أخطاء في اختيار مشكلة البحث
1- اختيار مشكلة عامة عريضة المجال تحتاج لعدة بحوث، ولا يمكن لبحث واحد أن يغطيها، كما لا يمكن للباحث الواحد أن يعطيها حقها، لحاجتها إلى وقت وجهد كبيرين. وتتداخل في هذه المشكلة العامة العديد من المتغيرات المؤثرة والمتأثرة، والعلاقات الارتباطية، مما يجعل طرحها على بساط البحث أمرا غير دقيق ويصعب معه الوصول إلى نتائج أو استنتاجات محددة.
2- اختيار الباحث لأول مشكلة تخطر على باله دون العناية بالتفكير في أبعادها ومتطلبات قياسها ودراستها. وقد لا يهتم بعض الباحثين بالرسالة إلا بصفتها عملاً روتينياً كمتطلب للحصول على الدرجة العلمية من أجل الترقي الوظيفي أو المكافآت، ولذلك لا يهمه موضوع دون آخر، ولا مشكلة بحثية دون أخرى.
3- وبالعكس من الخطأ السابق، هناك التسرع والسطحية وعدم التمسك بفكرة محددة.
4- قد يقع باحثون آخرون ممن يعانون من التردد وعدم الثقة والشكوك في خطأ آخر وهو التفكير والقراءة لعدة أشهر وكذلك ملاحقة الأساتذة والمتخصصين، ثم الشك في كل ما يقال لهم، ويظلون على هذا الحال دون الاستقرار على مشكلة بحثية محددة واضحة المعالم، حتى يمضي الوقت وتفتر الهمة ويصبح الوقت المتاح ضيقا، فيقبل الباحث في النهاية بأي مشكلة بحثية للتخلص من ضغط الوقت وروتين الإجراءات
5- يقع بعض الباحثين في خطأ عدم وضوح صياغة مشكلة البحث، فيعبرون عنها بلغة ركيكة أو غامضة لا يدري المقصود بها إلا الباحث نفسه، وتحتاج دائما إلى من يشرح المقصود بها. وهذا خطأ كبير في البحث العلمي ذلك لأن البحث المكتوب هو درجة في سلم المعرفة، يبني عليه الباحثون الآخرون معرفة أخرى. ولهذا يجب أن يكون البحث واضحاً مفهوماً لا يحتمل الغموض أو التأويل أو الاختلاف في التفسير. ولعل الخطأ الأكبر هو أن الباحث قد يضيق صدره بملاحظات أساتذته أو المشرف العلمي حول عدم وضوح صياغة مشكلة البحث أو غموضها ويعتبر هذه الملاحظات عبء عليه، وتعقيدا لا لزوم له يعطله عن المضي في كتابة الرسالة فيتهرب من الأخذ بهذه الملاحظات عن المشكلة البحثية التي تعتبر الأساس الذي يبنى عليه الباحث باقي أجزاء الرسالة التي هي الأساس لجودة الرسالة العلمية بصفة عامة.
طرق تجنب هذه الأخطاء
1- يفضل أن يكون للباحث مجال اهتمام خاص به يقرأ فيه وينمي معلوماته، ويتابع أحدث ما يكتب فيه من أبحاث ومقالات وكتب، ليس لأنه يعاني من مشكلة خاصة به في هذا المجال، ولكن كتفضيل علمي وفضول طبيعي وحب الاستطلاع. والإنسان المثقف لن يحيط بكل شيء علما ولكن غالبا ما يكون له هواياته الخاصة، وحقل المعرفة القريب إلى عقله ونفسه. فيكون في حالة اختياره موضوع ومشكلة بحث داخل مجال الاهتمام الخاص به هو أقرب إنسان لمعرفة ما يريد أن يبحث فيه، وسيسهل عليه اختيار وصياغة وتناول مشكلة البحث والإلمام بأبعادها وبواطنها وعلاقاتها، وهو الذي سيعيش معها طوال مدة البحث.
2- من الضروري أن يمارس الباحث لونا من الحوار مع زملائه وأساتذته لكي يمكنه تحديد وبلورة مشكلة البحث. فمشكلة البحث في صورتها النهائية لا تخطر على ذهن الباحث في عصر المعرفة بصورة مفاجئة وٕإنما التطور الطبيعي أن تبدأ المشكلة في ذهن الباحث كفكرة عامة غير محددة الأبعاد، ومن خلال القراءة والتفكير والحوار مع الآخرين يبدأ الباحث في شحذ الفكرة من خلال أسئلة ذكية مثل: ما هو المتغير المستقل وما هو المتغير التابع؟ وما هي النتائج المتوقع الخروج بها؟ وما هي أبعاد هذه المشكلة وعناصرها، وعلاقتها؟
3- لا بد أن يتوقع الباحث قبل صياغة #مشكلة_البحث ما قد يقابله من صعوبات إذا لم تكن المشكلة معروفة ومصاغة بإحكام. ويتطلب هذا من الباحث الإلمام بأصول البحث العلمي، ليس كمجرد مقرر يحفظه لينجح فيه دون استيعاب وتأمل وتفكير في كيفية ارتباط المشكلة بتساؤلات البحث وأهدافه ومنهجه وأدواته وطرق قياس المتغيرات الواردة فيه. وهو ما ينصح به كثير من الكتاب في أصول ومناهج البحث العلمي.
4- ثمة شروط تقليدية للاختيار الجيد للمشكلة البحثية مثل جديتها وجدتها وأصالتها وجاذبيتها، وهو ما يتطلب من الباحث الاطلاع بصورة نقدية على البحوث والدراسات السابقة في مجال بحثه وحتى في مجالات أخرى. ويتطلب هذا حسا بحثيا لا يتكون لدى الباحث إلا بارتياد المكتبات والاطلاع والتأمل والتفكر. والوقت الذي يقضيه الباحث في المكتبة ليس وقتاً ضائعا ولكنه يساعد على اتساع الآفاق الفكرية لدى الباحث وقدرته على ربط الظواهر ببعضها البعض وتنمية الحس البحثي لديه.
5- لابد أن يقتنع الباحث بأن الكمال غاية لا تدرك، ولذلك فكل ما يكتبه الباحث يكون قابلا للنقد والتعديل، حتى من الباحث نفسه بعد فترة من كتابته. ولكن ذلك لا يمنع الباحث من الانطلاق في التعبير عما يفكر فيه حتى لو قام بتعديله بعد شهور أو سنوات.
https://www.mik1111.blogspot.com
https://www.facebook.com/kauifi