*المونيتور العبري: دحلان والرجوب يستجمعان قواهما لمعركة الخلافة في السلطة*
كتب الصحفي الإسرائيلي في موقع المونيتور العبري شلومي الدار: كما هي الأمور في كل دراما جيدة، البداية بصداقه رائعة، ثم عداء مر ومن ثم مصالحة، في قضية الرجوب ودحلان، كلاهما تعرفا على بعض في المعتقلات الإسرائيلية في سنوات ال 80، دحلان أبعد للأردن، وجبريل الرجوب للبنان، وخلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى التقوا في تونس.
بعد اغتيال أبو جهاد في العام 1988 والذي كان مساعداً لياسر عرفات، ومسؤول عن الكثير من العمليات ضد “إسرائيل”، وزع أبو عمار مهام أبو جهاد على محمد دحلان من مواليد خانيونس، وعلى جبريل الرجوب من دورا قضاء الخليل، حصل دحلان على المسؤولية عن غزة، والرجوب سلم المسؤولية عن الضفة الغربية، وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو، تسلم دحلان قيادة الأمن الوقائي في قطاع غزة، وجبريل الرجوب قيادة الوقائي في الضفة الغربية.
وتابع الصحفي الإسرائيلي، العلاقة بقيت جيدة بينهم حتى اقتحم الجيش الإسرائيلي مقر قيادة عمليات الأمن الوقائي في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية واعتقل أشخاص سماهم بالمطلوبين، حينها اعتقد الرجوب أن محمد دحلان هو من زود الإسرائيليين بالمعلومات، وتحولت بعدها العلاقة بينهم لحرب عالمية حسب وصف الصحفي الإسرائيلي.
جبريل الرجوب كان المفتاح والشخص المقرب من أبو عمار وأبو مازن، إلا أن وضعه تراجع في السنوات الأخيرة، وهو مثل دحلان بات يستوعب الخطر الذي يواجههم الاثنان، بالنسبة لهم، هذه هي الساعة المناسبة من أجل تجميع قواهم.
مقربون من محمد دحلان يرون إنه إن لم يتمكن كل منهم مسامحة الآخر، والعودة للأيام الجملية، الشعب الفلسطيني بأكمله سيعاني، أو بكلمات أخرى: المعركة على خلافة أبو مازن سترتفع درجة، أصدقاء وأعداء سابقين يفهمون إنه من أجل الاستعداد للمعركة الكبرى، ومن أجل أن ينتخب أحدهم لإتقاذ الشعب الفلسطيني عليهم التعاون والعمل المشترك.
في حالة عدم العمل المشترك أحد المُقربين من أبو مازن سيفوز بخلافته، إما محمد اشتيه والذي عين رئيساً للحكومة الفلسطينية خلال العام الحالي، أو محمود العالول الذي يشغل منصب نائب رئيس حركة فتح منذ العام 2017، وهذا الموقع سيعطيه الأولوية في الصراع على قيادة حركة فتح، ومحمد اشتية يعمل على تعزيز موقعه في الشارع الفلسطيني عبر مواقف متشددة ضد “إسرائيل”، والساحر للكثيرين في الشارع الفلسطيني.
مقرب من محمد دحلان قال لموقع المونيتور العبري، الرجوب ودحلان تعاونوا بفضل تشدد أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية دائم القلق من أن يقوم زملاء له بالإطاحة به، وهو قلق من المصالحة الأخيرة بين الرجوب والمصريين، ويعتقد أن المسؤول عن ذلك هو محمد دحلان، وهذا دفع بدحلان للاهتمام بوضع صديقة السابق في ظل الأزمة في السلطة الفلسطينية.
جبريل الرجوب كان يعتقد أن محمد دحلان هو من يقف خلف علاقته السيئة مع المصريين بسبب علاقته مع الرئيس المصري، وإنه كان السبب في طرده من الأراضي المصرية في فبراير من العام 2017 عندما كان يريد الرجوب المشاركة في قمة شرم الشيخ.
وتابع الموقع العبري، كل هذا تم محوه، الطرفان قالوا للمونيتور العبري، جماعة محمد دحلان قرروا فتح صفحة جديدة، وتجميع القوى، ووفق جماعة دحلان، مقربون من أبو مازن نشروا اشاعات أن دحلان والرجوب خططوا لعمل انقلاب في السلطة، والسيطرة على مراكز القوى، وهذا طبعاً غير صحيح قال مقرب من دحلان.
وعن الدور المصري قال مقرب من دحلان للموقع العبري، المصريون هم من بادروا لتحقيق المصالحة بين الرجوب ودحلان لإدراكهما بأنهم أشخاص مؤهلين وذوي وخبرة، وميدانيين، ويمكنهم الدخول لحذاء أبو ماون (حسب تعبير الموقع العبري) ومنع الفوضى في السلطة الفلسطينية.
كما ادعى جماعة دحلان أن بمقدور محمد دحلان تنظيم نشاطات شاملة في الضفة الغربية تمكن جبريل الرجوب من تعزيز قوته استعداداً لخلافة أبو مازن، للرجوب لا يوجد أعداء مثل محمد دحلان، هو شخص شعبي ومحبوب في الضفة الغربية، كما يحظى دحلان بشعبية في الضفة الغربية وغزة.
وعن مستوى المصالحة بين الطرفين، قال أحد جماعة دحلان، عند سؤال دحلان بشكل مباشر إن كانت المصالحة مع الرجوب تحولت لواقع، أجاب بلا، كونه لم تبدأ بعد فعاليات ميدانية بين الطرفين، وهم يدركون أن عليهم أن يعملوا بسرية لكي لا يتم اعتقال مؤيديهم من أجهزة أمن السلطة.
وعن موقف المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي من جبريل الرجوب قال الصحفي الإسرائيلي، الموقف تجاه الرجوب في المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية متناقض، فهو يعتبر شخص عملياتي يمكنه نقل السلطة من اتجاه إلى آخر بسبب قدراته الشخصية، والكريزما التي يملكها، كما يعتبر بعيد عن ما سماه الصحفي الإسرائيلي ب “الإرهاب”، وإنه استطاع الحفاظ على الأمن الوقائي خلال الانتفاضة الثانية بعيداً عن العمل ضد “إسرائيل”.
أما محمد دحلان فيعتبر الأفضل، حيث كانت أنباء سابقة عن علاقات قوية بينه وبين أفيغدور ليبرمان، وكذلك الرجوب كان ينظر له بأنه يمكن أن يكون الرجل المناسب، ويمكنه السيطرة على الضفة الغربية، ويمنع الفوضى وسفك الدماء.
وختم الصحفي الإسرائيلي تحليله للعلاقة بين دحلان والرجوب بالقول، كل هذا يأتي في ظل تقديرات أمنية إسرائيلية عن إمكانية اندلاع مواجهات وتصاعد الأوضاع في الضفة الغربية قبيل الانتخابات الإسرائيلية، خاصة على خلفية الأزمة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية.
اندلاع موجة مواجهات، والوضع الاقتصادي المتردي هي العوامل التي تدفع بدحلان والرجوب لتشابك الأيدي، والاستعداد لمعركة حياتهم الكبيرة، والتي يصفها جماعتهم ب معركة” إنقاذ الشعب الفلسطيني قبل أن يصبح متأخراً”.