الاجابة على السؤال السابق وهو هل الغطس تحت الماء يحمي الشخص من الاصابة بالاعيرة النارية وكم هو العمق الآمن ..
اي وسط له مقاومة معينة لحركة جسم خلاله. على سبيل المثال الهواء المحيط بنا يقدم مقاومة لاي حركة فيه مثل المشي او الجري. وهذا ما تعودنا عليه واصبحنا تقريبا لا نشعر بهذه المقاومة كما نشعر بمقاومة الماء عندما نمارس السباحة فيه. هذه القوة المعاكسة للسائل ضد حركة جسم خلاله تسمى قوة السحب drag force.
اذا كانت قوة السحب هذه هي التي تجعلك تتحرك ببطء عندما نسبح في الماء هي نفس القوة المعاكس لحركة الرصاصة. تعوم الرصاصة بسهولة كافية خلال الهواء لتصيب الهدف، لكن عندما تواجه الرصاصة الماء فان تغيرا جذريا يحدث في هذه الحالة.
عندما تنطلق الرصاصة من مدفع رشاش فانها تتحرك بسرعة تصل ١٠٠٠ متر في الثانية، وبالرغم من هذه السرعة الهائلة الا انها تصل إلى الصفر بعد ان تتحرك مسافة اقل متر في الماء!
العوامل المؤثرة على سرعة ومدى حركة الرصاصة في الماء
كما رأينا فان قوة السحب هي اكبر عامل يؤثر على سرعة الرصاصة في الماء والعمق الذي ستصل له. على اي حال هل قوة السحب للماء مماثلة لاي شيء يتحرك خلاله؟
ان قوة السحب تعتمد على عدد من العوامل بما فيها نوع الرصاصة وسرعتها لحظة خروجها من المدفع الرشاش ومعامل السحب للرصاصة والزمن الذي تقضيه الرصاصة في الماء. كما انها تعتمد على كثافة السائل الذي تتحرك فيه وهنا نحن نتحدث عن الماء.
حيث نجد ان قوة السحب للماء تتناسب طرديا مع سرعة الرصاصة. وهذا يعني ان كلما زادت سرعة الرصاصة فان قوة مقاومة الماء لحركتها سوف تزداد.
قام Mythbusters في قناة دسكفري باجراء اختبارات على هذا الامر حيث تم استخدام كاميرا للتصوير البطيء لتسجيل عدة طلقات رصاص في الماء باستخدام اسلحة مختلفة. واستنتج من هذه التجارب ان الوقوف على مسافة 2.5 متر كافية لحماية اي شخص من طلقات الرصاص تحت الماء، وتقل هذه المسافة اذا اطلق الرصاص بزاوية ٣٠ درجة بالنسبة لسطح الماء كما يحدث في الواقع وهنا تكون المسافة اللازمة لتجنب الاصابة بالرصاص اقل وتصل إلى متر واحد ونصف فقط.
من هنا نستنتج ان معظم المشاهد التي تتضمن قفز الجنود إلى الماء لاحتماء به من الرصاص هي صحيحة فيزيائيا، واعتقد ان منتجوا الافلام عادة ما يستعينون بالفيزيائيين للتحقق من هذه الامور قبل تصويرها ..