خطواتك الأولى في صناعة المحتوى
- ودي أكون صانع محتوى قوي لكن ما أعرف من وين أبدأ؟
- كيف أتعلم وأطور نفسي بمجال صناعة المحتوى؟
- ما هي نصيحتك لطالب على مشارف التخرج ومهتم بالمحتوى كيف يبدأ؟
- لدي رغبة في تعلم صناعة المحتوى فهل بالإمكان توجيهي في هذا المجال؟
نماذج لاستفسارات تكررت علي في تويتر والبريد الإلكتروني من أشخاصٍ اتفقت حاجتهم واختلفت صياغتهم، فكلهم يبحث عن ما يزيل حيرة البداية وتردد الانطلاقة.
في هذه التدوينة 7 خطوات تُسهّل مشقة الأمتار الأولى في مضمار صناعة وكتابة المحتوى؛ لتكون الانطلاقة متزنة وواثقة:
الخطوة 1 : اكتشف
تعرّف على المقصود بمجال صناعة المحتوى وابذل وسعك في اكتشاف تفاصيله، وطبيعة العمل فيه، وأبرز تطبيقاته ومهاراته، وكل ما يمكن أن يُشكّل لديك وعياً يساعدك منذ البداية في التحقق من مدى تقارب المجال مع قدراتك ورغباتك. ومما يساعدك على ذلك:
- البحث بعناية عبر (قوقل – تويتر – يوتيوب…)، واختيار الكلمات المفتاحية المناسبة مثل: ("صناعة المحتوى" "كتابة المحتوى" "المحتوى التسويقي" "كونتنت رايتر" "كوبي رايتر"...) والاطلاع على نتائج البحث التي تظهر لك من (مقالات - تدوينات - تغريدات - أدلة إلكترونية - فيديوهات...)
- تدوين وتلخيص أهم الأفكار والمعلومات والمعارف التي توصّلتَ لها بعد القراءة والاطلاع والمشاهدة؛ لتُعينك في الخطوات القادمة.
الخطوة 2 : طبّق
لا تنتظر أن تُعرض عليك وظيفة رسمية لتُطبّق ما توصّلتَ له من معارف وتشكّل لديك من تصورات عن صناعة المحتوى، ولكن ابدأ بما هو متاح لديك وهو "حسابك الشخصي" في أيٍّ من منصات التواصل الاجتماعي التي تُفضّلها ويسهل عليك التطبيق من خلالها، ويمكنك مستقبلاً الانتقال والتوسّع لغيرها عندما تبدأ ممارستك بالنضوج وتتعرف أكثر على جمهورك المستهدف. طبّق وفق فهمك الحالي حتى وإن كان هناك الكثير مما لم يتضح لك، وخصّص مفكرة تُدوّن فيها ما عجزت عن فهمه ليأتي لاحقاً وقت الاستيضاح عنها.
الخطوة 3 : تخصص
اجعل محتوى حسابك الشخصي يصب في تخصص تميل له ولديك إلمام سابق به (رياضي - ديني - علمي - اقتصادي - فني - قانوني...)، سواءً كان مرتبطاً بتخصصك الأكاديمي أو اهتمامك الشخصي أو خبرتك الوظيفية، وأعطه وقتك وجهدك من البحث والاطلاع؛ لتخرج بمحتوى يجمع بين أصالة المعلومة وحُسن الإخراج، وتعتاد على صناعة المحتوى المتخصص، وتُطبّق أفكارك على سياقٍ متسق يُعِينُك على الممارسة بشكل صحيح.
الخطوة 4 : دقّق
مؤكد أن عدداً من الحسابات في منصات التواصل الاجتماعي قد نالت إعجابك وجذبت انتباهك لأسباب يتشارك فيها معك عامة المتابعين، أما الآن وقد بدأتَ في ممارسة صناعة المحتوى فنظرتُك ستختلف، وتركيز عدستك المكبرة وتدقيقها سيتمحور حول: "كيف تفاعل محتواهم مع الأحداث؟ ما هي أشكال المحتوى التي يستخدمونها؟ متى ينشرون؟ ماهي الأفكار التي ميزتهم؟ من جمهورهم المستهدف؟ ..." لتستلهم وتُطبّق من ذلك ما يتناسب مع طبيعة حسابك وجمهورك المستهدف مضيفاً لها لمساتك الشخصية.
الخطوة 5 : اسأل
كنتَ قد رصدتَ ودوّنت في مفكرتك بعد مشوار من التطبيق والممارسة عدداً من الأمور التي لم تتضح لك والعقبات التي واجهتك، يمكنك الآن التواصل مع خبير في صناعة المحتوى لتعرضها عليه، وستلاحظ بأن نوعية الأسئلة التي تطرحُها أصبحت متقدمةً نوعاً ما، وتلبي الحاجة الفعلية التي تنقصك، وتعكس ما بذلتَهُ من جهد في التعلم الذاتي والممارسة العملية، مما يدفعُ بالخبير للتجاوب معك بشكل أفضل وأكثر فائدة. ومن المؤسف أن ترى من لا يُحسن استثمار الفرصة التي تتاح له عند استشارة أهل الخبرة، فيفوتها بطرح أسئلة كان بإمكانه الحصول على إجاباتها لو بذل جهداً يسيراً في البحث عنها في "قوقل" مثلاً.
ويمكن التواصل مع الخبراء عن طريق بريدهم الإلكتروني أو رسائل الخاص في تويتر أو طرح سؤال مباشر لهم في المنشن أو البحث بين الأصدقاء والمعارف عمن يعمل في المجال أو يعرف من يمكنه الإجابة عن استفساراتك.
الخطوة 6 : تدرّب
حضورك لبرنامج تدريبي متخصص عن صناعة المحتوى في هذه المرحلة يختلف كلياً عن حضورك قبل أن تزيد وعيك وتبدأ في التطبيق والممارسة، فقاعدة الفهم لديك ستُعظّم استفادتك من الدورة، وتدفعك لتحديث معلوماتك القديمة واستكمال النقص فيها وتصحيح الخاطئ منها، ومقارنة فهمك السابق بما تعلمته في الحاضر، والاستفادة من التطبيقات والتمارين بشكل صحيح. كما يمكنك عرض ممارستك السابقة على المدرب ليُعطيك توجيهه ورأيه من واقع محتوى البرنامج التدريبي الذي تشارك فيه.
الخطوة 7 : تحدّى
لتستكمل انطلاقتك التي بدأتها بثقة فأنت بحاجة لتستشعر أنك أمام تحدٍ مع نفسك لتحقق ما تُريد وتصل لما تطمح، وأن تؤمن بأن طريق البدايات ليس صعباً حد الإعجاز أو سهلاً حد الركون، وهنا تحتاج لتعزز التحدي بالآتي:
- استمر إن رأيت في نفسك انسجاماً ووجدت الرضا عن ما تفعله، فالاستمرارية سِرٌ يُحدِث الفرق لصانع المحتوى، والمزاجية والتوقف تُشتت الجهد ولا تبرز النتائج.
- استفد من أخطائك واستثمرها فهي عُصارة جهدك.
- استعد للفرص، وكن صانعاً لها.
- تعلّم دون كلل فهو "أكسجين نجاحك".
- اصبر، فالنتائج الكبيرة لا تأتي سريعاً.
وخاتمة العِقد: "ادعُ الله في كل حين أن يمدك بعونه وقوته".
بقلم محمد الكويفي
اعلامي ومدون من غزة -فلسطين- ماجستير ادارة إعلام، بكالوريوس صحافة واعلام، دبلوم تكنلوجيا معلومات، دبلوم لغة انجليزية في الصحافة والسياسة، مدرب اعلام وانتاج ....
Posted in: