إن أزمة الحركات الإسلامية اليوم ليست في ندرة القادة التنفيذيين، وإنما هي في ندرة القادة التصوريين القادرين على بناء رؤية متجاوِزة، يستطيعون من خلالها وضع البدائل التي تُخرج هذه الحركات من حالة الفوضى والجمود، وقد عبر الأستاذ عمر عبيد حسنة عن ذلك بقوله: (إن هذه التنظيمات -في معظمها إن لم نقل كلها- انتهت إلى لون من القيادات التي ظنت أن القيادة تعني الإشراف الإداري.. وعجزت عن إنتاج قيادات فكرية، ذلك أن هذه القيادات بطبيعتها الإدارية الرتيبة، تضيق ذرعاً بأي تطوير أو تفكير أو تغيير، وكل الذي يعنيها: الإبقاء والإصرار على صورة الماضي للمفكرين الرواد الأوائل، على الرغم من تغيّر الظروف والأحوال والمشكلات.. وعلى أحسن الأحوال يمكن وصف تلك القيادات بأنها أغلفة لحفظ تاريخ الجماعات، وهذا الاستمرار الرتيب استدعى بطبيعة الحال تقديم الخطباء على الخبراء) وهو تشخيص صحيح.
د.محمد مختار الشنقيطي
من كتاب #الحركة_الإسلامية_في_السودان