الإطار النظري للبحث ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2018/10/25

الإطار النظري للبحث

الإطار النظري للبحث

لا يمكن تخيل بحث علمي رصين بدون إطار نظري له. الإطار النظري هو الباب الثاني في الرسالة بعد المقدمة، ويتراوح عادة عدد صفحاته بين 30 - 40 صفحة، وقد يكون أقل أو أكثر بحسب تخصص البحث وحدود موضوعه. وكتابة الإطار النظري تدفع الباحث إلى قراءة الدراسات السابقة فتجنبه الوقوع في مشكلة الانتحال غير المقصود وتكرار نتائج الدراسات السابقة.

مكونات الإطار النظري

من خلال هذا الإطار يقوم الباحث بتقديم زبدة ما قرأه من المادة العلمية (الأدب النظري) التي سبق أن كتبت حول سؤال البحث أو ما يقترب منه أو يتقاطع معه، ويقوم بصياغتها بأسلوبه الخاص. والإطار النظري هو الأساس الذي يقوم عليه البحث وليس مجرد خلفية نظرية له كما يظن خطأ بعض الباحثين.
ومن خلال الإطار النظري يقوم الباحث بالتعريف الدقيق والمفصل بمشكلة الدراسة، وأهميتها، والأسباب التي دعته لاختيار هذه المشكلة ليقوم بدراستها.
وبعد ذلك يشرح ويحدد ويحلل التداخلات والعلاقات ذات الصلة بالمشكلة أو الظاهرة.
ثم يحدد ويسمي المتغيرات ذات العلاقة بالمشكلة. ويحدد شبكة العلاقات بين المتغيرات المستقلة والتابعة والوسيطة التي لها أهمية بالنسبة للبحث، ويبين طبيعة واتجاه العلاقات بين هذه المتغيرات، مع شرح أسباب هذه العلاقات، ويقدم للقارئ تعريفات وشرحا وافيا للمصطلحات والمفاهيم التي يتضمنها بحثه. ثم يكتب مراجعة نقدية وتقييمية للدراسات السابقة فيحدد ثغراتها إن وجدت، ويقارن بينها وبين دراسته من حيث أوجه الشبه والاختلاف، مركزا على الاختلافات والإضافات التي سيقدمها، ويصل إلى تحديد الفجوة العلمية التي سيملؤها ببحثه.
ولا يوجد عدد محدد من الفصول لكتابة الإطار النظري فقد يكون فصلين أو ثلاثة أو أكثر وبحسب طبيعة كل بحث.

شروط الإطار النظري الجيد

على الباحث أن يكتب إطارا نظريا ملائما لبحثه، تتوافر فيه شروط الملائمة والاتساع أو الاكتمال، والشمول والجدوى أو المنفعة من الناحيتين العلمية والعملية، وبنفس الوقت ألا يكون مفككا وألا يتضمن حشوا زائدا أو تكرار. والإطار النظري يجب أنْ يناسب المشكلة البحثية، وأن يزودنا بكل المصطلحات التي تصف لنا الظاهرة، وتحللها، وبكل المفاهيم والتعريفات.
للإطار النظري أهمية كبيرة في البحث العلمي فمن خلاله يقوم الباحث بتشكيل علاقة قوية بينه وبين القارئ، فيشعر القارئ بالتعب والجهد الذي بذله الباحث من أجل إخراج هذا البحث بأبهى صوره.
ومن خلال الإطار النظري يكتشف القارئ شغف الباحث بالبحث العلمي، وسعة اطلاعه على المجال الذي يقوم بالبحث فيه، وبإدراكه لقيمة البحث الذي يكتبه.
كما أن #الإطار_النظري للبحث العلمي يجنب الباحث الوقوع في الانتحال العرضي، فمن خلاله يستطيع الباحث معرفة إن كان هناك بحث سابق مشابه لبحثه العلمي، فيطلع عليه ويعدل بحثه العملي بحيث يقدم شيئا جديدا مختلفا كليا عن البحث السابق.

ومن خلالها يستطيع الباحث إن كان بحثه مبتكرا أم سبقه أحد ما وقام بدراسته، وما أوجه التشابه والاختلاف بين بحثه والبحوث التي تم دراستها من قبل، وماذا يقدم بحثه من أشياء جديدة عجزت البحوث السابقة عن اكتشافها.

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك