قصة التقويم والأشهر الهجرية
يوم السبت الماضي احتفل المسلمون حول العالم ببداية العام الهجري الجديد. فما هو التقويم الهجري وكيف جاءت فكرته وما السبب وراء تسمية الأشهر الهجرية بهذا الاسم؟
التقويم الهجري
التقويم الهجري هو تقويم إسلامي يعتمد على حركة دوران القمر حول نفسه وحول الأرض لتحديد بداية الأشهر الخاصة به.
يستخدم المسلمون هذا التقويم حول العالم لتحديد المناسبات الدينية المختلفة مثل الأعياد.
أغلب الدول العربية والإسلامية تستخدم هذا التقويم كتقويم ثانوي خلف التقويم الميلادي عدا دول قليلة أبرزها المملكة العربية السعودية التي تعتبر التقويم الهجري هو التقويم الرسمي للدولة.
يتكون التقويم الهجري من 12 شهرًا ويبلغ عدد أيامه 354 يوم تقريبًا أو 354,367 يوم على وجه الدقة.
دورة القمر تتم حول الأرض كل 29,5 يوم وبالتالي فإن الشهر الهجري يتكون إما من 29 أو 30 يومًا.
نشأة التقويم
جدير بالذكر أن هذا التقويم لم يكن تقويمًا خاصًا بالمسلمين بل إن التقويم المعتمد على القمر كان العرب يستخدمونه قبل ظهور الإسلام بقرون.
أسماء الأشهر وترتيبها تعددت حسب رأي كل قبيلة، مما تسبب في مشاكل في توقيت الحج إلى الكعبة في فترة ما قبل الإسلام.
عام 412م احتضنت مكة اجتماعًا يضم سادة القبائل العربية لتوحيد أسماء الشهور الخاصة بالتقويم القمري أوالتقويم العربي. هذا الاجتماع كان في حياة خامس جد للنبي محمد وهو كلاب بن مرة وتم فيه تسمية الأشهر التسمية الموحدة التي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.
في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب تم اتخاذ هذا التقويم العربي تقويمًا رسميًا للدولة الإسلامية مع اعتماد الهجرة النبوية كبداية لهذا التقويم ليتم تسميته بالتقويم الهجري.
اعتماد التقويم الهجري كتقويم رسمي بعد عامين ونصف من تولي عمر بن الخطاب الخلافة وذلك في يوم 12 ربيع الأول الموافق 24 سبتمبر 622م، ليكون يوم 1 محرم عام 17 هجرية هو بداية أول عام هجري عقب اعتماد التقويم الجديد.
نتيجة لاعتماد التقويم الهجري على حركة القمر فإن السنة الهجرية تتقدم كل عام بمقدار 11 يومًا بالمقارنة بالسنة الميلادية مما يجعل الشهور الهجرية تقع في فصول مختلفة مع مرور السنين.
تقويم أم القرى
تقويم أم القرى هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر وكذلك جزء منه تقويم شمسي لتحديد فصول السنة، وهو التقويم الرسمي للمملكة العربية السعودية الذي تؤرخ به على المستويين الرسمي والشعبي. ويعتمد إحداثيات (خط الطول
وخط العرض) للكعبة المشرفة في مكة المكرمة أساسًا لتقويم أم القرى، ويعتمد على ولادة الهلال فلكيًا حال غروب القمر بعد غروب الشمس في مكة المكرمة.
وخط العرض) للكعبة المشرفة في مكة المكرمة أساسًا لتقويم أم القرى، ويعتمد على ولادة الهلال فلكيًا حال غروب القمر بعد غروب الشمس في مكة المكرمة.
ولقد صدر أول عدد من تقويم أم القرى في عام 1346هـ من مطبعة الحكومة السعودي بمكة المكرمة وظل يطبع هناك حتى عام 1399هـ، حيث صدر الأمر بنقل طباعته إلى مصلحة مطابع الحكومة بالرياض لما تحويه من آلات وأجهزة حديثة يمكن بها طباعة وإخراج التقويم بطريقة حديثة وأنيقة.
شرح أسماء الأشهر
1- المحرم
سمي المحرم لأن العرب قبل الإسلام كانوا يحرمون القتال فيه، وهو أول الأشهر الحرم الأربعة التي ذكرها القرآن الكريم.
2- صفر
سمي بهذا الاسم لأن بيوت العرب كانت تصفر (أي تخلو من أهلها بسبب الحروب). وقد قيل أن سبب التسمية كذلك هو لأن العرب اعتادوا أن يغزوا فيه فكانوا يتركون من غزوهم صفر المتاع (أي بلا متاع نتيجة سلبهم لها).
3- ربيع الأول
سمي بهذا الاسم لأنه جاء بدايةً في فصل الربيع.
4- ربيع الآخر
سمي كذلك لأنه جاء بعد ربيع الأول.
5- جمادى الأولى
قبل الإسلام كان يطلق عليه جمادى خمسة وذلك لأنه خامس الشهر في الترتيب. وتسمية جمادى جاءت من أن الشهر جاء مع فصل الشتاء وقت تسميته حيث كان الماء يتجمد. جدير بالذكر أن لفظة جمادى مؤنثة.
6- جمادى الآخرة
سمي بهذا الاسم لوقوعه بعد شهر جمادى الأولى.
7- رجب
سمي بهذا الاسم لأنه أحد الأشهر الحرم الذي كانت ترجب فيها العرب رماحها (أي تنزع النصل عن الرمح). وقيل أن كلمة رجب معناها التوقف عن القتال.
8- شعبان
سمي بهذا الاسم لأنه شعب بين رجب ورمضان أي يفصل بينهما. كما قيل أنه سمي شعبانًا لأن العرب كانت تتفرق وتتشعب فيه بحثًا عن الماء.
رأي ثالث يقول أنه سمي كذلك نتيجة تشعب وتفرق العرب نحو الحروب بعد أن توقفوا عنها خلال شهر رجب.هه
9- رمضان
سمي بهذا الاسم لرموض الحر أي لشدة وقع الشمس، حيث كانت الحرارة شديدة في وقت تسميته.
شهر رمضان هو شهر الصوم عند المسلمين.
10- شوال
سمي بهذا الاسم لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت (أي أن النوق تصبح هزيلة ويجف لبنها).
11- ذو القعدة
هو أحد الأشهر الحرم الذي تقعد فيه الناس عن الحروب.
12- ذو الحجة
سمي بهذا لأنه الشهر الذي يذهب في الناس للحج. وهو أحد الأشهر الحرم.