إلى المرأة: كيف تصبحين أجمل (نصيحة من رجل) ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2019/07/28

إلى المرأة: كيف تصبحين أجمل (نصيحة من رجل)

 نصيحة من رجل!
 مقدمة لا بدّ منها
إذا رغبتِ عزيزتي المرأة أن تعرفي لماذا اخترت العنوان (كيف تصبحين أجمل وليس كيف تصبحين جميلة، ينبغي أن تقرئي المقال من الجلدة للجلدة كما نقول عن الكتاب!)
كل النساء يرغبن في أن يكن جميلات. ولا يختلف عاقلان على أن المرأة الجميلة تجذب الرجل، لهذا تذهب المرأة لتنفق الكثير على الماكياج والزينة والحليّ وغيرها لكي تبدو جميلة في عينيّ الرجل. لا يحاول أحد إقناعي بأنها تتجمّل لكي تبدو جميلة في نظر بنت خالتها أو صديقتها. أعتقد أننا تجاوزنا هذه المرحلة من الوهم المتعمد!
ولهذا السبب طبعا خرجت مراكز التجميل إلى النور وبدأت عملية النفخ والشد والشفط واللهط، وكل ما يمكن فعله ولا يمكن قوله تم ويتم في مراكز التجميل. وبعد أن تخرج المرأة من تلك المراكز تعتبر أن ذلك سرّ من أقانيم الكون يجب دفنه مع الغبار الذري في الصحراء الكبرى!
والإحصائيات التي تتناول نفقات المرأة العربية على العطور وأدوات الزينة أرقام فلكية تتجاوز المليارات من الدولارات كل عام… أكاد أتخيل أنهار من العطور تنسكب في شوارع البلدان العربية بتلك المبالغ الضخمة. أنا لا أكره ذلك بل على العكس أحب العطور وأحب المرأة الجميلة مثل أي رجل (اعتراف قديم).


جميلة أَم أجمل؟
لكن الذي يثيرني هو اهتمام المرأة بأن تكون جميلة ولا تكون أجمل! ثمة فرق بين الصفة (جميلة) واسم التفضيل (أجمل). والفرق لغويا يبدو بسيطا، أما اصطلاحا فثمة بون شاسع بين المعنيين.
العطر تخبو رائحته الفواحة بعد ساعات، والمكياج يذيبه الماء بكل عنف وقسوة، وفستان السواريه الأنيق الصفيق لا تلبسه المرأة أكثر من 3 او 4 ساعات ثم يتم إيداعه في الأمانات إلى الأبد!
فهل فكّرتِ عزيزتي المرأة في طريقة تزين مبتكرة؟ تجعلك أطيب من الطيب وأحلى من الحلا وأعطر من البخور؟ وأبقى من العطور؟ قطعا هناك طريقة…هيا نرى معا! ومن وجهة نظر رجولية تماما هذه المرة…
كل الرجال يحبون النساء الجميلات المتزيّنات. لكن لأن الجمال الآني لا يدوم فالمرأة تحتار في البحث عن طرق جديدة. لكن المثير أن الطرق الجديدة لا تفعل المطلوب. فلجأت بعض النساء الجاهلات إلى السحر والدجل لكي تخطف قلب الرجل.. ونسين الطريقة القديمة الحديثة لكي تكون أجمل امرأة وبشهادة رسمية مختومة من أكبر هيئة في العالم الإسلامي.
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم. خير متاع الدنيا زوجة صالحة. ويقول أيضا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم “ خير النساء من إذا نظرت إليها سَرّتك”
هناك من بدأ يتململ الآن ويعتقد أنني سوف أكرر ما يقوله الخطباء من فوق منابر المساجد. كلا الأمر اليوم مختلف بإذن الله.
لو نظرنا إلى حديث (نظرت إليها سرتك)، نجد أن الحديث يتحدث عن النظر المتّحد مع السرور. فكيف تحافظ المرأة على هذه المعادلة الصعبة؟ كلما نظر إليها زوجا يجب أن يشعر بالسرور! كيف يمكن أن تحافظ على هذه المعادلة 24 ساعة يوميا 7 أيام في الأسبوع 365 في العام! إذا أردت معرفة هذا يجب أن تقرئي المقال. هذا شَرطي الوحيد (الشين بالفتحة وليس بالضمة!)
يقول الشاعر الجاهلي زهير ابن أبي سلمى في أبيات شعر خالدة:

وكائن ترى من صامت لك معجب            زيادته أو نقصه في التكلم 
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده                    فلم يبقى إلا صورة اللحم والدم

 الجمال الداخلي
كون أن المكياج تزيله المياه كما الليالي تزيلها الأقمار، فإن أفضل ما يمكن أن تفعله المرأة هو أن تهتم بجمالها الداخلي. الجمال الداخلي يبقى ويظهر أثره على الوجه وبقية الجسد. لو اهتمت المرأة بالجمال الداخلي فلن تعاني كثيرا في المحافظة على جمالها الخارجي. طبعا يمكنها استخدام الماكياج وغيره من شتى الطرق.. لكن الأصل أن تهتم بالجمال الداخلي.
فما يفيد الرجل إذا كانت المرأة متزينة وكلامها ممجوج وعقلها فارغ؟ أو كثيرة الشكوى أو قليلة الحمد، أو حسودة أو نمامة وغيرها من الصفات الذميمة؟
ولله لقد رأيت بأُم عينيّ فتيات بارعات الجمال بدون أي زينة لكن لا يلتفت إليهن رجل بسبب طبعهن الذميم. فالجمال الخارجي يفني في لحظات أما الجمال الداخلي فهو ما يبقى. وبالمناسبة. حتى لو لم تتصف المرأة بالجمال الخارجي بأي شكل، فإن الجمال الداخلي يساعد كثيرا جدا في جذب الرجل إليها.
الجمال الخارجي يؤثر بسرعة في الرجل ويذهب تأثيره بسرعة أيضا. كم من فتاة جميلة بهرت الرجل ما أن تفوهت ببضع كلمات حتى بدأ الرجل ينسحب تدريجيا ليهرب من كم التفاهات التي تتحدث عنها! الرجل يهتم بحديث المرأة وسرعة بديهتها وابتسامتها ورقتها وعطفها وحنانها. الرجل يهتم أكثر بثقافة المرأة وتعاونها واحترامها للحياة والحب. الرجل يحب أكثر المرأة الحنونة العطوفة الرقيقة الحالمة الواقعية في آن واحد. إن أقسى الرجال يتهاوى أمام دموع المرأة وليس أمام جمالها. لهذا من غير المستغرب أن أكثر الرجال فسادا حين يتزوج يبحث عن امرأة عفيفة صالحة!
من خلال خبرتي الرجولية يمكنني القول أن الجمال الداخلي يجذب الرجال في حين أن الجمال الخارجي يجذبالمراهقينالمراهقين الذين يقصّون قصص خيالية عن فاتنات يهمن بهم حُبّا من دون أي سبب!

 نصائح متواضعة
 وكثير من الناس يجادل أيهما أفضل الجمال الداخلي أم الخارجي. وفي هذا يعجبني قول المفكر الإغريقي بلوتونيوس عن الجمال حيث عرف الجمال بأنه (عملية انسجام) أي أن الجمال خصلة فردية نسبية تختلف من شخص إلى آخر. وهذا يفسر تساؤل بعض النساء حول (يا إلهي كيف تزوجت تلك القبيحة!) أو (كيف وجد ذلك القبيح من تتزوجه!). كل إنسان له جمال ما، يراه إنسان ما، في مكان ما، وفي زمان ما.
وسأسرد بعض النصائح البسيطة إلى جانب الكثير من الأمور التي تعرفها النساء أو يمكن الحصول عليها من أماكن كثيرة.
  •  الكلمة الطيبة تجعل شفاهِك أجمل
  •  الابتسامة تجعل فمِك أجمل
  •  النظرة الخجولة تجعل عينيكِ أجمل
  •  النظرة الواثقة تجعل عينيكِ أجمل واجمل
  •  المشي بخطوات واثقة تجعل قوامِك أجمل
  •  الابتعاد عن القيل والقال تجعل حضورك أقوى
  •  القراءة والثقافة العامة تجعل شخصيتك أقوى
  •  ترفعك عن سماع الأذى من الحديث يجعل روحك أكثر سموا ورقيا
  •  الحشمة تزيدك جاذبية وأنوثة. وتذكري كلما شاهد الرجل اكثر كلما قل تأثيرك عليه!

أخيرا، لا أقول أن الجمال الخارجي لا قيمة له، لكن أؤكد أن الجمال الخارجي لا قيمة له إذا فقد الجمال الداخلي. فلا تتخلى المرأة عن حلم 90-60-90 الذي يمكن أن يذهب سريع. كما يجب أن تتخلى عن حلم النسبة الذهبية (1:1.618) الذي تعرفه كل اختصاصيات الجمال العصريات لكن يجب أن تقرنه بجمال داخلي دائم لا ينقطع بإذن الله.

سؤالان بسيطان
  • هل عرفتِ لماذا كان عنوان المقال (كيف تصبحين أجمل)؟ وليس (كيف تصبحين جميلة)؟
  • هل تعرفين سر النسبة الذهبية (1:1.618) ؟ 🙂
 
مهيب عبد أبو القمبز
باحث دكتوراة في إدارة المشاريع
https://www.mik1111.blogspot.com https://www.facebook.com/kauifi

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك