كيف تعد مشروع ناجح ~ محمد الكويفي

Change Language

لا خير في دراسة وعلم ونبوغ، اذا لم يصاحبه تقوى وعمل..

2017/05/25

كيف تعد مشروع ناجح

المقدمة :

إن التخطيط السليم لأي عمل هو مطلب مهم في الحياة وفي كل المجالات سواء التربوية منها أو الجوانب الأخرى ، وحيث أن الأمر كذلك فإن التخطيط المعد و المنسق لأي عمل تربوي يجب أن يكون ضمن أولويات كل معلم يعمل في التربية و التعليم ليس في حدود الدرس فقط وإنما يتعدى ذلك ليشمل جميع جوانب التربية و التعليم المختلفة سواء ذات العلاقة المباشرة بعمل المعلم أو تلك التي يطلب منه الاستزادة منها و التي قد تكون ذات عائد ومردود ايجابي في سير العملية التعليمية بجوانبها المتعددة 00

ومع ازدحام الأفكار التي قد تراود المعلم حول أمر ما ، كان لابد من تنظيم هذه الأفكار وترتيبها بحيث يتمكن بعد ذلك المعلم من الخروج بنتيجة ايجابية من وراء هذه الأفكار المنظمة ، وعلى هذا الأساس كانت هذه الأسطر و الفقرات في هذا الموضوع حيث المحاولة الجادة في وضع بعض النقاط التي قد تساعد المعلم الراغب في تنفيذ أي عمل تربوي على الدقة في التنفيذ وذلك من خلال عرض الآلية المناسبة له 00

سيتم تناول التعريف بالمشروع و الهدف منه و الفئة المنفذة له والمستهدفة منه وغيرها من الخطوات التي تساعد على الإعداد الجيد للمشروع قبل الإقدام على تنفيذه سواء من قبل المعلم أو أي جهة معنية به 00
كل ذلك وغيره هو محاولة مني للإسهام في خدمة العمل التربوي في هذه المنطقة بشكل خاص وعلى مستوى الوزارة بشكل عام في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حفظه الله ورعاه 00


التعريف بالمشروع :

أولا وقبل كل شيء لابد للمعلم أن يضع ضمن أفكاره المبدئية وضع مسمى للمشروع الذي يريد تنفيذه ، ثم التعريف بهذا المشروع من منطلق ذلك المسمى ، وذلك حتى يتسنى لكل مطلع على هذا المشروع معرفة الفكرة منه و التي قد تعينه على فهم الخطوات اللاحقة له 00
فالتعريف بالمشروع هو ضمن أولى الخطوات التي يجب أن يحضر لها المعلم ذهنيا وكتابيا حتى يتمكن من إعطاء الصورة الحقيقية و المناسبة عن هذه الفكرة التي يرغب في تنفيذها أو التي يرغب في أن ينفذها الآخرون وهذا مما يساعد لاحقا على التنفيذ الصحيح لها دون أدنى شك 0

الهدف من المشروع :

لايمكن لأي مشروع أو عمل تربوي أن يكون قد وجد اعتباطا كما أنه لا يمكن أن ينتهي بذلك الحال ، فالهدف من هذا المشروع أو ذاك العمل ومتى يمكن أن يتحقق وكيفية الوصول إلى تحقيقه ، هو ضمن الأركان الأساسية التي يجب على المعلم أن يعد لها ويكتشفها حتى يستطيع إقناع الآخرين بتبني أفكاره أو مساعدته على تنفيذها 00
أما العمل المبهم الخالي من الأهداف أو ذلك العمل صاحب الأهداف الغامضة أو تلك الأهداف التي قد يحتكرها صاحب العمل لنفسه ، فهذه من الأمور التي قد تؤثر سلبا على المشروع وعلى طريقة تنفيذه ، كما أنها قد لا تعكس الصورة الصحيحة لهذا المشروع فيما بعد بسبب عدم وجودها أو ندرة وضوحها 0

الفئة المنفذة :

كل مشروع لا بد من تحديد الجهة التي قد تسعى لتنفيذه سواء من الأفراد أو الجماعات أو الهيئات أو غيرها 0
فليس كل المشاريع يمكن أن تحمل سمة العمومية في التنفيذ كما أن الخصوصية لا تكون لأي شخص أو جهة وإنما تلك الجهة أو الأفراد المعنيين بصورة مباشرة من ذلك المشروع و الحريصين على ضمان نجاحه وتنفيذه 0
و بالتالي فإن المعلم مطالب باختيار ووضع الجهة المعنية بتنفيذ ذلك المشروع قبل الشروع في تنفيذه ، وهذا الأمر من الأشياء التنظيمية التي تسهل انسياب العمل ومعرفة الأدوار عند التنفيذ 0
كما أنها تحدد بشكل قاطع المسؤول المباشر عن المتابعة و التنفيذ بحيث لا يترك الأمر عائما أو مائعا عند تنفيذ الخطوات ، وهذا بدوره يحدد المسؤوليات لكل فرد في هذه الفئة 0
الفئة المستهدفة :

تحديد الفئة المستهدفة و المستفيدة من المشروع هو أيضا ضمن الأمور التي يجب أن يعمل لها المعلم حسابا قبل الشروع في تنفيذ العمل ، حيث يساعد ذلك على توفير الكثير من الجهد أثناء التنفيذ ، فالتشتيت أثناء التنفيذ لفئات متعددة وعشوائية قد يؤثر سلبا على النتائج المرجوة من المشروع 0

ويمكن للمعلم تحديد الفئة المستهدفة من مشروعه من خلال الفكرة الأساسية لهذا المشروع بحيث يتناسب ذلك الطرح مع تلك الفئة وهذا الأمر هو من عوامل نجاح أي عمل لأن عدم تناسب المشروع مع الفئة المستهدفة سيؤدي بلا شك إلى نتائج هزيلة وغير مرجوة ، وعليه نقول أن اختيار الفئة لا يكون عشوائيا وإنما يكون بالتناسب مع ما يحمله المشروع من أفكار تهم تلك الفئة دونا عن غيرها 0


المكان و الزمان الملائمين للمشروع :

العمومية قد لا تؤدي إلى نتيجة طيبة في كثير من المشاريع ، ولهذا فإن تحديد المكان المناسب و الزمان المناسب لتنفيذ المشروع هو مطلب مهم يجب على المعلم أن يعييه ويوليه قدرا كبيرا من الأهمية قبل أن يعطي الضوء الأخضر لتنفيذ ما هو مقبل عليه ، حيث أن خصوصيات المكان و الزمان هي من العوامل المهمة لنجاح أو فشل أي مشروع وذلك للتأثير المباشر الذي تحدثه سواء بالسلب أو الإيجاب 0

المعطيات :

أقصد بهذه الكلمة هو " كل ما من شأنه أن يكون معينا ومفيدا أثناء التنفيذ " ولهذا على المعلم الذي يضع مشروعا ما أن يدرك أهمية العوامل المحيطة للنجاح أو الفشل سواء المادية منها أو المعنوية أو الاجتماعية ، فدراسة هذا الأمر قبل وضع المشروع للاستفادة من الإمكانيات المتاحة سواء البشرية أو المادية هو ضمن الضروريات التي لا يجب أن يغفلها كل صاحب مشروع يريد أن يرى النجاح لمشروعه 0


تمويل المشروع :

لا ينكر دور المادة في نجاح أو فشل كثير من المشاريع ، خصوصا إذا ما كانت هي العامل الأساسي فيه ، وبالتالي وجب على المعلم أن يحدد المدى المادي الذي قد يحتاج إليه المشروع كما أنه مطالب بوضع تصور مقترح للجهات أو الموارد التي قد تساعد على التمويل المادي لمشروعه ، كما هو مطالب أيضا بتصور المردود الذي قد يعود به هذا المشروع في حالة إمكانية ذلك وإذا ما تمكن المعلم من وضع فكرة ما أو أسلوب ما للتمويل الذاتي لهذا المشروع فذلك من الأمور الإيجابية التي قد تحسب له ولمشروعه ، حيث أن هذا المشروع لن يكون مرتبطا بموافقات ثانوية لضمان استمراره وتطوره وإنما يكون قادرا على يمول نفسه بنفسه 0

السلبيات و الايجابيات للمشروع :

لكل عمل سلبياته وإيجابياته وإنما يحكم على العمل بالنجاح إذا ما ظهرت الإيجابيات على السلبيات و العكس صحيح فيحكم على العمل بالفشل إذا ما برزت سلبياته أكثر من إيجابياته ، وبالتالي كان على المعلم أثناء وضع التصور لهذا المشروع أو ذاك أن يضع مبدئيا تصورا آخر للفائدة المرجوة من هذا المشروع وذلك بأن يحصر الإيجابيات التي قد يحققها ويحصر السلبيات التي قد تظهر فيه أو تطرأ عليه ، مع شرح ذلك للفئات المعنية بهذا المشروع وذلك حتى يتمكن هو أو الفئة المنفذة من تلافي بعض السلبيات و التأكيد على الإيجابيات ، كما أن ذلك من الأمور التي قد تعين على شيئين مهمين وهما التقييم الصحيح للعمل وزيادة الخبرة لأعمال مستقبلية 0


الصعوبات

إن تحديد المعوقات أو الصعوبات التي يمكن أن تواجه المشروع في مراحله المختلفة هو من الأمور الهامة عند وضع المشروع ، وذلك حتى يتسنى تحييد هذه المعوقات أو الحد منها ومن تأثيراتها السلبية قبل البدء بالمشروع أو عند التنفيذ له ، وعليه فإن مما يساعد المعلم واضع المشروع معرفة هذه المعوقات وتقنينها هو دراسته للمعطيات المحيطة و الإمكانيات المتوفرة في البيئة أو الزمان و المكان المعنيان بالتنفيذ فيهما 0



آلية التنفيذ :

كيف يمكن أن ينفذ المشروع ؟
إن أخبر الناس الذين يستطيعون الإجابة على هذا السؤال هو واضع المشروع 00

وذلك بحكم سبب اختياره لهذا المشروع وبحكم دراسته له من حيث أهدافه وفئاته ومعطياته ، و بالتالي فهو القادر على وضع الآلية المناسبة للتنفيذ الذي يجب أن تسير عليه الفئة المنفذة ، مع ملاحظة أن إتاحة الفرصة للتعديل إن كان هناك ضرورة لذلك التعديل ، و الذي أريد أن أصل إليه هنا هو أهمية أن تكون هناك مرونة في هذا الآلية بحيث تبتعد ابتعادا كليا عن الجمود الذي قد يكون عائقا للمشروع أكثر من السلاسة فيه 0
فرسم الخطوات المناسبة و تحديد المراحل المتعاقبة لضمان التنفيذ الصحيح للمشروع ولإعطاء نتائج إيجابية أمر يفرضه الواقع الذي يجب أن يعيه من يتقدم بمشروع ما ومن هنا كان لزاما وضع الآلية المرنة لتحقيق ذلك 0

التقييم المرحلي والتقييم الختامي:

ضمن الأمور التي لا يجب أن تغفل عند المعلم المتقدم بمشروع ما هو أن يضع تصورا لكيفية التقييم المرحلي للمشروع " و أقصد بالتقييم المرحلي الذي يكون في أثناء التنفيذ " وذلك للمتابعة الصحيحة و الجادة له ، كما هو مطالب أيضا بوضع تصور للتقييم الختامي " وأقصد به الذي يكون في نهاية المشروع " لمعرفة مدى النجاح أو الفشل الذي نتج عنه تنفيذ ذلك المشروع 0
فتحديد الآلية المناسبة للتقييم بنوعيه أمر لابد منه وهو بذلك يساعد أيضا على تحديد السلبيات و الايجابيات لكل مرحلة من البداية وحتى النهاية 0

نتائج المشروع :

لكل عمل نتائجه الدالة عليه ، وحتى قبل تنفيذ العمل يمكن للمعلم أن يضع مجموعة من النتائج التي يرى أن تنفيذ هذا المشروع أو ذاك يمكن أن يحققها وأن يصل إليها بعد الانتهاء منه ، ويفترض أن تكون هذه النتائج من الأمور الهامة التي يجب أن يصل إليها أو يحققها صاحب هذا المشروع ن ومن من شك أنها قد تكون هي الفيصل في الحكم على ذلك المشروع إما بالنجاح أو الفشل 00

وعلى أية حال فإن النتائج قبل تنفيذ المشروع التي قد يضعها صحاب المشروع إنما هي نتائج لا تزال في طور التوقع حدوثها ومع ذلك فلا يمكن إغفال هذا الأمر باعتبار أنه ضمن أكثر الأمور التي قد تقنع الجهات المنفذة بالموافقة على تبنيه في حالة صياغتها بشكل مُرضي ، وحتى وإن لم تتحقق هذه النتائج بنسبة 100% ولكن على الأقل فهي تكشف جانبا مهما من جوانب المشروع وفكر صاحب المشروع ، وبالتالي كان الاهتمام بها من الأشياء الرئيسة بالنسبة للمشروع وصاحبه 00

التوصيات و المقترحات :

يمكن لواضع المشروع أن يضع تصورا مصاحبا لمشروعه من خلال إدراج مجموعة من المقترحات أو التوصيات التي من شأنها أن تساعد على إنجاح المشروع وإبراز فوائده وإيجابياته ، أو تلك المقترحات أو التوصيات التي من شأنها أن تحد من السلبيات أو المعوقات التي قد تطرأ أثناء التنفيذ 0

مع تذييل ذلك بإتاحة الفرصة للفئة المنفذة أو المشرفة على المشروع الإدلاء برأييها وتضمين مقترحاتها وتوصياتها لخدمة هذا العمل ، وهذا من أدبيات التعامل مع هذه الفئة و التي ستكون معنية بصورة مباشرة عن التنفيذ كما أن ذلك يساعد على تقاسم المسؤوليات حتى قبل البدء بالمشروع 0


في الختام :

ما هذا العمل إلا إسهاما مني لخدمة العملية التعليمية التعلمية في هذه المنطقة ، فإن وفقت في ذلك فذلك من فضل الله عليّ ، وإن كان غير ذلك فعسى أن تكون هناك إسهامات أخرى في المستقبل تكون أجدى وأنفع 00

وعلى أية حال فإن الكمال لله وحده ، وبالتالي فالفرصة متاحة للزيادة أو النقصان و التبديل أو التعديل في كل ما جاء في هذه الوريقات إن كان ذلك يسهم في إبرازها بصورة أفضل 0

" سبحانك اللهم لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك "

 رابط المصدر:https://hrdiscussion.com/hr1484.html


https://www.mik1111.blogspot.com https://www.facebook.com/kauifi

التعليقات
0 التعليقات

0 الردود:

إرسال تعليق

شكرا لك
بصراحة استفدت كثيرا من هذه التدوينة
ان شاء الله في ميزان حسناتك