الفكرة و إستيعابها بالشكل الكافي بالتالي ذلك يؤثر على كبريائه فتجده ناقد للهروب و الخروج من دائرة الشعور بالنقصان

. ثالثاً: الأنتقاد “الهادف الموضوعي” وهو نقد يهتم بالموضوع الأساسي دون الألتفات لصحاب الفكره أو منفذها وذكر العيوب والمزايا على السواء،إذ ينطلق صاحبه من الإخلاص للفكرة ويكون النقد فيه محاولة للتغيير للأفضل و هو النقد المطلوب دائماً .

الأنتقاد أمر خلق بداخلنا نحن البشر و قد لا يمر يوم في حياتك حتى تسمع شخص ينتقد أخر في المنزل او في المدرسة أو العمل أو تقرأ نقد موجه لجهه حكومية أو خاصة في إحدى الصحف المحلية أو العالمية. كيف “للأبـداع ” أن يصبح محل النقد : ذكرت في السابق كيف أن العقول مختلفة في نمطها كسلسة طويلة من التعقيدات الفكرية البشرية ثم ذكرت أنواع النقد وكيف تنقسم إلى ثلاثة أنواع ولكن ذلك كله لا يبرر ولا يعطي الحق “للمنتقد” أن يخرج بنقده خارج الأطار الموضوعي وأن النقد يجب أن يكون دائماً في المحور الحقيقي له دون أن يتشعب لأمور أخرى حتى يصبح الأنتقاد ذو أثر رجعي إيجابي .. أستحدث في علقك الان برج إيفل و الأهرامات والجسور العالمية والمباني المعمارية الهندسيه وملاعب كرة القدم العالمية و الكثير من الجماليات المصنوعة بطرق مذهلة وتخيل أنك تقف أمام إحداها وتنظر لها بتمعن بالتأكيد ستكون متعجب و مُعجب من جمالها و سحرها ودقتها و إتقانها الرهيب وعظمتها بالتأكيد سيكون ردك تلقائياً  الثناء على جمالها على الأقل في نفسك. هنا تكون الطبيعة الفطرية للأنسان ظاهرة جلياً و أن الأنسان بطبعه يعجب بالجمال بالأبداع بالأتقان أما عكس ذلك هو شخص في حاجة ماسة للعلاج النفسي المكثف.

الــخلاصة : أعود هُنا للأنتاج السينمائي وكيف أن هناك أفلام مصنوعة بدقة و مهارة و إتقان مايكفي للكتابه عنها عشرات السنين أعمال فنية هي في الحقيقة “تحف” ثمينة. ولكن ومن المؤسف أننا لا نزال نشاهد الغزو النقدي الفارغ يدور مراراً و تكرارً حولها وهذا بالتأكيد لا يقلل من شأنها بل هذا النقد هو صورة معاكسة لما أصبحت عليه الأذواق في هذا الجيل الحديث و صورة واضحة للأنحدار السينمائي العام.  كمن ينتقد مخرج سينمائي و يتهم أن أفلامه ممله أو أن يقول أفلامه غير مفهومه لذلك هي تافهه ! يا للعجب المشاهد يتحدث بهذه السطحية الخالصة عن مخرجين كبار صنعوا أفلام تفتخر بها السينما بل هم أعمدة  تأسست عليها السينما و الأخراج السينمائي.. هذا النوع من النقاد يندرج تحت الرقم “2” من أنواع النقد وهو بلا شك الأكثر جدلاً لما يحتويه رأسه من أفكار سطحية بحته تستطيع رؤيتها ظاهره تطفوا فوق رأسه. أنا هنا بالتأكيد لا أتحدث عن أولئك المخرجين ذوي الأمكانيات الضعيفه أو المحدودة أو تلك الأفلام الركيكة التي تكاد أخطائها تغرق الشاشة أمامك.. أنا هنا أعني بحديثي تلك الأفلام الفلسفية تلك الأفلام التي تشكل لغز و حبكة لها هدف لها مغزى لأن من يقف خلفها هم مخرجين كـ ستانلي كوبريك و كوبولا و ديفيد لينش و فيدريكو فيلليني و أكيرا كوراساوا سيرجيو ليوني و الكثير الكثير من عباقرة الأخراج الذين يجبرون المشاهد أن يقف أحتراماً لهم على تلك الأعمال الفذة ويصفق بحرارة إعجاباً بفلسفتهم الفنية بنمط إخراجهم للأفلام بطريقة الأنتاج التي أقل ما يقال عنها “عبقرية” فحديث حواري بسيط لا يتعدى عدة دقائق من أفلامهم  هو بمثابة فيلم أخر يتفوق على أفلام كثيرة أخرى. أخيراً و ليس أخراً.. كونك أحد الملايين الكثيرة من المحبين للسينما وتملك في رصيدك مئات الأفلام و تملك متابعين بالألاف لا يعني أنك ملم بعالم السينما لا يعني أنك تستطيع أن تفهم الأخراج لا يعني أنك ذا رؤية سينمائية فذة لا يعني أن ما تقوله صحيح فأنا و أنت نقطة صغيره في بحر السينما نصيب مرة و نخطأ مرات ننتقد أحياناً الأفلام بطريقه ساذجة و أحياناً بأحترافيه و تظل خبراتنا محدودة جداً في هذا المجال إذا ما قُورنت بالمخرجين العالميين. كل ماعليك فعله هو مراجعة نفسك في المشاهدة للأفلام ثم أطفىء الأنوار و اغلق الباب وتابع من جديد ..
Ayoub’il Padrino


https://www.mik1111.blogspot.com https://www.facebook.com/kauifi

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك